مقالة الدكتور فايز الشهري عن موقع تنومة في جريدة الرياض
2003-07-27 00:00:00//
تشرف موقع تنومة هذا اليوم بكتابة رائعة عنه من كاتب مبدع وأحد أبناء هذه المدينة وهو الدكتور فايز بن عبدالله الشهري فيعموده(مسار) بجريدة الرياض صفحة 38 عدد اليوم الاحد 27/5/1424 بعنوان (تنومة دوت كوم) ونحن بدورنا جميعاً نشكر الكاتب المبدع على ما سطرت أناملة ونعتبر ذلك وسام لهذا الموقع يضاف لما كتب في جريدة عكاظ والوطن والرياض من قبل ويحملنا مسئولية كبيرة للرقي بهذا الموقع ونحتاج كل من لدية رأي او اقتراح في هذا المجال.
وهذا هو نص مقالة الدكتور :
تنومه دوت كم
التاريخ: الأحد 2003/07/27 م
قال المؤرخ الهمداني المتوفى سنة 334هـ ، وهو يصف جغرافيّة منطقة تنومه حاضرة بني شهر في كتابه صفة جزيرة العرب: تنومه واد في ستون قرية ، واليوم بعد مرور عشرة قرون على كتابة الهمداني عن هذه البلدة الوادعة بين أحضان الجبال في الإقليم الجنوبي الغربي من بلادنا، يكتب مؤرخ معاصر على شبكة الانترنت قائلا: ويسكن مدينة تنومه والقرى التابعة لها قرابة 40.000آلف نسمة، يقطنون حوالي 300قرية. و تنومه البلدة، أو المدينة (كما يحب أهلها أن يسموها) ما هي إلا أنموذج بين عشرات المدن السعودية التي خرجت من هدوء القرون، إلى فضاء الانترنت لتتصل بالعالم عبر مواقع الكترونية متفاعلة تنافس بها كبريات المواقع من حيث جودة التصميم، وغزارة المعلومات، و الأهم من هذا كله أنها فتحت للعالم نافذة ثقافيّة يطل منها متصفحو الشبكة على الوجه الإنساني، والحضاري للإنسان السعودي الذي شُوِّهت صورته عبر وسائل الإعلام العالمية، ما بين إغراء الإثارة الإعلاميّة، وحسابات السياسات الدوليّة، والمصالح الكبرى. أكتب هذا الكلام على اثر اتصال تلقيته من صديق كويتي يعتزم زيارة (مدينة تنومه) لأغراض السياحة، وكان صاحبي يتكلم عن تنومه المكان، والإنسان بلغة علميّة عجبت لها فقلت له مداعبا: هل بدأت تقرأ في تاريخ القبائل والمدن؟ فرد صاحبي (ضاحكا) بأن مصدر معلوماته هو موقع (tanomah.com) المفتوح أمامه الآن، ثم أضاف بنبرة الواثق بأنه لا يشك بأنني ضمن من ساهم في هذا المشروع!! تلعثمت قليلا، وأنا أحادث صديقي، حيث تذكرت أنني سبق ووعدت الشاعر الصديق/ (عبدالله بن جدعان)، وهو أحد شباب المنطقة، ومبدعيها بالمساهمة في وضع خطط تصميم موقع متميّز للمدينة التي نحبها، وننتمي إليها، ، وخشيت أن يكون قد طال الانتظار بابن مدينتي، فأنجز الحر ما وعد، وما أن أنهيت المكالمة حتى هرعت إلى جهازي لتصفح الموقع فوجدت موقعا تفاعليّا متميزا اشرف عليه مجموعة من مثقفي تنومه وشبابها مستهدفين ربط مدينتهم بالعالم، وكانت أولى ثمار عملهم بالنسبة لي شخصيا أن حادثني أبو فهد زميل الدراسة، من الكويت ليذكرني بجولتنا اليوميّة أيام الغربة في موقع مدينة شقرا الذي كان مشروعا رائدا حينها ، وليطلعني اليوم على معلومات لا اعرفها عن مدينتي، وكأنه يؤنبني من حيث لا يعلم على عدم إنجاز وعدي، والمساهمة في مثل هذا المشروع. وظاهرة (بث) مواقع للمدن، والقرى السعودية على شبكة الانترنت ظاهرة حميدة في مجملها، بل وتستحق من بلديات المناطق، ولجان التنشيط السياحي، ووزارة الإعلام كل دعم ورعاية، حيث لا يكفي حماس بعض أبناء المدن والقرى لإنجاز مثل هذه الأعمال التي تخاطب جمهورا عالميّا عبر وسيلة عالميّة. و في ظل غياب الدعم والأهداف المدروسة وراء إطلاق كثير من هذه المواقع نجد أن كثيرا منها تعاني من الضعف الفني، وتظهر عليها سمات التسرع، وعدم الخبرة في انتقاء وصياغة المحتوى، وهذا بالطبع قد يُعزى لحماس القائمين على هذه المواقع ولكن هذا لا يكفي خاصة وأن بعض هذه المواقع تفتقر إلى آليات عمل واضحة لتحديث المعلومات، ناهيك عن نقص الوعي بأهمية الموثوقية العلميّة للمعلومات المنثورة على صفحاتها أمام العالم كله. وموقع مدينة تنومه على سبيل المثال يعد مشروعا محظوظا لأنه كما يبدو- قد حظي بدعم ثلّة من المثقّفين، والشعراء، وبتمويل إحدى بيوتات المال والأعمال بالمنطقة، ولكن بكل أسف- فان حظوظ كثير من مواقع المدن والقرى السعودية الصغيرة الأخرى ليست مثل حظ (تنومه)، على الرغم من أن بعض هذه المدن تستحق أن تظهر للعالم لتمثّلنا بما فيها من كنوز تاريخيّة، وسياحيّة عريقة، ومن هنا تتأكد أهمية دعم مثل هذه المشاريع باعتبارها منافذ إعلاميّة تمثّل -في شكلها العام- مجمل صورتنا أمام ما يزيد على نصف مليار مستخدم لشبكة المعلومات حول العالم. ****مسارات*** قال لمحدثه: يا صاحبي: نعم الانترنت وسيلة عصرية ولكنها لا تعلم الحريّة، بقدر ما تكشف القناع عمن يدعونها.
للمراسلة: FA@fayez.net
وهذا هو نص مقالة الدكتور :
تنومه دوت كم
التاريخ: الأحد 2003/07/27 م
قال المؤرخ الهمداني المتوفى سنة 334هـ ، وهو يصف جغرافيّة منطقة تنومه حاضرة بني شهر في كتابه صفة جزيرة العرب: تنومه واد في ستون قرية ، واليوم بعد مرور عشرة قرون على كتابة الهمداني عن هذه البلدة الوادعة بين أحضان الجبال في الإقليم الجنوبي الغربي من بلادنا، يكتب مؤرخ معاصر على شبكة الانترنت قائلا: ويسكن مدينة تنومه والقرى التابعة لها قرابة 40.000آلف نسمة، يقطنون حوالي 300قرية. و تنومه البلدة، أو المدينة (كما يحب أهلها أن يسموها) ما هي إلا أنموذج بين عشرات المدن السعودية التي خرجت من هدوء القرون، إلى فضاء الانترنت لتتصل بالعالم عبر مواقع الكترونية متفاعلة تنافس بها كبريات المواقع من حيث جودة التصميم، وغزارة المعلومات، و الأهم من هذا كله أنها فتحت للعالم نافذة ثقافيّة يطل منها متصفحو الشبكة على الوجه الإنساني، والحضاري للإنسان السعودي الذي شُوِّهت صورته عبر وسائل الإعلام العالمية، ما بين إغراء الإثارة الإعلاميّة، وحسابات السياسات الدوليّة، والمصالح الكبرى. أكتب هذا الكلام على اثر اتصال تلقيته من صديق كويتي يعتزم زيارة (مدينة تنومه) لأغراض السياحة، وكان صاحبي يتكلم عن تنومه المكان، والإنسان بلغة علميّة عجبت لها فقلت له مداعبا: هل بدأت تقرأ في تاريخ القبائل والمدن؟ فرد صاحبي (ضاحكا) بأن مصدر معلوماته هو موقع (tanomah.com) المفتوح أمامه الآن، ثم أضاف بنبرة الواثق بأنه لا يشك بأنني ضمن من ساهم في هذا المشروع!! تلعثمت قليلا، وأنا أحادث صديقي، حيث تذكرت أنني سبق ووعدت الشاعر الصديق/ (عبدالله بن جدعان)، وهو أحد شباب المنطقة، ومبدعيها بالمساهمة في وضع خطط تصميم موقع متميّز للمدينة التي نحبها، وننتمي إليها، ، وخشيت أن يكون قد طال الانتظار بابن مدينتي، فأنجز الحر ما وعد، وما أن أنهيت المكالمة حتى هرعت إلى جهازي لتصفح الموقع فوجدت موقعا تفاعليّا متميزا اشرف عليه مجموعة من مثقفي تنومه وشبابها مستهدفين ربط مدينتهم بالعالم، وكانت أولى ثمار عملهم بالنسبة لي شخصيا أن حادثني أبو فهد زميل الدراسة، من الكويت ليذكرني بجولتنا اليوميّة أيام الغربة في موقع مدينة شقرا الذي كان مشروعا رائدا حينها ، وليطلعني اليوم على معلومات لا اعرفها عن مدينتي، وكأنه يؤنبني من حيث لا يعلم على عدم إنجاز وعدي، والمساهمة في مثل هذا المشروع. وظاهرة (بث) مواقع للمدن، والقرى السعودية على شبكة الانترنت ظاهرة حميدة في مجملها، بل وتستحق من بلديات المناطق، ولجان التنشيط السياحي، ووزارة الإعلام كل دعم ورعاية، حيث لا يكفي حماس بعض أبناء المدن والقرى لإنجاز مثل هذه الأعمال التي تخاطب جمهورا عالميّا عبر وسيلة عالميّة. و في ظل غياب الدعم والأهداف المدروسة وراء إطلاق كثير من هذه المواقع نجد أن كثيرا منها تعاني من الضعف الفني، وتظهر عليها سمات التسرع، وعدم الخبرة في انتقاء وصياغة المحتوى، وهذا بالطبع قد يُعزى لحماس القائمين على هذه المواقع ولكن هذا لا يكفي خاصة وأن بعض هذه المواقع تفتقر إلى آليات عمل واضحة لتحديث المعلومات، ناهيك عن نقص الوعي بأهمية الموثوقية العلميّة للمعلومات المنثورة على صفحاتها أمام العالم كله. وموقع مدينة تنومه على سبيل المثال يعد مشروعا محظوظا لأنه كما يبدو- قد حظي بدعم ثلّة من المثقّفين، والشعراء، وبتمويل إحدى بيوتات المال والأعمال بالمنطقة، ولكن بكل أسف- فان حظوظ كثير من مواقع المدن والقرى السعودية الصغيرة الأخرى ليست مثل حظ (تنومه)، على الرغم من أن بعض هذه المدن تستحق أن تظهر للعالم لتمثّلنا بما فيها من كنوز تاريخيّة، وسياحيّة عريقة، ومن هنا تتأكد أهمية دعم مثل هذه المشاريع باعتبارها منافذ إعلاميّة تمثّل -في شكلها العام- مجمل صورتنا أمام ما يزيد على نصف مليار مستخدم لشبكة المعلومات حول العالم. ****مسارات*** قال لمحدثه: يا صاحبي: نعم الانترنت وسيلة عصرية ولكنها لا تعلم الحريّة، بقدر ما تكشف القناع عمن يدعونها.
للمراسلة: FA@fayez.net