صحيفة عكاظ تنشر تقريراً عن النماص بمناسبة الصيف بعنوان (النماص ... تاريخ أصيل )
موقع تنومة : محمد عامر
تحتفظ محافظة النماص بتاريخ يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويدلل على ذلك القرى القديمة والآثار التي وجدت فيها والتي ترجع بتاريخها إلى زمن سحيق.
ما زال الزوار يقصدونها ليطلعوا على بعض ما خلفته الحضارات السالفة، ولعل أهمها الجهوة والظهاره والميفا وصدريد وآل عليان بالإضافة إلى جبل الضور الذي يوجد به آثار لمناجم الحديد.
ومن آثار النماص المقابر القديمة ومن أهمها مقابر وادي ترج ومقابر رسوس طلاح ومقابر وادي نكب علاوة على الحفريات والكتابات والنقوش القديمة الموجودة في جبل ذي العين وجبل السجين وجبل عيمة الخطيفة وموقع قرن الغلة وموقع الذلايل ومحافر الخيل ووادي عوص.
وتشتهر النماص بكثرة القلاع والحصون التي تمثل شاهدا واضحا على طبيعة الحياة السائدة قديما وما زالت هذه المعالم قائمة، تتميز بإبداع البناء وتناسق في لولبية الحصون أو تربيعها وميولها أيضا كما تتميز بتعدد طبقاتها وكبر أحجارها واستراتيجية موقعها، بالإضافة إلى البيوت التي مازالت في قمة الروعة من التوزيع التقليدي وجمال البناء.
وتعد هذه الحصون والقلاع من الأماكن الملفتة للانتباه في المحافظة وكانت تستخدم قديما للمراقبة والدفاع عن القرى وقت الحرب، كما تستخدم في تخزين الحبوب وتشاهد غالبا في الأماكن المرتفعة وقمم الجبال ومن أشهرها قصور العسابلة بمدينة النماص وقصور آل عثمان بقرية آل الشيخ ببني عمرو ويقدر عمر هذه المباني بما يزيد عن 300 عام.
وتقع النماص في الجنوب الغربي من المملكة ضمن منطقة عسير الإدارية، في موقع يتوسط جبال السروات وتبعد مسافة 140 كيلا عن مدينة أبها شمالا و 420 كيلا جنوب الطائف ويحدها من الجهة الشمالية محافظة بلقرن ومن الجهة الجنوبية مركز تنومة ومن الشرق محافظة بيشة ومن الجهة الغربية السفوح المطلة على تهامة والتي تنحدر بشدة تجاه الغرب حيث محافظة المجاردة، وأدى موقع النماص على طريق الحج القديم إلى ازدهارها كمركز تجاري في القدم وحاليا ساهم الطريق الرئيسي الطائف ــ أبها في زيادة الرقعة العمرانية والخدمات الحكومية وبالتالي فقد زاد ذلك في تطورها في النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وتنتمي خصائص النماص الجيولوجية إلى الدرع العربي المتكون من صخور نارية متحولة تعود إلى ما قبل عصر الكمبري والتي يزيد عمرها على مئات السنين.
وتعتبر محافظة النماص طبيعة بكر حيث لم تعبث يد الإنسان وأدواته الحديثة بمدخراتها المكنونة.
.............................................................................
أمثال شعبية
النملة تلقط الحب:
يقال لمن يتحدث عن سر ومن حوله أطفال صغار أو هواة نقل الكلام.
شو الشوايا ولاتطفي النار:
يقال للتعبير عن المطالبة بالتوازن في الأمر.
ما ينفع التلقيم عز العقبة:
يقال لمن يترك الأمور حتى تتفاقم ثم يتحرك لحلها فلا يستطيع.
يتقي من الشر عود:
يقال للتعبير عن ضرورة عدم الاستهانة بالأشياء.
لاتوصي يتيم في البكاء:
يقال لمن يكثر الوصايا على شخص يعرف ماذا يقوم به.
اللي ماسرت أمها مابتسر عمتها:
يقال لمن لاخير فيه لأهله، ولاخير فيه لغيرهم.
.............................................................................
العصيدة والمعصوبة وخبز الملة
تتميز المحافظة عن غيرها من المحافظات الجنوبية بتعدد الأكلات الشعبية والتي أصبحت مطلبا كبيرا من الزوار والسياح القادمين للمحافظة كل عام، واستطاعت أن تحافظ على قيمتها وهويتها بعيدا عن الأكلات الحديثة، ولعل أهمها:
المشغوثة
وتتكون من الذرة والبر والسمن والعسل حيث توضع في إناء كبير يسمى «الصحفة» مصنوعة من شجر الغرب ويشارك في تناولها 15 شخصا في آن واحد.
المعصوبة
وتعد من طحين البر فقط ويوضع عليها السمن في موقع خاص وبجانبها العسل والمرق.
العصيدة
عبارة عن طحين الذرة فقط ويوضع عليها ما يوضع على المعصوبة من مكونات.
خبز الملة
عبارة عن طحين البر والملة توضع في حجر مدور حتى يستوي.
الفطير
وهو عبارة عن أقراص مستطيلة الشكل توضع في التنور حتى تستوي ثم تقدم للضيوف.
العريكة
وهي عبارة عن طحين مخلوط بالماء «تعرك» باليد ثم تقدم مع السمن والعسل.
القرص
وهو مكون من الطحين الممزوج بالماء يوضع على ظهر النار ثم يقلب على الوجه الثاني.
.............................................................................
قصر الحضارات يحاكي «غرناطة»
تتميز النماص بالمتاحف الأثرية التي ساعدت وأسهمت على الجذب السياحي ومن بينها على سبيل المثال لا للحصر متحف النماص الذي من أفضل المتاحف بالمنطقة لما يحتويه من قطع أثرية وتراثية ونقوش ووثائق تاريخية، يقع ضمن الحي القديم الذي يعتبر تحفة فنية معمارية لما يمثله من نموذج لفن العمارة. ويتكون المتحف من خمسة أدوار ويحتوي على أكثر من 2000 قطعة تراثية وأثرية تشتمل على الأدوات الزراعية والحرفية والأدوات المنزلية والمصنوعات الجلدية والمنسوجات اليدوية والأسلحة القديمة والمشغولات الفضية بالإضافة إلى ملحق خارجي يحتوي على الوثائق وبعض النماذج من النقوش الحجرية التي تزخر بها المنطقة والتي يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الأول الهجري. ومن ضمن المتاحف المعروفة في النماص متحف بن سلام الأثري الذي يقع على قمم جبال السروات في قرية الميفاء التاريخية والأثرية وهي إحدى قرى الظهارة جنوب المحافظة شمال منطقة عسير حيث يتربع على قمة جبل يطل على مدينة تنومة جنوبا ومحافظة النماص شمالا، ويضم منزل قديم مبني من الحجارة والطين يعود عمره الزمني إلى أكثر من 700عام وعلى أكثر من 2000 قطعة أثرية قديمة من مختلف مناطق المملكة، وهي عبارة عن أواني منزلية وأدوات زراعية وحلي وملابس للنساء وهي صناعة محلية قديمة وبعض العملات لعدد من الدول العربية والصديقة التي كانت تستخدم قديما وصور فوتوغرافية. وإضافة إلى هذه المتاحف تحتضن النماص قصر الحضارات الإسلامية الذي يعتبر أعجوبة من أعاجيب القرن الواحد والعشرين صاغتها عقلية هندسية تراثية في قالب سعودي صرف. ويتداعى إلى الأذهان عند مدخل النماص قصر الحمراء في غرناطة، الذي يتربع في ثنايا القرن السابع عشر، ويستلهم قصة حضارة حفرها محمد المقر صاحب القرية التراثية، استغرقت أكثر من 35 عاما واستخدم في البناء أكثر من مليوني حجر طبيعي من جبال عسير لتكون من شواهد براعة هذا الإرث التاريخي.
.............................................................................
خصائص تنتمي إلى الدرع العربي
تأخذ درجة الحرارة في النماص خلال فصل الصيف صفة الاعتدال حيث لاتتجاوز 26 درجة مئوية، لارتفاعها الكبير عن سطح البحر والذي يصل إلى أكثر من 2500 متر، أما في فصل الشتاء فتتدنى درجة الحرارة كثيرا، وتصل أحياناً إلى الصفر المئوي، ويغطيها الضباب بشكل كلي أو جزئي في أغلب أوقات السنة.
وتنتمي خصائص النماص الجيولوجية إلى الدرع العربي المتكون من صخور نارية متحولة تعود إلى ما قبل عصر الكمبري والتي يزيد عمرها على مئات السنين. وتتميز بتنوع طبوغرافي، حيث تنقسم إلى المنحدرات المطلة على سهل تهامة، وهي منطقة رعوية تنمو بها الغابات الطبيعية بكثافة، والسراة (جبال السروات) التي تشكل خط تقسيم المياه بين الوديان الداخلية الشرقية وبين الوديان الساحلية التي تتجه نحو البحر الأحمر، والهضاب الشرقية المنخفضة نسبيا عن السراة.
.............................................................................
«المدقال» فلكلور تؤديه مجموعة بلا صوت
تشتهر النماص كغيرها من المدن والمحافظات بالفنون الشعبية والفلكلور الأصيل الذي يعبر عن الشجاعة والحماس بين رجالها، حيث يؤدي الأهالي «المدقال» عن طريق مجموعة بدون صوت وبحركة منظمة على إيقاع الطبول ثم يقوم المجموعة بإطلاق النار والذي يكون عبارة عن البارود من بنادق الفتيل والمقمع الأثرية، وكذلك فن «العرضة» الذي يؤدي بشكل جماعي لجميع المشاركين ويأتي دورها بعد المدقال مباشرة ويبدأ الشعراء بالقصائد المعبرة عن المناسبة.
ومن ضمن ما يميز النماص من الفنون الشعبية «اللعب» وهو لون شعبي يغلب عليه الطابع الغزلي ويؤدى عادة في السمرات.
.............................................................................
طبيعة خلابة تعانق السحاب
تتميز محافظة النماص بطابع خاص في موقعها الاستراتيجي على قمم جبال السروات الذي جعلها مقصدا للزوار والسياح على مدار العام لاعتدال الجو والنسيم العليل والطبيعة الخلابة. في محافظة النماص ترى السحاب يداعب قمم الجبال في مشهد يأسر النفس ويندي القلب والمشاعر خصوصا مع هبات النسيم وقطرات المطر المنعشة وربما يتساقط الثلج الذي يحول أرض هذه المحافظة إلى مسطحات بيضاء غاية في الروعة والجمال.وتنتشر ظاهرة الضباب الكثيف الملامس لسطح الأرض في المنطقة وتدوم أحيانا بضعة شهور خاصة في فصل الشتاء والربيع حيث لا تتجاوز الرؤية الأفقية بضعة أمتار وفي فصل الصيف يضفي الضباب الذي يعانق قمم الجبال لمسة من الجمال الساحر على طبيعة المنطقة مما يجذب كثيرا من السياح للاستمتاع بهذه المناظر الخلابة.وفي كل عام تتكون ظاهرة كونية تبهر المشاهد لها وتسحر الأبصار وتدعو النفس للتأمل في خلق الله سبحانه حيث تظهر المناطق التهامية وهي مغطاة بالسحب الكثيفة ويستطيع الشخص مشاهدتها من خلال جبال النماص الغربية مع ساعات الصباح الأولى التي تكون فيها جبال النماص معانقة للسحاب.
.............................................................................
سياحة الثقافة والشعر .. محمد النايف - محافظ النماص
السياحة هي عناق السحاب مع قمة جبل شامخ، وهي رؤية الشعاب والأودية والسدود تلمع بالمياة العذبة، وهي رؤية تاريخ وتراث وحضارة الأجداد من خلال شرفة منزل أثري أو من خلال بوابة قصر أو ضيافة قرية تاريخية، وهي حضور ندوة ثقافية أو قصيدة شعرية أو مسامرة أدبية في مبنى تاريخي أو ساحة عامة تعج بأبناء لغة الضاد على أصوات الدفوف والرقصات الشعبية في ظل بارود المدقال وأنغام العرضة.
إن السياحة هي الأمن والأمان وهي التواصل مع الأجداد والآباء والإخوان والأخوات مع الجيران والأصدقاء والأحباب.
السياحة هي النقاء والصفاء هي الشعور بأنك في بيتك مع أهلك وإخوانك. نعم هذه السياحة النقية في محافظة النماص التي تشرح ماقصدته وهي خير معبر لكل كلمة صادقة تقال في حق وطن الأمن والأمان. وطن الوفاء والرفاهية. وحقا لو قنعنا بما لدينا من تراث وحضارة وتنمية وطورناها وأحسنا تنميتها والتمتع بها لكفتنا مؤونة وكلفة وتعب السفر خارج الوطن.
.............................................................................
صورة ضوئية للخبر في عكاظ
....
ما زال الزوار يقصدونها ليطلعوا على بعض ما خلفته الحضارات السالفة، ولعل أهمها الجهوة والظهاره والميفا وصدريد وآل عليان بالإضافة إلى جبل الضور الذي يوجد به آثار لمناجم الحديد.
ومن آثار النماص المقابر القديمة ومن أهمها مقابر وادي ترج ومقابر رسوس طلاح ومقابر وادي نكب علاوة على الحفريات والكتابات والنقوش القديمة الموجودة في جبل ذي العين وجبل السجين وجبل عيمة الخطيفة وموقع قرن الغلة وموقع الذلايل ومحافر الخيل ووادي عوص.
وتشتهر النماص بكثرة القلاع والحصون التي تمثل شاهدا واضحا على طبيعة الحياة السائدة قديما وما زالت هذه المعالم قائمة، تتميز بإبداع البناء وتناسق في لولبية الحصون أو تربيعها وميولها أيضا كما تتميز بتعدد طبقاتها وكبر أحجارها واستراتيجية موقعها، بالإضافة إلى البيوت التي مازالت في قمة الروعة من التوزيع التقليدي وجمال البناء.
وتعد هذه الحصون والقلاع من الأماكن الملفتة للانتباه في المحافظة وكانت تستخدم قديما للمراقبة والدفاع عن القرى وقت الحرب، كما تستخدم في تخزين الحبوب وتشاهد غالبا في الأماكن المرتفعة وقمم الجبال ومن أشهرها قصور العسابلة بمدينة النماص وقصور آل عثمان بقرية آل الشيخ ببني عمرو ويقدر عمر هذه المباني بما يزيد عن 300 عام.
وتقع النماص في الجنوب الغربي من المملكة ضمن منطقة عسير الإدارية، في موقع يتوسط جبال السروات وتبعد مسافة 140 كيلا عن مدينة أبها شمالا و 420 كيلا جنوب الطائف ويحدها من الجهة الشمالية محافظة بلقرن ومن الجهة الجنوبية مركز تنومة ومن الشرق محافظة بيشة ومن الجهة الغربية السفوح المطلة على تهامة والتي تنحدر بشدة تجاه الغرب حيث محافظة المجاردة، وأدى موقع النماص على طريق الحج القديم إلى ازدهارها كمركز تجاري في القدم وحاليا ساهم الطريق الرئيسي الطائف ــ أبها في زيادة الرقعة العمرانية والخدمات الحكومية وبالتالي فقد زاد ذلك في تطورها في النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وتنتمي خصائص النماص الجيولوجية إلى الدرع العربي المتكون من صخور نارية متحولة تعود إلى ما قبل عصر الكمبري والتي يزيد عمرها على مئات السنين.
وتعتبر محافظة النماص طبيعة بكر حيث لم تعبث يد الإنسان وأدواته الحديثة بمدخراتها المكنونة.
.............................................................................
أمثال شعبية
النملة تلقط الحب:
يقال لمن يتحدث عن سر ومن حوله أطفال صغار أو هواة نقل الكلام.
شو الشوايا ولاتطفي النار:
يقال للتعبير عن المطالبة بالتوازن في الأمر.
ما ينفع التلقيم عز العقبة:
يقال لمن يترك الأمور حتى تتفاقم ثم يتحرك لحلها فلا يستطيع.
يتقي من الشر عود:
يقال للتعبير عن ضرورة عدم الاستهانة بالأشياء.
لاتوصي يتيم في البكاء:
يقال لمن يكثر الوصايا على شخص يعرف ماذا يقوم به.
اللي ماسرت أمها مابتسر عمتها:
يقال لمن لاخير فيه لأهله، ولاخير فيه لغيرهم.
.............................................................................
العصيدة والمعصوبة وخبز الملة
تتميز المحافظة عن غيرها من المحافظات الجنوبية بتعدد الأكلات الشعبية والتي أصبحت مطلبا كبيرا من الزوار والسياح القادمين للمحافظة كل عام، واستطاعت أن تحافظ على قيمتها وهويتها بعيدا عن الأكلات الحديثة، ولعل أهمها:
المشغوثة
وتتكون من الذرة والبر والسمن والعسل حيث توضع في إناء كبير يسمى «الصحفة» مصنوعة من شجر الغرب ويشارك في تناولها 15 شخصا في آن واحد.
المعصوبة
وتعد من طحين البر فقط ويوضع عليها السمن في موقع خاص وبجانبها العسل والمرق.
العصيدة
عبارة عن طحين الذرة فقط ويوضع عليها ما يوضع على المعصوبة من مكونات.
خبز الملة
عبارة عن طحين البر والملة توضع في حجر مدور حتى يستوي.
الفطير
وهو عبارة عن أقراص مستطيلة الشكل توضع في التنور حتى تستوي ثم تقدم للضيوف.
العريكة
وهي عبارة عن طحين مخلوط بالماء «تعرك» باليد ثم تقدم مع السمن والعسل.
القرص
وهو مكون من الطحين الممزوج بالماء يوضع على ظهر النار ثم يقلب على الوجه الثاني.
.............................................................................
قصر الحضارات يحاكي «غرناطة»
تتميز النماص بالمتاحف الأثرية التي ساعدت وأسهمت على الجذب السياحي ومن بينها على سبيل المثال لا للحصر متحف النماص الذي من أفضل المتاحف بالمنطقة لما يحتويه من قطع أثرية وتراثية ونقوش ووثائق تاريخية، يقع ضمن الحي القديم الذي يعتبر تحفة فنية معمارية لما يمثله من نموذج لفن العمارة. ويتكون المتحف من خمسة أدوار ويحتوي على أكثر من 2000 قطعة تراثية وأثرية تشتمل على الأدوات الزراعية والحرفية والأدوات المنزلية والمصنوعات الجلدية والمنسوجات اليدوية والأسلحة القديمة والمشغولات الفضية بالإضافة إلى ملحق خارجي يحتوي على الوثائق وبعض النماذج من النقوش الحجرية التي تزخر بها المنطقة والتي يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الأول الهجري. ومن ضمن المتاحف المعروفة في النماص متحف بن سلام الأثري الذي يقع على قمم جبال السروات في قرية الميفاء التاريخية والأثرية وهي إحدى قرى الظهارة جنوب المحافظة شمال منطقة عسير حيث يتربع على قمة جبل يطل على مدينة تنومة جنوبا ومحافظة النماص شمالا، ويضم منزل قديم مبني من الحجارة والطين يعود عمره الزمني إلى أكثر من 700عام وعلى أكثر من 2000 قطعة أثرية قديمة من مختلف مناطق المملكة، وهي عبارة عن أواني منزلية وأدوات زراعية وحلي وملابس للنساء وهي صناعة محلية قديمة وبعض العملات لعدد من الدول العربية والصديقة التي كانت تستخدم قديما وصور فوتوغرافية. وإضافة إلى هذه المتاحف تحتضن النماص قصر الحضارات الإسلامية الذي يعتبر أعجوبة من أعاجيب القرن الواحد والعشرين صاغتها عقلية هندسية تراثية في قالب سعودي صرف. ويتداعى إلى الأذهان عند مدخل النماص قصر الحمراء في غرناطة، الذي يتربع في ثنايا القرن السابع عشر، ويستلهم قصة حضارة حفرها محمد المقر صاحب القرية التراثية، استغرقت أكثر من 35 عاما واستخدم في البناء أكثر من مليوني حجر طبيعي من جبال عسير لتكون من شواهد براعة هذا الإرث التاريخي.
.............................................................................
خصائص تنتمي إلى الدرع العربي
تأخذ درجة الحرارة في النماص خلال فصل الصيف صفة الاعتدال حيث لاتتجاوز 26 درجة مئوية، لارتفاعها الكبير عن سطح البحر والذي يصل إلى أكثر من 2500 متر، أما في فصل الشتاء فتتدنى درجة الحرارة كثيرا، وتصل أحياناً إلى الصفر المئوي، ويغطيها الضباب بشكل كلي أو جزئي في أغلب أوقات السنة.
وتنتمي خصائص النماص الجيولوجية إلى الدرع العربي المتكون من صخور نارية متحولة تعود إلى ما قبل عصر الكمبري والتي يزيد عمرها على مئات السنين. وتتميز بتنوع طبوغرافي، حيث تنقسم إلى المنحدرات المطلة على سهل تهامة، وهي منطقة رعوية تنمو بها الغابات الطبيعية بكثافة، والسراة (جبال السروات) التي تشكل خط تقسيم المياه بين الوديان الداخلية الشرقية وبين الوديان الساحلية التي تتجه نحو البحر الأحمر، والهضاب الشرقية المنخفضة نسبيا عن السراة.
.............................................................................
«المدقال» فلكلور تؤديه مجموعة بلا صوت
تشتهر النماص كغيرها من المدن والمحافظات بالفنون الشعبية والفلكلور الأصيل الذي يعبر عن الشجاعة والحماس بين رجالها، حيث يؤدي الأهالي «المدقال» عن طريق مجموعة بدون صوت وبحركة منظمة على إيقاع الطبول ثم يقوم المجموعة بإطلاق النار والذي يكون عبارة عن البارود من بنادق الفتيل والمقمع الأثرية، وكذلك فن «العرضة» الذي يؤدي بشكل جماعي لجميع المشاركين ويأتي دورها بعد المدقال مباشرة ويبدأ الشعراء بالقصائد المعبرة عن المناسبة.
ومن ضمن ما يميز النماص من الفنون الشعبية «اللعب» وهو لون شعبي يغلب عليه الطابع الغزلي ويؤدى عادة في السمرات.
.............................................................................
طبيعة خلابة تعانق السحاب
تتميز محافظة النماص بطابع خاص في موقعها الاستراتيجي على قمم جبال السروات الذي جعلها مقصدا للزوار والسياح على مدار العام لاعتدال الجو والنسيم العليل والطبيعة الخلابة. في محافظة النماص ترى السحاب يداعب قمم الجبال في مشهد يأسر النفس ويندي القلب والمشاعر خصوصا مع هبات النسيم وقطرات المطر المنعشة وربما يتساقط الثلج الذي يحول أرض هذه المحافظة إلى مسطحات بيضاء غاية في الروعة والجمال.وتنتشر ظاهرة الضباب الكثيف الملامس لسطح الأرض في المنطقة وتدوم أحيانا بضعة شهور خاصة في فصل الشتاء والربيع حيث لا تتجاوز الرؤية الأفقية بضعة أمتار وفي فصل الصيف يضفي الضباب الذي يعانق قمم الجبال لمسة من الجمال الساحر على طبيعة المنطقة مما يجذب كثيرا من السياح للاستمتاع بهذه المناظر الخلابة.وفي كل عام تتكون ظاهرة كونية تبهر المشاهد لها وتسحر الأبصار وتدعو النفس للتأمل في خلق الله سبحانه حيث تظهر المناطق التهامية وهي مغطاة بالسحب الكثيفة ويستطيع الشخص مشاهدتها من خلال جبال النماص الغربية مع ساعات الصباح الأولى التي تكون فيها جبال النماص معانقة للسحاب.
.............................................................................
سياحة الثقافة والشعر .. محمد النايف - محافظ النماص
السياحة هي عناق السحاب مع قمة جبل شامخ، وهي رؤية الشعاب والأودية والسدود تلمع بالمياة العذبة، وهي رؤية تاريخ وتراث وحضارة الأجداد من خلال شرفة منزل أثري أو من خلال بوابة قصر أو ضيافة قرية تاريخية، وهي حضور ندوة ثقافية أو قصيدة شعرية أو مسامرة أدبية في مبنى تاريخي أو ساحة عامة تعج بأبناء لغة الضاد على أصوات الدفوف والرقصات الشعبية في ظل بارود المدقال وأنغام العرضة.
إن السياحة هي الأمن والأمان وهي التواصل مع الأجداد والآباء والإخوان والأخوات مع الجيران والأصدقاء والأحباب.
السياحة هي النقاء والصفاء هي الشعور بأنك في بيتك مع أهلك وإخوانك. نعم هذه السياحة النقية في محافظة النماص التي تشرح ماقصدته وهي خير معبر لكل كلمة صادقة تقال في حق وطن الأمن والأمان. وطن الوفاء والرفاهية. وحقا لو قنعنا بما لدينا من تراث وحضارة وتنمية وطورناها وأحسنا تنميتها والتمتع بها لكفتنا مؤونة وكلفة وتعب السفر خارج الوطن.
.............................................................................
صورة ضوئية للخبر في عكاظ
....