الثلوثية .. المنتدى الترفيهي الوحيد للمعلمين
عبدالرحمن ظافر - موقع تنومة
الثلوثية .. الرحلة الأسبوعية التي اتخذها المعلمون سترة للنجاة من بؤس الواقع الذي خلقه التجاهل الوزاري لحقهم في النوادي الترفيهية والصالات الرياضية ، هكذا عبر أحد المعلمين ووصف سر استمرارية الثلوثية رغم ارتفاع معدلات المعيشة .
لقد فرض المعلم الثلوثية ليس في مجتمع المدارس وحسب بل في المجتمع العام ، وجعل منه يوماً استثنائياُ في منظومة أيام الأسبوع ، وأصبح الجميع يتأهب ويعد العدة لهذا اليوم ، بدء بأصحاب الماشية وتجار الاستراحات وانتهاء بربات البيوت الذين يسهرن الليل بطوله ليعددن ما لذ وطاب من أطباق الحلوى والمعجنات كمشاركة منهن لأزواجهن الثلوثيين .
هناك من يرى أن الثلوثية تمثل حالة محورية في مجتمع المعلمين تجعل من نهاية الأسبوع النهاية السعيدة الماحقة لوعثاء بدايته وتعبه، وهناك من يراها فُرجة مشروعة تتخطى سياج العمل الفولاذي طيلة أيام الأسبوع وتساعد على كسر نمطيته المملة ، وهناك من يراها مظهراً من مظاهر الترف الاجتماعي المشروع ، وآخرون يرونها وحمة سوداء تنضاف لمستعمر الوحمات والنمش الذي غطى جلد المجتمع منذ الطفرة الأولى حيث ماج المجتمع في سلسة مطردة من الهدر والتبذير والإسراف ، ومهما اختلفت الآراء حول الثلوثية فستظل علامة مميزة للمجتمع المدرسي أبت أن تندثر مع تراكم السنين وارتفاع معدلات التضخم في البلاد ، فما هي الثلوثية ، وكيف بدأت ، وماذا تمثل للمعلم ، وأين الوزارة عن ظاهرة اجتماعية يقدر عمرها بأكثر من ثلاثين عاماُ ، وغيرها من المحاور التي تم طرحها على مائدة الثلوثية في ثانوية أبي بكر الصديق ، وتحديداً يوم الثلاثاء الموافق 1 / 1 / 1432 هـ في استراحة الأستاذ سعد بطي في تهامة نستعرضها في هذا التقرير نرجو أن يجد فيها المتصفح الكريم المتعة والفائدة :
بداية نود أن نوضح المقصود بالثلوثية لمن لا يعرفها أو سمع عنها ، بأنها رحلة ترفيهية لطاقم المدرسة تتكرر كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع على مدى العام الدراسي لا تنقطع إلا في الإجازات سواء النصفية أو الصيفية ، وعادة ما يجتمع المعلمون في استراحة صغيرة ذات ملعب مسيج وإنارة جيدة تسمح بممارسة اللعب بكرة القدم ، وتفضل غالبية المدارس أن يكون في الاستراحة طباخ ماهر أو على الأقل عامل للنظافة يزيح عن كاهل الثلوثيين هم الطبخ أو النظافة ، ويتغير موقع الاستراحة بتغير المناخ ، فعند اعتدال المناخ تبقى الثلوثية في محيط المنطقة ، لكن حينما تميل الأجواء للبرودة تتجه الركبان لمنحدرات تهامة ، ويبدو أن نكهة الثلوثية تزداد طعومة عندما تصبح في أكناف الأراك وأشجار السدر في تهامة .
بداية الثلوثية :يقول الأستاذ عبدالرحمن فايز [ مدير المدرسة ] أن الثلوثية موجودة منذ أن التحق هو بالتدريس قبل نحو عقدين من الزمن ، ويزيد الأستاذ محمد عثمان بأنها قديمة جداً قدم التعليم نفسه . لكن رأي الأستاذ يحيى مردوم كان أكثر دقة حيث يقول : عممت وزارة التربية والتعليم قبل حوالي 12 عاماً " حسب علمي " تعميماً يقضي باجتماع المعلمين خارج الدوام الرسمي ؛ وذلك لتدارس أوضاع المدرسة والتناقش حيالها ، وفي اعتقادي أنها كانت الجذوة الرئيسية للثلوثية بشكلها الحالي ، ويضيف الأستاذ يحيى : اختار المعلمون آنذاك يوم الثلاثاء لذلك الاجتماع ، وأتذكر أن أول اجتماع حضرته حينها بدأ بعد الدوام مباشرة ، ثم أصبحنا نجتمع بعد صلاة العصر ، وما لبثنا حتى بدأناها بعد المغرب ، ثم أخذ منحى آخر ، حيث بدأت تنعقد الاجتماعات بعد صلاة العشاء كل يوم ثلاثاء ، ثم ألغي الطابع الرسمي وتمسك المعلمون بفكرة الالتقاء الثلوثي الذي لازال مستمر إلي اليوم ، أما الأستاذ تركي بن عقيل فأكد أنه حضر مع والده الأستاذ سعيد بن عقيل يرحمه الله ثلوثية عام 1410 هـ أي قبل 22 عاماً ، لكن الأستاذ فايز حصان يذهب إلي أعمق من هذا التاريخ ؛ حيث يقول : بما أن والدي كان أحد منسوبي التربية والتعليم فأتذكر أنه كان يخرج كل يوم ثلاثاء برفقة طاقم المدرسة " وهي مدرسة منعاء " للتنزه من بعد الدوام مباشرة وحتى بعد صلاة العشاء ، وكان ذلك من عام 1398 هـ ، أي قبل ثلاثة عقود ، وأياً كانت بداية الثلوثية فإنها غدت جزءً من نشاطات المدرسين على كافة مراحل مدارسهم وفي كافة مناطق المملكة ، يحرصون عليها كما يحرصون على دفتر تحضير الدروس وأقلام السبورة ، فلم يا ترى هذا التعلق بطلعة الثلاثاء !
سر التعلق بالثلوثية :
يرى الأستاذ يحيى مردوم أن أهمية الثلوثية بالنسبة له كونها تأتي بعد أسبوع مثقل بضجيج الطلاب وكآبة الروتين فتمحو رواسب العمل وملله ، ويرى الأستاذ ظافر سالم أهميتها في رفع حاجز الرسميات والتنفيس من عناء العمل . أما الأستاذ حسين شار فقد أشار إلي دور الثلوثية في تجديد النشاط والتقريب بين القلوب والأفكار والترويح عن النفس والخروج من دائرة الضغوط ، أما الأستاذ فايز زعزوع فيقول : الثلوثية فكرة جميلة لأنها تجمع الزملاء من دون رسميات وواجبات العمل ، مما يقرب بين النفوس لا سيما أن هذا الاجتماع يتم بعيداً عن ضغوطات الحصص وإزعاج الطلاب وارتباطات المنزل ، ويراها الأستاذ سعد بطي عنوان للأخوة الصادقة والترابط بين زملاء العمل ، أما الأستاذ محمد فايز فيقول : الثلوثية ترويح للنفس وابتعاد عن أجواء العمل وضغوطه ، والالتقاء بزملاء العمل لتبادل أطراف الحديث معهم خاصة أن العمل لا يترك فرصة للحديث في غير إطار العمل ، كما أشار إلي أن الثلوثيات عموماً فرصة لاسترداد الأنفاس لا سيما أن معظمها ينعقد في نهاية الأسبوع ، ويتفق الأستاذ محمد عثمان ( المرشد الطلابي ) مع الأستاذ فايز حصان بأن الثلوثية متنفس جميل لمنسوبي التربية والتعليم لا سيما إن صادفت نهاية الأسبوع .. أي بعد الإجهاد والعناء يحق للمعلمين الالتقاء على مائدة المحبة والإخاء لتعميق الألفة بينهم خاصة إن كان اللقاء يحمل الطابع العفوي الذي يهدف للترويح عن النفس بممارسة الأنشطة الرياضية كرة القدم ، حيث يتجدد النشاط والأمل معاً استعدادا للأسبوع القادم ، ويختتم الأستاذ سعد حنش هذا المحور بقول : الثلوثية ممتازة .. ومهمة لأنها تجمع أعضاء المدرسة في غير جو العمل ، وفيها يتداولون أمور المدرسة والأمور الحياتية الأخرى .
ماذا لو تبنت الوزارة الثلوثية وأصبحت نشاطاً رسمياً ؟
الأستاذ فايز زعزوع يقول : إن تبنتها الوزارة فستكون مملة جداً لأن المدراء سيعودون إلي سجيتهم في العمل كالتقيد بالمثالية و [الإتكيت ] الرسمي ونحوه . وهو ذاته رأي مدير المدرسة الأستاذ عبدالرحمن فايز الذي يؤيد بقاءها على طبيعتها أفضل من التدخل الرسمي ، أما الأستاذ محمد عثمان فكان رده تهكمياً إلي حد ما حيث يقول : الأحرى بالوزارة معالجة منسوبيها لا أن تتدخل في النشاطات التلقائية للمعلمين لأنها لا تحسن سوى التحطيم ، وعليها ( أي الوزارة ) أن تسعى لخدمة المعلم وأفضل خدمة تقدمها هي أن تبعد يدها عن الثلوثية فليس بوسعنا استقبال التعاميم وتوقيعها في تهامة . ولم يبتعد الأستاذ ظافر سالم برأيه عن رأي الزملاء حيث يرى أن فكرة تبني الوزارة للثلوثية يعيدها للروتين ويقتل فيها العفوية ، أيده في ذلك رأي الأستاذ فايز ضيف الله الذي وضح فيه أن إدارة التربية والتعليم في منطقة نجران تبنت ما يشبه فكرة الثلوثية في إحدى السنوات الدراسية لكنها باءت بالفشل مما يعزز من رأي الزملاء في أفضلية بقائها بعيداً عن بيروقراطية الوزارة ، أما الأستاذ يحيى مردوم فينفي أن تفكر الوزارة في تبنيها لأنها فكرة اجتهد المعلمون على استمرارها ، وبعض المدارس لا تخرج أصلاً لا يوم الثلاثاء ولا غيره ، وبعضها تخرج في يوم غير يوم الثلاثاء ، لذا تدخل الوزارة أمر مستحيل ، أما الأستاذ سعد حنش فإنه لا يحبذ تدخل الوزارة في الثلوثية ، كما أيد الأستاذ فايز حصان عدم تدخل الوزارة لأن - على حد تعبيره - الثلوثية ستتحول إلي الطابع الرسمي مما يؤدي إلي عزوف الكثير من المعلمين عنها ، فالمعلم لم يتمسك بها إلا لأنها في أجواء غير رسمية .
آمال وتطلعات :
أبدا الأستاذ فايز ضيف الله أمله في تطوير الثلوثية حتى لا تفقد ألقها مع تقادم السنين ، وأردف الأستاذ ظافر سالم قائلاً : أرجو أن يكون للثلوثية إدارة تضطلع بمهام تنظيمها وتجديد مناشطها .
في الختام .. لازلنا نشعر أن هناك الكثير من التفاصيل لم يسعفنا عامل الزمن للإحاطة بها حيث بدأ الثلوثيون في توضيب لوازمهم بعد أن قضوا وقتاً متخماً بالمتعة والفائدة ومثقلاً بطيبات ما أحله الله ، والأهم من ذلك كله ما لمسناه من زخم الحفاوة والترحيب ومشاعر الألفة والمحبة التي ضوع شذاها في فضاء المكان ، فكل الشكر وسابغ التقدير لمنسوبي المدرسة على تعاونهم ورحابة قلوبهم للتعاطي مع تساؤلاتنا هذه الليلة .
الثلوثية .. الرحلة الأسبوعية التي اتخذها المعلمون سترة للنجاة من بؤس الواقع الذي خلقه التجاهل الوزاري لحقهم في النوادي الترفيهية والصالات الرياضية ، هكذا عبر أحد المعلمين ووصف سر استمرارية الثلوثية رغم ارتفاع معدلات المعيشة .
لقد فرض المعلم الثلوثية ليس في مجتمع المدارس وحسب بل في المجتمع العام ، وجعل منه يوماً استثنائياُ في منظومة أيام الأسبوع ، وأصبح الجميع يتأهب ويعد العدة لهذا اليوم ، بدء بأصحاب الماشية وتجار الاستراحات وانتهاء بربات البيوت الذين يسهرن الليل بطوله ليعددن ما لذ وطاب من أطباق الحلوى والمعجنات كمشاركة منهن لأزواجهن الثلوثيين .
هناك من يرى أن الثلوثية تمثل حالة محورية في مجتمع المعلمين تجعل من نهاية الأسبوع النهاية السعيدة الماحقة لوعثاء بدايته وتعبه، وهناك من يراها فُرجة مشروعة تتخطى سياج العمل الفولاذي طيلة أيام الأسبوع وتساعد على كسر نمطيته المملة ، وهناك من يراها مظهراً من مظاهر الترف الاجتماعي المشروع ، وآخرون يرونها وحمة سوداء تنضاف لمستعمر الوحمات والنمش الذي غطى جلد المجتمع منذ الطفرة الأولى حيث ماج المجتمع في سلسة مطردة من الهدر والتبذير والإسراف ، ومهما اختلفت الآراء حول الثلوثية فستظل علامة مميزة للمجتمع المدرسي أبت أن تندثر مع تراكم السنين وارتفاع معدلات التضخم في البلاد ، فما هي الثلوثية ، وكيف بدأت ، وماذا تمثل للمعلم ، وأين الوزارة عن ظاهرة اجتماعية يقدر عمرها بأكثر من ثلاثين عاماُ ، وغيرها من المحاور التي تم طرحها على مائدة الثلوثية في ثانوية أبي بكر الصديق ، وتحديداً يوم الثلاثاء الموافق 1 / 1 / 1432 هـ في استراحة الأستاذ سعد بطي في تهامة نستعرضها في هذا التقرير نرجو أن يجد فيها المتصفح الكريم المتعة والفائدة :
بداية نود أن نوضح المقصود بالثلوثية لمن لا يعرفها أو سمع عنها ، بأنها رحلة ترفيهية لطاقم المدرسة تتكرر كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع على مدى العام الدراسي لا تنقطع إلا في الإجازات سواء النصفية أو الصيفية ، وعادة ما يجتمع المعلمون في استراحة صغيرة ذات ملعب مسيج وإنارة جيدة تسمح بممارسة اللعب بكرة القدم ، وتفضل غالبية المدارس أن يكون في الاستراحة طباخ ماهر أو على الأقل عامل للنظافة يزيح عن كاهل الثلوثيين هم الطبخ أو النظافة ، ويتغير موقع الاستراحة بتغير المناخ ، فعند اعتدال المناخ تبقى الثلوثية في محيط المنطقة ، لكن حينما تميل الأجواء للبرودة تتجه الركبان لمنحدرات تهامة ، ويبدو أن نكهة الثلوثية تزداد طعومة عندما تصبح في أكناف الأراك وأشجار السدر في تهامة .
بداية الثلوثية :يقول الأستاذ عبدالرحمن فايز [ مدير المدرسة ] أن الثلوثية موجودة منذ أن التحق هو بالتدريس قبل نحو عقدين من الزمن ، ويزيد الأستاذ محمد عثمان بأنها قديمة جداً قدم التعليم نفسه . لكن رأي الأستاذ يحيى مردوم كان أكثر دقة حيث يقول : عممت وزارة التربية والتعليم قبل حوالي 12 عاماً " حسب علمي " تعميماً يقضي باجتماع المعلمين خارج الدوام الرسمي ؛ وذلك لتدارس أوضاع المدرسة والتناقش حيالها ، وفي اعتقادي أنها كانت الجذوة الرئيسية للثلوثية بشكلها الحالي ، ويضيف الأستاذ يحيى : اختار المعلمون آنذاك يوم الثلاثاء لذلك الاجتماع ، وأتذكر أن أول اجتماع حضرته حينها بدأ بعد الدوام مباشرة ، ثم أصبحنا نجتمع بعد صلاة العصر ، وما لبثنا حتى بدأناها بعد المغرب ، ثم أخذ منحى آخر ، حيث بدأت تنعقد الاجتماعات بعد صلاة العشاء كل يوم ثلاثاء ، ثم ألغي الطابع الرسمي وتمسك المعلمون بفكرة الالتقاء الثلوثي الذي لازال مستمر إلي اليوم ، أما الأستاذ تركي بن عقيل فأكد أنه حضر مع والده الأستاذ سعيد بن عقيل يرحمه الله ثلوثية عام 1410 هـ أي قبل 22 عاماً ، لكن الأستاذ فايز حصان يذهب إلي أعمق من هذا التاريخ ؛ حيث يقول : بما أن والدي كان أحد منسوبي التربية والتعليم فأتذكر أنه كان يخرج كل يوم ثلاثاء برفقة طاقم المدرسة " وهي مدرسة منعاء " للتنزه من بعد الدوام مباشرة وحتى بعد صلاة العشاء ، وكان ذلك من عام 1398 هـ ، أي قبل ثلاثة عقود ، وأياً كانت بداية الثلوثية فإنها غدت جزءً من نشاطات المدرسين على كافة مراحل مدارسهم وفي كافة مناطق المملكة ، يحرصون عليها كما يحرصون على دفتر تحضير الدروس وأقلام السبورة ، فلم يا ترى هذا التعلق بطلعة الثلاثاء !
سر التعلق بالثلوثية :
يرى الأستاذ يحيى مردوم أن أهمية الثلوثية بالنسبة له كونها تأتي بعد أسبوع مثقل بضجيج الطلاب وكآبة الروتين فتمحو رواسب العمل وملله ، ويرى الأستاذ ظافر سالم أهميتها في رفع حاجز الرسميات والتنفيس من عناء العمل . أما الأستاذ حسين شار فقد أشار إلي دور الثلوثية في تجديد النشاط والتقريب بين القلوب والأفكار والترويح عن النفس والخروج من دائرة الضغوط ، أما الأستاذ فايز زعزوع فيقول : الثلوثية فكرة جميلة لأنها تجمع الزملاء من دون رسميات وواجبات العمل ، مما يقرب بين النفوس لا سيما أن هذا الاجتماع يتم بعيداً عن ضغوطات الحصص وإزعاج الطلاب وارتباطات المنزل ، ويراها الأستاذ سعد بطي عنوان للأخوة الصادقة والترابط بين زملاء العمل ، أما الأستاذ محمد فايز فيقول : الثلوثية ترويح للنفس وابتعاد عن أجواء العمل وضغوطه ، والالتقاء بزملاء العمل لتبادل أطراف الحديث معهم خاصة أن العمل لا يترك فرصة للحديث في غير إطار العمل ، كما أشار إلي أن الثلوثيات عموماً فرصة لاسترداد الأنفاس لا سيما أن معظمها ينعقد في نهاية الأسبوع ، ويتفق الأستاذ محمد عثمان ( المرشد الطلابي ) مع الأستاذ فايز حصان بأن الثلوثية متنفس جميل لمنسوبي التربية والتعليم لا سيما إن صادفت نهاية الأسبوع .. أي بعد الإجهاد والعناء يحق للمعلمين الالتقاء على مائدة المحبة والإخاء لتعميق الألفة بينهم خاصة إن كان اللقاء يحمل الطابع العفوي الذي يهدف للترويح عن النفس بممارسة الأنشطة الرياضية كرة القدم ، حيث يتجدد النشاط والأمل معاً استعدادا للأسبوع القادم ، ويختتم الأستاذ سعد حنش هذا المحور بقول : الثلوثية ممتازة .. ومهمة لأنها تجمع أعضاء المدرسة في غير جو العمل ، وفيها يتداولون أمور المدرسة والأمور الحياتية الأخرى .
ماذا لو تبنت الوزارة الثلوثية وأصبحت نشاطاً رسمياً ؟
الأستاذ فايز زعزوع يقول : إن تبنتها الوزارة فستكون مملة جداً لأن المدراء سيعودون إلي سجيتهم في العمل كالتقيد بالمثالية و [الإتكيت ] الرسمي ونحوه . وهو ذاته رأي مدير المدرسة الأستاذ عبدالرحمن فايز الذي يؤيد بقاءها على طبيعتها أفضل من التدخل الرسمي ، أما الأستاذ محمد عثمان فكان رده تهكمياً إلي حد ما حيث يقول : الأحرى بالوزارة معالجة منسوبيها لا أن تتدخل في النشاطات التلقائية للمعلمين لأنها لا تحسن سوى التحطيم ، وعليها ( أي الوزارة ) أن تسعى لخدمة المعلم وأفضل خدمة تقدمها هي أن تبعد يدها عن الثلوثية فليس بوسعنا استقبال التعاميم وتوقيعها في تهامة . ولم يبتعد الأستاذ ظافر سالم برأيه عن رأي الزملاء حيث يرى أن فكرة تبني الوزارة للثلوثية يعيدها للروتين ويقتل فيها العفوية ، أيده في ذلك رأي الأستاذ فايز ضيف الله الذي وضح فيه أن إدارة التربية والتعليم في منطقة نجران تبنت ما يشبه فكرة الثلوثية في إحدى السنوات الدراسية لكنها باءت بالفشل مما يعزز من رأي الزملاء في أفضلية بقائها بعيداً عن بيروقراطية الوزارة ، أما الأستاذ يحيى مردوم فينفي أن تفكر الوزارة في تبنيها لأنها فكرة اجتهد المعلمون على استمرارها ، وبعض المدارس لا تخرج أصلاً لا يوم الثلاثاء ولا غيره ، وبعضها تخرج في يوم غير يوم الثلاثاء ، لذا تدخل الوزارة أمر مستحيل ، أما الأستاذ سعد حنش فإنه لا يحبذ تدخل الوزارة في الثلوثية ، كما أيد الأستاذ فايز حصان عدم تدخل الوزارة لأن - على حد تعبيره - الثلوثية ستتحول إلي الطابع الرسمي مما يؤدي إلي عزوف الكثير من المعلمين عنها ، فالمعلم لم يتمسك بها إلا لأنها في أجواء غير رسمية .
آمال وتطلعات :
أبدا الأستاذ فايز ضيف الله أمله في تطوير الثلوثية حتى لا تفقد ألقها مع تقادم السنين ، وأردف الأستاذ ظافر سالم قائلاً : أرجو أن يكون للثلوثية إدارة تضطلع بمهام تنظيمها وتجديد مناشطها .
في الختام .. لازلنا نشعر أن هناك الكثير من التفاصيل لم يسعفنا عامل الزمن للإحاطة بها حيث بدأ الثلوثيون في توضيب لوازمهم بعد أن قضوا وقتاً متخماً بالمتعة والفائدة ومثقلاً بطيبات ما أحله الله ، والأهم من ذلك كله ما لمسناه من زخم الحفاوة والترحيب ومشاعر الألفة والمحبة التي ضوع شذاها في فضاء المكان ، فكل الشكر وسابغ التقدير لمنسوبي المدرسة على تعاونهم ورحابة قلوبهم للتعاطي مع تساؤلاتنا هذه الليلة .