تقرير - كسـوف 29-1-1432هـ 4-1-2011م بالصور والأرقام
إعداد - د . عبدالله المسند
:. فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على التأمل والتفكر في مخلوقاته، ولاسيما في ملكوت السموات والأرض ودعاه لذلك فقال: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، والحوادث الفلكية بأنواعها وألوانها وأحجامها محط اهتمام الإنسان قديماً وحديثاً، إذ إن الحوادث الفلكية النادرة والخارجة عن المألوف تصيب الإنسان بالذهول والهلع والخوف فترد القلوب الحية لبارئها خاضعة خاشعة .. وفي هذا السياق وبمناسبة الحدث الكوني الكبير الذي ستشهده بعض دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء القادم ـ بإذن الله تعالى ـ دونك تفاصيل الحدث والحديث.
س: متى عرف الإنسان حقيقة وآلية الكسوف والخسوف؟
ج: في وقت مبكر راقب الإنسان الكسوف والخسوف متطلعاً لمعرفة السبب الكامن وراء حدوثها، وعن آلية هذه الظاهرة الفلكية، حتى استطاع البابليُّون في وقت مبكر في أرض العراق اكتشاف هذا النظام الإلهي البديع، فقد توصلوا بعد رصد دقيق، ومراقبة طويلة إلى أن للكسوف والخسوف دورة تعاقب طولها 18 عاماً و 11.3 يوماً، وسُميت هذا الدورة بدورة ساروس Saros أي مدة التعاقب؛ والتي تعني أن حوادث الكسوف والخسوف تتكرر من حيث الموعد الزمني في مدة طولها 6585.32 يوماً، لا تتخلف ولا تتبدل حسب الاستقراء لحوادث الكسوف الماضية والقياس والملاحظة والله أعلم.
س: وأين سيرى الكسوف القادم؟.
ج: الكسوف الجزئي Partial Solar Eclipse القادم هو أول كسوف في هذا العقد الجديد، ويشاهد في كل الجزيرة العربية، والنصف الشمالي لأفريقيا، وكل أوروبا، ووسط وغرب آسيا، وسيبدأ الكسوف ـ بإذن الله تعالى ـ من شمال غرب أفريقيا، وبالتحديد سيلامس شبه ظل القمر الأرض شمال الجزائر الساعة 9:40 ص ، ومن ثَم يتحرك شبه الظل من الغرب إلى الشرق (تبعاً لحركة القمر حول الأرض)، ثم يمر فوق السعودية ثم إلى دول آسيا الغربية ثم وسط آسيا حيث ينتهي، ودائماً كسوف الشمس يُرى في الغرب قبل الشرق.
س: هل رؤية الكسوف ووقته تختلف من مكان إلى آخر في السعودية؟
ج: بالطبع تختلف؛ فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في الجهات الغربية (خاصة الشمالية الغربية) من المملكة قبل الجهات الشرقية، والجزء المنكسف في أقصى الحدود الشمالية (شمال شرق طريف) يصل نسبته إلى 46%، وفي الوسط يصل إلى 27%، بينما في جنوب جازان يصل إلى 13%.
س: متى سيحدث الكسوف القادم في السعودية؟
ج: سيحدث بإذن الله تعالى يوم الثلاثاء 29 محرم 1432هـ الموافق 4 يناير 2011م، ووفقاً لأفق الرياض سيكون على النحو التالي:
*بداية الكسوف : 10:39 ص
* أذان الظهر : 11:59 ص
* ذروة الكسوف : 12:03 ص
* نهاية الكسوف : 1:25 م
* طول فترة الكسوف: 2:46
* الجزء المنكسف من الشمس حوالي 24% ، ويبدأ ظهور الكسوف على قرص الشمس من جهة يمين أعلى الشمس، وأتوقع أن ينادى لصلاة الكسوف في الرياض عند الساعة 10:55 ص ، وربما تقام بعد صلاة الظهر مباشرة والله أعلم.
س: وهل معنى ذلك أن بدء الكسوف يختلف من منطقة إلى أخرى في السعودية؟
ج: بالتأكيد .. فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في تبوك 10:13، جدة 10:19، مكة المكرمة 10:20، المدينة المنورة 10:20، سكاكا 10:21، حائل 10:24، عرعر 10:24، الباحة 10:27، القصيم 10:30، أبها 10:32، جازان 10:34، نجران 10:39، الدمام 10:51 ، والفارق بين الطرفين حوالي 38 دقيقة.
س: وهل هناك حوادث أخرى خلال عام 1432هـ ستشاهد في المملكة؟
ج: سيشهد العالم في عام 1432هـ كسوفاً جزئياً للشمس في 29 جمادى الأخرة ولن يشاهد في المملكة، وخسوفاً كلياً للقمر في 13 رجب يشاهد في المملكة، وكسوفاً جزئياً للشمس في 29 رجب لن يشاهد في المملكة، وكسوفاً جزئياً أخيراً للشمس في 29 ذي الحجة لن يشاهد في المملكة أيضاً، هذا والله أعلم وأحكم.
س: متى آخر كسوف (كلي) شوهد في المملكة؟
ج: آخر كسوف كلي شوهد في المملكة كان قبل 60 سنة وبالتحديد في 25 فبراير 1952م ووقع قبله في 30 أغسطس 1905م أي قبل 107 سنوات والله أعلم.
س: ومتى سيشاهد كسوفاً (كلياً) في المملكة؟
ج: بإذن الله تعالى سنشاهد في السعودية كسوفاً شمسياً كلياً مخيفاً ونادراً؛ حيث سنشاهد في وضح النهار النجوم والكواكب وذلك عام 2027م، يليه كسوف كلي آخر عام 2034م والفترة الفاصلة بينهما ست سنوات فقط، ويلاحظ أنه لن يشاهد هذا الكسوف في جميع مناطق المملكة ككسوف كلي، بل هو محدود في شريط جغرافي ضيق من الأراضي السعودية، لذا فمن شاهد الكسوف (الكلي) في مدينة معينة فلن يشاهده مرة أخرى في المدينة نفسها إلا بعد مرور 375 سنة (بالمتوسط) والله أعلم وأحكم.
س: هل عدد حوادث الكسوف والخسوف يخضع لناموس معين؟
ج: جرت سنة الله تعالى في كونه ـ والتي أطلع البشر عليها ـ أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حدثين إلى سبعة حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر لا يتقدم ولا يتأخر {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، وبالنسبة لكسوف الشمس فقد يحدث في السنة الواحدة ما بين كسوفين وخمسة كسوفات، وحدوث خمس كسوفات للشمس في سنة واحدة قليل ونادر، وآخر سنة حدث فيها خمس كسوفات كان في عام 1935م وسيتكرر عام 2206م والله أعلم وأجل.
س: هل هناك علاقة بين حوادث الكسوف وحدوث الزلازل؟
ج: في حالة الكسوف تكون الشمس والقمر على خط واحد، وهذا ـ والله أعلم ـ سيضاعف جاذبيتهما على الأرض فيحدث المد والجزر بشكل مضاعف، والأخطر من ذلك أن باطن الأرض المنصهر يتأثر بتلك الجاذبية العظيمة (وقد) تتفاعل القشرة الأرضية باهتزازات زلزالية تحدث مع الكسوف، أو بعده في محيط مسار الكسوف الكلي أو حوله، وهناك شواهد مرصودة لهذا من بعض المراقبين.
وذلك أن ظاهرة الجذب من قبل الشمس والقمر لا تؤثر على السوائل فقط، بل وحتى على اليابس من قشرة الأرض! حيث يرتفع اليابس وينخفض مرتين في اليوم بمقدار 28 سم، والإنسان طبعاً لا يشعر بهذا بسبب أن الحراكة تقع في وقت واحد للقارة بأجمعها والله تعالى يقول: {ءَأَمِنتُم مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ} أي تتحرك تذهب وتجيء وتضطرب، لذا وجه عليه الصلاة والسلام حال الكسوف بقوله: (فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)، علها تدفع الشرور والنكبات عن الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا) ولم يقل: (فإذا وقعا فصلوا) لأن منطقة الخطر تكون محصورة ـ والله أعلم ـ في منطقة الرؤية التي تتعرض لشد مضاعف من النيرين خاصة منطقة الكسوف الكلي وما حولها، هذا وقد تتكشف لنا حكمة وعلة أخرى في المستقبل {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ولله في خلقه شؤون.
س: أخيراً هل هناك خطورة كامنة عند مشاهدة الكسوف بالعين المجردة؟
ج: النظر إلى الشمس خطر جداً على شبكية العين سواء كانت الشمس كاسفة أم لا، وعليه فإني أهيب بالجميع بتجنب النظر إلى الشمس مباشرة، أو حتى باستخدام نظارات شمسية أو أفلام محترقة ونحوها؛ نظراً لخطورة الأشعة الشمسية المرئية والمباشرة على العين والتي قد تصيب بالعمى المؤقت، أو تلحق بالعين أضرراً دائمة، ويشار إلى أن هناك نظارات خاصة لمتابعة الكسوف تدعى Eclipsers Glasses ، أو أن تتابع الكسوف عبر القنوات الفضائية، وحيث إن الحدث يتزامن مع تواجد ملايين الطلاب والطالبات في المدارس بعيداً عن أولياء أمورهم، لذا فالمسؤولية تتعاظم على إدارة المدارس في توعية طلابها وطالباتها في خطورة النظر إلى الشمس وقت الكسوف والله يحفظ الجميع.[/SIZE][/FONT]
:. فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على التأمل والتفكر في مخلوقاته، ولاسيما في ملكوت السموات والأرض ودعاه لذلك فقال: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، والحوادث الفلكية بأنواعها وألوانها وأحجامها محط اهتمام الإنسان قديماً وحديثاً، إذ إن الحوادث الفلكية النادرة والخارجة عن المألوف تصيب الإنسان بالذهول والهلع والخوف فترد القلوب الحية لبارئها خاضعة خاشعة .. وفي هذا السياق وبمناسبة الحدث الكوني الكبير الذي ستشهده بعض دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء القادم ـ بإذن الله تعالى ـ دونك تفاصيل الحدث والحديث.
س: متى عرف الإنسان حقيقة وآلية الكسوف والخسوف؟
ج: في وقت مبكر راقب الإنسان الكسوف والخسوف متطلعاً لمعرفة السبب الكامن وراء حدوثها، وعن آلية هذه الظاهرة الفلكية، حتى استطاع البابليُّون في وقت مبكر في أرض العراق اكتشاف هذا النظام الإلهي البديع، فقد توصلوا بعد رصد دقيق، ومراقبة طويلة إلى أن للكسوف والخسوف دورة تعاقب طولها 18 عاماً و 11.3 يوماً، وسُميت هذا الدورة بدورة ساروس Saros أي مدة التعاقب؛ والتي تعني أن حوادث الكسوف والخسوف تتكرر من حيث الموعد الزمني في مدة طولها 6585.32 يوماً، لا تتخلف ولا تتبدل حسب الاستقراء لحوادث الكسوف الماضية والقياس والملاحظة والله أعلم.
س: وأين سيرى الكسوف القادم؟.
ج: الكسوف الجزئي Partial Solar Eclipse القادم هو أول كسوف في هذا العقد الجديد، ويشاهد في كل الجزيرة العربية، والنصف الشمالي لأفريقيا، وكل أوروبا، ووسط وغرب آسيا، وسيبدأ الكسوف ـ بإذن الله تعالى ـ من شمال غرب أفريقيا، وبالتحديد سيلامس شبه ظل القمر الأرض شمال الجزائر الساعة 9:40 ص ، ومن ثَم يتحرك شبه الظل من الغرب إلى الشرق (تبعاً لحركة القمر حول الأرض)، ثم يمر فوق السعودية ثم إلى دول آسيا الغربية ثم وسط آسيا حيث ينتهي، ودائماً كسوف الشمس يُرى في الغرب قبل الشرق.
س: هل رؤية الكسوف ووقته تختلف من مكان إلى آخر في السعودية؟
ج: بالطبع تختلف؛ فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في الجهات الغربية (خاصة الشمالية الغربية) من المملكة قبل الجهات الشرقية، والجزء المنكسف في أقصى الحدود الشمالية (شمال شرق طريف) يصل نسبته إلى 46%، وفي الوسط يصل إلى 27%، بينما في جنوب جازان يصل إلى 13%.
س: متى سيحدث الكسوف القادم في السعودية؟
ج: سيحدث بإذن الله تعالى يوم الثلاثاء 29 محرم 1432هـ الموافق 4 يناير 2011م، ووفقاً لأفق الرياض سيكون على النحو التالي:
*بداية الكسوف : 10:39 ص
* أذان الظهر : 11:59 ص
* ذروة الكسوف : 12:03 ص
* نهاية الكسوف : 1:25 م
* طول فترة الكسوف: 2:46
* الجزء المنكسف من الشمس حوالي 24% ، ويبدأ ظهور الكسوف على قرص الشمس من جهة يمين أعلى الشمس، وأتوقع أن ينادى لصلاة الكسوف في الرياض عند الساعة 10:55 ص ، وربما تقام بعد صلاة الظهر مباشرة والله أعلم.
س: وهل معنى ذلك أن بدء الكسوف يختلف من منطقة إلى أخرى في السعودية؟
ج: بالتأكيد .. فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في تبوك 10:13، جدة 10:19، مكة المكرمة 10:20، المدينة المنورة 10:20، سكاكا 10:21، حائل 10:24، عرعر 10:24، الباحة 10:27، القصيم 10:30، أبها 10:32، جازان 10:34، نجران 10:39، الدمام 10:51 ، والفارق بين الطرفين حوالي 38 دقيقة.
س: وهل هناك حوادث أخرى خلال عام 1432هـ ستشاهد في المملكة؟
ج: سيشهد العالم في عام 1432هـ كسوفاً جزئياً للشمس في 29 جمادى الأخرة ولن يشاهد في المملكة، وخسوفاً كلياً للقمر في 13 رجب يشاهد في المملكة، وكسوفاً جزئياً للشمس في 29 رجب لن يشاهد في المملكة، وكسوفاً جزئياً أخيراً للشمس في 29 ذي الحجة لن يشاهد في المملكة أيضاً، هذا والله أعلم وأحكم.
س: متى آخر كسوف (كلي) شوهد في المملكة؟
ج: آخر كسوف كلي شوهد في المملكة كان قبل 60 سنة وبالتحديد في 25 فبراير 1952م ووقع قبله في 30 أغسطس 1905م أي قبل 107 سنوات والله أعلم.
س: ومتى سيشاهد كسوفاً (كلياً) في المملكة؟
ج: بإذن الله تعالى سنشاهد في السعودية كسوفاً شمسياً كلياً مخيفاً ونادراً؛ حيث سنشاهد في وضح النهار النجوم والكواكب وذلك عام 2027م، يليه كسوف كلي آخر عام 2034م والفترة الفاصلة بينهما ست سنوات فقط، ويلاحظ أنه لن يشاهد هذا الكسوف في جميع مناطق المملكة ككسوف كلي، بل هو محدود في شريط جغرافي ضيق من الأراضي السعودية، لذا فمن شاهد الكسوف (الكلي) في مدينة معينة فلن يشاهده مرة أخرى في المدينة نفسها إلا بعد مرور 375 سنة (بالمتوسط) والله أعلم وأحكم.
س: هل عدد حوادث الكسوف والخسوف يخضع لناموس معين؟
ج: جرت سنة الله تعالى في كونه ـ والتي أطلع البشر عليها ـ أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حدثين إلى سبعة حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر لا يتقدم ولا يتأخر {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، وبالنسبة لكسوف الشمس فقد يحدث في السنة الواحدة ما بين كسوفين وخمسة كسوفات، وحدوث خمس كسوفات للشمس في سنة واحدة قليل ونادر، وآخر سنة حدث فيها خمس كسوفات كان في عام 1935م وسيتكرر عام 2206م والله أعلم وأجل.
س: هل هناك علاقة بين حوادث الكسوف وحدوث الزلازل؟
ج: في حالة الكسوف تكون الشمس والقمر على خط واحد، وهذا ـ والله أعلم ـ سيضاعف جاذبيتهما على الأرض فيحدث المد والجزر بشكل مضاعف، والأخطر من ذلك أن باطن الأرض المنصهر يتأثر بتلك الجاذبية العظيمة (وقد) تتفاعل القشرة الأرضية باهتزازات زلزالية تحدث مع الكسوف، أو بعده في محيط مسار الكسوف الكلي أو حوله، وهناك شواهد مرصودة لهذا من بعض المراقبين.
وذلك أن ظاهرة الجذب من قبل الشمس والقمر لا تؤثر على السوائل فقط، بل وحتى على اليابس من قشرة الأرض! حيث يرتفع اليابس وينخفض مرتين في اليوم بمقدار 28 سم، والإنسان طبعاً لا يشعر بهذا بسبب أن الحراكة تقع في وقت واحد للقارة بأجمعها والله تعالى يقول: {ءَأَمِنتُم مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ} أي تتحرك تذهب وتجيء وتضطرب، لذا وجه عليه الصلاة والسلام حال الكسوف بقوله: (فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)، علها تدفع الشرور والنكبات عن الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا) ولم يقل: (فإذا وقعا فصلوا) لأن منطقة الخطر تكون محصورة ـ والله أعلم ـ في منطقة الرؤية التي تتعرض لشد مضاعف من النيرين خاصة منطقة الكسوف الكلي وما حولها، هذا وقد تتكشف لنا حكمة وعلة أخرى في المستقبل {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ولله في خلقه شؤون.
س: أخيراً هل هناك خطورة كامنة عند مشاهدة الكسوف بالعين المجردة؟
ج: النظر إلى الشمس خطر جداً على شبكية العين سواء كانت الشمس كاسفة أم لا، وعليه فإني أهيب بالجميع بتجنب النظر إلى الشمس مباشرة، أو حتى باستخدام نظارات شمسية أو أفلام محترقة ونحوها؛ نظراً لخطورة الأشعة الشمسية المرئية والمباشرة على العين والتي قد تصيب بالعمى المؤقت، أو تلحق بالعين أضرراً دائمة، ويشار إلى أن هناك نظارات خاصة لمتابعة الكسوف تدعى Eclipsers Glasses ، أو أن تتابع الكسوف عبر القنوات الفضائية، وحيث إن الحدث يتزامن مع تواجد ملايين الطلاب والطالبات في المدارس بعيداً عن أولياء أمورهم، لذا فالمسؤولية تتعاظم على إدارة المدارس في توعية طلابها وطالباتها في خطورة النظر إلى الشمس وقت الكسوف والله يحفظ الجميع.[/SIZE][/FONT]