عشق (إدارة الأعمال) ومارس مهنة(الإعلام) حباً لها.. ومن مدرسة سبت تنومة الابتدائية حتى ثانوية اليمامة بالرياض.. كانت تلك مرحلة اللبنات الأساسية لبناء عشقه الإذاعي الذي تحول إلى عمل احترافي عام 1401ه بإذاعة الرياض ومن ثم انتقل إلى التلفزيون عام1412ه ليشكل اسماً بارزاً في خضم الإعلام السعودي.. إنه المذيع المخضرم بالقناة الأولى السعودية (عبدالله بن محمد الشهري) والذي أجرت معه (إعلام) حواراً تستكشف جانباً من حياته الإعلامية والعراقيل التي تواجه الإعلامي السعودي وعدداً من المحاور الإعلامية فإلى الحوار في جزئه الأول:
@ الكثير من الإعلاميين العاملين بالإعلام الحكومي ينتقدون أجهزتهم الإدارية والفنية التي يعملون فيها.. ما تعليقك على آرائهم؟
- من المهم أن نبحث عن السبب.. فالعاملون في الإعلام الحكومي طفح بهم الكيل: فمن جهة هم مطالبون بأعلى درجات الدقة والحرفية والمهنية والقدرة على التعاطي مع تقنيات ومتطلبات العصر الحديث، ومن الجهة الأخرى مكبلون بقيود نظام إداري ومالي عفا عليه الزمن ولم يعد صالحاً، وهذا لا يعني أنه كان في فترة ما مناسباً.. إنه نظام في الأصل لم يكن للإعلاميين وإنما ألحق الإعلاميون بزملائهم الخاضعين لنظام الخدمة المدنية في نسخته الأولى التي وضعت قبل بداية التلفزيون وعندما كانت الإذاعة لا يغطي إرسالها أبعد من المدينة التي تبث منها.. وهو بكل صدق، مجحف بحق المهنة ومساواتها بأي وظيفية إدارية أخرى،ورغم نجاح عدد من المهن في الخروج من ربقة النظام فيما يعرف (بالكادر الخاص) مثل كادر الأطباء والمعلمين وغير ذلك من المهن.. إلا أن الإعلاميين ظلوا خارج التغطية النظامية،فلا يوجد (كادر للإعلاميين) لتحفظ أبسط حقوقهم يسن ويقنن ويوضع على أساس متطلبات واحتياجات وضرورات المهنة، وربما هناك جانب من جوانب التذمر كالرعاية الطبية الغائبة عن (موظفي) الإعلام الحكومي،وحجم الضغوط النفسية التي يمارس عمله في ظلها،وأنه يجب أن يكون في أفضل حالاته النفسية والشكلية وحتى الأماكن التي يتردد عليها،ومع هذا عليه أن يتدبر ذلك بنفسه.. خاصة في ظل محدودية الدخل وارتفاع الأسعار وجنون العقار،ومقارنة مع زملائنا في دول مجلس التعاون نجد أن البون شاسع ناهيك عن أن نتحدث عن المؤسسات والشركات والإعلامية الخاصة أو ذات التنظيم المالي والإداري الخاص والمبني على أساس متطلبات المهنة.
@ يقال إن من العقوق خروج المذيع من القنوات الحكومية بعد صقله وتدربه فيها.. ما تعليقك وهل تتفق مع هذا الرأي؟
- ليس عقوقاً.. إنه ممارسة طبيعية لأبسط حقوقه.. وطالما أن البيئة طاردة فلا تستغرب خروج الفاعلين منها.. والذين يتجاسرون على البقاء حالياً ليس بالضرورة رضا عن الحال ولكنها الظروف العائلية والارتباطات الاجتماعية التي حالت دون البحث عن متنفس للموهبة وفضاء أرحب للبوح.
@ المشاهد له ذكريات جميلة مع التليفزيون السعودي قبل أكثر من عقدين من الزمان ولا يزال بعض المذيعين والبرامج في الذاكرة.. ترى الجيل الجديد هل تعتقد انه لن تكون له ذكريات مع زحام القنوات الفضائية؟
- نعم.. حينما كان للتلفزيون حضوره المذهل وحينما كان القائمون عليه وبإمكانيات بسيطة جداً يقدمون عملاً ذا مضمون يحترمون من خلاله أنفسهم أولاً.. ثم من يتوجهون إليه برسائلهم وموادهم.. ولا شك أن تعدد القنوات وتنوعها ساهم بشكل كبير في تغييب التميز وتضييق الخناق على المنتج الجميل حيث ساد مع الأسف الإسفاف والتهريج، وجنحت كثير من القنوات في مخاطبة الغرائز وخرجت بالإعلام عن مساره في كثير من أطروحاتها ومعطياتها.. ولكن البرنامج المتميز سيفرض نفسه.. وسيبني له قاعدة جماهيرية عريضة.. وفرص النجاح والتفوق الآن متوفرة أكثر والجيل الحالي أو القادم يستطيع أن يترك بصمته متى توافر على العناصر المساعدة لذلك،ومن أهمها احترام المهنة والمتلقي وجودة المادة المقدمة.
التاريخ : 22-12-1428
رقم الموضوع : 2008
جريدة : صحيفة الرياض