أبناء سعيد العسيري يهدون والدهم شاحنتين بعد حادث حريق "محطة الوقود"

صحيفة تنومة - عبدالله غرمان في موقف من مواقف الوفاء والبر قام أبناء رجل الأعمال سعيد العسيري وهم (جبريل وأيمن وأمجد) بإهداء والدهم سيارتين عبارة عن صهريج محروقات ودينا آيسوزو وذلك بعد تعرض محطة الوقود التي يمتلكها لحادث حريق مطلع هذا الأسبوع في سدوان ببللسمر مما أدى إلى تلف المحطة وبعض السيارات التابعة لها .
حيث قدموا الهدية لوالدهم في حفل خطابي دعوا إليه أهالي آل زخران وبعض المدعوين الآخرين بحجة الترحيب بضيوف من زملاء أخيهم أمجد ليفاجئوا والدهم والحضور بهذا الموقف النبيل .

الأستاذ عبدالله بن سفر وصف لنا المشهد في رسالة بعث بها للصحيفة وطلب طرحها هذا نصها :


ليس هناك أثمن من هدية يقدمها الأبناء لآبائهم يكون لها وقع وأثر بالغين في النفس لا تصمد معهما مشاعر الآباء التي اعتادت البذل والعطاء لكل الأبناء بكل سخاء دون توقف حتى آخر عهد بالدنيا ...
وسأرصد لكم الموقف كما شاهدته وشاهده معي من حضر معي من أعيان قبيلة آل زخران وبعض الضيوف والمدعوين .
حيث اجتمعنا بعد العصر في منزل رجل الأعمال الأستاذ سعيد العسيري حيث دعانا أبناؤه الأعزاء للترحيب بزملاء الأستاذ أمجد والذين سيحلون ضيوفا علينا عصرا .
حضرنا وانتظرنا الضيوف وبعد لحظات دخل علينا الأستاذ جبريل والأستاذ أيمن والأستاذ أمجد وطلبوا منا أن ننتقل إلى صدر المجلس والذي أفردناه للضيوف كالمعتاد ثم وقف الأبناء البررة أمام الجميع وتكلم عنهم أخوهم الأكبر الأستاذ جبريل قائلا :
حياكم الله جميعا في الحقيقة أنتم ضيوفنا وأنتم جماعتنا ضربتم لنا أروع الأمثلة بوقوفكم أنتم والكثيرون من الرجال الطيبين أمثالكم معنا في ظرفنا ولأن والدنا قد أقسم يمينا أنه لا يقبل مالا في حادثة الحريق التي حدثت الأسبوع الماضي واعتذركم عن قبول ما قدمتموه واعتذرنا نحن أبناءه واعتذر كل من حضر من الأوفياء أمثالكم فقد أتفقت أنا وإخواني أن نستعيض عن المال بالهدية وهي موجودة معنا الآن وندعو والدنا لقبولها وهي أقل ما نقدمه لصاحب البذل والعطاء فنحن وما نملك له ورهن إشارته وكانت الهدية عبارة عن رأس تريلة أكتروس وتانكي محروقات ٢٠١٥ ودينا آيسوزو ٢٠١٥ كما هو موضح في الصور الملحقة .
وقف أبو جبريل مذهولا وأقسم بالله أنه لا يعلم عن هذا الموضوع من قريب ولا من بعيد وأن ذلك رتب له بعيدا عن مشورته ونظره من قبل أبنائه وأن هذا الموضوع قد تفاجأ به كما تفاجأ الحضور .
وقفنا جميعا وكلنا نردد عبارات الشكر والامتنان لما ضربه الأبناء تجاه أبيهم من أروع الأمثلة بهذه الوقفة العظيمة ثم دعانا الأبناء وشاهدنا الهدايا بعد أن تم إحضارها إلى فناء المنزل بكل هدوء ودون أن يعلم أحد من أقاربهم أو جماعتهم .
عدنا إلى مجلس أبي جبريل العامر في جو تغمره كل مشاعر النبل والكرم والصفاء ولسان حال كل واحد من الأبناء يقول لأبيه :
لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته
لكنت أهديتك الدنيا وما فيها
أما أبو جبريل فقد عبرت عنه دموعه أجمل تعبير ووصفت مشاعره أجمل وصف ليس لعظم الهدية ولكن لما لمسه في أبنائه من بر ورد جميل حقا لقد كان لجميع الحاضرين درس رائع عن العلاقة التي يجب أن تكون بين اﻷب وأبنائه .
إنها لم تأت هذه اللحظة كصدفة عابرة بل هي ثمرة رعاية وجهد وحفاوة واهتمام ، لم تشغل أبا جبريل أعماله _ رغم كثرها بارك الله له فيما آتاه _ عن تربية أبنائه هذه التربية التي أينعت وأثمرت .
تناولنا بعد هذه اللحظات السعيدة وجبة أعدت لهذه المناسبة الغالية وقد استأذنت إخوتي الكرام في توثيق هذا الخبر وإرساله لموقع تنومة فأذنوا لي كرما منهم ، حفظ الله الجميع وبارك في أبنائنا وأبناء المسلمين .

عبدالله بن سفر