قلب اللام ميماً في أل التعريف لهجة عربية قديمة وثقها الشعر
( تنومة:سعيد معيض ) :
والحديث ذو شجون كما تقول العرب فقد كان لموضوعنا عن استبدال كاف المخاطب للمؤنث شينا في بعض لهجات العرب ردود أفعال جيدة لدى القراء , واقترح بعضهم التطرق إلى مفردات أخرى في اللهجات المحلية المشهورة منذ القدم كقلب اللام ميما في أل التعريف , وتلبية لهذا الطلب سيكون موضوعنا لهذا اليوم عن هذا الاستعمال الشائع منذ القدم لدى بعض العرب والذي لا يزال مستخدما في مناطق عديدة في جنوب المملكة خصوصا في أجزاء من تهامة عسير ومنطقة جازان وبالأخص القطاع الجبلي منه وفي المنطقة التهامية من اليمن إضافة إلى أماكن أخرى , وهذا الاستعمال موجود منذ أقدم العصور لدى بعض القبائل العربية ويطلق عليه أهل اللغة ( إم ) الحميرية نسبة لدولة حمير التي كانت موجودة في اليمن قبل الإسلام , وتسمى ايضا الطمطمانية عند أهل اللغة بمعنى العجمة كقولهم طاب امهواء في طاب الهواء. وفي هذه اللغة ورد حديث شريف ضعفة الألباني عن الصحابي كعب بن عاصم الأشعري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال \" ليس من امبر امصيام في امسفر \" أي: \" ليس من البر الصيام في السفر, وقد علق الألباني رحمه الله على الحديث بقوله شاذ بهذا اللفظ . ويقال أن اصحاب الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كانوا يتكلمون بهذه اللهجة , وتنسب إلى حمير ونفر من طيىء. ومن المعروف أن أداة التعريف (الألف والميم) هي أداة التعريف على الإطلاق عند أهل اليمن وحمير وطيئ قديمًا ,وذهب ابن هشام إلى أن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو \" غلام وكتاب \" بخلاف \" رجل وناس \". ومن اليسير تفسير هذا التبادل بين اللام والميم في أداة التعريف، إذ إنهما من الأصوات المتوسطة المتقاربة في الصفات والمخارج. ويقال ان هذه اللغة قد انتشرت في أجزاء من مصر والشام قديما لكنها اندثرت ولم يبق منها إلا عدد محدود من الكلمات المستخدمة حتى الآن في اللهجة المصرية مثل قولهم إمبارح بدلا من البارح أي أمس , ومن أبيات الشعر ما قاله أبو عبيد وقيل بحير بن عتمه الطائي:
ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
أي يرمي ورائي بالسهم والسلمة
وقد سمع ( ابن دريد ) هذه اللهجة في عصره باليمن وهو الموطن الأصلي لطيئ فقال: \" وسمعت رجلاً يقول: أم شيخ أم كبَّارُ ضرب رأسه بالعصو\" يعني : الشيخ الكُبَّار ضرب رأسه بالعصا. كما سمعها الهمداني في أماكن مختلفة من الجزيرة العربية والتفسير الصوتي لهذه الظاهرة، هو أن اللام والميم من فصيلة واحدة، هي فصيلة الأصوات المتوسطة أو المائعة وهي مجموعة \" اللام والميم والنون والراء\" . وهذه الأصوات يبدل بعضها من بعض كثيرًا في اللغات السامية .
http://www.alriyadh.com/2010/03/27/article510397.html
والحديث ذو شجون كما تقول العرب فقد كان لموضوعنا عن استبدال كاف المخاطب للمؤنث شينا في بعض لهجات العرب ردود أفعال جيدة لدى القراء , واقترح بعضهم التطرق إلى مفردات أخرى في اللهجات المحلية المشهورة منذ القدم كقلب اللام ميما في أل التعريف , وتلبية لهذا الطلب سيكون موضوعنا لهذا اليوم عن هذا الاستعمال الشائع منذ القدم لدى بعض العرب والذي لا يزال مستخدما في مناطق عديدة في جنوب المملكة خصوصا في أجزاء من تهامة عسير ومنطقة جازان وبالأخص القطاع الجبلي منه وفي المنطقة التهامية من اليمن إضافة إلى أماكن أخرى , وهذا الاستعمال موجود منذ أقدم العصور لدى بعض القبائل العربية ويطلق عليه أهل اللغة ( إم ) الحميرية نسبة لدولة حمير التي كانت موجودة في اليمن قبل الإسلام , وتسمى ايضا الطمطمانية عند أهل اللغة بمعنى العجمة كقولهم طاب امهواء في طاب الهواء. وفي هذه اللغة ورد حديث شريف ضعفة الألباني عن الصحابي كعب بن عاصم الأشعري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال \" ليس من امبر امصيام في امسفر \" أي: \" ليس من البر الصيام في السفر, وقد علق الألباني رحمه الله على الحديث بقوله شاذ بهذا اللفظ . ويقال أن اصحاب الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كانوا يتكلمون بهذه اللهجة , وتنسب إلى حمير ونفر من طيىء. ومن المعروف أن أداة التعريف (الألف والميم) هي أداة التعريف على الإطلاق عند أهل اليمن وحمير وطيئ قديمًا ,وذهب ابن هشام إلى أن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو \" غلام وكتاب \" بخلاف \" رجل وناس \". ومن اليسير تفسير هذا التبادل بين اللام والميم في أداة التعريف، إذ إنهما من الأصوات المتوسطة المتقاربة في الصفات والمخارج. ويقال ان هذه اللغة قد انتشرت في أجزاء من مصر والشام قديما لكنها اندثرت ولم يبق منها إلا عدد محدود من الكلمات المستخدمة حتى الآن في اللهجة المصرية مثل قولهم إمبارح بدلا من البارح أي أمس , ومن أبيات الشعر ما قاله أبو عبيد وقيل بحير بن عتمه الطائي:
ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
أي يرمي ورائي بالسهم والسلمة
وقد سمع ( ابن دريد ) هذه اللهجة في عصره باليمن وهو الموطن الأصلي لطيئ فقال: \" وسمعت رجلاً يقول: أم شيخ أم كبَّارُ ضرب رأسه بالعصو\" يعني : الشيخ الكُبَّار ضرب رأسه بالعصا. كما سمعها الهمداني في أماكن مختلفة من الجزيرة العربية والتفسير الصوتي لهذه الظاهرة، هو أن اللام والميم من فصيلة واحدة، هي فصيلة الأصوات المتوسطة أو المائعة وهي مجموعة \" اللام والميم والنون والراء\" . وهذه الأصوات يبدل بعضها من بعض كثيرًا في اللغات السامية .
http://www.alriyadh.com/2010/03/27/article510397.html
كم نحن بحاجة إلى مثل هذا المبحث فلغتنا العربية ــ لغة القرآن ــ محيط واسع مملوء بالدر ولهجتنا من أفصح اللهجات ــ إن لم تكن الأفصح ــ ومفرداتها سوادها الأعظم فـصـيـح .
ولـكنها تشكو عقوق بعض أبنائها الذين يرون أنها {تــفــشــل} ويستحيون منها
ويتحدثون لهجة غيرهم وما ذلك إلا لنقص فيـهم وجهلهم بــها