الكظامة والمعين
(تقرير عبدالرحمن متعب)
لدينا في جنوب الجزيرة وخاصة في منطقة رجال الحجر ألفاظ ومسميات تطلق على بعض الأماكن أو الأشياء المستخدمة قديما , نعتقد انها لهجة محلية لا أصل لها في اللغة وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير ... وعندما نبحث عن هذه الكلمات او المسميات في المعاجم والمصادر اللغوية نجد أن اغلبها اما ان تكون لغة عربية فصحى او مشتقة من ألفاظ عربية ذات دلالات صحيحة على معنى هذه الكلمات .
في هذا الموضوع أحببت أن أتي بشيء قد يجهله الكثير وخاصة الجيل الناشئ .......عن (الكظامة والمعين )
الكظامه أو الكظائم ..... كلمة غير معروفه للأغلبية ومعناها هو مكان حبس الماء أو بمعنى اصح سد صغير جداً
الكظامه مصدرها عيون الماء والينابيع فيتم وضع جسر صغير من الحجارة والطين لحبس ومنع الماء من الجريان في الوادي حيث يتم وضع فتحة صغيره في زاوية الكظامه تسمى خرزه ومن ثم سدها بحجر وقماش وطين حتى لا يسمح للماء بالتسرب منها ويتم غلقها أذان المغرب وتبقى حتى الفجر حتى يحضر من عليه دور السقاية ليجد أنها مليئة بالماء فيتم فك ألخرزه أو الحابس ... لينساب الماء ويجري في (القايد ) المجرى أو الساقية لنقله الى المزرعة ...
الكظائم موجودة في كثير من قرى تنومه وما جاورها وكبار السن والجيل الذي لحق بعدهم على أيام الخير والأمطار ورعي الأغنام يعرفونها!!!!!
والكظامة حسب الاجتهاد هي مستقاة من لفظ عربي صحيح وهذا معناها في بعض معاجم اللغة
الكِظَامُ : ما يُسَدُّ به الشّيْءُ؛ ثبَّت الكِظام على قارورة الكحول جيدًا / أخذ بكِظام الأمرِ، أي ملكه متوثِّقًا منه.
كَظَمَ يَكْظِمُ كَظْمًا :- القِرْبَةَ: ملأها وسدَّ فاها. - مجرى الماء: سَدَّه. - الشخصُ غيظه: ردَّه وحبسه؛
كان قادرًا على أن يكظمَ غيظه ويتظاهر بالرضا. - الشيءَ وعلى الشّيْءِ: حبسه ولم يظهره؛ كظم الضِّحْكَة / إذا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ ما استطاع .
المحيط
كظم
الليث : كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه . كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً ردَّه وحبَسَه , فهو رجل كَظِيمٌ والغيظ مكظوم . وفي التنزيل العزيز : والكاظمين الغيظ ; فسره ثعلب فقال : يعني الحابسين الغيظ لا يُجازُون عليه , وقال الزجاج : معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ . وروي عن النبي , أنه قال : ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله ويقال : كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه . وفي الحديث : من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا كَظْمُ الغيظ : تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه . وفي الحديث إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما أَمكنه . ومنه حديث عبد المطلب : له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره , وهو حبسه . ويقال : كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه . و كَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة , فهو كاظِمٌ و كَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ; قال الراعي :
فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ **** مِنْ ذي الأَبارِقِ , إذ رَعَيْنَ حَقِيلا
ابن الأنباري في قوله : فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها , قال : و الكاظم منها العطشان اليابس الجوف , قال : والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ , والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ , وقوله : من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع , وحَقِيل : اسم موضع . ابن سيده : كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار . وناقة كَظُوم ونوق كُظوم : لا تجتَرُّ , كَظَمت تَكْظِم كُظوماً وإبل كُظوم . تقول : أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ; قال ابن بري : شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي : فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ **** لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف
و الكظم مَخْرَج النفس . يقال : كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي . أَبوزيد : يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة , وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه; عن ابن الأَعرابي . ويقال : أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه , والجمع كِظام وفي الحديث : لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها هي جمع كَظَم , بالتحريك , وهومخرج النفَس من الحلق; ومنه حديث النخعي : له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه . وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه; وقول أَبي خِراش :
وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر ***** قضاءً , إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم
أَراد الكَظَم فاضطرّ , وقد دفع ذلك سيبويه فقال : ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل ؟ ورجل مكظوم و كَظِيم مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه . وفي التنزيل العزيز : ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ و الكُظوم السُّكوت . وقوم كُظَّم أي ساكنون; قال العجاج :
ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ **** عنِ اللَّغا , ورَفَصِ التَّكَلُّمِ
وقد كُظِمَ و كَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً فهو كاظِمٌ و كَظيم سكت . وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به; وقول زياد بن عُلْبة الهذلي :
كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا *** عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ
عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه . و الكَظيمُ غَلَق الباب . و كَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً قام عليه فأَغلقَه بنفسه أوبغير نفسه . وفي التهذيب : كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أوسددته بشيء غيرك . وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أوباب أوطَريق كَظْمٌ , كأَنه سمي بالمصدر . والكِظامةُ والسِّدادةُ : ما سُدَّ به . و الكِظامةُ القَناة التي تكون في حوائط الأَعناب , وقيل : الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى بعض وتَناسقَت كأنها نهر . و كَظَمُوا الكِظامة : جَدَروها بجَدْرَين , والجَدْر طِين حافَتِها , وقيل : الكِظامة بئر إلى جنبها بئر , وبينهما مجرى في بطن الوادي , وفي المحكم : بطن الأرض أينما كانت , وهي الكَظِيمة . غيره : و الكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء . وفي الحديث : أن النبي , أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه; الكِظامةُ : كالقَناة , وجمعها كَظائم . قال أَبوعبيدة : سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا : هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها , ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية , ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض , وفي التهذيب : حتى يجتمع الماء إلى آخرهن , وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض , ثم يخرج فضلها إلى التي تليها , فهذا معروف عند أهل الحجاز , وقيل : الكِظامةُ السَّقاية . وفي حديث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك; وقال أَبوإسحق : هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات . وفي حديث آخر : أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال; قال ابن الأَثير : وقيل أَراد بالكِظامة في هذا الحديث الكُناسة . و الكِظامةُ من المرأة : مخرج البول . و الكِظامةُ فَمُ الوادي الذي يخرج منه الماء; حكاه ثعلب . و الكِظامةُ أَعلى الوادي بحيث ينقطع و الكِظامةُ سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا . و الكِظامة سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار بطرف السية . و الكِظامة حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير . و الكِظامةُ العَقَب الذي على رؤُوس القُذَذ العليا من السهم , ويل : ما يلي حَقْو السَّهم , وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش , وقيل : هو موضع الريش; وأَنشد ابن بري لشاعر : تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر
وقال أَبوحنيفة : الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍما كان التركيب , كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع . و الكِظامةُ حبْل يُشدُّ به أَنف البعير , وقد كظَمُوه بها . وكِظامةُ المِيزان : مسمارُه الذي يدور فيه اللسان , وقيل : هي الحلقة التي يجتمع فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان . و كاظِمةُ مَعرفة : موضع; قال امرؤُ القيس :
إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى **** أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ
وقول الفرزدق : فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ , أوبسِيفِ الكَواظِمِ
فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك . الأَزهري : و كاظِمةُ جَوٌّ على سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين , وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب; قال : وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع :
ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً ,,,,, وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ
وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة , وهو اسم موضع , وقيل : بئر عُرِف الموضع بها .
محيط المحيط
وفي الشعر الشعبي وخاصة شعر اللعب
يقول الشاعر رافع بن عبدالله
شاقني كادي ما يشرب الا من كظائم ****راوي غير راعي الفرس حطة في نشايب
ويقول في بيت اخر
ليتنا من تنومة ما مشينا الا دجى ليل****ماعرفنا لهم غرس ولا حتى كظائم
الجزء الأخر من الموضوع يتعلق بالمَعين (بفتح الميم وكسر أليا)
المعين هو مجرى الماء النقي وهو من منبع الماء ويسمى معين لجريان الماء على وجه الأرض ويوجد في ديار رجال الحجر الكثير من المعاين في الأودية وأيضا في تهامة أيام التنقل بالأغنام أوقات اشتداد البرد في السراة فينتقلون الى تهامة حيث توجد المعين هناك بكثرة وبعضها منبعه الرئيسي من الحجاز ولفظ معين اعتقد انه اشتق من كلمات عربيه فصيحة بعد بحثي في معاجم اللغة العربية .
مَعِينٌ - [ع ي ن]. \"مَاءٌ مَعِينٌ\" : جَارٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُتَدَفِّقاً.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين (قرآن).
من معجم الغني
قوله تعالى: وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ قال الفراء: ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة، ومَعِينٍ: الماءُ الظاهر الجاري، قال: ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون، ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون، يكون أَصله المَعْنَ.
والماعُونُ: الفاعولُ؛ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ، أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ (* قوله «واهية البيت» هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه: دونها الهبوب بدل لهوب).
والمَعْنُ والمَعِينُ: الماء السائل، وقيل: الجاري على وجه الأَرض، وقيل: الماء العذب الغزير، وكل ذلك من السُّهولة.
والمَعْنُ: الماء الظاهر، والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ.
وماء مَعِينٌ أَي جارٍ؛ ويقال: هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته.
وكَلأٌ مَمْعون: جرى فيه الماءُ.
أتمنى أن يكون عملاً يقلى القبول من الجميع ومعذرة على التقصير في الإيضاح
لدينا في جنوب الجزيرة وخاصة في منطقة رجال الحجر ألفاظ ومسميات تطلق على بعض الأماكن أو الأشياء المستخدمة قديما , نعتقد انها لهجة محلية لا أصل لها في اللغة وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير ... وعندما نبحث عن هذه الكلمات او المسميات في المعاجم والمصادر اللغوية نجد أن اغلبها اما ان تكون لغة عربية فصحى او مشتقة من ألفاظ عربية ذات دلالات صحيحة على معنى هذه الكلمات .
في هذا الموضوع أحببت أن أتي بشيء قد يجهله الكثير وخاصة الجيل الناشئ .......عن (الكظامة والمعين )
الكظامه أو الكظائم ..... كلمة غير معروفه للأغلبية ومعناها هو مكان حبس الماء أو بمعنى اصح سد صغير جداً
الكظامه مصدرها عيون الماء والينابيع فيتم وضع جسر صغير من الحجارة والطين لحبس ومنع الماء من الجريان في الوادي حيث يتم وضع فتحة صغيره في زاوية الكظامه تسمى خرزه ومن ثم سدها بحجر وقماش وطين حتى لا يسمح للماء بالتسرب منها ويتم غلقها أذان المغرب وتبقى حتى الفجر حتى يحضر من عليه دور السقاية ليجد أنها مليئة بالماء فيتم فك ألخرزه أو الحابس ... لينساب الماء ويجري في (القايد ) المجرى أو الساقية لنقله الى المزرعة ...
الكظائم موجودة في كثير من قرى تنومه وما جاورها وكبار السن والجيل الذي لحق بعدهم على أيام الخير والأمطار ورعي الأغنام يعرفونها!!!!!
والكظامة حسب الاجتهاد هي مستقاة من لفظ عربي صحيح وهذا معناها في بعض معاجم اللغة
الكِظَامُ : ما يُسَدُّ به الشّيْءُ؛ ثبَّت الكِظام على قارورة الكحول جيدًا / أخذ بكِظام الأمرِ، أي ملكه متوثِّقًا منه.
كَظَمَ يَكْظِمُ كَظْمًا :- القِرْبَةَ: ملأها وسدَّ فاها. - مجرى الماء: سَدَّه. - الشخصُ غيظه: ردَّه وحبسه؛
كان قادرًا على أن يكظمَ غيظه ويتظاهر بالرضا. - الشيءَ وعلى الشّيْءِ: حبسه ولم يظهره؛ كظم الضِّحْكَة / إذا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ ما استطاع .
المحيط
كظم
الليث : كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه . كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً ردَّه وحبَسَه , فهو رجل كَظِيمٌ والغيظ مكظوم . وفي التنزيل العزيز : والكاظمين الغيظ ; فسره ثعلب فقال : يعني الحابسين الغيظ لا يُجازُون عليه , وقال الزجاج : معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ . وروي عن النبي , أنه قال : ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله ويقال : كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه . وفي الحديث : من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا كَظْمُ الغيظ : تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه . وفي الحديث إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما أَمكنه . ومنه حديث عبد المطلب : له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره , وهو حبسه . ويقال : كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه . و كَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة , فهو كاظِمٌ و كَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ; قال الراعي :
فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ **** مِنْ ذي الأَبارِقِ , إذ رَعَيْنَ حَقِيلا
ابن الأنباري في قوله : فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها , قال : و الكاظم منها العطشان اليابس الجوف , قال : والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ , والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ , وقوله : من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع , وحَقِيل : اسم موضع . ابن سيده : كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار . وناقة كَظُوم ونوق كُظوم : لا تجتَرُّ , كَظَمت تَكْظِم كُظوماً وإبل كُظوم . تقول : أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ; قال ابن بري : شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي : فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ **** لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف
و الكظم مَخْرَج النفس . يقال : كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي . أَبوزيد : يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة , وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه; عن ابن الأَعرابي . ويقال : أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه , والجمع كِظام وفي الحديث : لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها هي جمع كَظَم , بالتحريك , وهومخرج النفَس من الحلق; ومنه حديث النخعي : له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه . وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه; وقول أَبي خِراش :
وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر ***** قضاءً , إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم
أَراد الكَظَم فاضطرّ , وقد دفع ذلك سيبويه فقال : ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل ؟ ورجل مكظوم و كَظِيم مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه . وفي التنزيل العزيز : ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ و الكُظوم السُّكوت . وقوم كُظَّم أي ساكنون; قال العجاج :
ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ **** عنِ اللَّغا , ورَفَصِ التَّكَلُّمِ
وقد كُظِمَ و كَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً فهو كاظِمٌ و كَظيم سكت . وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به; وقول زياد بن عُلْبة الهذلي :
كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا *** عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ
عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه . و الكَظيمُ غَلَق الباب . و كَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً قام عليه فأَغلقَه بنفسه أوبغير نفسه . وفي التهذيب : كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أوسددته بشيء غيرك . وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أوباب أوطَريق كَظْمٌ , كأَنه سمي بالمصدر . والكِظامةُ والسِّدادةُ : ما سُدَّ به . و الكِظامةُ القَناة التي تكون في حوائط الأَعناب , وقيل : الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى بعض وتَناسقَت كأنها نهر . و كَظَمُوا الكِظامة : جَدَروها بجَدْرَين , والجَدْر طِين حافَتِها , وقيل : الكِظامة بئر إلى جنبها بئر , وبينهما مجرى في بطن الوادي , وفي المحكم : بطن الأرض أينما كانت , وهي الكَظِيمة . غيره : و الكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء . وفي الحديث : أن النبي , أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه; الكِظامةُ : كالقَناة , وجمعها كَظائم . قال أَبوعبيدة : سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا : هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها , ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية , ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض , وفي التهذيب : حتى يجتمع الماء إلى آخرهن , وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض , ثم يخرج فضلها إلى التي تليها , فهذا معروف عند أهل الحجاز , وقيل : الكِظامةُ السَّقاية . وفي حديث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك; وقال أَبوإسحق : هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات . وفي حديث آخر : أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال; قال ابن الأَثير : وقيل أَراد بالكِظامة في هذا الحديث الكُناسة . و الكِظامةُ من المرأة : مخرج البول . و الكِظامةُ فَمُ الوادي الذي يخرج منه الماء; حكاه ثعلب . و الكِظامةُ أَعلى الوادي بحيث ينقطع و الكِظامةُ سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا . و الكِظامة سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار بطرف السية . و الكِظامة حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير . و الكِظامةُ العَقَب الذي على رؤُوس القُذَذ العليا من السهم , ويل : ما يلي حَقْو السَّهم , وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش , وقيل : هو موضع الريش; وأَنشد ابن بري لشاعر : تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر
وقال أَبوحنيفة : الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍما كان التركيب , كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع . و الكِظامةُ حبْل يُشدُّ به أَنف البعير , وقد كظَمُوه بها . وكِظامةُ المِيزان : مسمارُه الذي يدور فيه اللسان , وقيل : هي الحلقة التي يجتمع فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان . و كاظِمةُ مَعرفة : موضع; قال امرؤُ القيس :
إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى **** أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ
وقول الفرزدق : فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ , أوبسِيفِ الكَواظِمِ
فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك . الأَزهري : و كاظِمةُ جَوٌّ على سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين , وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب; قال : وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع :
ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً ,,,,, وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ
وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة , وهو اسم موضع , وقيل : بئر عُرِف الموضع بها .
محيط المحيط
وفي الشعر الشعبي وخاصة شعر اللعب
يقول الشاعر رافع بن عبدالله
شاقني كادي ما يشرب الا من كظائم ****راوي غير راعي الفرس حطة في نشايب
ويقول في بيت اخر
ليتنا من تنومة ما مشينا الا دجى ليل****ماعرفنا لهم غرس ولا حتى كظائم
الجزء الأخر من الموضوع يتعلق بالمَعين (بفتح الميم وكسر أليا)
المعين هو مجرى الماء النقي وهو من منبع الماء ويسمى معين لجريان الماء على وجه الأرض ويوجد في ديار رجال الحجر الكثير من المعاين في الأودية وأيضا في تهامة أيام التنقل بالأغنام أوقات اشتداد البرد في السراة فينتقلون الى تهامة حيث توجد المعين هناك بكثرة وبعضها منبعه الرئيسي من الحجاز ولفظ معين اعتقد انه اشتق من كلمات عربيه فصيحة بعد بحثي في معاجم اللغة العربية .
مَعِينٌ - [ع ي ن]. \"مَاءٌ مَعِينٌ\" : جَارٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُتَدَفِّقاً.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين (قرآن).
من معجم الغني
قوله تعالى: وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ قال الفراء: ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة، ومَعِينٍ: الماءُ الظاهر الجاري، قال: ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون، ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون، يكون أَصله المَعْنَ.
والماعُونُ: الفاعولُ؛ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ، أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ (* قوله «واهية البيت» هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه: دونها الهبوب بدل لهوب).
والمَعْنُ والمَعِينُ: الماء السائل، وقيل: الجاري على وجه الأَرض، وقيل: الماء العذب الغزير، وكل ذلك من السُّهولة.
والمَعْنُ: الماء الظاهر، والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ.
وماء مَعِينٌ أَي جارٍ؛ ويقال: هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته.
وكَلأٌ مَمْعون: جرى فيه الماءُ.
أتمنى أن يكون عملاً يقلى القبول من الجميع ومعذرة على التقصير في الإيضاح
لك مني كل الشكر والتقدير,,,,
الحياة ليست كلها سجال وصراع فكري وتخويف وتهويل وتصور مؤامرات الحياة فيها أشياء جميلة وجديرة بالتأمل مثل الكظامة والمعين ولكننا نحن الذين نصنع الكآبة ونجلها لا تطاق يقول أبو ماضي :
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا