الارتباط بـ ( الجماعة) بين المحافظة على العادات والانشغال بالذات
(تنومة، تحقيق ــ سعيد معيض)
عندما تعود الذاكرة بنا إلى أيام الطفولة، فإن البعض يتذكر مشاهد تلاحم أبناء القرية ، وكأنهم جسد واحد، بل إن البعض يتحسر عندما يتذكر قوة الترابط بين الأهالي في ذلك الوقت بالمقارنة مع الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن الإنسان "مخلوق اجتماعي" كما يقول علماء الاجتماع، إلا أن الفارق بين الجيلين كبير، فعلى عكس ما حدث في الماضي، نلاحظ النقيض حالياً، وهذا ما يتضح في ضعف التواصل بين الناس.
صور من ذاكرتي
يقول "علي الشهري": قبل أكثر من ثلاثين عاماً، كان أهالي القرية يتشاركون فيما بينهم في إعداد ولائم الأعراس والمناسبات فهذا موكل بالذبح والسلخ؛ وآخر ب "شب الحطب" والطبخ ، وفئة أخرى تقوم بتهيئة المستلزمات الأخرى، مضيفاً كانت هذه المشاهد علامة واضحة على التعاون والتكاتف بين أبناء القرية ، لتبقى هذه الصورة متقدة في ذاكرتي لروح التلاحم والتآلف بين أبناء الجماعة، مشيراً إلى أن مثل هذه الصور قد تراجعت كثيراً، إن لم تكن قد اختفت في هذا العصر بين أبناء الجيل الحالي.
زيادة وتيرة التردي
ويوضح "عبدالرحمن الشهري" أن أواصر العلاقات بين المجتمع الواحد أصبحت في أسوأ حالاتها، ومن المرجح أن تزداد وتيرة هذا التردي مع وصول شباب اليوم إلى قمة هرم النسيج المجتمعي في المستقبل، مضيفاً القرائن على ذلك كثيرة؛ لعل أبرزها عزوف الشباب الجماعي عن حضور المناسبات، بما فيها مناسبات الدفن وتشييع الموتى؛ وكذلك أوقات العزاء التي تكون فيها القلوب أكثر رقة.
البنوك أصبحت متخمة
ويؤكد "الشهري" أن مبررات ذلك تنحصر في شعور الفرد بأنه أصبح في غنى عن جماعته؛ فأرقام الحسابات في البنوك أصبحت متخمة؛ وتحقق الكفاية عن الآخرين، مشيراً إلى أن العلاقة بين أفراد المجتمع يجب أن تستمد مبادئها من تعاليم الإسلام؛ فزيارة الفرد لجاره يجب أن تكون لأجل حقه عليه في الزيارة، وليس لأجل المستقبل واحتمالات حاجته لذلك الجار، مشدداً على الاهتمام بالجماعة والحرص على التواصل معهم، فإن كان الهدف منها الأخوة والمحبة والتناصح والمؤازرة فيما يرضي الله وحده؛ فلا شك أن ذلك التواصل تواصل محمود وينبغي الحرص عليه.
الجيل الحالي هو السبب
ويقول "عبدالرحمن بن متعب" إن أسباب التشتت الجماعي تعود إلى الجيل الحالي؛ حيث إن معظم الجيل السابق قد وافته المنية، والجزء اليسير المتبقي أنهكته الظروف؛ ولم يعد بمقدورهم التواصل إلا بالإكراه، وبقي الجيل الشاب لا يحبذ أن تكون "شلته" من جماعته؛ متوقعاً أن يشهد المستقبل القريب حالات تباعد كبيرة بين الأهالي والجماعات؛ نظير الفكر التي تربى عليه الجيل الحالي.
القروض البنكية والتأمين
ويؤكد "هاشم بن علي" أن المتغيرات التي شملت المجتمع بكل شرائحه وأطيافه؛ تعتبر ركيزة مهمة في التغير الاجتماعي، مضيفاً بدأت "الزيجات" تخرج خارج محيط الفرد الإجتماعي، وبدأ الجيل الجديد يتلون بألوان الموضة سواء "الذكوري" أو "الأنثوي"، وهناك أسباب لهذا الاستغناء؛ منها وجود المادة عند أغلب الناس؛ والقروض البنكية والتأمين؛ والتي حلت كثيراً من مشاكل الأفراد والأسر بدلاً عن اللقاءات المباشرة، مشيراً إلى أن التلاحم والانتماء للجماعة لا يمكن الاستغناء عنه حتى لو كان هناك استغناء مادي، حيث إن من الجماعة يتعلم المرء العادات والأعراف التي لا يمكن أن يتعلمها بعيداً عنهم.
وش الفائدة من الجماعة
ويقول "علي بن أحمد" إن هناك فئة من الشباب تدافع عن هذه الظاهرة، ويرون أنها طبيعية ومنطقية وضرورية، لأن ظروف الحياة وعلاقات الناس تغيرت، والتواصل أصبح صعباً ومعقداً، ولم تعد فائدة الجماعة مثلها كما في السابق، فقد كانوا سابقاً في أزمنة فقر وربما حروب؛ حيث الحاجة إلى الالتفاف حول بعضهم بشدة، أما اليوم فيرى أغلبية الشباب أنه لا فائدة من التواصل؛ بل إن بعضهم قد يردد جملة "وش الفائدة من الجماعة"؟، مؤكداً أنه لا غنى عن الترابط الاجتماعي، للقيام بحقوق الجار والتعاون لما يخدم المصلحة.
التوسط .. التوسط
وأياً كان الرأي فإن الغالبية ترى بضرورة التوسط في الأمر؛ والمحافظة على علاقات الجوار؛ وكذلك القيام بحقوقها، وإجابة دعوة الداعي من أفراد القرية أو الحي، مع مراعاة المتغيرات الجديدة بحيث لا يكون ذلك على حساب تعطيل المصالح الشخصية للأفراد.
http://www.alriyadh.com/2010/05/13/article525330.html
عندما تعود الذاكرة بنا إلى أيام الطفولة، فإن البعض يتذكر مشاهد تلاحم أبناء القرية ، وكأنهم جسد واحد، بل إن البعض يتحسر عندما يتذكر قوة الترابط بين الأهالي في ذلك الوقت بالمقارنة مع الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن الإنسان "مخلوق اجتماعي" كما يقول علماء الاجتماع، إلا أن الفارق بين الجيلين كبير، فعلى عكس ما حدث في الماضي، نلاحظ النقيض حالياً، وهذا ما يتضح في ضعف التواصل بين الناس.
صور من ذاكرتي
يقول "علي الشهري": قبل أكثر من ثلاثين عاماً، كان أهالي القرية يتشاركون فيما بينهم في إعداد ولائم الأعراس والمناسبات فهذا موكل بالذبح والسلخ؛ وآخر ب "شب الحطب" والطبخ ، وفئة أخرى تقوم بتهيئة المستلزمات الأخرى، مضيفاً كانت هذه المشاهد علامة واضحة على التعاون والتكاتف بين أبناء القرية ، لتبقى هذه الصورة متقدة في ذاكرتي لروح التلاحم والتآلف بين أبناء الجماعة، مشيراً إلى أن مثل هذه الصور قد تراجعت كثيراً، إن لم تكن قد اختفت في هذا العصر بين أبناء الجيل الحالي.
زيادة وتيرة التردي
ويوضح "عبدالرحمن الشهري" أن أواصر العلاقات بين المجتمع الواحد أصبحت في أسوأ حالاتها، ومن المرجح أن تزداد وتيرة هذا التردي مع وصول شباب اليوم إلى قمة هرم النسيج المجتمعي في المستقبل، مضيفاً القرائن على ذلك كثيرة؛ لعل أبرزها عزوف الشباب الجماعي عن حضور المناسبات، بما فيها مناسبات الدفن وتشييع الموتى؛ وكذلك أوقات العزاء التي تكون فيها القلوب أكثر رقة.
البنوك أصبحت متخمة
ويؤكد "الشهري" أن مبررات ذلك تنحصر في شعور الفرد بأنه أصبح في غنى عن جماعته؛ فأرقام الحسابات في البنوك أصبحت متخمة؛ وتحقق الكفاية عن الآخرين، مشيراً إلى أن العلاقة بين أفراد المجتمع يجب أن تستمد مبادئها من تعاليم الإسلام؛ فزيارة الفرد لجاره يجب أن تكون لأجل حقه عليه في الزيارة، وليس لأجل المستقبل واحتمالات حاجته لذلك الجار، مشدداً على الاهتمام بالجماعة والحرص على التواصل معهم، فإن كان الهدف منها الأخوة والمحبة والتناصح والمؤازرة فيما يرضي الله وحده؛ فلا شك أن ذلك التواصل تواصل محمود وينبغي الحرص عليه.
الجيل الحالي هو السبب
ويقول "عبدالرحمن بن متعب" إن أسباب التشتت الجماعي تعود إلى الجيل الحالي؛ حيث إن معظم الجيل السابق قد وافته المنية، والجزء اليسير المتبقي أنهكته الظروف؛ ولم يعد بمقدورهم التواصل إلا بالإكراه، وبقي الجيل الشاب لا يحبذ أن تكون "شلته" من جماعته؛ متوقعاً أن يشهد المستقبل القريب حالات تباعد كبيرة بين الأهالي والجماعات؛ نظير الفكر التي تربى عليه الجيل الحالي.
القروض البنكية والتأمين
ويؤكد "هاشم بن علي" أن المتغيرات التي شملت المجتمع بكل شرائحه وأطيافه؛ تعتبر ركيزة مهمة في التغير الاجتماعي، مضيفاً بدأت "الزيجات" تخرج خارج محيط الفرد الإجتماعي، وبدأ الجيل الجديد يتلون بألوان الموضة سواء "الذكوري" أو "الأنثوي"، وهناك أسباب لهذا الاستغناء؛ منها وجود المادة عند أغلب الناس؛ والقروض البنكية والتأمين؛ والتي حلت كثيراً من مشاكل الأفراد والأسر بدلاً عن اللقاءات المباشرة، مشيراً إلى أن التلاحم والانتماء للجماعة لا يمكن الاستغناء عنه حتى لو كان هناك استغناء مادي، حيث إن من الجماعة يتعلم المرء العادات والأعراف التي لا يمكن أن يتعلمها بعيداً عنهم.
وش الفائدة من الجماعة
ويقول "علي بن أحمد" إن هناك فئة من الشباب تدافع عن هذه الظاهرة، ويرون أنها طبيعية ومنطقية وضرورية، لأن ظروف الحياة وعلاقات الناس تغيرت، والتواصل أصبح صعباً ومعقداً، ولم تعد فائدة الجماعة مثلها كما في السابق، فقد كانوا سابقاً في أزمنة فقر وربما حروب؛ حيث الحاجة إلى الالتفاف حول بعضهم بشدة، أما اليوم فيرى أغلبية الشباب أنه لا فائدة من التواصل؛ بل إن بعضهم قد يردد جملة "وش الفائدة من الجماعة"؟، مؤكداً أنه لا غنى عن الترابط الاجتماعي، للقيام بحقوق الجار والتعاون لما يخدم المصلحة.
التوسط .. التوسط
وأياً كان الرأي فإن الغالبية ترى بضرورة التوسط في الأمر؛ والمحافظة على علاقات الجوار؛ وكذلك القيام بحقوقها، وإجابة دعوة الداعي من أفراد القرية أو الحي، مع مراعاة المتغيرات الجديدة بحيث لا يكون ذلك على حساب تعطيل المصالح الشخصية للأفراد.
http://www.alriyadh.com/2010/05/13/article525330.html
قد ناقشب الموضوع وطرقت صورا جميلة
الذي لايغفل هو حقوق المسلم على المسلم من حق الجوار وإجابةالدعوة ونصرة الملهوف وتوقير الكبير ورحمة الصغير والتناصح على الخير