المعلم حميد تهتموني يصافح أبناءه الطلاب في لقاء لم تنقصه الصراحة!!
بعد أربعة وخمسين عاماً وعبر صحيفة تنومة
حوار : عبدالله محمد الشهري-أشرف عليه وأخرجه الأستاذ/عبدالله غرمان كنا في صحيفة تنومة قد نوهنا في وقت سابق عن إستضافة أحد المعلمين القدامى الذي وفد إلى تنومة منذ أربعة وخمسن عاماً , وعلى إثر هذا التنويه تلقت الصحيفة العديد من الأسئلة التي خالطها شعور بالفرحة الممزوجة بالدهشة من أبنائه الطلاب عن هذه المفاجأة التي لم تكن تخطر على بال أحد منهم لطول المدة وإنقطاع التواصل , وقد حملناها إلى معلمهم القدير , فكانت إجاباته مفعمة بحبه لهم ولبلدتهم الصغيرة التي غادرها ولم يعد إليها مرة أخرى , بيد أنه يحمل في وجدانه محبة لاتنسى لهذه المدينة الحالمة على تخوم جبال السروات, ضيفنا هو الأستاذ حميد توفيق تهتموني الذي فتح قلبه للصحيفة وتفاعل مع طرحها , فكانت هذه المحصلة هي ما ستقرؤونه في ثنايا هذا الحوار الشيق.
أستاذنا الفاضل بودنا أن نقف على بطاقتكم الشخصية التي تعد المدخل الرئيس إلى هذا اللقاء؟
أنا حميد توفيق تهتموني أردني الجنسية فلسطيني الأصل من مواليد عام 1943 ميلادي. أحمل شهادة الماجستير في الحقوق من جامعة دمشق لعام 1968، متقاعد منذ العام 2000 ميلادي .
بعد سنوات طويلة من التدريس في تنومة ومغادرة المملكة العربية السعودية هل كنت تتوقع أن يتواصل معك أحد تلاميذك من أبناء هذه المدينة ؟
في الواقع أعتبر نفسي محظوظا اذ استمر التواصل مع ابناء لي في المنطقة إذ زارني في مدينة اربد ابننا الأستاذ عبد الرحمن هشبول كما اتصل بي الأستاذ عبدالله بن ملفي و أنا على اتصال مستمر بصديقي الاستاذ عبدالله عثمان العسبلي من شيوخ النماص حيث كان مديري و زميلي و زارني مع ابنيه عبد الرحمن و عبد العزيز في عمان و هو يخبرني باستمرار عن احوال تنومة و الأهل الأعزاء هناك.
ماهو شعورك حينما عادت بك الذاكرة إلى تنومة بعد سنوات طويلة من الغياب عنها؟
رغم السنين و تباعد المسافات فإن ذكرى تنومة و زملائي و ابناءها الاعزاء لا تكاد تغيب عن ذاكرتي و لا انسى طبيعة تنومة الجميلة و اهلها المضيافين، و لا تنس اني كنت في بداية مرحلة الشباب حيث بدأت بحلاقة ذقني هناك.
نود أن تسترجع الذاكرة لتطلع السادة القراء على ظروف إبتعاثك للعمل معلماً في المملكة وهل عملت قبل ذلك في أي منطقة من مناطق المملكة قبل مجيئك إلى تنومة ؟
ذهبت الى المملكة السعودية و انا لم اكمل سن الثامنة عشرة أحمل شهادة الثانوية العامة حيث أكاد أكون طالبا خاصة ان بعض طلبتي كانوا كبارا في السن و طبيعي اني لم يسبق لي العمل في المملكة او غيرها و كانت تجربة مخيفة في بدايتها. و ابتدأت العمل مع زملائي في جو ممتاز حيث ان المناخ في تنومة يشبه الجو عندنا في الاردن من حيث الاعتدال و كان في حسن استقبال أهل تنومة لنا عامل اساسي في بداية عمل ناجح.
بودنا أن تصف لنا شعورك حينما وطأت قدماك تنومة لأول مرة وهل لاتزال تحتفظ بشيء من ذكرياتك فيها ؟
ان رأسي مليء بالذكريات عن تنومة و طبيعتها و طبيعة أهلها و قد سكنت أول الامر مع زميلي و صديقي محمود مريجان في غرفة عند السيد شار بن حنش ثم إنتقلت في السنة الثانية عند شقيقه فايز بن حنش و كان الاخير مرحا و صاحب نكتة و لا أزال أذكر زياراتي لزملاء أعزاء في آل دحمان و مليح و الظهارة و النماص.
هل كنت ترسم في مخيلتك صورة نمطية معينة عن هذه المدينة الصغيرة في جنوب المملكة قبل مجيئك إليها وبخاصة فيما يتعلق بطباع الناس وظروف السكن والمعيشة في ظل شح المعلومات آنذاك عن هذه المدينة التي تجهلها؟
في الواقع أنه لم تكن عندي أي فكرة عن تنومة و عن الحياة في السعودية إجمالا و لكني وجدت من حسن حظي بلدة نائيه و هادئة جدا محاطة بالجبال و الاحراش و مجتمعها مجتمع طيب و سهل و متسامح و قد إندمجت مباشرة و أصبح الجميع كأنهم أهلي.
بودنا أن تصف لنا رحلة السفر إلى تنومة من وقت مغادرتك الأردن الشقيق حتى الوصول إليها في ظل صعوبات الطرق ؟
أول مجيئي للسعودية هبطنا في مطار جدة حيث الحرارة و الرطوبة كما تعرف ثم ركبنا طائرة من نوع (داكوتا) تتسع لخمسة و عشرين راكبا وتطير بمحركين وقد توقف أحد المحركين ونحن في الطريق الى خميس مشيط فغير الطيار الانجليزي إتجاهه الى مطار جازان حيث هبطت قلوبنا أثناء الرحلة ثم ركبنا طائرة أخرى إلى خميس مشيط و هو مطار ترابي بسيط في ذلك الوقت , ثم ذهبنا بالسيارة الى مدينة أبها و كانت بلدة مليئة بالحياة و الحركة التجارية في ذلك الوقت و كانت شوارعها ترابية ايضا. وقد استلفنا بعض المال على حساب رواتبنا لشراء الأغراض الأساسية كفرشة الإسفنج و الإحرامات ثم إستفسرنا عن تنومة فقيل لنا اننا محظوظون فهي تبعد حوالي الساعة عن أبها حيث ركبنا سيارة (الفورد) أنا و زميلي محمود مريجان حيث إنه من بلدي و نحن من نفس المدرسة و أصدقاء. و لكن الرحلة كانت مرعبة إذ إجتزنا مناطق جبلية وعرة جداً و وديان و مناطق غير مأهولة و كنا نشاهد طوال الوقت الأرانب البرية و الغزلان و لكن الساعة التي وعدنا أن نصل فيها إلى تنومة مرت ساعات و ساعات و نمنا مدة ساعتين بالليل و كانت أحذيتنا هي مخداتنا و استمرت الرحلة أكثر من عشرين ساعة على ما أعتقد، و أتذكر أن معدة كل منا أخرجت ما فيها لكثرة إرتفاع السيارة و إنخفاضها و لكن الله سلم و وصلنا الى تنومة حيث فوجئت بجمالها لأول وهلة لخضرة مزارعها و أعشابها و أشجارها و باللطف الكبير الذي إستقبلنا فيه.
الجهل بالمكان مشكلة تواجه الغرباء عنه فكيف وجدت الإستقبال من زملاء المهنة ومن الأهالي والطلاب في مستهل مشوارك؟
عند وصولنا أخذتنا السيارة مباشرة إلى مبنى المدرسة حيث كان مدير المدرسة الاستاذ سعيد بن عقيل رحمه الله رحمة واسعة و زملاء اخرين لم نعرفهم وقتها و كان في استقبالنا الشيخ الجليل سعد الشبيلي رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه حيث كان فصيحا و دافئ الكلمة و دعانا للعشاء في منزله لليوم التالي و توجهنا بعد ذلك الى منزل الحاج شار بن حنش حيث تم استئجار غرفة لنا عنده حيث استرحنا من مشوار الطريق المضني.
كيف إستطعتم التأقلم مع أجواء العمل ومع ثقافة المجتمع البسيط آنذاك في ظل إنعدام مقومات الحياة العصرية في بلدة صغيرة وهل واجهتك صعوبات التسوق والسكن والتنقل؟
لقد احببت هذا المجتمع البسيط كما تقول , فأبناء تنومة يتميزون بالدماثة و لم يشعرونا ابدا بالغربة و كانوا يتنافسون في خدمتنا و رغم ان الحياة كانت بسيطة سواءً في المأكل أو الملبس فهي مريحة و كان السكن بسيطا و قريبا من المدرسة و بالنسبة للتنقل فهي على الاقدام و لا تنسى اننا كنا في عز شبابنا و نحب الحركة و قد قمنا بزيارات عديدة لزملائنا في المدارس المجاورة كآل حمدان حيث كان يفصلنا جبل واحد فيه ثقب واسع يتسع لمرور شخص واحد و كان يقرب المسافة كثيرا و كنا نذهب على اقدامنا ايضا الي مليح و كانت حركة السيارات بسيطة و كان يزيد عددها يوم (السوق)- السبت.
من كان مديراً لمدرسة سبت تنومة آنذاك ومن هم المعلمون الذين عملوا معكم في تلك الفترة وهل لايزال أحد منهم في ذاكرتك سواء من السعوديين أو الإخوة العرب ؟
كان مدير المدرسة على ما اذكر هو الاستاذ المرحوم سعيد بن عقيل و توالى على ادارة المدرسة الاستاذ محمد بن عائض (قصادي) و عبدالله عثمان العسبلي و الاستاذ الفاضل ابراهيم بن عائض حيث استمرت ادارته للمدرسة حتى مغادرتي لها. اما عن الزملاء الاجانب فكنا كأننا جامعة الدول العربية حيث كان هناك السوداني و السوري و اللبناني و العراقي و الأردني و الفلسطيني في وحدة جميلة و اذكر من الزملاء على سبيل المثال لا الحصر الاخوة علي غانم و غسان الشيخة من حمص و عبدالحميد الطويل من الخليل و عبد الحميد راغب و يوسف ذيب من القدس و رجا الشيخ من بيت سوريك و محمود مريجان من اربد و ابراهيم محمد علي من سوريا و ليعذرني من لم اذكر اسمه.
هل كانت المناهج التعليمية تختلف بين مدارس المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الشقيقة من حيث المحتوى والمسمى وكيف كان يتم التغلب على هذه المسألة ؟
انا لم امارس التعليم في الاردن و لا اذكر ان كانت هناك فروقا كبيرة في المناهج بين الاردن و السعودية حيث ان المبادئ الاساسية متوفرة في البلدين من حيث التنوع بين مناهج الدين و الرياضيات و التاريخ و الجغرافيا و العلوم و الفروق البسيطة كانت في الامثلة و المعلومات المرغوب ايصالها للطالب كما هو الحال في كل البلدان العربية.
كم عدد الأعوام التي قضيتها وأنت معلماً في تنومة وهل عملت بعدها في منطقة أخرى أم كانت محطتك الأولى والأخيرة في تنومة ؟
لقد عملت في تنومة لمدة سبعة أعوام متصلة من 1962-1969 و لم اعمل في اي مكان اخر بعدها لا في المملكة او في غيرها حتى عدت الى الاردن حيث عملت في احد البنوك الاجنبية في الاردن و هو بنك انجليزي لمدة ثلاث و ثلاثون سنة حيث كنت في آخر المطاف مديرا اول للشركات الكبرى.
من طلابك في ذلك الوقت العديد من المسؤولين ولأطباء والأساتذة الأكاديميين والإعلاميين , فهل لاتزال تحتفظ بأسماء بعض طلابك من أبناء تنومة في الوقت الحاضر وهل تواصل معك أحد منهم في فترات لاحقة وهل يمكن أن تذكر لنا بعض تلك الأسماء ؟
انه مصدر سعادة لي و فخر كبير ان يصبح من ابنائي الطلبة في مراكز مهمة و الواقع ان طلبتي كانوا رجالا بمعنى الكلمة و حتى و هم صغار السن و كنت اتنبأ لهم بستقبل لامع. و كما ذكرت سابقا تواصل معي الابناء عبد الرحمن هشبول و عبدالله بن ملفي و الدكتور فراج شبيلي و كنت اتوسم فيهم الخير الكثير و لم يخيبوا ظني كما اعتقد.
كان التعليم قديماً فيه حرية مطلقة للمعلم في التعامل مع طلابه وبخاصة فيما يتعلق بالعقاب البدني وكان أولياء الأمور يتفاعلون معها وتأييدها بشكل مطلق حتى أن ولي الأمر كان يقول للمعلم لك اللحم ولنا العظم فهل سمعت بهذه المقولة وهل تعتقد أن تقييد المعلم في الوقت الحاضر له سلبيات أم العكس ؟
لقد كان المعلم يتمتع فعلا بالحرية الكافية للتعليم و بناء شخصية الطالب و كنا نحاول ان نتوسع في التعليم اللامنهجي ونعزز النشاطات الاجتماعية و المسابقات و الرياضة لبناء الشخصية اكثر من حشو عقولهم بالمعلومات الجامدة. اما العقاب البدني فانا شخصيا لم استعمله ابدا و لا اتبناه حيث آدمية الطالب و احاول ان تبرز شخصيته في الخطابة و التعبير و توسيع معرفته بكل شؤون الحياة، اما الاهل في تلك المرحلة كانوا لا يعترضون على العقاب البدني شريطة عدم التجاوز حيث المهم ان يستفيد ابناؤهم و سبب ذلك انهم حرموا هم من التعليم لفترات طويلة.
وردت إلى الصحيفة العديد من التساؤلات وفرح الكثير من أبناء تنومة حينما علموا أن الصحيفة بصدد إجراء لقاء معكم فما هو شعوركم نحوهم وهل بالإمكان القيام بزيارة إلى تنومة في ظل توفر وسائل التنقل الحديثة ورغبة الكثير من أبنائها للإلتقاء بكم عن كثب ؟
لعلي لا اكون مبالغا ان قلت انه كانت من احلامي العودة الى تنومة زائرا لاني سمعت من الاستاذ عبدالله العثمان عن التطور المذهل الذي شهدته المنطقة و خاصة تنومة في كل المجالات العمرانية و التجارية و الاتصالات و وسائل الحياة الحديثة. و لا اخفيك ان عملي المستمر في البنك لمدة ثلاثة و ثلاثين سنة متصلة لم تترك لي مجالا او فرصة للزيارة و انا سعيد ان حياة اهل تنومة تغيرت للأفضل و كم اتمنى انها رغم التطور لا تزال تحتفظ ببراءتها و طيبة اهلها. اما عن زيارة تنومة فلم يعد في الصحة ما يساعد على السفر الطويل و إن كانت أمنية غالية اتمنى ان تتحقق و إن توفرت الفرصة ستكونون اول من يعلم.
معالي الأستاذ عبدالله بن علي الملفي نائب وزير الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية ومن أبناء تنومة وأحد طلابك كان حلقةالوصل بين الصحيفة وبينكم وكان له الفضل بعد الله في إعادتكم لواجهة الحدث في تنومة وفاءً منه لمعلمه فماذا تود أن تقول له بهذه المناسبة ؟
اقول للأستاذ عبدالله بن ملفي اني فخور بما توصل اليه في عمله و هو اهل له و كان عهدي به مثالا للمجتهد يتمتع باحترام و محبة معلميه و زملائه و انا اتمنى له طول العمر و التفوق المتوقع منه في عمله و ان يصل الى اعلى المراتب متمنيا له الصحة و السعادة مع عائلته.
كتب مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية الأستاذ ناصر عبدالرحمن الشهري مقالاً خصصه للحديث عنكم ونشرته الصحيفة بعنوان ( حميد تهتموني : التربوي العملاق) أشاد من خلاله بمعلمه وتحدث عن جوانب مضيئة من شخصيتكم , ثم ختم مقاله بتساؤل قال فيه : هل بالإمكان أن تعود لنا يوما , فماذا تقول رداً على هذا التساؤل؟
اشكر للاستاذ ناصر عبدالرحمن الشهري احتفاءه بي و وصفي بالتربوي العملاق و هذا وصف لا استحقه فانا قدمت كغيري لابنائي الطلاب ما كنت اعرفه و انا شاكر لله اني احدثت اثرا طيبا و هذا الوفاء العظيم من طلابي يشعرني بالفخر و السعادة. اما عن العودة الى تنومة فهو امل ارجو الله ان يتحقق ان كان في العمر بقية.
بعث أحد طلابك برسالة إلى الصحيفة وهو الأستاذ/ إبراهيم فايز شباب تطرق من خلالها إلى كثير من جوانب التميز في مادة اللغة العربية ثم أشار إلى أنكم أول من أسس فريق كرة قدم في مدرسة سبت تنومة فهل كان ذلك إيماناً منكم بأهمية الرياضة للطالب أم أنها كانت مجرد تسلية في وقت الفراغ؟
ما اشار اليه الاستاذ ابراهيم فايز شباب عن مادة اللغة العربية حيث احب اللغة العربية و اصولها و قواعدها و احب تعليمها و انا كنت اتألم عندما يخطئ طلابنا في الاملاء و القواعد حيث ان اللغة مصدر رئيسي لوحدتنا. اما الرياضة فانا رياضي قديم و من عشاق كرة القدم و الرياضة بالمناسبة ليست تسلية فهي تربية للنفس و انا من عشاق الكرة الاسبانية و اتابع بشغف الكرة الخليجية و خاصة الكرة السعودية حيث تراجعت مؤخرا و قد كانت دائما محل متابعتنا و فرحنا.
أحد طلابك تواصل مع الصحيفة في تعليق له على خير إستضافتكم وهو الأستاذ/ ظافر رامس الشهري والذي توجه بالسؤال قائلاً : لم أكن أتوقع أن أشاهد إستاذي حميد تهتموني مرة أخرى لقدم المدة الزمنية التي غادر فيها تنومة وهذا من حسن حظي وكيف كان يحافظ على مظهره وأناقته في تلك الفترة التي يعد الأمر فيها في غاية الصعوبة؟
اشكر الاستاذ ظافر رامس الشهري على محبته و حيث كان يرى بي محافظا على مظهري و انا اتمنى ان اكون عند حسن ظنه.
تفاعلاً مع خبر إستضافتكم فقد طرح أحد طلابكم أنذاك وهو الأستاذ محمد فايز مريط أبوهاشم عدداً من التساؤلات نوجزها في هذا السؤال ,انك كنت قريباً من الطلاب وتهتم كثيراً بالأذكياء منهم وتكلفهم بأنشطة أخرى مفيدة وأشار أنك لم تكن تعتمد إسلوب العقاب البدني ( الضرب) بخلاف غيرك من المعلمين الذين ينتهجون إسلوب الضرب وذكر في رسالته أيضاً أنك نظمت قصيدة جميلة عن تنومة , فهل لنا أن نجد في ثنايا إجابتك ما يفسر منهجك التربوي وهل لا تزال تحتفظ بالقصيدة التي في مطلعها تقول : نحن أبناء تنومة من بني شهر الكرام إلخ ..؟
والله يا أستاذ محمد فايز ابو هاشم انك اعدتني للزمن الجميل و اذكر اني نظمت هذه القصيدة في احد الاحتفالات التي اقمناها في نشاطاتنا الجانبية و اذكر تماما مطلع القصيدة التي ذكرتها و اني مسرور انك لا تزال تحتفظ بها و هذا دليل على وفائكم و محبتكم و انا اثني على كلامك باني لا ارى في العنف وسيلة تربية بل اعتمد التشجيع و الحافز و كنت دائما ارى في طلابي بغض النظر عن العمر انهم رجال صغار عليهم مسؤولية تحسين ظروف حياتهم و حياة اسرهم و بناء بلدهم في هذا العالم المليء بالتنافس و الفرص و التحديات.
ألح الأستاذ محمد فايز مريط على إمكانية زيارة تنومة وهذا أمر يتمنى أن يتحقق وأكد أن الجميع يتمنى أن تحقق أمنيات الكثير من طلابك زملاء دراسته فهل لك أن تحقق هذه الأمنية عبر صحيفة تنومة ؟
و انا معك يا استاذ محمد ان تتحقق امنيتك و امنيتي بزيارة تنومة و ليس ذلك على الله بكثير.
أستاذنا الفاضل ننتقل إلى جوانب خاصة في حياتكم بعد عودتكم من السعودية فهل لنا أن نتعرف على مشواركم بعد العودة إلى الديار وكيف قضيتم السنوات الماضية في المملكة الأردنية الشقيقة من الناحيتين العامة والعملية وهل بقيتم في مجال التعليم حتى التقاعد من هذه المهنة السامية ؟
بعد عودتي من السعودية التحقت ببنك انجليزي (ستاندرد تشارتر) حيث تدرجت بالوظائف حتى توليت اعمالا ادارية لفروع البنك لمدة عشر سنوات و في السنوات العشر الاخيرة اصبحت مدير اول للشركات الكبرى حيث تقاعدت في العام 2000 ميلادي و بعد التقاعد و مضي اربعين سنة في العمل تفرغت للمطالعة و السفر حيث ذهبت للبلاد العربية مثل سوريا و لبنان و مصر و البلدان الاسيوية مثل الهند و الباكستان و الاوروبية مثل روسيا و انجلترا و تركيا. و انا حاليا اتمتع بصحة طيبة و لا يخلو الحال من بعض السكري أمراض العمر متعكم الله بحياة هانئة راضية .
قبل أن نختم هذا اللقاء الشيق معكم ماهي الكلمة التي تودون توجيهها إلى كل من :
المملكة العربية السعودية .
السعودية: بلد كبير و شقيق و له منا كل المحبة و الاحترام.
أبناء تنومة بصفة عامة
ابناء تنومة: فهم اهلي و احبتي قضيت بينهم اجمل فترات حياتي.
طلابكم في تلك الفترة
طلابي: فإني مشتاق لهم و افتخر بهم و بنجاحهم و اتمنى لهم مستقبلا مشرقا شاكرا وفاءهم و محبتهم.
صحيفة تنومة الإلكترونية
صحيفة تنومة الالكترونية: اتمنى للصحيفة دوام التقدم و استمرار النجاح و التواصل في مسيرتها المزدهرة و الى الامام.
أجرى الحوار/عبدالله محمد الشهري
أشرف عليه وأخرجه الأستاذ/عبدالله غرمان
أستاذنا الفاضل بودنا أن نقف على بطاقتكم الشخصية التي تعد المدخل الرئيس إلى هذا اللقاء؟
أنا حميد توفيق تهتموني أردني الجنسية فلسطيني الأصل من مواليد عام 1943 ميلادي. أحمل شهادة الماجستير في الحقوق من جامعة دمشق لعام 1968، متقاعد منذ العام 2000 ميلادي .
بعد سنوات طويلة من التدريس في تنومة ومغادرة المملكة العربية السعودية هل كنت تتوقع أن يتواصل معك أحد تلاميذك من أبناء هذه المدينة ؟
في الواقع أعتبر نفسي محظوظا اذ استمر التواصل مع ابناء لي في المنطقة إذ زارني في مدينة اربد ابننا الأستاذ عبد الرحمن هشبول كما اتصل بي الأستاذ عبدالله بن ملفي و أنا على اتصال مستمر بصديقي الاستاذ عبدالله عثمان العسبلي من شيوخ النماص حيث كان مديري و زميلي و زارني مع ابنيه عبد الرحمن و عبد العزيز في عمان و هو يخبرني باستمرار عن احوال تنومة و الأهل الأعزاء هناك.
ماهو شعورك حينما عادت بك الذاكرة إلى تنومة بعد سنوات طويلة من الغياب عنها؟
رغم السنين و تباعد المسافات فإن ذكرى تنومة و زملائي و ابناءها الاعزاء لا تكاد تغيب عن ذاكرتي و لا انسى طبيعة تنومة الجميلة و اهلها المضيافين، و لا تنس اني كنت في بداية مرحلة الشباب حيث بدأت بحلاقة ذقني هناك.
نود أن تسترجع الذاكرة لتطلع السادة القراء على ظروف إبتعاثك للعمل معلماً في المملكة وهل عملت قبل ذلك في أي منطقة من مناطق المملكة قبل مجيئك إلى تنومة ؟
ذهبت الى المملكة السعودية و انا لم اكمل سن الثامنة عشرة أحمل شهادة الثانوية العامة حيث أكاد أكون طالبا خاصة ان بعض طلبتي كانوا كبارا في السن و طبيعي اني لم يسبق لي العمل في المملكة او غيرها و كانت تجربة مخيفة في بدايتها. و ابتدأت العمل مع زملائي في جو ممتاز حيث ان المناخ في تنومة يشبه الجو عندنا في الاردن من حيث الاعتدال و كان في حسن استقبال أهل تنومة لنا عامل اساسي في بداية عمل ناجح.
بودنا أن تصف لنا شعورك حينما وطأت قدماك تنومة لأول مرة وهل لاتزال تحتفظ بشيء من ذكرياتك فيها ؟
ان رأسي مليء بالذكريات عن تنومة و طبيعتها و طبيعة أهلها و قد سكنت أول الامر مع زميلي و صديقي محمود مريجان في غرفة عند السيد شار بن حنش ثم إنتقلت في السنة الثانية عند شقيقه فايز بن حنش و كان الاخير مرحا و صاحب نكتة و لا أزال أذكر زياراتي لزملاء أعزاء في آل دحمان و مليح و الظهارة و النماص.
هل كنت ترسم في مخيلتك صورة نمطية معينة عن هذه المدينة الصغيرة في جنوب المملكة قبل مجيئك إليها وبخاصة فيما يتعلق بطباع الناس وظروف السكن والمعيشة في ظل شح المعلومات آنذاك عن هذه المدينة التي تجهلها؟
في الواقع أنه لم تكن عندي أي فكرة عن تنومة و عن الحياة في السعودية إجمالا و لكني وجدت من حسن حظي بلدة نائيه و هادئة جدا محاطة بالجبال و الاحراش و مجتمعها مجتمع طيب و سهل و متسامح و قد إندمجت مباشرة و أصبح الجميع كأنهم أهلي.
بودنا أن تصف لنا رحلة السفر إلى تنومة من وقت مغادرتك الأردن الشقيق حتى الوصول إليها في ظل صعوبات الطرق ؟
أول مجيئي للسعودية هبطنا في مطار جدة حيث الحرارة و الرطوبة كما تعرف ثم ركبنا طائرة من نوع (داكوتا) تتسع لخمسة و عشرين راكبا وتطير بمحركين وقد توقف أحد المحركين ونحن في الطريق الى خميس مشيط فغير الطيار الانجليزي إتجاهه الى مطار جازان حيث هبطت قلوبنا أثناء الرحلة ثم ركبنا طائرة أخرى إلى خميس مشيط و هو مطار ترابي بسيط في ذلك الوقت , ثم ذهبنا بالسيارة الى مدينة أبها و كانت بلدة مليئة بالحياة و الحركة التجارية في ذلك الوقت و كانت شوارعها ترابية ايضا. وقد استلفنا بعض المال على حساب رواتبنا لشراء الأغراض الأساسية كفرشة الإسفنج و الإحرامات ثم إستفسرنا عن تنومة فقيل لنا اننا محظوظون فهي تبعد حوالي الساعة عن أبها حيث ركبنا سيارة (الفورد) أنا و زميلي محمود مريجان حيث إنه من بلدي و نحن من نفس المدرسة و أصدقاء. و لكن الرحلة كانت مرعبة إذ إجتزنا مناطق جبلية وعرة جداً و وديان و مناطق غير مأهولة و كنا نشاهد طوال الوقت الأرانب البرية و الغزلان و لكن الساعة التي وعدنا أن نصل فيها إلى تنومة مرت ساعات و ساعات و نمنا مدة ساعتين بالليل و كانت أحذيتنا هي مخداتنا و استمرت الرحلة أكثر من عشرين ساعة على ما أعتقد، و أتذكر أن معدة كل منا أخرجت ما فيها لكثرة إرتفاع السيارة و إنخفاضها و لكن الله سلم و وصلنا الى تنومة حيث فوجئت بجمالها لأول وهلة لخضرة مزارعها و أعشابها و أشجارها و باللطف الكبير الذي إستقبلنا فيه.
الجهل بالمكان مشكلة تواجه الغرباء عنه فكيف وجدت الإستقبال من زملاء المهنة ومن الأهالي والطلاب في مستهل مشوارك؟
عند وصولنا أخذتنا السيارة مباشرة إلى مبنى المدرسة حيث كان مدير المدرسة الاستاذ سعيد بن عقيل رحمه الله رحمة واسعة و زملاء اخرين لم نعرفهم وقتها و كان في استقبالنا الشيخ الجليل سعد الشبيلي رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه حيث كان فصيحا و دافئ الكلمة و دعانا للعشاء في منزله لليوم التالي و توجهنا بعد ذلك الى منزل الحاج شار بن حنش حيث تم استئجار غرفة لنا عنده حيث استرحنا من مشوار الطريق المضني.
كيف إستطعتم التأقلم مع أجواء العمل ومع ثقافة المجتمع البسيط آنذاك في ظل إنعدام مقومات الحياة العصرية في بلدة صغيرة وهل واجهتك صعوبات التسوق والسكن والتنقل؟
لقد احببت هذا المجتمع البسيط كما تقول , فأبناء تنومة يتميزون بالدماثة و لم يشعرونا ابدا بالغربة و كانوا يتنافسون في خدمتنا و رغم ان الحياة كانت بسيطة سواءً في المأكل أو الملبس فهي مريحة و كان السكن بسيطا و قريبا من المدرسة و بالنسبة للتنقل فهي على الاقدام و لا تنسى اننا كنا في عز شبابنا و نحب الحركة و قد قمنا بزيارات عديدة لزملائنا في المدارس المجاورة كآل حمدان حيث كان يفصلنا جبل واحد فيه ثقب واسع يتسع لمرور شخص واحد و كان يقرب المسافة كثيرا و كنا نذهب على اقدامنا ايضا الي مليح و كانت حركة السيارات بسيطة و كان يزيد عددها يوم (السوق)- السبت.
من كان مديراً لمدرسة سبت تنومة آنذاك ومن هم المعلمون الذين عملوا معكم في تلك الفترة وهل لايزال أحد منهم في ذاكرتك سواء من السعوديين أو الإخوة العرب ؟
كان مدير المدرسة على ما اذكر هو الاستاذ المرحوم سعيد بن عقيل و توالى على ادارة المدرسة الاستاذ محمد بن عائض (قصادي) و عبدالله عثمان العسبلي و الاستاذ الفاضل ابراهيم بن عائض حيث استمرت ادارته للمدرسة حتى مغادرتي لها. اما عن الزملاء الاجانب فكنا كأننا جامعة الدول العربية حيث كان هناك السوداني و السوري و اللبناني و العراقي و الأردني و الفلسطيني في وحدة جميلة و اذكر من الزملاء على سبيل المثال لا الحصر الاخوة علي غانم و غسان الشيخة من حمص و عبدالحميد الطويل من الخليل و عبد الحميد راغب و يوسف ذيب من القدس و رجا الشيخ من بيت سوريك و محمود مريجان من اربد و ابراهيم محمد علي من سوريا و ليعذرني من لم اذكر اسمه.
هل كانت المناهج التعليمية تختلف بين مدارس المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الشقيقة من حيث المحتوى والمسمى وكيف كان يتم التغلب على هذه المسألة ؟
انا لم امارس التعليم في الاردن و لا اذكر ان كانت هناك فروقا كبيرة في المناهج بين الاردن و السعودية حيث ان المبادئ الاساسية متوفرة في البلدين من حيث التنوع بين مناهج الدين و الرياضيات و التاريخ و الجغرافيا و العلوم و الفروق البسيطة كانت في الامثلة و المعلومات المرغوب ايصالها للطالب كما هو الحال في كل البلدان العربية.
كم عدد الأعوام التي قضيتها وأنت معلماً في تنومة وهل عملت بعدها في منطقة أخرى أم كانت محطتك الأولى والأخيرة في تنومة ؟
لقد عملت في تنومة لمدة سبعة أعوام متصلة من 1962-1969 و لم اعمل في اي مكان اخر بعدها لا في المملكة او في غيرها حتى عدت الى الاردن حيث عملت في احد البنوك الاجنبية في الاردن و هو بنك انجليزي لمدة ثلاث و ثلاثون سنة حيث كنت في آخر المطاف مديرا اول للشركات الكبرى.
من طلابك في ذلك الوقت العديد من المسؤولين ولأطباء والأساتذة الأكاديميين والإعلاميين , فهل لاتزال تحتفظ بأسماء بعض طلابك من أبناء تنومة في الوقت الحاضر وهل تواصل معك أحد منهم في فترات لاحقة وهل يمكن أن تذكر لنا بعض تلك الأسماء ؟
انه مصدر سعادة لي و فخر كبير ان يصبح من ابنائي الطلبة في مراكز مهمة و الواقع ان طلبتي كانوا رجالا بمعنى الكلمة و حتى و هم صغار السن و كنت اتنبأ لهم بستقبل لامع. و كما ذكرت سابقا تواصل معي الابناء عبد الرحمن هشبول و عبدالله بن ملفي و الدكتور فراج شبيلي و كنت اتوسم فيهم الخير الكثير و لم يخيبوا ظني كما اعتقد.
كان التعليم قديماً فيه حرية مطلقة للمعلم في التعامل مع طلابه وبخاصة فيما يتعلق بالعقاب البدني وكان أولياء الأمور يتفاعلون معها وتأييدها بشكل مطلق حتى أن ولي الأمر كان يقول للمعلم لك اللحم ولنا العظم فهل سمعت بهذه المقولة وهل تعتقد أن تقييد المعلم في الوقت الحاضر له سلبيات أم العكس ؟
لقد كان المعلم يتمتع فعلا بالحرية الكافية للتعليم و بناء شخصية الطالب و كنا نحاول ان نتوسع في التعليم اللامنهجي ونعزز النشاطات الاجتماعية و المسابقات و الرياضة لبناء الشخصية اكثر من حشو عقولهم بالمعلومات الجامدة. اما العقاب البدني فانا شخصيا لم استعمله ابدا و لا اتبناه حيث آدمية الطالب و احاول ان تبرز شخصيته في الخطابة و التعبير و توسيع معرفته بكل شؤون الحياة، اما الاهل في تلك المرحلة كانوا لا يعترضون على العقاب البدني شريطة عدم التجاوز حيث المهم ان يستفيد ابناؤهم و سبب ذلك انهم حرموا هم من التعليم لفترات طويلة.
وردت إلى الصحيفة العديد من التساؤلات وفرح الكثير من أبناء تنومة حينما علموا أن الصحيفة بصدد إجراء لقاء معكم فما هو شعوركم نحوهم وهل بالإمكان القيام بزيارة إلى تنومة في ظل توفر وسائل التنقل الحديثة ورغبة الكثير من أبنائها للإلتقاء بكم عن كثب ؟
لعلي لا اكون مبالغا ان قلت انه كانت من احلامي العودة الى تنومة زائرا لاني سمعت من الاستاذ عبدالله العثمان عن التطور المذهل الذي شهدته المنطقة و خاصة تنومة في كل المجالات العمرانية و التجارية و الاتصالات و وسائل الحياة الحديثة. و لا اخفيك ان عملي المستمر في البنك لمدة ثلاثة و ثلاثين سنة متصلة لم تترك لي مجالا او فرصة للزيارة و انا سعيد ان حياة اهل تنومة تغيرت للأفضل و كم اتمنى انها رغم التطور لا تزال تحتفظ ببراءتها و طيبة اهلها. اما عن زيارة تنومة فلم يعد في الصحة ما يساعد على السفر الطويل و إن كانت أمنية غالية اتمنى ان تتحقق و إن توفرت الفرصة ستكونون اول من يعلم.
معالي الأستاذ عبدالله بن علي الملفي نائب وزير الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية ومن أبناء تنومة وأحد طلابك كان حلقةالوصل بين الصحيفة وبينكم وكان له الفضل بعد الله في إعادتكم لواجهة الحدث في تنومة وفاءً منه لمعلمه فماذا تود أن تقول له بهذه المناسبة ؟
اقول للأستاذ عبدالله بن ملفي اني فخور بما توصل اليه في عمله و هو اهل له و كان عهدي به مثالا للمجتهد يتمتع باحترام و محبة معلميه و زملائه و انا اتمنى له طول العمر و التفوق المتوقع منه في عمله و ان يصل الى اعلى المراتب متمنيا له الصحة و السعادة مع عائلته.
كتب مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية الأستاذ ناصر عبدالرحمن الشهري مقالاً خصصه للحديث عنكم ونشرته الصحيفة بعنوان ( حميد تهتموني : التربوي العملاق) أشاد من خلاله بمعلمه وتحدث عن جوانب مضيئة من شخصيتكم , ثم ختم مقاله بتساؤل قال فيه : هل بالإمكان أن تعود لنا يوما , فماذا تقول رداً على هذا التساؤل؟
اشكر للاستاذ ناصر عبدالرحمن الشهري احتفاءه بي و وصفي بالتربوي العملاق و هذا وصف لا استحقه فانا قدمت كغيري لابنائي الطلاب ما كنت اعرفه و انا شاكر لله اني احدثت اثرا طيبا و هذا الوفاء العظيم من طلابي يشعرني بالفخر و السعادة. اما عن العودة الى تنومة فهو امل ارجو الله ان يتحقق ان كان في العمر بقية.
بعث أحد طلابك برسالة إلى الصحيفة وهو الأستاذ/ إبراهيم فايز شباب تطرق من خلالها إلى كثير من جوانب التميز في مادة اللغة العربية ثم أشار إلى أنكم أول من أسس فريق كرة قدم في مدرسة سبت تنومة فهل كان ذلك إيماناً منكم بأهمية الرياضة للطالب أم أنها كانت مجرد تسلية في وقت الفراغ؟
ما اشار اليه الاستاذ ابراهيم فايز شباب عن مادة اللغة العربية حيث احب اللغة العربية و اصولها و قواعدها و احب تعليمها و انا كنت اتألم عندما يخطئ طلابنا في الاملاء و القواعد حيث ان اللغة مصدر رئيسي لوحدتنا. اما الرياضة فانا رياضي قديم و من عشاق كرة القدم و الرياضة بالمناسبة ليست تسلية فهي تربية للنفس و انا من عشاق الكرة الاسبانية و اتابع بشغف الكرة الخليجية و خاصة الكرة السعودية حيث تراجعت مؤخرا و قد كانت دائما محل متابعتنا و فرحنا.
أحد طلابك تواصل مع الصحيفة في تعليق له على خير إستضافتكم وهو الأستاذ/ ظافر رامس الشهري والذي توجه بالسؤال قائلاً : لم أكن أتوقع أن أشاهد إستاذي حميد تهتموني مرة أخرى لقدم المدة الزمنية التي غادر فيها تنومة وهذا من حسن حظي وكيف كان يحافظ على مظهره وأناقته في تلك الفترة التي يعد الأمر فيها في غاية الصعوبة؟
اشكر الاستاذ ظافر رامس الشهري على محبته و حيث كان يرى بي محافظا على مظهري و انا اتمنى ان اكون عند حسن ظنه.
تفاعلاً مع خبر إستضافتكم فقد طرح أحد طلابكم أنذاك وهو الأستاذ محمد فايز مريط أبوهاشم عدداً من التساؤلات نوجزها في هذا السؤال ,انك كنت قريباً من الطلاب وتهتم كثيراً بالأذكياء منهم وتكلفهم بأنشطة أخرى مفيدة وأشار أنك لم تكن تعتمد إسلوب العقاب البدني ( الضرب) بخلاف غيرك من المعلمين الذين ينتهجون إسلوب الضرب وذكر في رسالته أيضاً أنك نظمت قصيدة جميلة عن تنومة , فهل لنا أن نجد في ثنايا إجابتك ما يفسر منهجك التربوي وهل لا تزال تحتفظ بالقصيدة التي في مطلعها تقول : نحن أبناء تنومة من بني شهر الكرام إلخ ..؟
والله يا أستاذ محمد فايز ابو هاشم انك اعدتني للزمن الجميل و اذكر اني نظمت هذه القصيدة في احد الاحتفالات التي اقمناها في نشاطاتنا الجانبية و اذكر تماما مطلع القصيدة التي ذكرتها و اني مسرور انك لا تزال تحتفظ بها و هذا دليل على وفائكم و محبتكم و انا اثني على كلامك باني لا ارى في العنف وسيلة تربية بل اعتمد التشجيع و الحافز و كنت دائما ارى في طلابي بغض النظر عن العمر انهم رجال صغار عليهم مسؤولية تحسين ظروف حياتهم و حياة اسرهم و بناء بلدهم في هذا العالم المليء بالتنافس و الفرص و التحديات.
ألح الأستاذ محمد فايز مريط على إمكانية زيارة تنومة وهذا أمر يتمنى أن يتحقق وأكد أن الجميع يتمنى أن تحقق أمنيات الكثير من طلابك زملاء دراسته فهل لك أن تحقق هذه الأمنية عبر صحيفة تنومة ؟
و انا معك يا استاذ محمد ان تتحقق امنيتك و امنيتي بزيارة تنومة و ليس ذلك على الله بكثير.
أستاذنا الفاضل ننتقل إلى جوانب خاصة في حياتكم بعد عودتكم من السعودية فهل لنا أن نتعرف على مشواركم بعد العودة إلى الديار وكيف قضيتم السنوات الماضية في المملكة الأردنية الشقيقة من الناحيتين العامة والعملية وهل بقيتم في مجال التعليم حتى التقاعد من هذه المهنة السامية ؟
بعد عودتي من السعودية التحقت ببنك انجليزي (ستاندرد تشارتر) حيث تدرجت بالوظائف حتى توليت اعمالا ادارية لفروع البنك لمدة عشر سنوات و في السنوات العشر الاخيرة اصبحت مدير اول للشركات الكبرى حيث تقاعدت في العام 2000 ميلادي و بعد التقاعد و مضي اربعين سنة في العمل تفرغت للمطالعة و السفر حيث ذهبت للبلاد العربية مثل سوريا و لبنان و مصر و البلدان الاسيوية مثل الهند و الباكستان و الاوروبية مثل روسيا و انجلترا و تركيا. و انا حاليا اتمتع بصحة طيبة و لا يخلو الحال من بعض السكري أمراض العمر متعكم الله بحياة هانئة راضية .
قبل أن نختم هذا اللقاء الشيق معكم ماهي الكلمة التي تودون توجيهها إلى كل من :
المملكة العربية السعودية .
السعودية: بلد كبير و شقيق و له منا كل المحبة و الاحترام.
أبناء تنومة بصفة عامة
ابناء تنومة: فهم اهلي و احبتي قضيت بينهم اجمل فترات حياتي.
طلابكم في تلك الفترة
طلابي: فإني مشتاق لهم و افتخر بهم و بنجاحهم و اتمنى لهم مستقبلا مشرقا شاكرا وفاءهم و محبتهم.
صحيفة تنومة الإلكترونية
صحيفة تنومة الالكترونية: اتمنى للصحيفة دوام التقدم و استمرار النجاح و التواصل في مسيرتها المزدهرة و الى الامام.
أجرى الحوار/عبدالله محمد الشهري
أشرف عليه وأخرجه الأستاذ/عبدالله غرمان
الفضل لمعالي الاخ الحبيب عبد الله بن ملفي الذي سعى لهذه الاطلاله لاستاذنا الفاضل حميد والفضل ايضا لمسؤلي هذه الصحيفه
قرات هذه الاطلاله وانا في احدى الجزر الفلبينيه للاستجمام
وكنت متكدرا بعض الشيء لكن قراءة هذه المقابله اثلجت صدري وذهبت بالكدر بعيدا وتمازجت الذكريات الجميله بشيء من العبرات للاحساس بفقد ذلك الزمن الجميل وانه لن يعود
بقي في مخيلتي من اساتذتي في الابتدائيه الكثير ولكن استاذي الكبير حميد توفيق تهتموني ليس في ذاكرتي فحسب ولكنه في بؤرة شعوري اتذكره كثيرا واذاذكرته ذكرت اليسر والسهوله في شخصية استاذي الفاضل حميد اذاذكرته ذكرت الحياء الذي كان يلازمه اذاذكرته ذكرت الرحمه كان رحيما بطلابه اذاذكرته ذكرت الابتسامه كان مبتسما دائما اذاذكرته ذكرت الاخلاص كان مخلصا اذاذكرته ذكرت المسؤليه كان ذا مسؤليه اذا ذكرته ذكرت الاحترام كان يحترم المجتمع الذي يعيش فيه اذاذكرته ذكرت الانسانيه كان يعاملنا بانسانية وابويه اذاذكرته ذكرت التواضع كان متواضعا اذاذكرته ذكرت الشرف واهله كان شريفا محافضا على القيم واعراض المجتمع اذا ذكرته ذكرت الجد واهله كان ياتي كل يوم الى المدرسه بمجلد كبير اذا انهى الحصه واسئلة الطلاب فتح كتابه وبدا يقرا ويضع الخطوط تحت الاسطر المهمه تعلمت منه المحاكاه والتقليد فبت اقلده في قراءة الكتب الكبيرة كان قدوة حسنه لطلابه
اذا ذكرته ذكرت حسن اجادته لكرة القدم كان يلعب معنا ويرفق بنا اذاذكرته ذكرت الاناقه كان انيقا جدا اذاذكرته ذكرت الثقافة واهلها كان مثقفا اذاذكرته ذكرت سعة الصدر
كنت مشاغبا علميا اسئله عن امور خارج المنهج لايسال عنها من هم في سننا كالسؤال عن هيئة الامم والسؤال عن السوق الاوروبية المشتركه وحرب فيتنام والجيوش الكبرى العالميه وكان يجيب بابتسامه يفهم منها الاستغراب والرضى بمستوى عقلية ابناءه الصغار ويبسط الاجابه بما يناسب مدارك السائل
نبينا عليه الصلاة والسلام يقول الدين المعامله
لقد احسنت يا استاذنا الكريم التعامل مع ابناءك الطلاب ومع مجتمعك فحفظ لك طلابك الود والتقدير كما حفظ لك المجتمع ذلك
انك بحق جدير بالاحترام والتقدير
واذا كان لي من رضا : -
فهو اني تشرفت بزيارته في اربد في بنك كراندليز واهديت له نسخة من رسالتي للماجستير وذلك عام 1403
وقد اكرم وفادتي وعزمني في بيته وتعرفت على عائلته الكريمه
استاذي الكريم
طلبي ان تلبي رغبة طلابك ومجتمعك لزيارة تنومه ضيفا كريما عزيزا عليها ولاتستسلم للعوارض فحب مجتمك في تنومه لك اقوى من اي عارض ومانع
لك مني كل العرفان والجميل ولك مني الدعاء بان يديم عليك الصحه
ولك مني الف تحية وتحيه ولك من اهالي تنومه الف تحية وتحيه
محبكم : الدكتور
عبد الرحمن بن محمد بن هشبول الشهري الفلبين جزيرة ايلو ايلو
واشكر من تواصل مع هذا الأستاذ القدير.
ويتضح الأثر الطيب للمعاملة في التعليم حتى بعد عشرات السنين..
ارجو ان تكون ومن تحب بصحة جيده وارجو تكرمكم اذا كانت لديكم صور لصلاب مدرسة تنومه بصفة عامه كطابور الصباح او الرحلات او صور للطلاب في الفصول او صور لتنومه عامه وسوق السبت وتجمع الناس او الحفلات اوصور خاصه لقريتي الا ربوعة
ارجو تكرمكم بارسالها عبر الموقع او على الايميل التالي
Am1433h@gmail.com
كما اطلب منكم تكرما اعطاءنا معلومات اذا كانت لديكم معلومات عن كل من
1 - الاستاذ غسان الشيخه ورقم هاتفه او الايميل
2 - الاستاذ علي عبد الرحيم غانم كذلك
لاننا لا نعلم عنهم شيئا
تفضلوا بقبول وافر التحية والتقدير
والتحية موصولة للدكتوره لبنى
محبكم الدكتور عبد الرحمن بن هشبول الشهري
ثالثاً أودّ ان اذكره ببعض أبيات القصيده اللتي نظمها في احد الاحتفالات المدرسيه واذكر منها. يا شباب يا شباب
الأماني النبيلة
والنسيمات العليله
وحكايات البطوله في اراضينا الجميلة
هل عرفتم من نكون من نكون
نحن أبناء تنومه من بني شهر الكرام
نحن في الحرب اسود
نحن جند للسلام
وأختم القول بأنني سررت جدا بقراءة اللقاء ولا زلت مصراً على ان يحدد لنا وقت لزيارة تنومه و أنا متاكد ان الأخ عبدالله محمد فايز سيتولى التنويه عنه مبكراً حتى يتمكن جميع طلابه من التجمع في تنومه في الوقت المحدد لوصوله في القريب العاجل باْذن الله