لليأس حكاية !!!
ـــ معاناةـــ
لليأس حكاية !!!
قصة قصيرة بقلم:
عبدالله محمد فايز الشهري
عبدالله محمد فايز الشهري
في عالم يموج بالأحزان والآلام وتداعياتها المختلفة,رمز ذلك الفتى الأسمر لاسمه بحرفين متقاطعين على غلاف كتاب لم يقرأ منه سوى عنوانه الصاخب (لليأس حكاية) ومضى إمعانا في إخفاء شخصيته المحطمة يهيم على وجهه المتجهم في مساريب القرية، وقد تولى البؤس رسم خريطة الألم على وجهه الأسمر وجسمه النحيل.
نظر من شرفة أحزانه فوجد الخوف قد أطبق عليه وشبح المجهول يلامس أطراف قدميه ويصافح مخيلته الحائرة !!!
نهض من مكانه وغير من هيئته واستدار ببطء ثم تنهد قليلا وقال : لا فائدة من توسيع دائرة الأفق فظلامي يزداد حلكة ومهجتي تستعر فيها لواهب الألم !!!
هكذا قرأ الفتى مشهد الغموض الذي يكتنف حياته، لكنه في حالة صمته تلك نظر في مرآة قريبة منه وقد اختصرت مشاهد البؤس التي عاشها وهو يشاهد تفاصيلها في وجه هذه المرآة العابسة بما فيها من شروخ متعرجة داكنة زادته رعبا وأثقلته هموماً، لكنه سرعان ما قطع حبل أفكاره اليائسة وصرف نظره عن تلك المرآة المثبتة في جانب من الغرفة ومضى نحو كوة في ناحية أخرى من المنزل المتواضع ينساب منها بصيص نور متقطع للقمر في طرف السماء يظهر تارة ويختفي تارة خلف سحب الخريف العابرة في مثل ذلك الوقت من لياليه التي يزداد فيها نئيم(1) البوم وحفيف أوراق الشجر المصفر المتساقط، فلم يشاهد إلا المزيد من تلك الأشباح المزعجة !!!
توارى قليلا خلف ستارة بالية في طرف غرفته المتواضعة ثم نظر في مرآب منزله فلم يجد سوى مركبته القديمة وقد جار عليها الزمن وتحطم زجاجها وامتلأ جوفها بأوراق الخريف !!!
آه ثم آه ثم آه ، قالها بألم وحرقة وهو ينظر إلى مقودها الذي طالما جلس خلفه كثيراً وهو يتذكر سنين عمره التي سرقتها تلك المركبة في مشاوير حياته اليومية قبل أن تكشر الدنيا بأنيابها في وجهه !!!
إستنهض حالته البائسة ببطء على نغمة صوت خافت تسلل من أعماقه،يحثه على كسر حاجز الخوف وطرق باب الأمل مرة أخرى،ولكن جذوته لم تكن كافية لاشعال فتيل العزيمة والإصرار على قص شريط المغامرة نحو غد مشرق رغم محاولاته المتكررة لكسر قاعدة الفشل الذي يلاحقه في كل مرة!!!
نظر مرة أخرى في نجوم الليل السابحة في الفضاء وهي تلمع في أسحار الليل الأخيرة وتفقد مساراتها على صفحة السماء الزرقاء مسلهماً في خطواتها السريعة فوق ظلال السحب المتقطع ، ثم استلقى على حصيرة أقضت مضجعه ولم تجلب له سوى المزيد من الأحلام المزعجة!!!
*- النئيم = صوت البومنظر من شرفة أحزانه فوجد الخوف قد أطبق عليه وشبح المجهول يلامس أطراف قدميه ويصافح مخيلته الحائرة !!!
نهض من مكانه وغير من هيئته واستدار ببطء ثم تنهد قليلا وقال : لا فائدة من توسيع دائرة الأفق فظلامي يزداد حلكة ومهجتي تستعر فيها لواهب الألم !!!
هكذا قرأ الفتى مشهد الغموض الذي يكتنف حياته، لكنه في حالة صمته تلك نظر في مرآة قريبة منه وقد اختصرت مشاهد البؤس التي عاشها وهو يشاهد تفاصيلها في وجه هذه المرآة العابسة بما فيها من شروخ متعرجة داكنة زادته رعبا وأثقلته هموماً، لكنه سرعان ما قطع حبل أفكاره اليائسة وصرف نظره عن تلك المرآة المثبتة في جانب من الغرفة ومضى نحو كوة في ناحية أخرى من المنزل المتواضع ينساب منها بصيص نور متقطع للقمر في طرف السماء يظهر تارة ويختفي تارة خلف سحب الخريف العابرة في مثل ذلك الوقت من لياليه التي يزداد فيها نئيم(1) البوم وحفيف أوراق الشجر المصفر المتساقط، فلم يشاهد إلا المزيد من تلك الأشباح المزعجة !!!
توارى قليلا خلف ستارة بالية في طرف غرفته المتواضعة ثم نظر في مرآب منزله فلم يجد سوى مركبته القديمة وقد جار عليها الزمن وتحطم زجاجها وامتلأ جوفها بأوراق الخريف !!!
آه ثم آه ثم آه ، قالها بألم وحرقة وهو ينظر إلى مقودها الذي طالما جلس خلفه كثيراً وهو يتذكر سنين عمره التي سرقتها تلك المركبة في مشاوير حياته اليومية قبل أن تكشر الدنيا بأنيابها في وجهه !!!
إستنهض حالته البائسة ببطء على نغمة صوت خافت تسلل من أعماقه،يحثه على كسر حاجز الخوف وطرق باب الأمل مرة أخرى،ولكن جذوته لم تكن كافية لاشعال فتيل العزيمة والإصرار على قص شريط المغامرة نحو غد مشرق رغم محاولاته المتكررة لكسر قاعدة الفشل الذي يلاحقه في كل مرة!!!
نظر مرة أخرى في نجوم الليل السابحة في الفضاء وهي تلمع في أسحار الليل الأخيرة وتفقد مساراتها على صفحة السماء الزرقاء مسلهماً في خطواتها السريعة فوق ظلال السحب المتقطع ، ثم استلقى على حصيرة أقضت مضجعه ولم تجلب له سوى المزيد من الأحلام المزعجة!!!
*********