رحلة إلى مرابع امريء القيس 23-7-1437
[بِسِقْطِ الِّلوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْملِ]
إعداد وتصوير : علي بن أحمد الشهري يسرني أيها القراء الكرام ان اطلعكم على هذه التقرير المصور لرحلة ماتعة إلى جنوب مركز حلبان وشمال منطقة الهَضْب حيث مرابع امريء القيس الشاعر الجاهلي ومعالم معلقته التي تعد أشهر المعلقات
حيث تجولنا أنا والزميل عبدالله الجريوي بين هضاب الدخول وحومل وسقط اللوى وبعض المعالم الأخرى التي لم يذكرها أمرؤ القيس كجبل الصاقب القريب من الدخول وحومل.
وتحقيق هذا المعالم وتحديدها في هذه المواقع هو مذهب كثير من كبار البلدانيين المعاصرين وعلى رأسهم ابن بليهد وابن جنيدل وابن خميس رحمهم الله أجمعين وهو ما مشى عليه مؤلفا كتاب (أطلس الأماكن في الشعر العربي (المعلقات العشر)) الأستاذين محمد الراشد وعبدالله العنيزان وللإخوة في فريق الصحراء تقرير ميداني جميل في ذلك http://alsahra.org/?p=8583 .
وإلى التفاصيل:
أمسينا ليلة الجمعة 23-7-1437هـ قرب مدينة الرويضة وعند الصباح سلكنا مخرج طحي وسنام واتجهنا إلى قرية صبحا حيث استقبلنا جبلها الأشم (جبل يَذْبُل) الذي عناه امرؤ القيس في معلقته:
علا قطناً بالشَّيْمِ أيمنُ صوبه*** وأيسره على الستار فيذبلِ
ويروى البيت (على قطَنٍ)
ويسمى الجبل الان بـ : جبل صبحا
وجبل يذبل (صبحا) هو أعلى قمم عالية نجد قاطبة
إذ يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1524م
وها هي الناحية الجنوبية من الجبل
وتبدو تحته منازل قرية صبحا
تركنا يذبل خلفنا واتجهنا جنوبا
وقطعنا عرق نفود السرة
وحاذينا على يسارنا جبلاً أشماً مهيبا
هو جبل أذقان الرويان
ولنا إليه عودة في المستقبل بحول الله
ففيه معلم جميل يستحق الزيارة والتوثيق
الشجرة في الصحراء كنز نفيس
وظل عزيز
ليس للإنسان فحسب... بل حتى للحيوان
بعد أكثر من 100 كلم في الصحراء
بدت لنا معالم هضاب الدَخول في الأفق
والدَّخُول مجموعة من الهضاب الصخرية الجرانيتية الجميلة
وهذه لقطات لها من الجهة الجنوبية
البعض يسمي هاذين الغارين الصغيرين بالبرقع
أشجار السمر عامرة في هذه المرابع
ووجود السمر هنا من أقوى المرجحات لمن يرى أنه هذه المواضع
هي الدخول وحومل المعنية في شعر امريء القيس
لأن القائلين بأنه في التيسية يصطدمون بقول امريء القيس:
كأني غداة البين يوم تحملوا**لدى سمرات الحي ناقف حنظل
والسمر لا ينبت في التيسية
وهنا لقطات من الجهة الشمالية
غادرنا الدخول نريد هضبة الصاقب ثم حومل
وقطعنا عرقا جبليا يغطيه الرمل اسمه (سَنَاف مشْرِف)
يمتد بين الدخول وحومل عدة كيلو مترات
وهو المراد بوصف: سقط اللوى عند البليهد والجنيدل رحمهم الله
لا نزال بين الدخول وحومل
وبينهما قرابة 15 كلم
وتبدو في يمين أفق الصورة هضاب المنخرة
وفي يسار أفق الصورة تظهر قمة الصاقب
وصلنا جبل الصاقب
الذي ورد في كثير من أشعار العرب المتقدمين
ومن أشهرها قول الحارث بن حلزة في معلقته:
إن نبشتم ما بين ملحة فالصاقب فيه الأموات والأحياءُ
أوقفنا السيارة بجوار الجبل للمقارنة
انطلقنا بعد ذلك إلى جبل حومل
والمراعي هنا تأسر اللب وتذهل العقل
أكثر النباتات انتشاراً في هذه المراعي
هي :
الحُلاوَى
الربل
العتر
الشرشر
النقد
السحّاء (النقيع)
الوبرة
دعاع
حاذينا على يسارنا في الطريق إلى حومل
هضاب المنخرة
ثم أطل علينا جبل حومل بكل مهابة
وكلما اقتربنا منه زاد مهابة
هذا هو حومل
من الناحية الجنوبية
وهذه ناحيته الشمالية
وكانت فرصة لنا في الاستراحة
للغداء والصلاة
ولما قرب رحيل النهار
ودعنا حومل خلفنا
وهضاب الدخول تلوح أمامنا
وعلى يميننا سقط اللوى
والأرض أخصبت وأربعت وأبهجت الناظرين
حتى يخيل إليك أنك في سهول السافانا الإفريقية
ومررنا بآبار الأروسة
عند جبل راسان ووادي الأروسة
حل علينا الظلام عند نفود السرة
وكانت ليلة مهيبة ماطرة رعدية مبرقة على الشَمال أمامنا
وكأن امريء القيس أبى إلا أن يشاركنا هذه اللحظات من معلقته:
فيالك من ليل كأن نجومه**بأمراس كتان إلى صم جندلِ
أصاحِ أرى برقاً أُريكَ وميضَه**كلمعِ اليدينِ في حبيٍ مُكللِ
يُضيءُ سناهُ أو مصابيحُ راهبٍ**أمالَ السليطَ بالذَبَال المُفتًّلِ
أمسينا قرب جبل يذبل (صبحا)
في ليلة لم يتوقف مطرها
حتى أننا لم نستطع صلاة الفجر إلا بصعوبة
وها هو جبل يذبل
يطل علينا في بهاء
يودعنا -مثلما استقبلنا- في هذا التقرير
وإلى لقاء في رحلات قادمة وتقبلو اجمل التحيات / على بن أحمد الشهري
حيث تجولنا أنا والزميل عبدالله الجريوي بين هضاب الدخول وحومل وسقط اللوى وبعض المعالم الأخرى التي لم يذكرها أمرؤ القيس كجبل الصاقب القريب من الدخول وحومل.
وتحقيق هذا المعالم وتحديدها في هذه المواقع هو مذهب كثير من كبار البلدانيين المعاصرين وعلى رأسهم ابن بليهد وابن جنيدل وابن خميس رحمهم الله أجمعين وهو ما مشى عليه مؤلفا كتاب (أطلس الأماكن في الشعر العربي (المعلقات العشر)) الأستاذين محمد الراشد وعبدالله العنيزان وللإخوة في فريق الصحراء تقرير ميداني جميل في ذلك http://alsahra.org/?p=8583 .
وإلى التفاصيل:
أمسينا ليلة الجمعة 23-7-1437هـ قرب مدينة الرويضة وعند الصباح سلكنا مخرج طحي وسنام واتجهنا إلى قرية صبحا حيث استقبلنا جبلها الأشم (جبل يَذْبُل) الذي عناه امرؤ القيس في معلقته:
علا قطناً بالشَّيْمِ أيمنُ صوبه*** وأيسره على الستار فيذبلِ
ويروى البيت (على قطَنٍ)
ويسمى الجبل الان بـ : جبل صبحا
وجبل يذبل (صبحا) هو أعلى قمم عالية نجد قاطبة
إذ يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1524م
وها هي الناحية الجنوبية من الجبل
وتبدو تحته منازل قرية صبحا
تركنا يذبل خلفنا واتجهنا جنوبا
وقطعنا عرق نفود السرة
وحاذينا على يسارنا جبلاً أشماً مهيبا
هو جبل أذقان الرويان
ولنا إليه عودة في المستقبل بحول الله
ففيه معلم جميل يستحق الزيارة والتوثيق
الشجرة في الصحراء كنز نفيس
وظل عزيز
ليس للإنسان فحسب... بل حتى للحيوان
بعد أكثر من 100 كلم في الصحراء
بدت لنا معالم هضاب الدَخول في الأفق
والدَّخُول مجموعة من الهضاب الصخرية الجرانيتية الجميلة
وهذه لقطات لها من الجهة الجنوبية
البعض يسمي هاذين الغارين الصغيرين بالبرقع
أشجار السمر عامرة في هذه المرابع
ووجود السمر هنا من أقوى المرجحات لمن يرى أنه هذه المواضع
هي الدخول وحومل المعنية في شعر امريء القيس
لأن القائلين بأنه في التيسية يصطدمون بقول امريء القيس:
كأني غداة البين يوم تحملوا**لدى سمرات الحي ناقف حنظل
والسمر لا ينبت في التيسية
وهنا لقطات من الجهة الشمالية
غادرنا الدخول نريد هضبة الصاقب ثم حومل
وقطعنا عرقا جبليا يغطيه الرمل اسمه (سَنَاف مشْرِف)
يمتد بين الدخول وحومل عدة كيلو مترات
وهو المراد بوصف: سقط اللوى عند البليهد والجنيدل رحمهم الله
لا نزال بين الدخول وحومل
وبينهما قرابة 15 كلم
وتبدو في يمين أفق الصورة هضاب المنخرة
وفي يسار أفق الصورة تظهر قمة الصاقب
وصلنا جبل الصاقب
الذي ورد في كثير من أشعار العرب المتقدمين
ومن أشهرها قول الحارث بن حلزة في معلقته:
إن نبشتم ما بين ملحة فالصاقب فيه الأموات والأحياءُ
أوقفنا السيارة بجوار الجبل للمقارنة
انطلقنا بعد ذلك إلى جبل حومل
والمراعي هنا تأسر اللب وتذهل العقل
أكثر النباتات انتشاراً في هذه المراعي
هي :
الحُلاوَى
الربل
العتر
الشرشر
النقد
السحّاء (النقيع)
الوبرة
دعاع
حاذينا على يسارنا في الطريق إلى حومل
هضاب المنخرة
ثم أطل علينا جبل حومل بكل مهابة
وكلما اقتربنا منه زاد مهابة
هذا هو حومل
من الناحية الجنوبية
وهذه ناحيته الشمالية
وكانت فرصة لنا في الاستراحة
للغداء والصلاة
ولما قرب رحيل النهار
ودعنا حومل خلفنا
وهضاب الدخول تلوح أمامنا
وعلى يميننا سقط اللوى
والأرض أخصبت وأربعت وأبهجت الناظرين
حتى يخيل إليك أنك في سهول السافانا الإفريقية
ومررنا بآبار الأروسة
عند جبل راسان ووادي الأروسة
حل علينا الظلام عند نفود السرة
وكانت ليلة مهيبة ماطرة رعدية مبرقة على الشَمال أمامنا
وكأن امريء القيس أبى إلا أن يشاركنا هذه اللحظات من معلقته:
فيالك من ليل كأن نجومه**بأمراس كتان إلى صم جندلِ
أصاحِ أرى برقاً أُريكَ وميضَه**كلمعِ اليدينِ في حبيٍ مُكللِ
يُضيءُ سناهُ أو مصابيحُ راهبٍ**أمالَ السليطَ بالذَبَال المُفتًّلِ
أمسينا قرب جبل يذبل (صبحا)
في ليلة لم يتوقف مطرها
حتى أننا لم نستطع صلاة الفجر إلا بصعوبة
وها هو جبل يذبل
يطل علينا في بهاء
يودعنا -مثلما استقبلنا- في هذا التقرير
وإلى لقاء في رحلات قادمة وتقبلو اجمل التحيات / على بن أحمد الشهري