لقاء خاص مع الإعلامي محمد بن فراج بن سامرة
حياة مليئة بالمغامرات والعقبات صنعت منه رجلاً ناجحاً
عبد الله محمد الشهري ـــ موقع تنومة مواهبه متعددة ونجاحاته مذهلة , حياته مليئة بالمغامرات منذ الصغر وقفز حواجز العقبات مهما علت كما هي الجياد الأصيلة لا تهاب الحواجز ولا تثنيها إرتفاعاتها , مارس الميكانيكا في شركة الجميح في الرياض قبل أن يلتحق بالعمل جندياً في الأمن العام ثم كاتباً في وزارة الصحة قبل أن يستقر به المقام في الحرس الوطني فرداً وضابطاً , لعب كرة القدم حارساً في نادي الشباب ومثل المنتخب العسكري ومارس العمل الصحفي في جريدة الرياض ومراسلاً لصحيفة الخواطر اللبنانية وعضواً في مجلة الحرس الوطني ثم رئيساً لتحرير مجلة كلية الملك خالد العسكرية , تقاعد من عمله وعاد إلى مسقط رأسه مدينة تنومة لممارسة هوايته في الشعر والكتابة ودراسة خصائص النباتات وفوائدها الطبية .
ضيفنا هو سعادة الأستاذ العقيد متقاعد محمد بن فراج بن سامره الذي إستضاف مندوب الموقع في منزله في قرية آل دحمان بتنومة لإجراء هذا اللقاء اللذي تطالعونه آملين أن تستمتعوا بما جاء فيه مثمنين لضيفنا العزيز تجاوبه معنا قبل وبعد إجراء اللقاء .
بداية نقول لضيفنا العزيز
في إحدى قرى تنومة الجميلة قرية آل دحمان إنطلقت الصرخة الأولى معلنة قدومكم إلى هذه الدنيا وهي القرية ذاتها التي عدتم إليها بعد عقود من الزمن فمن هو ياترى محمد بن فراج الشهري من خلال بطاقتكم الشخصية وما ذا تعني لكم هذه القرية ؟
محمد بن فراج بن عبد الرحمن بن سليمان بن سامره .. صرخت الديوك في منزلنا الكائن بآل دحمان قرية ( آل يزيد ) معلنة قدومي في نهاية عام 1372 هـ وقريتي احمل لها في خاطري ذكريات كثيرة ففيها شاهدت توافد الكثير من القبائل والوفود وعقود الصلح وكان بها ( الوعد ) اول سوق في تنومة قبل سوق السبت كان يقام في يوم الاحد وكان اسمه ( احد بن دحمان ) وموقعه لا يزال كما هو حتى الان .. ثم بعد ذلك تحول السوق الى قرية السبت بعد الاتفاق بأن يكون لنا نصيب في السبت ولكن كان ذلك مجرد وعد وأصبح السبت هو السوق الرئيسي حتى يومنا الحاضر .
الطفولة والمراهقة مرحلتان مبكرتان في حياة الإنسان واللتان يتشكل فيهما غالباً ملامح تكوين الشخصية بودنا أن تطلعنا على بعض ماتحتفظ به الذاكرة عنهما؟
طفولتي عشتها كغيري من ابناء تنومة كانت الحياة والظروف قاسية جداً ولم نتمتع بالطفولة كما يجب بل كانت سباق من اجل البقاء .. عمل مستمر لا ينقطع منذ ان وعينا على الدنيا ونحن اما مع الاغنام او عند البلاد حرث وزراعة او في رؤوس الجبال للاحتطاب او خلف الثيران في دفع السواني للماء .. واذكر انني في سن الحادية عشرة اقوم بأعمال لا استطيع القيام بها حالياً واذهب الى اصدار تهامة والى مناطق البداوة في لمح البصر حافي القدمين .. لم نكن نعلم عن المراهقة الكثير فكان لدينا مايشغلنا عن أي تفكير ولا نعرف البيوت الا عند النوم فقط , لكن تلك الحالة وتلك الحياة كونت لدي الاعتماد على النفس والثقة والتعود على الصعاب ومواجهة المواقف الصعبة ووجدت ان العسكرية ارحم بكثير من الادوار التي كنا نقوم بها ونحن صغار .
صورة قديمة لقرية آل دحمان
لكل من البيت والمدرسة والمجتمع نمط معين في تنمية قدرات الطالب , بودنا لو تتسلط الضوء على أي تلك العوامل كان له التأثير الأهم في حياتكم؟
تولى تعليمنا في البداية ( مدرسي تحفيظ القرآن ) مدارس القرعاوية وأول من درسنا كان المرحوم علي بن نغاش رحمه الله ثم حظينا فيما بعد بالشيخ محمود اليماني الذي كان له الفضل في تعليمنا القرآن على اصوله وبعض معلومات الحساب او الرياضيات بشكل بسيط وكان يطلق على الكسور العشرية ( المكسر والمعشر ) الا انه كان متمكن من علوم الدين وجعلني اخطب في الجامع وعمري 10 سنوات واحفظ بعض الخطب ارتجالاً وحفظت ثلثي القرآن في وقتها فكانت البداية نحو تحسين اللفظ والمنطق .
تنومة كغيرها من مدن المملكة إنتقلت من مرحلة التعليم الغير نظامي وهو ما يسمى بتعليم الكتاتيب إلى التعليم النظامي بمراحله الثلاث حتى أصبحت الآن تعج بالمدارس في كافة قراها وأحيائها بنين وبنات بودنا أن نتعرف على بداية إلتحاقكم بالدراسة وما هي المرحلة التي توقفتم عندها في تنومة قبل مغادرتها؟
لم يكن في تنومة سوى مدرسة السبت الابتدائية وكان مديرها الاستاذ عبد الله بن عثمان في ذلك الوقت .. وكانت بالنسبة لنا بعيدة الا انني اصريت على ان اكون اول طالب من قرى آل دحمان يلتحق بها الى جانب الاخ سعد المطيور من قرية آل دهناء كان ذلك في عام 1382 هـ تقريباًَ درست الصف الاول والثاني في السبت وكانت معاناتي شديدة اذ ان الوالد رحمة الله رفض ان يشتري لي ( حمار ) عقاباً لي على شقاوتي .. وكنت اذهب كل صباح مع ( عقبة ال زخران ) وكانت صعبة واصل للمدرسة متأخر وكان اغلب المدرسين فلسطينيين وعراقيين وكان العقاب شديد عند الحضور متأخر عن الطابور الصباحي , ولكن بحثت عن صديق للوالد رحمه الله وهو الشيخ عبد الله بن وصال من قرى ( بني جار ) ليتوسط لدى الوالد فما كان منه الا ان احضر لي ( حمار ) يشبة حمار غوار مجهزاً بشدّة في اليوم الثاني فلم انام الليل فرحاً وكأنني تسلمت طائرة خاصة وكنت اليوم التالي اول طالب يصل قرية السبت .. ثم بعد ذلك انتقلنا الى سهل تنومة حيث تم افتتاح المدرسة الابتدائية بقرية ( آل لسان ) بآل دحمان منزل الشيخ محمد بن عاطف واذكر انه حضر الافتتاح مندوب تعليم النماص المرحوم الشيخ عبد العزيز بن زاهر العسبلي والشيخ صالح بن خشيل عن تعليم بيشه وكان اول مدير للمدرسة الاستاذ محمد بن شايع ألعسيري رحمه الله .. وكنت حينها مع سعد المطيور وبعض الرفاق في الصف الثالث ثم وجدت ان زملاء السن والذين اكبر مني قليلاً غادروا المنطقة وبقيت وحدي فحاولت اللحاق بهم وذهبت الى جدة رغم معارضة الوالد لصغر سني .. وجلست عدة اشهر لم اجد لي عمل لصغر سني فعدت واكملت الصف الرابع والخامس ثم قررت المغادرة مره اخرى الى الرياض في نهاية عام 1385 هـ .
على خطى كثير من أبناء جيلكم الذين غادروا تنومة هل لنا أن نعرف متى كانت رحلة الحياة مع الغربة والبعد عن كنف الأسرة وأين كانت وجهتكم ؟
كانت رحلتي واغترابي عن قريتي في نهاية عام 1385 هـ توجهت الى الرياض ولاقيت صعوبات عدة لكوني لم ابلغ الرابعة عشرة وعدم وجود عمل الا بعد ان يكون معي تابعية وهو مالم يتيسر فقد ذهبت الى الخرج باحثاً عن شفاعة ليكون عمري ( 18 ) فقرر الطبيب ان سني لا يتجاوز ( 14 ) واعطيت شهادة ميلاد بذلك وعدت الى الرياض حزيناً وعملت في شركة الجميح في قسم الميكانيكا وكنت اواصل دراستي في الصف السادس ليلاً .. وعندها تولى رعايتي والاشراف على اموري ابن خالتي الشيخ فهد بن عبد الله بن عثمان حفظة الله وكان في ذلك الوقت مدير لاحد الاقسام في الامن العام في المرتبة السابعة وكان له الفضل في تربيتي ومتابعتي حتى نلت الشهادة الابتدائية .
هل لنا أن نتعرف على بداية مشواركم في معترك الحياة بعد الخروج من تنومة بحثاً عن العمل وما هي الوظيفة التي عملتم فيها قبل أن يستقر بكم المقام في جهاز الحرس الوطني؟
بعد ان حصلت على الشهادة الابتدائية حاولت بكل الوسائل الحصول على تابعيه ( حفيظة نفوس ) وفعلاً تحقق لي ذلك وتوسط لي ابن خالتي في الامن العام وعينت جندي كاتب في 1/1 /1386 هـ وعمري 14 عام عملت في ادارة الجنايات عامين ونصف ثم سابقت في وظيفة مدنية في وزارة الصحة في المرتبة التاسعة على النظام القديم وانتقلت لوزارة الصحة وعملت فيها محرر وناسخ في قسم البرقيات مكتب الوكيل لمدة عامين .. اخذت اجازة الى تنومة وكنت مولع بالتواجد في مناسبات العرضة وطوفت على اجازتي ولم اكن اعرف الانظمه ولم اشعر المرجع فطوي قيدي حيث طوفت بشهر فوق اجازتي فطوي قيدي حيث لم يكن هنالك تلفونات او جوالات او وسائل اتصال سريعة ثم صدر قرار في نفس الوقت ينص بعدم عودة المفصول الى وظيفته الى بعد مضي عام وعندها تغير اتجاهي كلياً من حيث لا ادري او اخطط .
محمد بن فراج يتوسط زملائه الضباط
أثناء عملكم في الحرس الوطني برتبة فرد عسكري لاحت في الأفق فرصة الدخول في إحدى الدورات المؤهلة لرتبة ضابط ولكنكم واجهتم بعض العوائق التي كادت أن تطيح بآمالك في أن تصبح ضابطاً , لو حدثتنا عن تلك الصعوبات وكيف تم التغلب عليها؟
بعد ان طوي قيدي في وزارة الصحه نتيجة تأخري عن التحضير في الاجازة وصدور قرار بعدم عودة الموظف الى عمله الا بعد عام ففكرت في ايجاد عمل مؤقت حتى تنتهي السنة واعود الى عملي السابق فأتجهت الى الحرس الوطني واخفيت اني كنت موظف وتعينت لديهم محرر بقسم البوليس ( الشرطة العسكرية ) وكنت في وقتها امارس هواية العمل الصحفي مراسل متعاون في جريدة الرياض .. ولاعب في نادي الشباب .. واعمل في قسم الانشطة الثقافية في النادي وكانت ثقافتي ومعلوماتي جيده وقتها مقارنة بزملائي الذين غادروا القرية .. رغم عدم توفر المكتبات والكتب والصحف ووسائل التثقيف .. كنت اعمل في قسم البوليس ثم طلبني الفريق ابراهيم الرشيد رحمه الله لاعمل في مكتبه ( محرر العمليات ) وكان ذلك في نهاية العام الذي كنت فيه انوي العودة لوزارة الصحة .. وصادف وقتها ان بدأت دورة ( المرشحين ) من ابناء شيوخ القبائل فأقترح علي الفريق الرشيد رحمه الله ان التحق بالدوره نتيجة اعجابه بما اقوم به من عمل وتقدير منه لجهودي وكان رحمه الله قد كتب شهادة المرجع بنفسه وبخط يده واشاد فيها بما يراه فيه من قدرات واحقية بالالتحاق بالدورة وكنت وقتها اسكن مع الاخ الاكبر والزميل الوفي البار بأبناء قبيلته الشيخ الدكتور فراج بن سعد الشبيلي وهو الذي كان يلح عليه الحاح شديد للالتحاق بالدورة وكان المعروض والخطاب المقدم للالتحاق بخط يده وفعلا تقدمت للاختبار ونلت الترتيب الاول على العسكريين .. ورفعت الاوراق للجنة العلياء .. وعند ظهور النتائج لم يكن اسمي بين الاسماء المرشحة وكان الفريق في تلك اللحظات منتدب في المنطقة الشرقية وقلت في نفسي هذا نصيبي حيث لا يوجد لدي من يشفع لي ولا اعلم لماذا استبعدت .. والتحق المجموعة بالدورة وبقيت وبعد 4 ايام حظر الفريق من الانتداب وذهبت له بالمعاملات في الصباح فقال لي : لماذا انت هنا ؟!.. لماذا لم تلتحق بالدورة ؟ّ!.. فقلت له : لم يظهر اسمي في الكشف النهائي فقال كيف ؟.. الست الاول على العسكريين .. قلت : بلا , لكن هذا الذي حصل .. فقام من فوره من على مكتبه واخذني بيدي حتى دخل بي على مولاي الملك المفدى وهو في ذلك الوقت رئيس الحرس الوطني و وقفت في الصالة امامه وذهب اليه الفريق الرشيد يحدثه حديث خاص وقدم له البيان الذي رفع من العمليات واسمي في اول الكشف فغضب حفظه الله واستدعى اللجنة في ساعتها ولم اتحرك من مكاني وسألهم لماذا اسقط اسمي ؟..فأعتذروا بسقوطه سهواً او خطاء مطبعي او ماشابه ذلك او هكذا قالوا .. فأمر حفظه الله بأصدار امر الحاقي فوراً وقال لا يتحرك من امامي الا وامره في يده ويلحق بالدورة اليوم .. كان ذلك الموقف تاريخي يرن في اذني حتى اليوم وبعد اليوم فقد كان ومايزال حفظه الله نصير لكل ضعيف ويقف مع الجنود اباً لهم ولا يرضى على أي جندي قصور او ظلم من أي جهة او مرجع .. عندها اخذت الامر بيدي في نفس اللحظة والتحقت بالمدارس العسكرية والفنية وتغير مساري كلياًَ وبقيت في الحرس الوطني تخرجت برتبة ملازم في بداية عام 1396 هـ ثم عملت رئيساً لقسم العلاقات العامة بالمدرسة العسكرية ثم انتقلت الى الكلية وعينت اول مدير لادارة التوجية والعلاقات العامة .. ومحاضر في الكلية لاكثر من 20 عام .
أخذ منا الحديث عن العمل وهمومه جزءاً كبيراً من الوقت ولكننا بصدد الانتقال إلى وجه آخر من أوجه هواياتكم المتعددة ألا وهو الجانب الرياضي بودنا أن تحدثنا عن تجربتكم الرياضية في نادي الشباب ومن هم أبرز اللاعبين في ذلك الوقت وحكاية الهروب من المعسكر قبل إحدى المباريات الهامة رغم أنك الحارس المرشح لخوض المباراة ؟
التحقت بنادي الشباب في عام 1388 هـ وحاولت ان العب في الهجوم ثم في الدفاع ولكن المدرب حينها قال لا تصلح الا في الحراسة لانك خشن واصبت كثير من اللاعبين وبقيت هاوياً حتى عام 1391 هـ عندها بدأت في البروز كحارس مرمى مجارياً زميلي عبد الله آل الشيخ وصادق فلمبان حيث كان صادق الحارس الاساسي انتقل من الوحدة للشباب حيث كان يدرس في الجامعة في الرياض واقتربت الفرصة لاشراكي على مستوى الفريق الاول وكنا في معسكر في فندق اليمامة في حي الوزارات على طريق المطار وكانت المباراة ستكون بين فريق الاهلي والشباب على كأس الملك فيصل في اول مباراة تقام على ملعب رعاية الشباب بالملز اعتقد عام 1392 هـ - 1393 هـ وكنت ضمن الفريق في المعسكر ووصلني خبر في الليل من زميلي الاخ عبد الله الطويل بأن حادث وقع لعمي جعفر بن محمد هو وعائلتة على طريق الطائف الرياض في منطقة الدوادمي فعلمت انني لا يمكن ان احظى بأذن للخروج من المعسكر لان المباراة اليوم التالي .. فخرجت هارباً من المعسكر دون علم احد وتوجهت للدوادمي .. وكان عمي قد توفى رحمه الله و اثنين من اولادة والبقية مصابين وكان يعمل حينها في وزارة الخارجية القنصل الثاني في جمهورية مصر العربية وكان ان بقيت مع المصابين شهرين في مستشفى الرياض المركزي وكان اخر عهدي بنادي الشباب .
شاركت ضمن المنتخب العسكري لكرة القدم , ماذا عن تلك التجربة وهل كانت قبل الإلتحاق بنادي الشباب أم بعده وماذا خرجت به من الرياضة بوجه عام؟
بعد ان تخرجت ملازم من المدرسة العسكرية كان المنتخب العسكري يضم صاحب السمو الملكي الامير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز وكان لاعب وسط في الاهلي وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد الله والذي كان اخطر من اللاعب البرازيلي ( ريفا لينو ) في التسديدات واللعب في مركز وسط مهاجم وكان حراس المنتخب من الغربية علاء رواس ومن الوسطى مبروك التركي وانا من العسكريين انضميت مع مبروك في الاوقات التي يسمح بها عملي .. وكذلك مثلت منتخب الكلية ( منتخب الضباط ) وبعد ان اصبت بأصابات عديدة في الرأس والانف ابتعدت بعدها عن الحراسة وممارسة الكرة رسمياً .
العسكرية محور إهتمامك الرئيسي طوال معظم مشوارك العملي وقد صاحبها هوايات متعددة في مجال الرياضة والصحافة والشعر فأي تلك الإهتمامات كان أقرب إلى قلبك وما هي الهواية التي تعتقد أنها ساهمت في إبراز شهرتك؟
كل ماذكرت محبب الى قلبي ولكل منها ذكريات ورغم ان العسكرية اخذت النصيب الاكبر من وقتي الا انني وجدت انها حياة الرجولة والشرف والكفاح اما الشعر فقد صاحبني من الصغر واحمد الله ان لدي مواهب متعددة لم تطغى واحدة على الاخرى وكان الفضل بعد الله لوالدي رحمه الله فقد كان مدرسة متكاملة في كل فنون الرجولة والشعر والادب و القصة والرواية الشعبية وهو معروف لدى قبائل رجال الحجر تعلمت منه كافة الالوان والفنون الجنوبية على اصولها العرضة , واللعب والخطوة والدمه وكل الفنون وحفظني كثيراً من قصائد الشعراء الكبار في القرن الثالث عشر والرابع عشر ولازالت في ذاكرتي كما علمني وبنفس الاسلوب والطريقة
مع سمو امير البحرين الشيخ عيسى رحمه الله
ساهمتم في إنشاء مجلتي (الحرس الوطني وكلية الملك خالد العسكرية) وترأستم تحرير مجلة الكلية لفترة تزيد عن الثمان سنوات , ماذا عن تلك التجربة وهل كنتم تجدون صعوبة في تسويقها رغم أنها حكومية وذات طابع عسكري متخصص؟
كنت اعمل في جريدة الرياض متعاون واكتب مقالات فيها قبل ان التحق بالحرس الوطني وكان رئيس تحريرها في ذلك الوقت الاستاذ احمد الهوشان ومدير التحرير محمد العجيان وصالح الصويان وكان ضمن المحررين الاستاذ حمد القاضي و الدكتور فهد العرابي الحارثي وعبد الرحيم نصار والاستاذ تركي السديري في صفحة الرياضة وغيرهم واذكر انني شاركت مع الاستاذ الأديب حمد القاضي والشاعر عبد الرحيم نصار في تحرير الصفحات الادبية وكذلك الاخ عبد الله الماجد وكان الاستاذ تركي مشرف القسم الرياضي وكنت اقوم ببعض التحقيقات الصحفية والمقابلات مع اللاعبين المشهورين في ذلك الوقت مثل اللاعب محمد المغنم ( الصاروخ ) وسعيد غراب ونادر العيد ومبارك الناصر ومبارك عبد الكريم وعمر راجخان و اللاعب الدنيني وسعد الجوهر وغيرهم وبعد تخرجي في الحرس الوطني مارست نفس الدور في العلاقات العامة والتعليق على احتفالات الحرس الوطني في المدارس والكلية لاكثر من 21 عام بعد ذلك قامت ادارة العلاقات العامة برئاسة الحرس الوطني بأصدار مجلة الحرس الوطني ورئس تحريرها الزميل الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرحمن الشثري وطلب مني ان انضم لاسرة تحرير المجلة وكان ان انضممت لهم واسست ارشيفها الصحفي وذهبت الى لبنان ومصر لاحضار بعض متطلبات الارشيف الصحفي من دار الصياد ببيروت والاهرام بالقاهرة . من بعد ذلك قررت كلية الملك خالد العسكرية انشاء واصدار مجلة اكاديمية تعنى بالبحوث والدراسات العسكرية والتاريخيه والجغرافية باللغتين العربية والانجليزية .. وكان لصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الفضل في تبني الفكرة وصياغتها فشكل لجنة لذلك الامر وكان أعضائها الدكتور طه الفرا والدكتور عبد الرحمن الهواوي واللواء الركن حسن البدري رحمه الله وعضويتي وقرروا تعييني رئيس التحرير بالتزكية رغم وجود من هم اكفأ ولكن كان لهم نظرة معينة في من لدية خبرة في نفس المجال وتوليت رئاسة التحرير والتأسيس طوال 9 اعوام بعدها غادرت للولايات المتحدة للحصول على دبلوم الادارة المتقدمة ودبلوم الاعلام والعلاقات العامة من الأكاديمية العسكرية في إنديانا وتولى رئاسة التحرير بعدي زميلي اللواء محمد بن فيصل ابو ساق عضو مجلس الشورى حالياً وفي الوقت الراهن يرأس تحريرها الاخ اللواء الدكتور سعيد مرشان القحطاني ولم يكن هنالك أي صعوبة في تسويقها بل العكس رحب الكثير من الموزعين بالحصول على توزيعها ولاقت القبول المميز وهي بحق مرجع فهي مجلة متخصصة ومحكمه وتعنى بامور وبحوث مهمة للغاية أتمنى لها الاستمرارية والازدهار .
مكتبتكم زاخرة بالعديد من الكتب والوسائط الإلكترونية وأشرطة التسجيلات القديمة والعديد من المجلات بالإضافة إلى معرض للصور وآخر للأسلحة التراثية حتى أضحت بحق متحفاً يضم النادر والنفيس من المقتنيات القيمة , متى كانت بداية اهتمامكم بإنشاء هذه المكتبة النفيسة ؟
كما شاهدت هذة المكتبة كانت ترافقني لاكثر من 40 عام جمعت خلالها الكثير من الكتب والدوريات والمجلات التي شاركت بالكتابة فيها حيث كنت اعمل حينما كنت في وزارة الصحة مراسل لمجلة الخواطر اللبنانية وكنت اكتب القصة القصيرة ونشرت لي الخواطر 5 قِصص قصيرة اذكر منها البداية والنهاية .. اشواك في الطريق .. الحنان الكبير .. وبعض المقابلات والريبورتاجات الصحفية فتكونت هذة المكتبة اضافة الى اهتمامي بالموروث الشعبي فخصصت قسم للعرضات القديمة قبل 40 عام والالوان الاخرى والعديد من اشرطة الفيديو والكاسيت وكذلك تضم معرض للصور الفوتوغرافية لبعض اللقطات التذكارية والتاريخية وبعض الرموز والشخصيات المهمة الذين التقيت بهم في حياتي العملية .
الضيف يطلع المحرر على احد مؤلفاته
لك إهتمامات واسعة وتجربة طويلة مع الشعر الشعبي بدأت في وقت مبكر من حياتك وبخاصة شعر العرضة الجنوبية واللعب الشهري المشهور وقد توجت هذه المسيرة الطويلة بإصدار بعض المؤلفات الشعرية منها (شذى الكادي) ويحتوي على العديد من القصائد التي كتبتها خلال مسيرتك الشعرية وكذلك ديوان ( ألوان شعبية ) قمت بجمعها لبعض الشعراء من بني شهر , بودنا لو تحدثنا عن تلك التجربة وهل لديك إصدارات شعرية أخرى ؟
نعم لقد شاركت في العرضة وعمري 16 عام وفرض علي والدي رحمه الله رقابة صارمة منعني خلالها من العرضة لفترة من الزمن حتى تأكد من صلاحيتي لهذا المجال .. لان العرضة لم تكن كما هي في عصرنا الحالي كان يحسب عليك كل كلمة تقولها ثم انني تعلمت من والدي اساليب الشعر وطرقه وفنونه ولم اجد صعوبة في كافة الالوان فأنا والحمد لله كنت مجيد لها جميعاً وشاركت في العرضة بالذات لاكثر من 40 عام وحالياً خففت من المشاركات بعد ان اجري لي عملية في الحنجرة اخذت الجزء الاكبر من صوتي واشارك في الاحتفالات المهمه وحينما يحتاج الامر ذلك حيث لم اتقاضى مقابل مادي في أي عرضة شاركت فيها في حياتي واي قبيلة اشارك معها اعطيها حقها بالتمام والكمال دون النظر الى أي شيء اخر .. وانا اول من اصدر ديوان للشعر النبطي والغنائي في منطقتنا وكتبت كثير من الاناشيد للحرس الوطني والفت العديد من المسرحيات والنشاطات الثقافية واصدرت ديوان ثاني بعنوان ( الوان شعبية من بني شهر ) يحكي بعض مشاركاتي طوال 40 عام في مجال العرضة والفنون الاخرى واعمل حالياً على اعداد موسوعة التراث والموروثات لدى قبائل بني شهر اسماء ومسميات .
تربطك علاقة قوية ببعض شعراء اللعب والعرضة من بني شهر ولكن تبقى علاقتك بالشاعر المخضرم علي بن حبان هي الأميز والأكثر إلتصاقاً من بين الشعراء, لو حدثتنا عن تلك العلاقة الوثيقة بينكما والتي شكلت ثنائياً بارزاً من خلال التميز في أداء قصائد اللعب باللحن التراثي الجميل على شكل لعب مجالسي مطور.
شاركت مع والدي فراج بن سامره في الوان العرضة واللعب وكذلك مع الشاعر الكبير علي بن نغاش رحمه الله وتعلمت منه الكثير و مع اخي عبد الله الطنيني حيث ترافقنا لسنين طويلة اما خارج منطقة تنومة فتعرفت على شعار كثر ومنهم الشاعر الكبير محمد بن مصلح ومحمد الغويد وسعود الزهراني وابو جعيدي وبن حواش ومحمد بن ظافر الشمراني في مناسبات في تنومة وكان اول اختبار حقيقي بعد التخرج مع الشاعر الكبير حامد العمري رحمه الله وفيما بعد مع العديد من الشعراء منهم سعيد بن صالح الاحمري وسعيد بن صالح الاسمري وسعد بن عزيز وصالح بن عزيز وسعيد بن هضبان وغيرهم اما في مجال اللعب فيعجبني الشاعر علي بن محمد بن حبان حيث هو من جيل الوالد وجيل الشاعر المرحوم عامر بن مبروك ومحمد الاشول ومحمد علي يعجبني في شعره القوة والوصف والشقر الجميل خاصة في الجلسات ويعتبر رائد من رواد الجلسات وزاملته في هذا المجال لاكثر من 40 عام وسجلنا اكثر من 50 شريط منوع ويفهمني كثير وبسرعة وكذلك الاخ عبد الله الطنيني لي معه مشاركات وامسيات جميلة في ما مضى ورافع الدحيمي شاعر لعب من الطراز الاول ومتمكن والكثير من الشعراء القدامى .
المكتبة الخاصة للعقيد محمد بن فراج والتي تضم العديد من الكتب الادبية والشعرية والنادرة
من هم في نظرك أبرز الشعراء في تنومة الذين عاصرتهم أو سمعت عنهم أو من شعراء الجيل الجديد وكيف ترى مستقبل الشعر في بلاد بني شهر خصوصاً ؟
ابرز الشعراء الذين عاصرتهم في تنومة المرحوم علي بن نغاش والمرحوم فراج بن سامرة ومحمد الاشول وخديجة البرودي وسعيد الفرسه .. اما الذين سمعت عنهم امثال الشيخ عبد الرحمن بن عاطف و الامير محمد بن دهمان و من الشعفين بن حوفان او حوفان من آل السميح وبن مناع او مناع الملقب بمعيور من آل صفوان وفي مجال اللعب الشاعر الكبير المرحوم عامر بن مبروك ومحمد علي من الاربوعه وغيرهم كثير .. اما شعراء الجيل الحاضر فمع اسفي الشديد تنومة شبه خالية من الشعراء الجدد في مجال العرضة واللعب اما في مجال الشعر الفصيح فيتواجد مجموعة قليلة من الشعراء الذين لهم مستقبل مثل الشاعر الاستاذ محمد بن سفر وغيره لهم مستقبل واعد وكبير بأذن الله وكذلك الشاعر الواعد عثمان الشهري من قريش والذي يشارك في مسابقة شاعر الملك وفيما يخص الشعر بشكل عام في منطقة بني شهر فكانت في الماضي تزخر بأعظم شعراء العرضة الجنوبية الذين لن يتكرروا على مدى التاريخ امثال ظافر بن جاري البكري والمحوي وسليمان بن مسعد من ال يانف ومزهر الثرباني ومحمد بن سعيده الخشرمي ومحمد بن زاهر لملحي ومشاطا الحسيني ومحمد بن لعدل وعلي بن نغاش وغيرهم كثير ولكن في وقتنا الحاضر لا يوجد سوى شعراء يعدون على الاصابع في مجال العرضة لعدم تهيئة الشباب وتشجيعهم وتعليمهم وتدريبهم حتى اصول العرضة التي كانت تعد اجمل عرضات الجنوب استبدلت فيها المقاميع والفتايل بالجوالات والمسابح والشعراء فيها يقولون كلام لا يسمن ولا يغني من جوع ووهجها بدأ يختفي للاهمال الواضح للموروث وعدم تعليم الجيل الجديد موروثات الاباء والاجداد والحرص على ذلك .. وهي نقاط سلبية في مجتمعنا الحالي لابد من تغييرها وإلا فلن يكون لنا موروث في المستقبل وسنظل نقتات على تراث الاخرين وعاداتهم وتقاليدهم وسينقرض الشعراء والمبدعين على هذه الطريقة لا محالة .
بعد التقاعد من عناء العمل يجد البعض صعوبة في التأقلم مع واقعه وربما أصابه شيئ من هموم الحياة وهذه سنة الحياة , كيف تجد نفسك الآن بعد أن أصبحت بعيداً عن هموم العمل وصخب الحياة؟
الان وجدت نفسي اكثر من السابق ونعمت براحة البال حينما تخلصت من مسؤوليات كان يجب تأديتها بكل امانه وهي حمل ثقيل خففت منه وعدت لاتفرغ لنفسي واولادي واهلي وهو غاية ما اتمناه في ختام حياتي العيش بهدوء ودون ضجيج فراحة البال لا تشترى بثمن ولست بطامع في اكثر مما حققت .
منظر عام للجنوب تنومة
تنومة مدينة تغيرت كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاثين عاماً فقط , هل تعتقد أن عجلة التنمية فيها قد أكملت دورتها أم أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد حتى تستطيع أن تكون مدينة ملبية لاحتياجات أبنائها والحد من هجرتهم إلى خارجها وما هي الأشياء الضرورية التي تعتقد أن عدم توفرها كان سبباً في حدوث الهجرة بشكل مكثف؟
تنومة لازالت بحاجه ماسه الى كثير من الخدمات والمقومات السياحيه والتنمويه واهلها كسالى للغاية للاسف الشديد .. عليهم ان ينهضوا بهذه المدينة الجميلة الرائعه ويسعون جاهدين لاستكمال مقومات التطور في النواحي الخدميه والصحية والادارية والسياحية كل بجهده وعطاءه ولن تقصر الحكومة معهم في أي امر , القصور منا نحن الاهالي .
الأندية الرياضية مكان آمن لممارسة الأنشطة المختلفة خاصة أن تنومة فيها العديد من المواهب الرياضية وبخاصة كرة القدم فهل تعتقد أن الوقت قد حان لأن يكون في تنومة ناد رياضي بدلاً من ممارسة كرة القدم في الملاعب الترابية وبدون تنظيم خاصة وأن هناك فريق يطلق عليه فريق النجوم إستطاع أن يكون له بصمة رغم أنه غير مسجل ضمن فرق مكتب رعاية الشباب بعسير؟
اتمنى امنية ان يحقق الله امال وتطلعات اهالي وشباب تنومة لكي يكون في تنومة نادي رياضي فهي بحق بحاجة ماسة الى وجود نادي رياضي ثقافي اجتماعي حيث لا يوجد لدى شباب تنومة غير اماكن محدودة لا يتوفر فيها أي امكانيات لممارسة الانشطة الرياضية المنوعه و نحن جميعاً نهيب بأميرنا الشاب الرئيس العام للشباب والرياضة الامير نواف بن فيصل ان يلبي تطلعات شباب تنومة وكذلك رجال الاعمال القادرين فهذا بلدهم وابنائهم يجب عليهم الالتفات لهذا الامر وبصورة ملحه وعاجلة لان تحقيق ذلك يقضى على كثير من السلبيات الحاصلة في المجتمع بين الشباب ومن اخطرها المخدرات .
لكم إهتمامات أخرى في مجال إستزراع بعض النباتات والأشجار ومنها بعض النباتات الطبية , حبذا لو توضحون للقارئ الكريم كيف جاءت هذه الفكرة وكيف تولدت لديكم الرغبة في القيام بهذه المهمة التي تشبه إلى حد ما برامج الأبحاث الزراعية وهل هناك تعاون مع مراكز الأبحاث الزراعية المهتمة بدراسة النباتات وما هي نتائج أبحاثكم أو إستنتاجاتكم حتى الآن؟
منذ زمن بعيد ولدي إهتمام غير عادي بما يسمى الطب البديل او الطب الشعبي أو كل ما يتعلق بالنباتات الطبيه ومعلوماتي في هذا المجال جيده ولدي قسم خاص في المكتبه كما تشاهد مختص بالنباتات والاعشاب الطبيه سواء كان في بحوث أو دراسات او كتب او من المجرب ولدينا في الجنوب العديد من النباتات الطبيه العظيمه في منافعها القليلة في تكلفتها لمن يحسن استخدامها ..... وقد حاولت استزراع بعض النباتات التي لم تكن معروفه لدينا من ضمن نباتات البيئه الجنوبيه ونجحت في القليل منها ومن النباتات أو الشجيرات المهمه في المجال الطبي والتي أحب الاستعانه بها ( الزعتر البري والحدائقي ) وإكليل الجبل , والميرميه, والمليسا , والزيزفون, والشيح وهو غير الشيح المتعارف عليه لدينا في المنطقه وهو شبيه بالعرفج وأجمل ما يميزه عدم مرور الهوام او الثعابين في منطقته, ولدينا نباتات لآ نعرف قيمتها وهي في قمة الفائدة ومنها البردقوش, والشاي الأخضر, والشذاب, وبذور الكتان , ودوآر الشمس, والعرعر , والحبق والريحان , واليانسون, والشمر, والنخوه, والكثير الكثير من النباتات الطبيه التي لا أستطيع شرح فوائد كل منها على حده وبإمكان أي شخص أن يأخذ كل نوع على حده من خلال الكمبيوتر ويقراء فوآئده وطرق استخدامه .. ومن الاشجار او النباتات التي وجدتها في بيئتنا نبتة عظيمة الفائدة ولآ أحد يعلم عنها وهي في كل شارع من شوارعنا وبالقرب من أغلب البيوت وأنصح عموم الرجال بقراءة فوائدها وكذلك من يعاني من الأمراض الخبيثه كفاكم الله شرها هذه النبته هي نبتة ( العبعب ) واسمها الطبي ( withania ) الويتيانا , ومن أهم مميزاتها الخصوبه الذكوريه , علاج الكرب الطويل والاختلاج كما أنها مضاده للالتهابات وتثبط نمو الخلايا السرطانيه والوقايه من السرطان , وتهدي الأعصاب وتصفي العقل والعديد من المميزات الاخرى ولها فوائد في البذور والجذور ... وهنا عادة بي الذكرى للمآضي عندما كانت (الجمال) تاكل شجرها فيصيبها الهياج ولله في خلقه شؤون .. ولكن مشكلة النباتات والاعشاب الطبيه خطيره جدا إذا اسيء استخدامها أو كان عشوائي إذ لآبد من ( التقنين ) وعلى يد خبير يعرف مظارها وفوائدها .
نوع نادر من التفاح الأحمر والذي يتميز بصغر حجمه
لا زلت أتذكر رسالة وردتنا في الموقع قبل عام تقريباً من أحد المعلمين الفلسطينين الذين قاموا بالتدريس في تنومة منذ أربعة عقود تقريباً وهو الأستاذ يحي جبر ونشرنا عنه في الموقع في حينها وقد ذكرك بالإسم تحديداً وسرد بعض الذكريات التي لايزال يختزنها في ذاكرته عن تنومة رغم تقدمه في العمر, فماذا لديك عن ذلك المعلم وغيره من المعلمون القادمون من مصر وبلاد الشام آنذاك ؟
لو أجبتك على هذا السؤال بكتاب كامل لما أوفيت الاجابة كما ينبغي فقد ذكرتني بأحد أهم الرواد في المجال التعليمي الذين وفدوا على منطقتنا قبل 40 عام كان اسمه ورسمه وعلمه لآيزال يرن في ذاكرتي حتى الان وبعد الان وكل آن ..لقد كان استاذ بما تعنيه الكلمه من معنى رغم شدته وصرامته الا أنها تتوافر فيه صفات عديده أهمها الرجوله والانتماء العربي الاصيل والثقافة وسعة الافق والمرونه وقوة الشخصيه والحرص على جمال الآداء والاخلاص فيه وتعدد الاساليب لديه, وقد كان في بدايته عملاق كما هو الآن أحد أعلآم الدول العربيه ذلك هو الاستاذ والمربي الفاضل والخبير الدكتور ( نادر أحمد أبو شيخه ) دكتوراه في الفلسفه في ادارة الاعمال ادارة الموارد البشريه المسبوقه بالماجستير في التخطيط والبكلوريوس في ادارة الاعمال واستاذ ادارة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم الاداريه بالجامعه الهاشميه ( الأردن ) وله العديد من الأبحاث والدراسات والمشاركات على مستوى الوطن العربي وهو قامه علميه كبيره للغايه تشرفت بأن درسني في الابتدائيه في الصف الثالث والرابع والخامس وهو من علمني كيف لفظ الحروف وإتقان الإلقآء في الأشعار وحفظني قصائد كثيرة لشعراء كثر منهم شعراء فلسطين وشوقي والبارودي وابو القاسم الشابي وجعلني أظهر على المسرح في مدرسة السبت منشدا وخطيبا ولازالت القصائد التي علمني حفظها في ذاكرتي ومنها :
فلسطين الشهيدة كنت هديا رآها أخو الهوى صيدا سمينا
غزتهم عصبة ملئت حقودا فـــأجلتهم وشتــت القـــطينــا
وقصيدة أخرى منها :
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حيــــــاة تسر الصديق وإما ممــــات يغيض العدا
وقد بحثت عنه وتواصلت معه ويتواصل معي وهو من بحث عني جزآه الله خير وأدين له وكثيرا من الزملآء بالفضل والعرفان وندعوا له بطول العمر فيما يرضي المولى وأن يجزيه عنآ خير الجزآء.
ماهي رسالتكم لموقع تنومة خاصة وانكم ممن سبق له العمل في المجال الإعلامي وبخاصة المقروء منه للإستفادة من تجربتكم في المجال الصحفي ؟
موقع تنومة .. رائد ومميز بين جميع المواقع ويسير بخطى ثابته وراسخه ومدروسة نحو الافضل ويقدم ماهو مطلوب منه على اكمل وجه وانظف صورة وهو مرآة حقيقية لتنومة وابناء تنومة وعلى الجميع مساندة الموقع وطاقمه بكل مايسهل مأموريتهم وان يظهرون كل ماهو لائق بهم في موقعهم ويساندوه فهو بحق ميدان رحب للتطور وابراز الوجة الحضاري لهذة العروس الجميلة تنومة وساكنيها واشكر جميع القائمين عليه ومن يرعاه .
نود منكم في نهاية هذا اللقاء أن توجهون كلمة لأبناء تنومة كونكم أحد أبناء تنومة الحريصين على نهضتها وتطورها ؟
اقول لاخواني اهالي تنومة بنين وبنات شباب وكهول معلمين ومعلمات .. لن يتقدم البلد الا بجهود اهله وتفانيهم في خدمة مجتمعهم عليكم بالعناية بالعروس الجميلة تنومة فهي تستحق منكم العناية بها .. قدموا لها ماهو واجب عليكم واحرصوا على ابراز مفاتنها الساحرة بكل الوسائل التي تساعد على نهضتها وتطورها فلن يأتي احد ليخدمكم اذا لم تقوموا بخدمة انفسكم وتنهضون ببلدكم لتكون في مقدمة المصايف العالمية مستقبلاً وتسعون لتوفير كافة الخدمات وتوسيع الطرقات التي ضيقتم فيها على انفسكم بأنفسكم والبعد عن الحسد والانانيه والتعاون في مايرضي الله ورسولة في كل قول وعمل .
واسف على الاطالة وارجو ان لا اكون قد اثقلت على القارىء او المتصفح استميحكم عذراً في ذلك واشكر لموقع تنومة هذة البادرة وتقبلوا تحياتي ....
أجرى الحوار من إدارة الموقع
عبدالله محمد الشهري
منزل العقيد م محمد بن فراج ومقر إقامته في تنومة
ضيفنا هو سعادة الأستاذ العقيد متقاعد محمد بن فراج بن سامره الذي إستضاف مندوب الموقع في منزله في قرية آل دحمان بتنومة لإجراء هذا اللقاء اللذي تطالعونه آملين أن تستمتعوا بما جاء فيه مثمنين لضيفنا العزيز تجاوبه معنا قبل وبعد إجراء اللقاء .
بداية نقول لضيفنا العزيز
في إحدى قرى تنومة الجميلة قرية آل دحمان إنطلقت الصرخة الأولى معلنة قدومكم إلى هذه الدنيا وهي القرية ذاتها التي عدتم إليها بعد عقود من الزمن فمن هو ياترى محمد بن فراج الشهري من خلال بطاقتكم الشخصية وما ذا تعني لكم هذه القرية ؟
محمد بن فراج بن عبد الرحمن بن سليمان بن سامره .. صرخت الديوك في منزلنا الكائن بآل دحمان قرية ( آل يزيد ) معلنة قدومي في نهاية عام 1372 هـ وقريتي احمل لها في خاطري ذكريات كثيرة ففيها شاهدت توافد الكثير من القبائل والوفود وعقود الصلح وكان بها ( الوعد ) اول سوق في تنومة قبل سوق السبت كان يقام في يوم الاحد وكان اسمه ( احد بن دحمان ) وموقعه لا يزال كما هو حتى الان .. ثم بعد ذلك تحول السوق الى قرية السبت بعد الاتفاق بأن يكون لنا نصيب في السبت ولكن كان ذلك مجرد وعد وأصبح السبت هو السوق الرئيسي حتى يومنا الحاضر .
الطفولة والمراهقة مرحلتان مبكرتان في حياة الإنسان واللتان يتشكل فيهما غالباً ملامح تكوين الشخصية بودنا أن تطلعنا على بعض ماتحتفظ به الذاكرة عنهما؟
طفولتي عشتها كغيري من ابناء تنومة كانت الحياة والظروف قاسية جداً ولم نتمتع بالطفولة كما يجب بل كانت سباق من اجل البقاء .. عمل مستمر لا ينقطع منذ ان وعينا على الدنيا ونحن اما مع الاغنام او عند البلاد حرث وزراعة او في رؤوس الجبال للاحتطاب او خلف الثيران في دفع السواني للماء .. واذكر انني في سن الحادية عشرة اقوم بأعمال لا استطيع القيام بها حالياً واذهب الى اصدار تهامة والى مناطق البداوة في لمح البصر حافي القدمين .. لم نكن نعلم عن المراهقة الكثير فكان لدينا مايشغلنا عن أي تفكير ولا نعرف البيوت الا عند النوم فقط , لكن تلك الحالة وتلك الحياة كونت لدي الاعتماد على النفس والثقة والتعود على الصعاب ومواجهة المواقف الصعبة ووجدت ان العسكرية ارحم بكثير من الادوار التي كنا نقوم بها ونحن صغار .
صورة قديمة لقرية آل دحمان
لكل من البيت والمدرسة والمجتمع نمط معين في تنمية قدرات الطالب , بودنا لو تتسلط الضوء على أي تلك العوامل كان له التأثير الأهم في حياتكم؟
تولى تعليمنا في البداية ( مدرسي تحفيظ القرآن ) مدارس القرعاوية وأول من درسنا كان المرحوم علي بن نغاش رحمه الله ثم حظينا فيما بعد بالشيخ محمود اليماني الذي كان له الفضل في تعليمنا القرآن على اصوله وبعض معلومات الحساب او الرياضيات بشكل بسيط وكان يطلق على الكسور العشرية ( المكسر والمعشر ) الا انه كان متمكن من علوم الدين وجعلني اخطب في الجامع وعمري 10 سنوات واحفظ بعض الخطب ارتجالاً وحفظت ثلثي القرآن في وقتها فكانت البداية نحو تحسين اللفظ والمنطق .
تنومة كغيرها من مدن المملكة إنتقلت من مرحلة التعليم الغير نظامي وهو ما يسمى بتعليم الكتاتيب إلى التعليم النظامي بمراحله الثلاث حتى أصبحت الآن تعج بالمدارس في كافة قراها وأحيائها بنين وبنات بودنا أن نتعرف على بداية إلتحاقكم بالدراسة وما هي المرحلة التي توقفتم عندها في تنومة قبل مغادرتها؟
لم يكن في تنومة سوى مدرسة السبت الابتدائية وكان مديرها الاستاذ عبد الله بن عثمان في ذلك الوقت .. وكانت بالنسبة لنا بعيدة الا انني اصريت على ان اكون اول طالب من قرى آل دحمان يلتحق بها الى جانب الاخ سعد المطيور من قرية آل دهناء كان ذلك في عام 1382 هـ تقريباًَ درست الصف الاول والثاني في السبت وكانت معاناتي شديدة اذ ان الوالد رحمة الله رفض ان يشتري لي ( حمار ) عقاباً لي على شقاوتي .. وكنت اذهب كل صباح مع ( عقبة ال زخران ) وكانت صعبة واصل للمدرسة متأخر وكان اغلب المدرسين فلسطينيين وعراقيين وكان العقاب شديد عند الحضور متأخر عن الطابور الصباحي , ولكن بحثت عن صديق للوالد رحمه الله وهو الشيخ عبد الله بن وصال من قرى ( بني جار ) ليتوسط لدى الوالد فما كان منه الا ان احضر لي ( حمار ) يشبة حمار غوار مجهزاً بشدّة في اليوم الثاني فلم انام الليل فرحاً وكأنني تسلمت طائرة خاصة وكنت اليوم التالي اول طالب يصل قرية السبت .. ثم بعد ذلك انتقلنا الى سهل تنومة حيث تم افتتاح المدرسة الابتدائية بقرية ( آل لسان ) بآل دحمان منزل الشيخ محمد بن عاطف واذكر انه حضر الافتتاح مندوب تعليم النماص المرحوم الشيخ عبد العزيز بن زاهر العسبلي والشيخ صالح بن خشيل عن تعليم بيشه وكان اول مدير للمدرسة الاستاذ محمد بن شايع ألعسيري رحمه الله .. وكنت حينها مع سعد المطيور وبعض الرفاق في الصف الثالث ثم وجدت ان زملاء السن والذين اكبر مني قليلاً غادروا المنطقة وبقيت وحدي فحاولت اللحاق بهم وذهبت الى جدة رغم معارضة الوالد لصغر سني .. وجلست عدة اشهر لم اجد لي عمل لصغر سني فعدت واكملت الصف الرابع والخامس ثم قررت المغادرة مره اخرى الى الرياض في نهاية عام 1385 هـ .
على خطى كثير من أبناء جيلكم الذين غادروا تنومة هل لنا أن نعرف متى كانت رحلة الحياة مع الغربة والبعد عن كنف الأسرة وأين كانت وجهتكم ؟
كانت رحلتي واغترابي عن قريتي في نهاية عام 1385 هـ توجهت الى الرياض ولاقيت صعوبات عدة لكوني لم ابلغ الرابعة عشرة وعدم وجود عمل الا بعد ان يكون معي تابعية وهو مالم يتيسر فقد ذهبت الى الخرج باحثاً عن شفاعة ليكون عمري ( 18 ) فقرر الطبيب ان سني لا يتجاوز ( 14 ) واعطيت شهادة ميلاد بذلك وعدت الى الرياض حزيناً وعملت في شركة الجميح في قسم الميكانيكا وكنت اواصل دراستي في الصف السادس ليلاً .. وعندها تولى رعايتي والاشراف على اموري ابن خالتي الشيخ فهد بن عبد الله بن عثمان حفظة الله وكان في ذلك الوقت مدير لاحد الاقسام في الامن العام في المرتبة السابعة وكان له الفضل في تربيتي ومتابعتي حتى نلت الشهادة الابتدائية .
هل لنا أن نتعرف على بداية مشواركم في معترك الحياة بعد الخروج من تنومة بحثاً عن العمل وما هي الوظيفة التي عملتم فيها قبل أن يستقر بكم المقام في جهاز الحرس الوطني؟
بعد ان حصلت على الشهادة الابتدائية حاولت بكل الوسائل الحصول على تابعيه ( حفيظة نفوس ) وفعلاً تحقق لي ذلك وتوسط لي ابن خالتي في الامن العام وعينت جندي كاتب في 1/1 /1386 هـ وعمري 14 عام عملت في ادارة الجنايات عامين ونصف ثم سابقت في وظيفة مدنية في وزارة الصحة في المرتبة التاسعة على النظام القديم وانتقلت لوزارة الصحة وعملت فيها محرر وناسخ في قسم البرقيات مكتب الوكيل لمدة عامين .. اخذت اجازة الى تنومة وكنت مولع بالتواجد في مناسبات العرضة وطوفت على اجازتي ولم اكن اعرف الانظمه ولم اشعر المرجع فطوي قيدي حيث طوفت بشهر فوق اجازتي فطوي قيدي حيث لم يكن هنالك تلفونات او جوالات او وسائل اتصال سريعة ثم صدر قرار في نفس الوقت ينص بعدم عودة المفصول الى وظيفته الى بعد مضي عام وعندها تغير اتجاهي كلياً من حيث لا ادري او اخطط .
محمد بن فراج يتوسط زملائه الضباط
أثناء عملكم في الحرس الوطني برتبة فرد عسكري لاحت في الأفق فرصة الدخول في إحدى الدورات المؤهلة لرتبة ضابط ولكنكم واجهتم بعض العوائق التي كادت أن تطيح بآمالك في أن تصبح ضابطاً , لو حدثتنا عن تلك الصعوبات وكيف تم التغلب عليها؟
بعد ان طوي قيدي في وزارة الصحه نتيجة تأخري عن التحضير في الاجازة وصدور قرار بعدم عودة الموظف الى عمله الا بعد عام ففكرت في ايجاد عمل مؤقت حتى تنتهي السنة واعود الى عملي السابق فأتجهت الى الحرس الوطني واخفيت اني كنت موظف وتعينت لديهم محرر بقسم البوليس ( الشرطة العسكرية ) وكنت في وقتها امارس هواية العمل الصحفي مراسل متعاون في جريدة الرياض .. ولاعب في نادي الشباب .. واعمل في قسم الانشطة الثقافية في النادي وكانت ثقافتي ومعلوماتي جيده وقتها مقارنة بزملائي الذين غادروا القرية .. رغم عدم توفر المكتبات والكتب والصحف ووسائل التثقيف .. كنت اعمل في قسم البوليس ثم طلبني الفريق ابراهيم الرشيد رحمه الله لاعمل في مكتبه ( محرر العمليات ) وكان ذلك في نهاية العام الذي كنت فيه انوي العودة لوزارة الصحة .. وصادف وقتها ان بدأت دورة ( المرشحين ) من ابناء شيوخ القبائل فأقترح علي الفريق الرشيد رحمه الله ان التحق بالدوره نتيجة اعجابه بما اقوم به من عمل وتقدير منه لجهودي وكان رحمه الله قد كتب شهادة المرجع بنفسه وبخط يده واشاد فيها بما يراه فيه من قدرات واحقية بالالتحاق بالدورة وكنت وقتها اسكن مع الاخ الاكبر والزميل الوفي البار بأبناء قبيلته الشيخ الدكتور فراج بن سعد الشبيلي وهو الذي كان يلح عليه الحاح شديد للالتحاق بالدورة وكان المعروض والخطاب المقدم للالتحاق بخط يده وفعلا تقدمت للاختبار ونلت الترتيب الاول على العسكريين .. ورفعت الاوراق للجنة العلياء .. وعند ظهور النتائج لم يكن اسمي بين الاسماء المرشحة وكان الفريق في تلك اللحظات منتدب في المنطقة الشرقية وقلت في نفسي هذا نصيبي حيث لا يوجد لدي من يشفع لي ولا اعلم لماذا استبعدت .. والتحق المجموعة بالدورة وبقيت وبعد 4 ايام حظر الفريق من الانتداب وذهبت له بالمعاملات في الصباح فقال لي : لماذا انت هنا ؟!.. لماذا لم تلتحق بالدورة ؟ّ!.. فقلت له : لم يظهر اسمي في الكشف النهائي فقال كيف ؟.. الست الاول على العسكريين .. قلت : بلا , لكن هذا الذي حصل .. فقام من فوره من على مكتبه واخذني بيدي حتى دخل بي على مولاي الملك المفدى وهو في ذلك الوقت رئيس الحرس الوطني و وقفت في الصالة امامه وذهب اليه الفريق الرشيد يحدثه حديث خاص وقدم له البيان الذي رفع من العمليات واسمي في اول الكشف فغضب حفظه الله واستدعى اللجنة في ساعتها ولم اتحرك من مكاني وسألهم لماذا اسقط اسمي ؟..فأعتذروا بسقوطه سهواً او خطاء مطبعي او ماشابه ذلك او هكذا قالوا .. فأمر حفظه الله بأصدار امر الحاقي فوراً وقال لا يتحرك من امامي الا وامره في يده ويلحق بالدورة اليوم .. كان ذلك الموقف تاريخي يرن في اذني حتى اليوم وبعد اليوم فقد كان ومايزال حفظه الله نصير لكل ضعيف ويقف مع الجنود اباً لهم ولا يرضى على أي جندي قصور او ظلم من أي جهة او مرجع .. عندها اخذت الامر بيدي في نفس اللحظة والتحقت بالمدارس العسكرية والفنية وتغير مساري كلياًَ وبقيت في الحرس الوطني تخرجت برتبة ملازم في بداية عام 1396 هـ ثم عملت رئيساً لقسم العلاقات العامة بالمدرسة العسكرية ثم انتقلت الى الكلية وعينت اول مدير لادارة التوجية والعلاقات العامة .. ومحاضر في الكلية لاكثر من 20 عام .
أخذ منا الحديث عن العمل وهمومه جزءاً كبيراً من الوقت ولكننا بصدد الانتقال إلى وجه آخر من أوجه هواياتكم المتعددة ألا وهو الجانب الرياضي بودنا أن تحدثنا عن تجربتكم الرياضية في نادي الشباب ومن هم أبرز اللاعبين في ذلك الوقت وحكاية الهروب من المعسكر قبل إحدى المباريات الهامة رغم أنك الحارس المرشح لخوض المباراة ؟
التحقت بنادي الشباب في عام 1388 هـ وحاولت ان العب في الهجوم ثم في الدفاع ولكن المدرب حينها قال لا تصلح الا في الحراسة لانك خشن واصبت كثير من اللاعبين وبقيت هاوياً حتى عام 1391 هـ عندها بدأت في البروز كحارس مرمى مجارياً زميلي عبد الله آل الشيخ وصادق فلمبان حيث كان صادق الحارس الاساسي انتقل من الوحدة للشباب حيث كان يدرس في الجامعة في الرياض واقتربت الفرصة لاشراكي على مستوى الفريق الاول وكنا في معسكر في فندق اليمامة في حي الوزارات على طريق المطار وكانت المباراة ستكون بين فريق الاهلي والشباب على كأس الملك فيصل في اول مباراة تقام على ملعب رعاية الشباب بالملز اعتقد عام 1392 هـ - 1393 هـ وكنت ضمن الفريق في المعسكر ووصلني خبر في الليل من زميلي الاخ عبد الله الطويل بأن حادث وقع لعمي جعفر بن محمد هو وعائلتة على طريق الطائف الرياض في منطقة الدوادمي فعلمت انني لا يمكن ان احظى بأذن للخروج من المعسكر لان المباراة اليوم التالي .. فخرجت هارباً من المعسكر دون علم احد وتوجهت للدوادمي .. وكان عمي قد توفى رحمه الله و اثنين من اولادة والبقية مصابين وكان يعمل حينها في وزارة الخارجية القنصل الثاني في جمهورية مصر العربية وكان ان بقيت مع المصابين شهرين في مستشفى الرياض المركزي وكان اخر عهدي بنادي الشباب .
شاركت ضمن المنتخب العسكري لكرة القدم , ماذا عن تلك التجربة وهل كانت قبل الإلتحاق بنادي الشباب أم بعده وماذا خرجت به من الرياضة بوجه عام؟
بعد ان تخرجت ملازم من المدرسة العسكرية كان المنتخب العسكري يضم صاحب السمو الملكي الامير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز وكان لاعب وسط في الاهلي وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد الله والذي كان اخطر من اللاعب البرازيلي ( ريفا لينو ) في التسديدات واللعب في مركز وسط مهاجم وكان حراس المنتخب من الغربية علاء رواس ومن الوسطى مبروك التركي وانا من العسكريين انضميت مع مبروك في الاوقات التي يسمح بها عملي .. وكذلك مثلت منتخب الكلية ( منتخب الضباط ) وبعد ان اصبت بأصابات عديدة في الرأس والانف ابتعدت بعدها عن الحراسة وممارسة الكرة رسمياً .
العسكرية محور إهتمامك الرئيسي طوال معظم مشوارك العملي وقد صاحبها هوايات متعددة في مجال الرياضة والصحافة والشعر فأي تلك الإهتمامات كان أقرب إلى قلبك وما هي الهواية التي تعتقد أنها ساهمت في إبراز شهرتك؟
كل ماذكرت محبب الى قلبي ولكل منها ذكريات ورغم ان العسكرية اخذت النصيب الاكبر من وقتي الا انني وجدت انها حياة الرجولة والشرف والكفاح اما الشعر فقد صاحبني من الصغر واحمد الله ان لدي مواهب متعددة لم تطغى واحدة على الاخرى وكان الفضل بعد الله لوالدي رحمه الله فقد كان مدرسة متكاملة في كل فنون الرجولة والشعر والادب و القصة والرواية الشعبية وهو معروف لدى قبائل رجال الحجر تعلمت منه كافة الالوان والفنون الجنوبية على اصولها العرضة , واللعب والخطوة والدمه وكل الفنون وحفظني كثيراً من قصائد الشعراء الكبار في القرن الثالث عشر والرابع عشر ولازالت في ذاكرتي كما علمني وبنفس الاسلوب والطريقة
مع سمو امير البحرين الشيخ عيسى رحمه الله
ساهمتم في إنشاء مجلتي (الحرس الوطني وكلية الملك خالد العسكرية) وترأستم تحرير مجلة الكلية لفترة تزيد عن الثمان سنوات , ماذا عن تلك التجربة وهل كنتم تجدون صعوبة في تسويقها رغم أنها حكومية وذات طابع عسكري متخصص؟
كنت اعمل في جريدة الرياض متعاون واكتب مقالات فيها قبل ان التحق بالحرس الوطني وكان رئيس تحريرها في ذلك الوقت الاستاذ احمد الهوشان ومدير التحرير محمد العجيان وصالح الصويان وكان ضمن المحررين الاستاذ حمد القاضي و الدكتور فهد العرابي الحارثي وعبد الرحيم نصار والاستاذ تركي السديري في صفحة الرياضة وغيرهم واذكر انني شاركت مع الاستاذ الأديب حمد القاضي والشاعر عبد الرحيم نصار في تحرير الصفحات الادبية وكذلك الاخ عبد الله الماجد وكان الاستاذ تركي مشرف القسم الرياضي وكنت اقوم ببعض التحقيقات الصحفية والمقابلات مع اللاعبين المشهورين في ذلك الوقت مثل اللاعب محمد المغنم ( الصاروخ ) وسعيد غراب ونادر العيد ومبارك الناصر ومبارك عبد الكريم وعمر راجخان و اللاعب الدنيني وسعد الجوهر وغيرهم وبعد تخرجي في الحرس الوطني مارست نفس الدور في العلاقات العامة والتعليق على احتفالات الحرس الوطني في المدارس والكلية لاكثر من 21 عام بعد ذلك قامت ادارة العلاقات العامة برئاسة الحرس الوطني بأصدار مجلة الحرس الوطني ورئس تحريرها الزميل الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرحمن الشثري وطلب مني ان انضم لاسرة تحرير المجلة وكان ان انضممت لهم واسست ارشيفها الصحفي وذهبت الى لبنان ومصر لاحضار بعض متطلبات الارشيف الصحفي من دار الصياد ببيروت والاهرام بالقاهرة . من بعد ذلك قررت كلية الملك خالد العسكرية انشاء واصدار مجلة اكاديمية تعنى بالبحوث والدراسات العسكرية والتاريخيه والجغرافية باللغتين العربية والانجليزية .. وكان لصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الفضل في تبني الفكرة وصياغتها فشكل لجنة لذلك الامر وكان أعضائها الدكتور طه الفرا والدكتور عبد الرحمن الهواوي واللواء الركن حسن البدري رحمه الله وعضويتي وقرروا تعييني رئيس التحرير بالتزكية رغم وجود من هم اكفأ ولكن كان لهم نظرة معينة في من لدية خبرة في نفس المجال وتوليت رئاسة التحرير والتأسيس طوال 9 اعوام بعدها غادرت للولايات المتحدة للحصول على دبلوم الادارة المتقدمة ودبلوم الاعلام والعلاقات العامة من الأكاديمية العسكرية في إنديانا وتولى رئاسة التحرير بعدي زميلي اللواء محمد بن فيصل ابو ساق عضو مجلس الشورى حالياً وفي الوقت الراهن يرأس تحريرها الاخ اللواء الدكتور سعيد مرشان القحطاني ولم يكن هنالك أي صعوبة في تسويقها بل العكس رحب الكثير من الموزعين بالحصول على توزيعها ولاقت القبول المميز وهي بحق مرجع فهي مجلة متخصصة ومحكمه وتعنى بامور وبحوث مهمة للغاية أتمنى لها الاستمرارية والازدهار .
مكتبتكم زاخرة بالعديد من الكتب والوسائط الإلكترونية وأشرطة التسجيلات القديمة والعديد من المجلات بالإضافة إلى معرض للصور وآخر للأسلحة التراثية حتى أضحت بحق متحفاً يضم النادر والنفيس من المقتنيات القيمة , متى كانت بداية اهتمامكم بإنشاء هذه المكتبة النفيسة ؟
كما شاهدت هذة المكتبة كانت ترافقني لاكثر من 40 عام جمعت خلالها الكثير من الكتب والدوريات والمجلات التي شاركت بالكتابة فيها حيث كنت اعمل حينما كنت في وزارة الصحة مراسل لمجلة الخواطر اللبنانية وكنت اكتب القصة القصيرة ونشرت لي الخواطر 5 قِصص قصيرة اذكر منها البداية والنهاية .. اشواك في الطريق .. الحنان الكبير .. وبعض المقابلات والريبورتاجات الصحفية فتكونت هذة المكتبة اضافة الى اهتمامي بالموروث الشعبي فخصصت قسم للعرضات القديمة قبل 40 عام والالوان الاخرى والعديد من اشرطة الفيديو والكاسيت وكذلك تضم معرض للصور الفوتوغرافية لبعض اللقطات التذكارية والتاريخية وبعض الرموز والشخصيات المهمة الذين التقيت بهم في حياتي العملية .
الضيف يطلع المحرر على احد مؤلفاته
لك إهتمامات واسعة وتجربة طويلة مع الشعر الشعبي بدأت في وقت مبكر من حياتك وبخاصة شعر العرضة الجنوبية واللعب الشهري المشهور وقد توجت هذه المسيرة الطويلة بإصدار بعض المؤلفات الشعرية منها (شذى الكادي) ويحتوي على العديد من القصائد التي كتبتها خلال مسيرتك الشعرية وكذلك ديوان ( ألوان شعبية ) قمت بجمعها لبعض الشعراء من بني شهر , بودنا لو تحدثنا عن تلك التجربة وهل لديك إصدارات شعرية أخرى ؟
نعم لقد شاركت في العرضة وعمري 16 عام وفرض علي والدي رحمه الله رقابة صارمة منعني خلالها من العرضة لفترة من الزمن حتى تأكد من صلاحيتي لهذا المجال .. لان العرضة لم تكن كما هي في عصرنا الحالي كان يحسب عليك كل كلمة تقولها ثم انني تعلمت من والدي اساليب الشعر وطرقه وفنونه ولم اجد صعوبة في كافة الالوان فأنا والحمد لله كنت مجيد لها جميعاً وشاركت في العرضة بالذات لاكثر من 40 عام وحالياً خففت من المشاركات بعد ان اجري لي عملية في الحنجرة اخذت الجزء الاكبر من صوتي واشارك في الاحتفالات المهمه وحينما يحتاج الامر ذلك حيث لم اتقاضى مقابل مادي في أي عرضة شاركت فيها في حياتي واي قبيلة اشارك معها اعطيها حقها بالتمام والكمال دون النظر الى أي شيء اخر .. وانا اول من اصدر ديوان للشعر النبطي والغنائي في منطقتنا وكتبت كثير من الاناشيد للحرس الوطني والفت العديد من المسرحيات والنشاطات الثقافية واصدرت ديوان ثاني بعنوان ( الوان شعبية من بني شهر ) يحكي بعض مشاركاتي طوال 40 عام في مجال العرضة والفنون الاخرى واعمل حالياً على اعداد موسوعة التراث والموروثات لدى قبائل بني شهر اسماء ومسميات .
تربطك علاقة قوية ببعض شعراء اللعب والعرضة من بني شهر ولكن تبقى علاقتك بالشاعر المخضرم علي بن حبان هي الأميز والأكثر إلتصاقاً من بين الشعراء, لو حدثتنا عن تلك العلاقة الوثيقة بينكما والتي شكلت ثنائياً بارزاً من خلال التميز في أداء قصائد اللعب باللحن التراثي الجميل على شكل لعب مجالسي مطور.
شاركت مع والدي فراج بن سامره في الوان العرضة واللعب وكذلك مع الشاعر الكبير علي بن نغاش رحمه الله وتعلمت منه الكثير و مع اخي عبد الله الطنيني حيث ترافقنا لسنين طويلة اما خارج منطقة تنومة فتعرفت على شعار كثر ومنهم الشاعر الكبير محمد بن مصلح ومحمد الغويد وسعود الزهراني وابو جعيدي وبن حواش ومحمد بن ظافر الشمراني في مناسبات في تنومة وكان اول اختبار حقيقي بعد التخرج مع الشاعر الكبير حامد العمري رحمه الله وفيما بعد مع العديد من الشعراء منهم سعيد بن صالح الاحمري وسعيد بن صالح الاسمري وسعد بن عزيز وصالح بن عزيز وسعيد بن هضبان وغيرهم اما في مجال اللعب فيعجبني الشاعر علي بن محمد بن حبان حيث هو من جيل الوالد وجيل الشاعر المرحوم عامر بن مبروك ومحمد الاشول ومحمد علي يعجبني في شعره القوة والوصف والشقر الجميل خاصة في الجلسات ويعتبر رائد من رواد الجلسات وزاملته في هذا المجال لاكثر من 40 عام وسجلنا اكثر من 50 شريط منوع ويفهمني كثير وبسرعة وكذلك الاخ عبد الله الطنيني لي معه مشاركات وامسيات جميلة في ما مضى ورافع الدحيمي شاعر لعب من الطراز الاول ومتمكن والكثير من الشعراء القدامى .
المكتبة الخاصة للعقيد محمد بن فراج والتي تضم العديد من الكتب الادبية والشعرية والنادرة
من هم في نظرك أبرز الشعراء في تنومة الذين عاصرتهم أو سمعت عنهم أو من شعراء الجيل الجديد وكيف ترى مستقبل الشعر في بلاد بني شهر خصوصاً ؟
ابرز الشعراء الذين عاصرتهم في تنومة المرحوم علي بن نغاش والمرحوم فراج بن سامرة ومحمد الاشول وخديجة البرودي وسعيد الفرسه .. اما الذين سمعت عنهم امثال الشيخ عبد الرحمن بن عاطف و الامير محمد بن دهمان و من الشعفين بن حوفان او حوفان من آل السميح وبن مناع او مناع الملقب بمعيور من آل صفوان وفي مجال اللعب الشاعر الكبير المرحوم عامر بن مبروك ومحمد علي من الاربوعه وغيرهم كثير .. اما شعراء الجيل الحاضر فمع اسفي الشديد تنومة شبه خالية من الشعراء الجدد في مجال العرضة واللعب اما في مجال الشعر الفصيح فيتواجد مجموعة قليلة من الشعراء الذين لهم مستقبل مثل الشاعر الاستاذ محمد بن سفر وغيره لهم مستقبل واعد وكبير بأذن الله وكذلك الشاعر الواعد عثمان الشهري من قريش والذي يشارك في مسابقة شاعر الملك وفيما يخص الشعر بشكل عام في منطقة بني شهر فكانت في الماضي تزخر بأعظم شعراء العرضة الجنوبية الذين لن يتكرروا على مدى التاريخ امثال ظافر بن جاري البكري والمحوي وسليمان بن مسعد من ال يانف ومزهر الثرباني ومحمد بن سعيده الخشرمي ومحمد بن زاهر لملحي ومشاطا الحسيني ومحمد بن لعدل وعلي بن نغاش وغيرهم كثير ولكن في وقتنا الحاضر لا يوجد سوى شعراء يعدون على الاصابع في مجال العرضة لعدم تهيئة الشباب وتشجيعهم وتعليمهم وتدريبهم حتى اصول العرضة التي كانت تعد اجمل عرضات الجنوب استبدلت فيها المقاميع والفتايل بالجوالات والمسابح والشعراء فيها يقولون كلام لا يسمن ولا يغني من جوع ووهجها بدأ يختفي للاهمال الواضح للموروث وعدم تعليم الجيل الجديد موروثات الاباء والاجداد والحرص على ذلك .. وهي نقاط سلبية في مجتمعنا الحالي لابد من تغييرها وإلا فلن يكون لنا موروث في المستقبل وسنظل نقتات على تراث الاخرين وعاداتهم وتقاليدهم وسينقرض الشعراء والمبدعين على هذه الطريقة لا محالة .
بعد التقاعد من عناء العمل يجد البعض صعوبة في التأقلم مع واقعه وربما أصابه شيئ من هموم الحياة وهذه سنة الحياة , كيف تجد نفسك الآن بعد أن أصبحت بعيداً عن هموم العمل وصخب الحياة؟
الان وجدت نفسي اكثر من السابق ونعمت براحة البال حينما تخلصت من مسؤوليات كان يجب تأديتها بكل امانه وهي حمل ثقيل خففت منه وعدت لاتفرغ لنفسي واولادي واهلي وهو غاية ما اتمناه في ختام حياتي العيش بهدوء ودون ضجيج فراحة البال لا تشترى بثمن ولست بطامع في اكثر مما حققت .
منظر عام للجنوب تنومة
تنومة مدينة تغيرت كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاثين عاماً فقط , هل تعتقد أن عجلة التنمية فيها قد أكملت دورتها أم أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد حتى تستطيع أن تكون مدينة ملبية لاحتياجات أبنائها والحد من هجرتهم إلى خارجها وما هي الأشياء الضرورية التي تعتقد أن عدم توفرها كان سبباً في حدوث الهجرة بشكل مكثف؟
تنومة لازالت بحاجه ماسه الى كثير من الخدمات والمقومات السياحيه والتنمويه واهلها كسالى للغاية للاسف الشديد .. عليهم ان ينهضوا بهذه المدينة الجميلة الرائعه ويسعون جاهدين لاستكمال مقومات التطور في النواحي الخدميه والصحية والادارية والسياحية كل بجهده وعطاءه ولن تقصر الحكومة معهم في أي امر , القصور منا نحن الاهالي .
الأندية الرياضية مكان آمن لممارسة الأنشطة المختلفة خاصة أن تنومة فيها العديد من المواهب الرياضية وبخاصة كرة القدم فهل تعتقد أن الوقت قد حان لأن يكون في تنومة ناد رياضي بدلاً من ممارسة كرة القدم في الملاعب الترابية وبدون تنظيم خاصة وأن هناك فريق يطلق عليه فريق النجوم إستطاع أن يكون له بصمة رغم أنه غير مسجل ضمن فرق مكتب رعاية الشباب بعسير؟
اتمنى امنية ان يحقق الله امال وتطلعات اهالي وشباب تنومة لكي يكون في تنومة نادي رياضي فهي بحق بحاجة ماسة الى وجود نادي رياضي ثقافي اجتماعي حيث لا يوجد لدى شباب تنومة غير اماكن محدودة لا يتوفر فيها أي امكانيات لممارسة الانشطة الرياضية المنوعه و نحن جميعاً نهيب بأميرنا الشاب الرئيس العام للشباب والرياضة الامير نواف بن فيصل ان يلبي تطلعات شباب تنومة وكذلك رجال الاعمال القادرين فهذا بلدهم وابنائهم يجب عليهم الالتفات لهذا الامر وبصورة ملحه وعاجلة لان تحقيق ذلك يقضى على كثير من السلبيات الحاصلة في المجتمع بين الشباب ومن اخطرها المخدرات .
لكم إهتمامات أخرى في مجال إستزراع بعض النباتات والأشجار ومنها بعض النباتات الطبية , حبذا لو توضحون للقارئ الكريم كيف جاءت هذه الفكرة وكيف تولدت لديكم الرغبة في القيام بهذه المهمة التي تشبه إلى حد ما برامج الأبحاث الزراعية وهل هناك تعاون مع مراكز الأبحاث الزراعية المهتمة بدراسة النباتات وما هي نتائج أبحاثكم أو إستنتاجاتكم حتى الآن؟
منذ زمن بعيد ولدي إهتمام غير عادي بما يسمى الطب البديل او الطب الشعبي أو كل ما يتعلق بالنباتات الطبيه ومعلوماتي في هذا المجال جيده ولدي قسم خاص في المكتبه كما تشاهد مختص بالنباتات والاعشاب الطبيه سواء كان في بحوث أو دراسات او كتب او من المجرب ولدينا في الجنوب العديد من النباتات الطبيه العظيمه في منافعها القليلة في تكلفتها لمن يحسن استخدامها ..... وقد حاولت استزراع بعض النباتات التي لم تكن معروفه لدينا من ضمن نباتات البيئه الجنوبيه ونجحت في القليل منها ومن النباتات أو الشجيرات المهمه في المجال الطبي والتي أحب الاستعانه بها ( الزعتر البري والحدائقي ) وإكليل الجبل , والميرميه, والمليسا , والزيزفون, والشيح وهو غير الشيح المتعارف عليه لدينا في المنطقه وهو شبيه بالعرفج وأجمل ما يميزه عدم مرور الهوام او الثعابين في منطقته, ولدينا نباتات لآ نعرف قيمتها وهي في قمة الفائدة ومنها البردقوش, والشاي الأخضر, والشذاب, وبذور الكتان , ودوآر الشمس, والعرعر , والحبق والريحان , واليانسون, والشمر, والنخوه, والكثير الكثير من النباتات الطبيه التي لا أستطيع شرح فوائد كل منها على حده وبإمكان أي شخص أن يأخذ كل نوع على حده من خلال الكمبيوتر ويقراء فوآئده وطرق استخدامه .. ومن الاشجار او النباتات التي وجدتها في بيئتنا نبتة عظيمة الفائدة ولآ أحد يعلم عنها وهي في كل شارع من شوارعنا وبالقرب من أغلب البيوت وأنصح عموم الرجال بقراءة فوائدها وكذلك من يعاني من الأمراض الخبيثه كفاكم الله شرها هذه النبته هي نبتة ( العبعب ) واسمها الطبي ( withania ) الويتيانا , ومن أهم مميزاتها الخصوبه الذكوريه , علاج الكرب الطويل والاختلاج كما أنها مضاده للالتهابات وتثبط نمو الخلايا السرطانيه والوقايه من السرطان , وتهدي الأعصاب وتصفي العقل والعديد من المميزات الاخرى ولها فوائد في البذور والجذور ... وهنا عادة بي الذكرى للمآضي عندما كانت (الجمال) تاكل شجرها فيصيبها الهياج ولله في خلقه شؤون .. ولكن مشكلة النباتات والاعشاب الطبيه خطيره جدا إذا اسيء استخدامها أو كان عشوائي إذ لآبد من ( التقنين ) وعلى يد خبير يعرف مظارها وفوائدها .
نوع نادر من التفاح الأحمر والذي يتميز بصغر حجمه
لا زلت أتذكر رسالة وردتنا في الموقع قبل عام تقريباً من أحد المعلمين الفلسطينين الذين قاموا بالتدريس في تنومة منذ أربعة عقود تقريباً وهو الأستاذ يحي جبر ونشرنا عنه في الموقع في حينها وقد ذكرك بالإسم تحديداً وسرد بعض الذكريات التي لايزال يختزنها في ذاكرته عن تنومة رغم تقدمه في العمر, فماذا لديك عن ذلك المعلم وغيره من المعلمون القادمون من مصر وبلاد الشام آنذاك ؟
لو أجبتك على هذا السؤال بكتاب كامل لما أوفيت الاجابة كما ينبغي فقد ذكرتني بأحد أهم الرواد في المجال التعليمي الذين وفدوا على منطقتنا قبل 40 عام كان اسمه ورسمه وعلمه لآيزال يرن في ذاكرتي حتى الان وبعد الان وكل آن ..لقد كان استاذ بما تعنيه الكلمه من معنى رغم شدته وصرامته الا أنها تتوافر فيه صفات عديده أهمها الرجوله والانتماء العربي الاصيل والثقافة وسعة الافق والمرونه وقوة الشخصيه والحرص على جمال الآداء والاخلاص فيه وتعدد الاساليب لديه, وقد كان في بدايته عملاق كما هو الآن أحد أعلآم الدول العربيه ذلك هو الاستاذ والمربي الفاضل والخبير الدكتور ( نادر أحمد أبو شيخه ) دكتوراه في الفلسفه في ادارة الاعمال ادارة الموارد البشريه المسبوقه بالماجستير في التخطيط والبكلوريوس في ادارة الاعمال واستاذ ادارة الأعمال بكلية الاقتصاد والعلوم الاداريه بالجامعه الهاشميه ( الأردن ) وله العديد من الأبحاث والدراسات والمشاركات على مستوى الوطن العربي وهو قامه علميه كبيره للغايه تشرفت بأن درسني في الابتدائيه في الصف الثالث والرابع والخامس وهو من علمني كيف لفظ الحروف وإتقان الإلقآء في الأشعار وحفظني قصائد كثيرة لشعراء كثر منهم شعراء فلسطين وشوقي والبارودي وابو القاسم الشابي وجعلني أظهر على المسرح في مدرسة السبت منشدا وخطيبا ولازالت القصائد التي علمني حفظها في ذاكرتي ومنها :
فلسطين الشهيدة كنت هديا رآها أخو الهوى صيدا سمينا
غزتهم عصبة ملئت حقودا فـــأجلتهم وشتــت القـــطينــا
وقصيدة أخرى منها :
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حيــــــاة تسر الصديق وإما ممــــات يغيض العدا
وقد بحثت عنه وتواصلت معه ويتواصل معي وهو من بحث عني جزآه الله خير وأدين له وكثيرا من الزملآء بالفضل والعرفان وندعوا له بطول العمر فيما يرضي المولى وأن يجزيه عنآ خير الجزآء.
ماهي رسالتكم لموقع تنومة خاصة وانكم ممن سبق له العمل في المجال الإعلامي وبخاصة المقروء منه للإستفادة من تجربتكم في المجال الصحفي ؟
موقع تنومة .. رائد ومميز بين جميع المواقع ويسير بخطى ثابته وراسخه ومدروسة نحو الافضل ويقدم ماهو مطلوب منه على اكمل وجه وانظف صورة وهو مرآة حقيقية لتنومة وابناء تنومة وعلى الجميع مساندة الموقع وطاقمه بكل مايسهل مأموريتهم وان يظهرون كل ماهو لائق بهم في موقعهم ويساندوه فهو بحق ميدان رحب للتطور وابراز الوجة الحضاري لهذة العروس الجميلة تنومة وساكنيها واشكر جميع القائمين عليه ومن يرعاه .
نود منكم في نهاية هذا اللقاء أن توجهون كلمة لأبناء تنومة كونكم أحد أبناء تنومة الحريصين على نهضتها وتطورها ؟
اقول لاخواني اهالي تنومة بنين وبنات شباب وكهول معلمين ومعلمات .. لن يتقدم البلد الا بجهود اهله وتفانيهم في خدمة مجتمعهم عليكم بالعناية بالعروس الجميلة تنومة فهي تستحق منكم العناية بها .. قدموا لها ماهو واجب عليكم واحرصوا على ابراز مفاتنها الساحرة بكل الوسائل التي تساعد على نهضتها وتطورها فلن يأتي احد ليخدمكم اذا لم تقوموا بخدمة انفسكم وتنهضون ببلدكم لتكون في مقدمة المصايف العالمية مستقبلاً وتسعون لتوفير كافة الخدمات وتوسيع الطرقات التي ضيقتم فيها على انفسكم بأنفسكم والبعد عن الحسد والانانيه والتعاون في مايرضي الله ورسولة في كل قول وعمل .
واسف على الاطالة وارجو ان لا اكون قد اثقلت على القارىء او المتصفح استميحكم عذراً في ذلك واشكر لموقع تنومة هذة البادرة وتقبلوا تحياتي ....
أجرى الحوار من إدارة الموقع
عبدالله محمد الشهري
تصوير/ فراج محمد
منزل العقيد م محمد بن فراج ومقر إقامته في تنومة