×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التاريخ : 05-01-1430
رقم الموضوع : 0
جريدة : صحيفة المدينة

(المدينة)حوار د.الجحني عن الإرهاب

الجمعة, 2 يناير 2009
جابر المالكي الرياض تصوير: حسن إبراهيم

ارجع عميد كلية التدريب بجامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور علي الجحني السبب في تأخير بت القضاء في المملكة في قضايا الارهاب الى ان القضاء بحاجة الى مزيد من الوقت لدراسة تلك القضايا خاصة ان البعض منها يحتاج الى تمعن أكثر مؤكدا نزاهة واستقلالية القضاء في المملكة.
وقال في حوار مع المدينة إن الأعمال الإرهابية والتفجيرات التي حصلت في بلادنا تستدعي أن تكون المعالجة صريحة وواضحة مشيرا في هذا الصدد الى ان وزارة الداخلية في المملكة قطعت شوطا كبيرا وحققت نجاحات باهرة في التصدي للارهاب ليس في الجانب الأمني الميداني فحسب بل كذلك من خلال لجان المناصحة والاهتمام بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم. ولفت الى ان «الانترنت» أسهم في الخروج بالفكر التكفيري من المستوى المحلي الضيق إلى المستوى العالمي فضلا عن نشر أنباء جرائم العنف الإرهابي وما يخلفه من استهانة بالانظمة والعقوبات ومحاولات البعض تقليدها. مشددا على ان الحفاظ على الأمن والاستقرار مسؤولية تضامنية مشتركة.
وإلى نص الحوار :
التصدي للإرهاب أمنيًا وفكريًا
* في العامين الماضيين خفت وتيرة الاعمال الارهابية.. هل تعتقدون ان لجان المناصحة والحوار قد أثمرت ؟
** قطعت وزارة الداخلية في المملكة شوطا كبيرا وحققت نجاحات باهرة ليس في الجانب الأمني الميداني فحسب والدليل على ذلك تلك العمليات الاستباقية التي أجهضت وأحبطت كثيرا من مخططات الفكر المتطرف. وأما الجهد الفكري فإن وزارة الداخلية عملت من خلال لجان المناصحة ومن خلال الرعاية سواء داخل التوقيف أو خارجه بالتعاون كذلك مع اسر تلك الفئات والاهتمام بتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم والتي ضللوا وغرروا بها وحاولوا ان يبثوها وينشروها في المجتمعات الإسلامية وكانوا ينطلقون من عباءات الدين والإسلام منها بريء وإنما هي أعمال تقوم بها فئة ضالة ناقصة التأهيل العلمي والشرعي. وقد حققت لجان المناصحة انجازات كبيرة تجير لصالح وزارة الداخلية والعاملين فيها الذين استطاعوا ان يشكلوا هذه اللجان من تخصصات معرفية مختلفة في الجانب الشرعي وعلم النفس والجوانب الأخرى ذات العلاقة.
الخلايا النائمة ومحاكمة الإرهابيين
* هل تعتقدون ان هناك خلايا نائمة في المملكة؟
** الواقع ان الإنسان الذي يعمل في مجال التنبوء بالظواهر الإجرامية لايستطيع الجزم بأنه لا يمكن حصول شيء من ذلك. والمملكة قطعت شوطا كبيرا في مكافحة الإرهاب ولا شك ان الأجهزة الأمنية لديها توقع لكل الاحتمالات وهي بكل تأكيد لديها القدرة على مواجهة أي طارئ من الخلايا النائمة.
* يلاحظ ان القضاء لم يبت الى هذه اللحظة في قضايا الارهاب .. برأيكم لماذا؟
** القضاء في المملكة نزيه ومستقل وهو بحاجة الى مزيد من الوقت لدراسة تلكم القضايا ولاشك ان البعض منها يحتاج الى تمعن أكثر.
* مادور جامعة نايف العربية للعلوم الامنية في محاربة الفكر المتطرف؟
** الواقع أن دور جامعة نايف للعلوم الأمنية يتمثل في تنظيم دورات تعليمية وحلقات ومؤتمرات وورش في الجوانب الفكرية والتأهيلية اما العمل الميداني في التصدي للارهاب فليس من اختصاص الجامعة.
ادعاءات غير صحيحة
* هناك ادعاءات من بعض الدول أن اغلب اعضاء تنظيم القاعدة من المملكة .. ما مدى صحة هذه الادعاءات .. ولماذا المملكة بالذات؟
** هذا ليس صحيحا على الإطلاق، لكن هناك شباب لديهم قابلية وغرّر بهم واستطاع بعض المغرضين وأصحاب النوايا السيئة أن يدخلوا في نفوسهم هذا الفكر المنحرف تحت ستار الدين والغيرة على الإسلام ولكن هؤلاء ليس لديهم العلم الكافي.
** يرى بعض المحللين ان بعض مؤسسات التعليم في العالم العربي مسؤولة جزئيا عن العنف الإرهابي .. كيف ذلك؟
** ان التعليم التلقيني يؤدي إلى ضمور التفكير والرؤية من زاوية واحدة وإغفال الزوايا الأخرى مما سهل مهمة التنظيمات والجماعات المتطرفة في اصطياد جماعات من الشباب حيث وجدوا فيهم المادة الخام الصالحة لبث أفكارهم.
الأنترنت .. وسرعة انتشار المنحرف
* الانترنت اصبح قناة رئيسية لنشر فكر العنف والإرهاب .. الا توجد وسيلة للحد من تأثيره؟
** الواقع ان الانترنت أسهم في الخروج بالفكر التكفيري من المستوى المحلي الضيق إلى المستوى العالمي فضلا عما يحدثه نشر أنباء جرائم العنف الإرهابي من تعاطف واثارة وما يتركه من استهانة بالانظمة والعقوبات ومحاولات البعض تقليدها.
* يقال ان من قنوات خطاب العنف الإرهابي الخطاب الديني المتشنج .. كيف ذلك؟
** صحيح لأن نمط الخطاب الديني المتشنج استغله البعض في مرحلة ما يعرف (بالصحوة) وما بعدها وتحويله إلى خطاب تحريضي وتعبئة سياسة واضحة حيث تعددت صوره من خطب ومواعظ وندوات وحلقات وكتب ونشرات وغيرها. كما تحولت بعض المساجد الى مسارح للخطابة بعد كل صلاة. ممن يعد نفسه داعية ويبدأ في إلقاء خطبة جهورية تحريضية والناس يستمعون. حيث ان المساجد جميعها مزودة بمكبرات الصوت التي يتم رفعها للوصول الى ابعد مدى لها من منازل الحي الذي يقع به المسجد فتصل تلك الخطب الى الناس حتى في منازلهم ومن هنا يبدأ التأثير النفسي والمعنوي.
غياب الانتماء الوطني
** ما الآثار السياسية التي خلفتها العمليات الإرهابية التي قامت بها بعض الجماعات المتطرفه في دول المنطقة؟
** تركت عمليات العنف الإرهابي التي قامت بها بعض الجماعات المتطرفة في دول المنطقة العديد من الآثار السياسية سواء على المستويين المحلي او العالمي، حيث عرضت العلاقات العربية مع الاخرين الى بعض التوتر خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وذلك لكون غالبية المنفذين للهجوم من دول الخليج وتعد المملكة اكثر الدول العربية تأثرا بذلك التوتر. وقد ترتب على ذلك العديد من المواقف السياسية والمساجلات الإعلامية التي لاتزال آثارها باقية إلى اليوم. وتبرز الخطورة السياسية لذلك في تصوير المنتمين لهذه الجماعات محاولات دول المنطقة لتحسين علاقاتها مع الدول العظمى وتحسين صورتها لدى الرأى العام العالمي على أنها ضعف وموالاة للغرب والأمريكان. كما ان من الأفكار الرئيسية للجماعات التكفيرية مفهوم (الأممية) حيث إنهم لايؤمنون بمفهوم القطر او الانتماء الوطني ما يجعل المنتمين لهذه الجماعات لايشعرون بالندم عند تدميرهم منشآته او ذبح سكانه.


نقلها / عبدالله محمد - حمود الشبيلي
Dimofinf media content