اللواء الجحني: الأمن الفكري مسؤولية المجتمع والدولة والدور الأساسي للأسرة
(تنومة: سعيد الشهري )
أكد عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني لـ\"الوطن\" أمس أن الأمن الفكري ينتج عن أنشطة مشتركـة بين الدولة والمجتمع لتجنيـب الأفراد والجماعات أي شوائب عقدية أو فكرية أو نفسية تكون سببا في انحراف السلوك والأفكار والأخلاق عن جادة الصواب، أي حماية فكر المجتمع وعقائده من أن ينالها عداوات أو أن ينزل بها أذى.
وتختلف النظرة للأمن الفكري من مجتمع إلى آخـر لا من حيث ماهية الفكر ذاته وإنما من حيث ضيقه أو اتساعـه وتحرره أو أدلجته بالأيديولوجيات والشعارات، والفكر والعمل متلازمـان ومترابطان.
قال \"من هنا يتعين على الأسرة المسلمة أن تتحمل مسؤولياتها في ضوء الإدراك التام بأن السلوك السوي وحماية المجتمع من الانحرافات ضرورة ومطلب إستراتيجي من خلال الاستعداد والتحصين المبكر خاصة أن الفرد لا يصبح منحرفا بين عشية وضحاها، إنما الانحراف ينمو تدريجيا مما يسهل القضاء عليه قبل أن يستفحل أمره إذا قامت الأسرة المسلمة بوظيفتها في تكوين الشخصية السوية المتكيفة مع نفسها ومع المجتمع الذي تعيش في كنفه\".
وحول ما يتهدد الأسرة المسلمة قال يعتبر الانحراف الفكري أخطر مهدد للأسرة لأنه مخالف للدين الإسلامي وسبب لانتشار الفتن، وفقدان الأمن، وظهور الفرق والانشقاق وحصول القلاقل بما يحدثه من الاعتداء على الناس في عقولهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ومكتسباتهم، ويؤثر الانحراف الفكري والسلوكي على اقتصاد وتنمية البلاد الإسلامية بما يحدثه من إتلاف للأموال والأنفس، وتهريب الأموال إلى خارج البلاد، وضعف التجارة والاستثمـار والنشاط السياحي والتنموي، كما يشوه صورة الإسلام وينفر غير المسلمين منه معطيا الفرصة لأعدائه لمحاربته والنيل من أبنائه\".
كما يقف الانحراف الفكري والسلوكي ضد مسار الدعوة الإسلامية الصحيحة وانتشارها في جميع أنحاء العالم، بمحاربتها ووضع القيود والشروط لنشرها في جميع المجتمعات غير الإسلامية. وأضاف \"متى كان أفراد الأسرة وبالتالي أفراد المجتمع معتدلين في تفكيرهم متوازنين في تصرفاتهم متبعين منهج الوسطية غير مغالين أو مجافين استطاعوا الانسجام مع أنفسهم، والاتزان في سلوكهم آمنين مطمئنين في حياتهم\".
وقال اللواء الجحني لعل من أظهر مميزات الأمن الفكري والنفسي للأسرة المسلمة أنه فكر منبثق من رسالة سماوية تدعو إلى عبادة الله وحده، في كل شأن من شؤون حياته، وأنه فكر متميز عن سائر الأفكار الأخرى، والمبادئ التي تنظم حيـاة المجتمع مما يحقق له الوحدة والتلاحم في الفكر والمنهج والغاية، فهو فكر ينتمي إلى الأمة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالوسطية والخيرية.
وقال إن الأمن الفكري في الإسلام جعل حرية الفكر في إطار الثوابت من الحريات الأساسية، كما أنه يعمل على التصدي للفكر الهدام الذي يفضي إلى تقويض أصل من أصول الدين وتحقيق الأمن الفكري والنفسي في المجتمع حماية للجميع ووقاية من الجريمة والانحرافات الضارة بمصالح العباد والبلاد، إنه فـكر غني مؤثر يتقبل الحوار والتنوع والتعايش مع الآخر. ويعتبر الأمن الفكري بمثابة قمة منظومة الأمن لأن حقيقته تنبثق من الثوابت اليقينية. وأجمل اللواء الجحني سبل تحصين أبناء الأسرة المسلمة ضد الأفكار المنحرفة في عدة نقاط منها إشباع التوافق النفسي في الحياة الاجتماعية. شيوع الحوار السديد داخل المجتمع الواحـد وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع. توحيد مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة الإنسان المسلم والبعد عن الابتداع في الدين والإفتاء بغير علم. بروز ثقافة التسامح، واحترام الآخر، وتعميق الإدراك بقيم التراث الإنساني والإرث الحضاري المشترك. واستهجان الجريمة والإيذاء قال صلى الله عليه وسلم \"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده\" وهذا الحديث وأمثاله يجسد علاقة وثيقة بين الفكر والأمن والسلوك السلمي الحضاري.
وقال إن للأمن الفكري دوراً في العمل على ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال في المجتمع، فالأسرة عليها دور كبير كوسيلة بالغة الأهمية للضبط الاجتماعي .
الوطن //
اللواء الدكتور / علي
وجه مشرف لتنومة في كل مكان يتواجد فيه .ومثال يحتذى به
هنئيا لنا باباهيثم وامثاله .
ابنك / عامر بن سليمان
يبدو لي انه متخصص في هذا الجانب من خلال نشاطاته
وفقك الله لما يحبه ويرضاه