إثنينية تنومة وعراب الجهوة
موقع تنومة - عبدالله غرمان الدكتور / علي عواجي أستاذ التاريخ بجامعة جازان و الباحثٌ التاريخيٌ المتخصص في تاريخ منطقتنا حل خلال فصل الصيف الماضي ضيفاً على أثينية تنومة في مساء يوم الاثنين الموافق 8 رمضان 1432هـ ليتحدث في تلك الليلة التاريخية "حضوراً وطرحاً" عن ولاية الجهوة الأثرية وتاريخها ...
الدكتور علي بعث لإدارة الموقع برسالة تضمنت قصيدة تحكي مشاعرة وانطباعاته عن أثنينية تنومة ويسرنا ان ننشرها لكم ، مع بالغ الشكر والتقدير لسعادته .
رسالة الدكتور علي عواجي :
هناك على جبال عسير سفوح شماء ، تعانق السماء ، أبدعها خالقها سبحانه كما شاء ، على هامتها مدينة تدعى تنومة ، مبهرة كما الدرة المكنونة ، خصها ربي بالجمال ،وأودع أهلها من صفات الكمال . . تلألأت تلك المدينة بهجة وسروراً ، وزادت غبطة وحبورا ، في اثنينيتها في عامها التاسع ، لتكون منبر إبداع بلا منازع ،وانطلقت كلمات أهلها مرحبة بالضيف القادم من جازان ، وكانت قاعة البلدية بجمعهم تزدان ، ومنهم عمالقة رجال الحجر ، من أصحاب العلم والفكر ، منهم الشيخ عبد العزيز االعسبلي الذي حضر رغم مرضه وآلامه، فرحمه الله ورفع في الآخرة مقامه ، ومنهم الشيخ فراج بن شاكر العسبلي ، الذي كان حضوره في مقام علِّي ، ومنهم وكلاء جامعات ، وعمداء كليات ، ورتب عسكرية، ألوية وعمداء ، ونقباء وعقداء ، يزين للصحب بهم الاقتداء ، وعدد وافرٌ من الحضور جم ، يزيل عن القلب السقم والهم ، ملأ الصالة بالسرور .. فياله من حضور وأي حضور ، وكان بعضهم في القاعة وقوفاً ، وللمعرفة نهماً وشغوفا ، وذلك في ليلة رمضانية مباركة ، زادت فيها المداخلات والمؤانسة والمشاركة ، وتلألأ صاحب الاثنينية في طلعته السنية ، وهو الدكتور صالح أبوعَراد ، صاحب الثقة والاعتداد ، فسلام على تنومه وأهلها من رب العباد .
------------------------------
[1] حاكم ولاية الجهوة في القرن الرابع الهجري، وقد اكتشف قائل الأبيان نقشه في الصخر.
[2] يموسق: بمعنى ينشد لكأنما يصدر موسيقى.
[3] عراب الجهوة: لقب أطلقة عليَّ ابني محمد رحمه الله الذي رحل قبل أن يطبع الكتاب، وأصبح أهل تنومه يطلقونه على قائل الأبيات.
الدكتور علي بعث لإدارة الموقع برسالة تضمنت قصيدة تحكي مشاعرة وانطباعاته عن أثنينية تنومة ويسرنا ان ننشرها لكم ، مع بالغ الشكر والتقدير لسعادته .
رسالة الدكتور علي عواجي :
إثنينية تنومة وعراب الجهوة
هناك على جبال عسير سفوح شماء ، تعانق السماء ، أبدعها خالقها سبحانه كما شاء ، على هامتها مدينة تدعى تنومة ، مبهرة كما الدرة المكنونة ، خصها ربي بالجمال ،وأودع أهلها من صفات الكمال . . تلألأت تلك المدينة بهجة وسروراً ، وزادت غبطة وحبورا ، في اثنينيتها في عامها التاسع ، لتكون منبر إبداع بلا منازع ،وانطلقت كلمات أهلها مرحبة بالضيف القادم من جازان ، وكانت قاعة البلدية بجمعهم تزدان ، ومنهم عمالقة رجال الحجر ، من أصحاب العلم والفكر ، منهم الشيخ عبد العزيز االعسبلي الذي حضر رغم مرضه وآلامه، فرحمه الله ورفع في الآخرة مقامه ، ومنهم الشيخ فراج بن شاكر العسبلي ، الذي كان حضوره في مقام علِّي ، ومنهم وكلاء جامعات ، وعمداء كليات ، ورتب عسكرية، ألوية وعمداء ، ونقباء وعقداء ، يزين للصحب بهم الاقتداء ، وعدد وافرٌ من الحضور جم ، يزيل عن القلب السقم والهم ، ملأ الصالة بالسرور .. فياله من حضور وأي حضور ، وكان بعضهم في القاعة وقوفاً ، وللمعرفة نهماً وشغوفا ، وذلك في ليلة رمضانية مباركة ، زادت فيها المداخلات والمؤانسة والمشاركة ، وتلألأ صاحب الاثنينية في طلعته السنية ، وهو الدكتور صالح أبوعَراد ، صاحب الثقة والاعتداد ، فسلام على تنومه وأهلها من رب العباد .
سار سرى صوب التنومة يبرق=هطالّهُ حُبٌ وخيرٌ مغدقُ
فأثار أشجاني وزاد صبابتي=لبلاد قوم بالأصالة تشرق
في ليلة غيدا سعدت بوصلها=فوجدتها جذلى كساها الرونق
يا صالح الخيرات دمت مسدداً=وبحسن صنيعك دائماً تتفوق
فأدام ربي أهل التنومة عزكم=كل الجزيرة تحتفي بمجدكم وتصفق
تلك النقوش الغر تشهد أنكم=أحفاد شعب شأوهُ لا يلحق
والجابر الضحاك([1]) ذاك كتابة=أَلِقٍ ينيرُ سنى التراث ويَعبق
هامات مجد في السماء شموخها=وعلى الثرى عطر يشم وينشق
إيه بني الحجر الأباة فإنني=بتراثكم دوماً أقول وأصدق
تلك النقوش لا جدال بشأنها=كالشمس في كبد السماء تحلق
هذي الأصالة والشهامة غيرها=طابٌ يطيح في النزال وبيدق
كل القصائد قصرت في وصفكم=إن كان أعشى أو يكون شمقمق
أنا من ربا جازان ينبض خافقي=لربا تنومة والنماص يموسق([2])
عراب جهوتكم([3]) وأشكر فضلكم =ووصالكم حق علي ومنطق
مكانكم أحبابنا في مهجتي=والقلب في حب التنومة مغرق
أدعو إلهي أن يسدد منطقي=طوال الحياة وللشهادة أنطق
فأثار أشجاني وزاد صبابتي=لبلاد قوم بالأصالة تشرق
في ليلة غيدا سعدت بوصلها=فوجدتها جذلى كساها الرونق
يا صالح الخيرات دمت مسدداً=وبحسن صنيعك دائماً تتفوق
فأدام ربي أهل التنومة عزكم=كل الجزيرة تحتفي بمجدكم وتصفق
تلك النقوش الغر تشهد أنكم=أحفاد شعب شأوهُ لا يلحق
والجابر الضحاك([1]) ذاك كتابة=أَلِقٍ ينيرُ سنى التراث ويَعبق
هامات مجد في السماء شموخها=وعلى الثرى عطر يشم وينشق
إيه بني الحجر الأباة فإنني=بتراثكم دوماً أقول وأصدق
تلك النقوش لا جدال بشأنها=كالشمس في كبد السماء تحلق
هذي الأصالة والشهامة غيرها=طابٌ يطيح في النزال وبيدق
كل القصائد قصرت في وصفكم=إن كان أعشى أو يكون شمقمق
أنا من ربا جازان ينبض خافقي=لربا تنومة والنماص يموسق([2])
عراب جهوتكم([3]) وأشكر فضلكم =ووصالكم حق علي ومنطق
مكانكم أحبابنا في مهجتي=والقلب في حب التنومة مغرق
أدعو إلهي أن يسدد منطقي=طوال الحياة وللشهادة أنطق
------------------------------
[1] حاكم ولاية الجهوة في القرن الرابع الهجري، وقد اكتشف قائل الأبيان نقشه في الصخر.
[2] يموسق: بمعنى ينشد لكأنما يصدر موسيقى.
[3] عراب الجهوة: لقب أطلقة عليَّ ابني محمد رحمه الله الذي رحل قبل أن يطبع الكتاب، وأصبح أهل تنومه يطلقونه على قائل الأبيات.