«الضغوط النفسية».. تعكر المزاج وتحد من الانتاجية !
تسبب 75% من الأمراض أهمها القلب والقرحة والصداع
تنومة، تحقيق ــ سعيد معيض لعل من بديهيات الحياة ومسلماتها؛ تعرض جميع الأفراد بين وقت وآخر إلى منغصات وهموم؛ لأسباب كثيرة ومتنوعة، وبحسب حجم هذه المنغصات وطريقة تعامل الفرد معها؛ يكون وقعها وتأثيرها على النفس البشرية، وهذا ما يولد لدى الأفراد ضغوطاً نفسية قد تنمو مع الأيام والسنين؛ لتؤثر على صحتهم وتتحول إلى أمراض عضوية أو نفسية أو مشكلات اجتماعية؛ ما لم يحسن الفرد التعامل معها؛ عن طريق التخلص منها أو تقليل آثارها؛ أو تحويل آثارها لصالحه؛ لكي تكون دافعاً ومحفزاً للإنجاز والنجاح.
وتؤكد أبحاث منظمة الصحة العالمية ومكتب العمل الدولي؛ أن مشكلة الضغط النفسي تعد من أخطر المشاكل في وقتنا الحاضر، لأنها لا تهدد الصحة الجسدية والنفسية للأفراد المصابين فحسب، بل تهدد أيضاً المؤسسات والشركات لتأثيرها على ضعف الإنتاج، حيث تتخذ أشكالاً حادة ونسباً أعلى في دول الغرب عموماً، فلا يوجد إحصاءات لحجم هذه المشكلة لدينا، ومن البديهي أن هذه الضغوط تترك آثارها على الأفراد و بأشكال مختلفة؛ وتشتد تأثيراتها مع الزمن، ويعتقد العديد من الأطباء المتخصصين أن التعرض المستمر لحالات من التوتر أو الضغوط؛ يعتبر العامل الأساسي للإصابة بالأمراض العضوية.
وتشير التقارير الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية أن (75%) من المشكلات الصحية؛ لها علاقة بشكل أو بآخر بالضغوط النفسية، مثل القرحة والصداع النصفي وضغط الدم، بالإضافة إلى الأرق وعدم القدرة على النوم ودقات القلب غير المنتظمة، كما أن الأدلة تثبت يوما بعد يوم أن العديد من هذه المشكلات الصحية لها علاقة بالتدخين، والشرب والأكل بصورة غير صحية، إلى جانب السلوك الاستعجالي وهو: "الإيقاع السريع للفرد بإنجاز مسئولياته الاجتماعية"، وهذه الاستجابات السلوكية بمجملها ما هي إلا رد فعل للضغوط النفسية التي يواجهها الفرد في حياته؛ ولم يتعامل معها بصورة جيدة.
أمر طبيعي
يقول "محمد الشهري" إن الضغوط النفسية تعتبر أمرا طبيعيا نتيجة لما يتعرض له الإنسان في حياته من إشكالات تؤثر على نفسيته؛ وتعامله مع الآخرين، إضافةً إلى عمله الذي يقوم به، مؤكداً على أن شدة الضغوط تعود في غالبيتها إلى ضعف تمسك الفرد بخالقه؛ وبما أوجبه عليه، إضافة إلى بعض المشاكل العائلية التي يعيشها، أو بعض ضغوطات العمل، مطالباً الأفراد بعدم الاستسلام لها؛ وأن يتعامل معها بمنهجية سليمة؛ من خلال مخافة الله والتقرب إليه ولزوم الأذكار والاستغفار؛ والدعاء بالعون والتوفيق في كافة أمور حياته، وكذلك عدم إهمال دور الجانب الطبي في ذلك من خلال استشارة أهل الخبرة من الأخصائيين النفسيين، واتباع نصائحهم في هذا الشأن.
رياضة وقراءة
ويؤكد "جار الله اللامي" أن الضغوط النفسية مشكلة واقعة على الجميع؛ ومن أفضل الحلول لمواجهتها هو ممارسة الرياضة والقراءة الحرة؛ حيث تتكامل رياضة البدن مع رياضة الفكر، إضافةً إلى قراءة القرآن الكريم والتمتع بالزيارات والرحلات؛ التي تساهم بشكل كبير في تخفيف الضغوط اليومية التي يواجهها الإنسان في حياته، مشيراً إلى أن الوحدة قد تساعد على زيادتها؛ من خلال جلوس الشخص وحيداً دون أن يؤنسه أحد، وبالتالي استسلامه ل"لأوهام" و"الوساوس" التي من الممكن أن تزداد لتصبح ضغوطاً نفسية.
مجروح الفؤاد!
ويوضح "عبد الرحمن بن ظافر" أن الحياة العصرية اختلفت عما كانت عليه قبل عقد من الزمن؛ حيث ألقت الحاجات المادية بظلالها على الناس؛ فمن باحث عن عمل إلى آخر يبحث عن سكن؛ وآخر يريد الزواج وهكذا، فأصبحت الحياة مكتظة بالمنغصات والمكدرات التي خيمت على حياة الشباب؛ وأحالتهم رهن ضغوطاتهم النفسية ومشاعر التحسر والألم، وقد زادت من مآسي الحاجة المادية؛ مآسي أكثر خطورة؛ وهي الأمراض النفسية، وحري بالشاب الذي انكفأ على همومه وكدره أن يتذكر أن الله قد قدر الأمور، وقد كتبها وقررها فكلٌ ميسر لما خلق له، وعليه أن يعي أن بعد كل عسر يسرا بمشيئة الله، مؤكداً على أن الفقر لن يستمر مع العمل والأمل، وأن أحد الشعراء السابقين قال في إحدى قصائده "لا تكن للعيش مجروح الفؤاد.. إنما الرزق على رب العباد".
الوعي والخبرة معاً
ويقول "حسن بن صليم" المرشد الطلابي بثانوية أبو بكر الصديق بتنومة: كل منا معرض لهذه الضغوط؛ نتيجة للظروف المختلفة التي يتعرض لها، ولكن هناك بعض الأفراد لديهم المقدرة على تجاوزها؛ نتيجة الوعي والإدراك بالمشكلة؛ إضافة إلى الخبرات السابقة في طريقة التعامل مع الموقف، ومن وجهة نظري أن أسباب الضغوط النفسية كثيرة؛ منها المشاكل الاجتماعية والأسرية ومشاكل العمل؛ إلى جانب المشكلات الاقتصادية والصحية، ويمكن للفرد التقليل من آثارها باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى؛ ثم تعلم بعض السلوكيات الايجابية وتقدير الذات؛ وكذلك مراجعة أهل الاختصاص واستشارتهم.
ظروف مادية صعبة
ويكشف رائد الشهري عن تعرضه لبعض الضغوط التي جعلته يراجع إحدى العيادات المتخصصة، ويقول: أعاني كثيراً من بعض الظروف المادية الصعبة، فراتبي لا يتجاوز أربعة آلاف ريال، ومتزوج ولدي ولدان، مضيفاً أنه بين فترة وأخرى يؤكد علي صاحب العمارة بحلول قسط الإيجار؛ رغم أنني لا أستطيع أن ألبي طلبه؛ وبالتالي تتولد داخلي ضغوط هائلة، تجعلني أكره المعيشة، مشيراً إلى أنه بزيارة أحد المتخصصين في الطب النفسي؛ أكد لي على عدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها؛ حتى لا يتولد بداخلي ضغوط من شأنها أن تجعلني أحد المرضى النفسيين!.
http://www.alriyadh.com/2010/05/29/article529964.html
وتؤكد أبحاث منظمة الصحة العالمية ومكتب العمل الدولي؛ أن مشكلة الضغط النفسي تعد من أخطر المشاكل في وقتنا الحاضر، لأنها لا تهدد الصحة الجسدية والنفسية للأفراد المصابين فحسب، بل تهدد أيضاً المؤسسات والشركات لتأثيرها على ضعف الإنتاج، حيث تتخذ أشكالاً حادة ونسباً أعلى في دول الغرب عموماً، فلا يوجد إحصاءات لحجم هذه المشكلة لدينا، ومن البديهي أن هذه الضغوط تترك آثارها على الأفراد و بأشكال مختلفة؛ وتشتد تأثيراتها مع الزمن، ويعتقد العديد من الأطباء المتخصصين أن التعرض المستمر لحالات من التوتر أو الضغوط؛ يعتبر العامل الأساسي للإصابة بالأمراض العضوية.
وتشير التقارير الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية أن (75%) من المشكلات الصحية؛ لها علاقة بشكل أو بآخر بالضغوط النفسية، مثل القرحة والصداع النصفي وضغط الدم، بالإضافة إلى الأرق وعدم القدرة على النوم ودقات القلب غير المنتظمة، كما أن الأدلة تثبت يوما بعد يوم أن العديد من هذه المشكلات الصحية لها علاقة بالتدخين، والشرب والأكل بصورة غير صحية، إلى جانب السلوك الاستعجالي وهو: "الإيقاع السريع للفرد بإنجاز مسئولياته الاجتماعية"، وهذه الاستجابات السلوكية بمجملها ما هي إلا رد فعل للضغوط النفسية التي يواجهها الفرد في حياته؛ ولم يتعامل معها بصورة جيدة.
أمر طبيعي
يقول "محمد الشهري" إن الضغوط النفسية تعتبر أمرا طبيعيا نتيجة لما يتعرض له الإنسان في حياته من إشكالات تؤثر على نفسيته؛ وتعامله مع الآخرين، إضافةً إلى عمله الذي يقوم به، مؤكداً على أن شدة الضغوط تعود في غالبيتها إلى ضعف تمسك الفرد بخالقه؛ وبما أوجبه عليه، إضافة إلى بعض المشاكل العائلية التي يعيشها، أو بعض ضغوطات العمل، مطالباً الأفراد بعدم الاستسلام لها؛ وأن يتعامل معها بمنهجية سليمة؛ من خلال مخافة الله والتقرب إليه ولزوم الأذكار والاستغفار؛ والدعاء بالعون والتوفيق في كافة أمور حياته، وكذلك عدم إهمال دور الجانب الطبي في ذلك من خلال استشارة أهل الخبرة من الأخصائيين النفسيين، واتباع نصائحهم في هذا الشأن.
رياضة وقراءة
ويؤكد "جار الله اللامي" أن الضغوط النفسية مشكلة واقعة على الجميع؛ ومن أفضل الحلول لمواجهتها هو ممارسة الرياضة والقراءة الحرة؛ حيث تتكامل رياضة البدن مع رياضة الفكر، إضافةً إلى قراءة القرآن الكريم والتمتع بالزيارات والرحلات؛ التي تساهم بشكل كبير في تخفيف الضغوط اليومية التي يواجهها الإنسان في حياته، مشيراً إلى أن الوحدة قد تساعد على زيادتها؛ من خلال جلوس الشخص وحيداً دون أن يؤنسه أحد، وبالتالي استسلامه ل"لأوهام" و"الوساوس" التي من الممكن أن تزداد لتصبح ضغوطاً نفسية.
مجروح الفؤاد!
ويوضح "عبد الرحمن بن ظافر" أن الحياة العصرية اختلفت عما كانت عليه قبل عقد من الزمن؛ حيث ألقت الحاجات المادية بظلالها على الناس؛ فمن باحث عن عمل إلى آخر يبحث عن سكن؛ وآخر يريد الزواج وهكذا، فأصبحت الحياة مكتظة بالمنغصات والمكدرات التي خيمت على حياة الشباب؛ وأحالتهم رهن ضغوطاتهم النفسية ومشاعر التحسر والألم، وقد زادت من مآسي الحاجة المادية؛ مآسي أكثر خطورة؛ وهي الأمراض النفسية، وحري بالشاب الذي انكفأ على همومه وكدره أن يتذكر أن الله قد قدر الأمور، وقد كتبها وقررها فكلٌ ميسر لما خلق له، وعليه أن يعي أن بعد كل عسر يسرا بمشيئة الله، مؤكداً على أن الفقر لن يستمر مع العمل والأمل، وأن أحد الشعراء السابقين قال في إحدى قصائده "لا تكن للعيش مجروح الفؤاد.. إنما الرزق على رب العباد".
الوعي والخبرة معاً
ويقول "حسن بن صليم" المرشد الطلابي بثانوية أبو بكر الصديق بتنومة: كل منا معرض لهذه الضغوط؛ نتيجة للظروف المختلفة التي يتعرض لها، ولكن هناك بعض الأفراد لديهم المقدرة على تجاوزها؛ نتيجة الوعي والإدراك بالمشكلة؛ إضافة إلى الخبرات السابقة في طريقة التعامل مع الموقف، ومن وجهة نظري أن أسباب الضغوط النفسية كثيرة؛ منها المشاكل الاجتماعية والأسرية ومشاكل العمل؛ إلى جانب المشكلات الاقتصادية والصحية، ويمكن للفرد التقليل من آثارها باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى؛ ثم تعلم بعض السلوكيات الايجابية وتقدير الذات؛ وكذلك مراجعة أهل الاختصاص واستشارتهم.
ظروف مادية صعبة
ويكشف رائد الشهري عن تعرضه لبعض الضغوط التي جعلته يراجع إحدى العيادات المتخصصة، ويقول: أعاني كثيراً من بعض الظروف المادية الصعبة، فراتبي لا يتجاوز أربعة آلاف ريال، ومتزوج ولدي ولدان، مضيفاً أنه بين فترة وأخرى يؤكد علي صاحب العمارة بحلول قسط الإيجار؛ رغم أنني لا أستطيع أن ألبي طلبه؛ وبالتالي تتولد داخلي ضغوط هائلة، تجعلني أكره المعيشة، مشيراً إلى أنه بزيارة أحد المتخصصين في الطب النفسي؛ أكد لي على عدم إعطاء الأمور أكبر من حجمها؛ حتى لا يتولد بداخلي ضغوط من شأنها أن تجعلني أحد المرضى النفسيين!.
http://www.alriyadh.com/2010/05/29/article529964.html