مجلس ألمع الثقافي ينظم أمسية أدبية
تنومة : وسط حضور ثقافي واجتماعي كبير، نظم مجلس ألمع الثقافي أمسية أدبية مساء أول من أمس "الخميس" عن الكاتب الراحل عضو المجلس محمد علي البريدي، وذلك بمقر المجلس في قرية"رجال" التراثية برجال ألمع تنوعت بين الرؤى النقدية لنماذج مما كتبه البريدي خصوصا في المقالة الصحفية، وقصائد لعدد من الشعراء الذين قدم بعضهم من خارج منطقة عسير .
انطلقت الأمسية التي كان المتحدثون الرئيسيون فيها الناقد الدكتور حمزة بن قبلان المزيني والناقد الدكتور معجب الزهراني والناقد الدكتور صالح زيّاد الغامدي بعد صلاة العشاء بحضور أحد أبرز الوجوه العلمية في منطقة عسير وهو الدكتور زاهر بن عواض الألمعي الذي رغم وضعه الصحي، حرص على الحضور والمشاركة، وهو العالم الشرعي والأديب المعروف الذي أضفى على الأمسية وهجاء خاصا ـ كما ذكر الضيوف ـ .
ولأن الليلة هي ليلة الراحل البريدي، فكان صوته ولغته المتفردة في الإلقاء أول ما أطل على الحضور من خلال مقطع فيديو للراحل وهو يقدم إحدى الفعاليات الثقافية في رجال ألمع.
ثم بدأ مقدم الأمسية عضو مجلس ألمع الثقافي الشاعر خلف العسكري بتقديم المتحدثين الرئيسيين، بداية بالدكتور حمزة المزيني الذي قال عن أسلوب البريدي الكتابي" من خلال ما قرأته للبريدي لا يمكن أن يقارن بغيره في تناوله الساخر والعميق للقضايا الفكرية والاجتماعية، فمثلا في زاويته نسائيات الجمعة شواهد كثيرة على نقده الاجتماعي لكثير من الممارسات التي نمارسها في حياتنا بدون أن نشعر بسلبيتها في بعض الأحيان، لكن ميزة البريدي أنه يطرحها بأسلوب مختلف يكشف ما ورائها" . وأضاف: لم يتحيز البريدي لأي طرف، كان همه الكتابي هو كشف أبعاد التشدد والتطرف في كل أشكاله الدينية أو الاجتماعية أو الفكرية، بل إنه أبدع في كشف العري الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك مثلا، لكن بفنية عالية جدا قل نظيرها " . وتابع المزيني " في الكتاب الذي اشترك في تأليفه" أسماء على الورق" يمثل قلمه حالة كتابية نقدية تشابه ما كتبه الرافعي في كتابه الشهير" على السفود" .
وقال المزيني : الذي يقرأ ما خطه البريدي في مقالاته أو إبداعاته الأدبية يدرك جيدا أنه أمام شخصية تحترق من الداخل، ومثل هذه الشخصيات لا تعمر طويلا". وفي نهاية حديثه وجده شكره لمجلس ألمع قائلا " أشكر مجلس ألمع لأنهم لم يستأثروا بحب البريدي عندما أعطونا فرصة المشاركة" .
أما الدكتور معجب الزهراني فقرأ محمد البريدي من خلال قرأءة جيلين هما الجيل الذي سبق البريدي ثم الجيل الذي عاش فيه البريدي وتأثيراته الفكرية والأيدولوجية وقال" سأبدأ في الحديث عن جيلي الذي سبق جيل البريدي، الذي يمكن أن اسميه ابناء الطبيعة والحياة البسيطة،فهو الجيل الذي كان يحسن العمل وقت العمل ويحسن الفرح والغناء وقت الفرح ، هذا هذا الجيل كان ميسرا لكل للانفتاح للعمل في كل مجال، كانت المدرسة وطنية لأنها لم تكن مؤدلجة، واعطتنا الفرصة للانفتاح على العال، كنا مسلمين على الفطرة" ويستدرك" لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ .. الجواب هو أن المدرسة، تأدلجت وتحولت عن دورها الثقافي والاجتماعي إلى أدوار أخرى، أصبحت رسالتها أقرب إلى كره الحياة، وبدأت تنشر التطرف في كل مفاصل المجتمع، ومحمد البريدي كان ينتمي لهذا الجيل الذي يشحن يوميا بأفكار وأيديولوجيا متشددة، لكن ولأنه يملك طاقات إبداعية مختلفة، ويحب الاطلاع والقراءة، كان يريد والتسلق خارج هذه المدرسة ، وهذا ما ظهر في مقالاته التي تحوي الكثير من الجمال والعمق والجرأة الجميلة".
وأضاف: أرجو أن تساهم كتابات البريدي وأمثاله في تحويل المسار إلى ما يخدم الفرد في المجتمع وما يخدمنا في التواصل مع العالم، فالثقافة يمكن أن تعلم حب الحياة، وهنا نوجه التحية للبريدي الذي كتب للحياة .
وختم الزهراني حديثه بالقول: كلما تذكر إبداعات البريدي تذكرت ما قاله محمود درويش "
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
أما ورقة الدكتور صالح زيّاد فرأى أن البريدي" ضمن أبرز الأسماء التي تتعاطى كتابة مقالة الرأي في الصحافة السعودية، وضمن المثقفين الذين يطمحون إلى اتساع دائرة الوعي بالواقع والاستشراف لمستقبل وطني وعربي وإنساني أفضل". وفي ورقته " لعبة المفارقة في مقالات البريدي"، قسم فن الكتابة لدى الراحل إلى 5 أشكال هي " الموقف النقدي وهو موقف اكتشاف للواقع، من الزاوية التي تترامى إلى المجاوزة المستمرة والتقدم المثابر" و" الثاني الطاقة الخلاقة؛ فالكتابة لدى محمد البريدي سواء في مقالات الرأي، وهي أكثر نشاطه دلالة عليه وتعريفاً به، أم في نصوصه الأدبية، ابتكار للتكنيك وتخليق للصور والمعاني. لم يكن محمد يجتر أفكاراً سائدة ويكرر صوراً مغسولة، لأنه يتأدى إلى ما يكتب بتخليق أوصافه وتسمياته المفارقة للمألوف، وكانت الكتابة لديه لعبة مهارة ودهاء تعيد صياغة المفاهيم والوقائع وتشكيلها وتفسيرها وتحويلها"، والثالث المثابرة والاستمرارية، وذلك أننا عرفنا محمداً أكثر ما عرفناه كاتباً يومياً، وإذا كانت الكتابة اليومية معايشة مستمرة للقلق ونزيفاً دائماً للجهد، فإنها علامة على علاقة مع الكتابة تجاوز المهنية إلى العشق ، الرابع اتساع الرؤية والاهتمام؛ فلم تتخذ زاوية الرؤية لدى محمد منظوراً ضيقاً، بحسابات فئوية بأي معنى، بل كان منفتحا على المعنى الوطني في عمومه، وعلى الأفق العربي والإسلامي، وعلى القيمة الإنسانية في أشمل وأوسع ما تدل عليه والخامس حيوية الشباب، وليس المقصود بالشباب هنا المعنى المجازي الذي نجامل به الكبار، فلقد كان محمد شاباً فتياً فعلاً. وهذه الصفة في وسط صحافي وثقافي يغلب عليه من لا تقل أعمارهم عن "الخمسين" عاماً، صفة لافتة وذات مزية.
وأضاف : تمثل "المفارقة" على وجه العموم الشكل البلاغي الأكثر تسلطاً على كتابة محمد البريدي، والأكثر وسماً لها؛ لأنها كتابة تعمد إلى المناقضة، والكشف عن التناقض، وجمع المتناقضات، وتوظيف أساليب مختلفة في سياقات التضاد والتناقض. وهذا يعني أن محمداً لا يكتب بلغة عادية أو نفعية، ولا بلغة تقريرية وحيادية، بل بلغة متوترة بالدهشة والانفعال.
ثم تطرق زياد لبعض فنون الكتابة لدى البريدي مثل "قلب المدح،و جمع المتناقضات، الاستفهام التهكمي، اللعب عل تبادل المدركات والحواس، توظيف الكلمة العامية، التهجين والتناص.
ثم جاءت المداخلات التي ألقى فيها الدكتورالدكتور شاهر النهاري قصيدة شعبية . ثم الكاتب الدكتور علي الموسى الذي وجه كلامه لابن الراحل قائلا له : ابني العزيز مازن وصيتي لك كما هي لأبنائي أن لا تكتب لأن الكتابة في هذا المجتمع تتحول أحيانا وصمة عار أحيانا. فقد يعاقب المجتمع اولاد الكاتب على ما كتبه والدهم. لكن يكفي أن تفتخر أن مجلس ألمع جمع له أبرز 3 نقاد في المملكة . ثم ألقى الشاعر مريع سوادي قصيدة .
انطلقت الأمسية التي كان المتحدثون الرئيسيون فيها الناقد الدكتور حمزة بن قبلان المزيني والناقد الدكتور معجب الزهراني والناقد الدكتور صالح زيّاد الغامدي بعد صلاة العشاء بحضور أحد أبرز الوجوه العلمية في منطقة عسير وهو الدكتور زاهر بن عواض الألمعي الذي رغم وضعه الصحي، حرص على الحضور والمشاركة، وهو العالم الشرعي والأديب المعروف الذي أضفى على الأمسية وهجاء خاصا ـ كما ذكر الضيوف ـ .
ولأن الليلة هي ليلة الراحل البريدي، فكان صوته ولغته المتفردة في الإلقاء أول ما أطل على الحضور من خلال مقطع فيديو للراحل وهو يقدم إحدى الفعاليات الثقافية في رجال ألمع.
ثم بدأ مقدم الأمسية عضو مجلس ألمع الثقافي الشاعر خلف العسكري بتقديم المتحدثين الرئيسيين، بداية بالدكتور حمزة المزيني الذي قال عن أسلوب البريدي الكتابي" من خلال ما قرأته للبريدي لا يمكن أن يقارن بغيره في تناوله الساخر والعميق للقضايا الفكرية والاجتماعية، فمثلا في زاويته نسائيات الجمعة شواهد كثيرة على نقده الاجتماعي لكثير من الممارسات التي نمارسها في حياتنا بدون أن نشعر بسلبيتها في بعض الأحيان، لكن ميزة البريدي أنه يطرحها بأسلوب مختلف يكشف ما ورائها" . وأضاف: لم يتحيز البريدي لأي طرف، كان همه الكتابي هو كشف أبعاد التشدد والتطرف في كل أشكاله الدينية أو الاجتماعية أو الفكرية، بل إنه أبدع في كشف العري الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك مثلا، لكن بفنية عالية جدا قل نظيرها " . وتابع المزيني " في الكتاب الذي اشترك في تأليفه" أسماء على الورق" يمثل قلمه حالة كتابية نقدية تشابه ما كتبه الرافعي في كتابه الشهير" على السفود" .
وقال المزيني : الذي يقرأ ما خطه البريدي في مقالاته أو إبداعاته الأدبية يدرك جيدا أنه أمام شخصية تحترق من الداخل، ومثل هذه الشخصيات لا تعمر طويلا". وفي نهاية حديثه وجده شكره لمجلس ألمع قائلا " أشكر مجلس ألمع لأنهم لم يستأثروا بحب البريدي عندما أعطونا فرصة المشاركة" .
أما الدكتور معجب الزهراني فقرأ محمد البريدي من خلال قرأءة جيلين هما الجيل الذي سبق البريدي ثم الجيل الذي عاش فيه البريدي وتأثيراته الفكرية والأيدولوجية وقال" سأبدأ في الحديث عن جيلي الذي سبق جيل البريدي، الذي يمكن أن اسميه ابناء الطبيعة والحياة البسيطة،فهو الجيل الذي كان يحسن العمل وقت العمل ويحسن الفرح والغناء وقت الفرح ، هذا هذا الجيل كان ميسرا لكل للانفتاح للعمل في كل مجال، كانت المدرسة وطنية لأنها لم تكن مؤدلجة، واعطتنا الفرصة للانفتاح على العال، كنا مسلمين على الفطرة" ويستدرك" لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ .. الجواب هو أن المدرسة، تأدلجت وتحولت عن دورها الثقافي والاجتماعي إلى أدوار أخرى، أصبحت رسالتها أقرب إلى كره الحياة، وبدأت تنشر التطرف في كل مفاصل المجتمع، ومحمد البريدي كان ينتمي لهذا الجيل الذي يشحن يوميا بأفكار وأيديولوجيا متشددة، لكن ولأنه يملك طاقات إبداعية مختلفة، ويحب الاطلاع والقراءة، كان يريد والتسلق خارج هذه المدرسة ، وهذا ما ظهر في مقالاته التي تحوي الكثير من الجمال والعمق والجرأة الجميلة".
وأضاف: أرجو أن تساهم كتابات البريدي وأمثاله في تحويل المسار إلى ما يخدم الفرد في المجتمع وما يخدمنا في التواصل مع العالم، فالثقافة يمكن أن تعلم حب الحياة، وهنا نوجه التحية للبريدي الذي كتب للحياة .
وختم الزهراني حديثه بالقول: كلما تذكر إبداعات البريدي تذكرت ما قاله محمود درويش "
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
لا تَنْسَ قوتَ الحمام
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
لا تنس مَنْ يطلبون السلام
أما ورقة الدكتور صالح زيّاد فرأى أن البريدي" ضمن أبرز الأسماء التي تتعاطى كتابة مقالة الرأي في الصحافة السعودية، وضمن المثقفين الذين يطمحون إلى اتساع دائرة الوعي بالواقع والاستشراف لمستقبل وطني وعربي وإنساني أفضل". وفي ورقته " لعبة المفارقة في مقالات البريدي"، قسم فن الكتابة لدى الراحل إلى 5 أشكال هي " الموقف النقدي وهو موقف اكتشاف للواقع، من الزاوية التي تترامى إلى المجاوزة المستمرة والتقدم المثابر" و" الثاني الطاقة الخلاقة؛ فالكتابة لدى محمد البريدي سواء في مقالات الرأي، وهي أكثر نشاطه دلالة عليه وتعريفاً به، أم في نصوصه الأدبية، ابتكار للتكنيك وتخليق للصور والمعاني. لم يكن محمد يجتر أفكاراً سائدة ويكرر صوراً مغسولة، لأنه يتأدى إلى ما يكتب بتخليق أوصافه وتسمياته المفارقة للمألوف، وكانت الكتابة لديه لعبة مهارة ودهاء تعيد صياغة المفاهيم والوقائع وتشكيلها وتفسيرها وتحويلها"، والثالث المثابرة والاستمرارية، وذلك أننا عرفنا محمداً أكثر ما عرفناه كاتباً يومياً، وإذا كانت الكتابة اليومية معايشة مستمرة للقلق ونزيفاً دائماً للجهد، فإنها علامة على علاقة مع الكتابة تجاوز المهنية إلى العشق ، الرابع اتساع الرؤية والاهتمام؛ فلم تتخذ زاوية الرؤية لدى محمد منظوراً ضيقاً، بحسابات فئوية بأي معنى، بل كان منفتحا على المعنى الوطني في عمومه، وعلى الأفق العربي والإسلامي، وعلى القيمة الإنسانية في أشمل وأوسع ما تدل عليه والخامس حيوية الشباب، وليس المقصود بالشباب هنا المعنى المجازي الذي نجامل به الكبار، فلقد كان محمد شاباً فتياً فعلاً. وهذه الصفة في وسط صحافي وثقافي يغلب عليه من لا تقل أعمارهم عن "الخمسين" عاماً، صفة لافتة وذات مزية.
وأضاف : تمثل "المفارقة" على وجه العموم الشكل البلاغي الأكثر تسلطاً على كتابة محمد البريدي، والأكثر وسماً لها؛ لأنها كتابة تعمد إلى المناقضة، والكشف عن التناقض، وجمع المتناقضات، وتوظيف أساليب مختلفة في سياقات التضاد والتناقض. وهذا يعني أن محمداً لا يكتب بلغة عادية أو نفعية، ولا بلغة تقريرية وحيادية، بل بلغة متوترة بالدهشة والانفعال.
ثم تطرق زياد لبعض فنون الكتابة لدى البريدي مثل "قلب المدح،و جمع المتناقضات، الاستفهام التهكمي، اللعب عل تبادل المدركات والحواس، توظيف الكلمة العامية، التهجين والتناص.
ثم جاءت المداخلات التي ألقى فيها الدكتورالدكتور شاهر النهاري قصيدة شعبية . ثم الكاتب الدكتور علي الموسى الذي وجه كلامه لابن الراحل قائلا له : ابني العزيز مازن وصيتي لك كما هي لأبنائي أن لا تكتب لأن الكتابة في هذا المجتمع تتحول أحيانا وصمة عار أحيانا. فقد يعاقب المجتمع اولاد الكاتب على ما كتبه والدهم. لكن يكفي أن تفتخر أن مجلس ألمع جمع له أبرز 3 نقاد في المملكة . ثم ألقى الشاعر مريع سوادي قصيدة .