حوار خاص مع سعادة الأستاذ الدكتور علي بن فايز الجحني
أجرى الحوار - عبدالله غرمان أجريت هذه المقابلة في وقت انتظرها الكثير من أهالي محافظة تنومة، كون من أجرينا معه هذا اللقاء رجل أكاديمي وإداري معروف , وله خبرة طويلة, وسيرة متميزة في العمل الرسمي , والعمل التطوعي , كما أنه قد حصل على جوائز وأوسمة, وله مؤلفات وبحوث كثيرة , يكن له الأهالي في مدينة تنومة كل الحب والتقدير, لوقوفه مع احتياجاتهم وطلباتهم,موصلاً لصوتهم وطلباتهم منذ أكثر من أربعين عاما ,وله إسهامات في المحافظة من خلال دعمه للأنشطة والفعاليات مادياً ومعنوياً , ومن خلال جائزته :جائزة تنومة للإبداع والتميز التي لها فروع أربعة :فرع حفظ القرآن الكريم ,فرع البحث العلمي ,فرع إصلاح ذات البين , فرع حفظ التراث , حيث قد حصل على الجائزة والتكريم أكثر من مائة تنومي خلال العشر سنوات الماضية وقد تجاوزت نفقات ماصرف على الجائزة أكثر من اربعمائةألف ريال, فضلاً عن تبرعاته للأنشطة والفعاليات داخل المحافظة وخارجها.
إنه سعادة الأستاذ الدكتور /علي بن فايز الجحني الذي عرف عنه لإخلاص والمصداقية والصراحة . وصحيفة تنومة تقدم له الشكر على أن منحناً من وقته الثمين فرصة إجراء هذا الحوار فيمنزله.
س : في البداية نود أن نتعرف على بطاقتكم الشخصية والنشأة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
ولدت بقرية زهوان : قبيلةمعافا ,وبحسب المعلومات المتوفرة في بطاقة الأحوال كان عام 1368هـ تقريباً, ولا تستغربواعندما أقول تقريباً، لأن اهتمام الأسر سابقاً بالدقة في حساب مواليدهم لم يكن كما هو حاليا.
س ما هي الذكريات التي يصعب عليك أن تنساها في طفولتك ؟
هناك ذكريات جميلة وأخرى حزينة مؤلمة ومن الذكريات التي لا يمكن أن أنساها ما كان يحدثنا به جدي رحمه الله مما حصل له ومن كان معه من تعذيب واعتقال على يد الأتراك قبل مجيء الملك عبد العزيز "رحمه الله" , حيث سُجن وعُذب نتيجة لمقاومة أبناء بني شهر ضد الوجود التركي في المنطقة .وفى الجانب الاخر هناك ذكريات جميلة حيث كان جيلنا محظوظ , اذ عاش الحلوة والمرة , وتشرب العادات والتقاليد ، وتفاعل مع المحيط الاجتماعي البسيط , حيث كان على الكبير والصغير في الأسرة آنذاك أن يعمل وأن يقوم بدوره دون تردد , فكل واحد من إفراد الأسرة يعرف عمله واختصاصه بحسب عمره , والأسر تعود أبناءهم على المشاركة ,والصبر وقوة التحمل, وألا يفتحوا أفواههم بالشكوى , وكان العنوان البارز فى حياة الجميع الحب و التعاون والتكافل .
س: ما أهم المواقف التي كان لها تأثير في طفولتك مع ذكر طرف من تحديات البيئة ؟
في سياق المواقف والذكريات,فلاشك أنني تأثرت بموت والدتى"رحمها الله" وأسكنها فسيح جناته ، وأنا صغير السن لم أتجاوز الأربع سنوات,إذ ليس هناك من يعوض حنان الأم ، وكان لامناص من ركوب قطار الحياة ومعايشة معاناة المجتمع المحلي البسيط , فتعلمت من ألوانه المختلفة,أنه لا منجاة من السقوط إلا بالتمسك بحبل الله المتين ثم الجد والاجتهاد وتنمية الذات,وبالفعل اكتسبت من فضاء الأرض الخضراء الجميلة وتدفق العيون,وهطول الأمطار,وجريان السيول وتعاون الناس ذكريات جميلة .
في قرية زهوان الوادعة قضيت فترة من طفولتي المبكرة في جو يحث على الاعتماد على الذات , والتكافل,والقناعة والاحترام ، حيث العطف على الصغير,والتقدير للكبير,وكنت أشارك في أعمال الفلاحة والزراعة مثل أبناء جيلىمن بذر للحبوب ,وسقياها,وأعمال الحصاد إلى غير ذلك .
س :هل في الإمكان إعطاء القراء صوراً من محطات الماضي القريب الذي عاشه الآباء والأمهات؟
لاشك أن معاناة أمهاتنا وجداتنا خاصة مع جلب الماء من الآبار,والأعلاف , والحطب,وطحن الحبوب على الرحى,ومشاركتهن في أمور الزراعة والرعي وتدبير حياة الأسرة صور لا تنسى في حياتي ,فمازلت أذكر نساءً أوهنهن سوء التغذية, وأضناهن الكدح والكد,يملأن قربهن,ويساعد بعضهن بعضاً في وضعها على الظهر,ثم يمشين إلى منازلهن خطوة خطوة , وقد احدودبت ظهورهن من ثقل ما يحملن ,وقاربت وجوههن الأرض,وكأنهن يبحثن عن شيء ثمين ضاع منهن , ثم يفترقن كل واحدة تتجه إلى بيتها , ثم تلقي حملها قربة من الماء وهي تكفي ليوم واحد,أما في المناسبات فقد يستدعي منها أكثر من قربتين أو ثلاث والماء وجلبه إلى المنازل مجهد في تلك الأثناء ,ولذا فلا تبذير فيه ولا إسراف,ولا خدم يعبثون,بعكس الحال اليوم,والله المستعان .
أما إحضار الحطب والعلف, فكان ايضا النساء يجلبنه على ظهورهن من مسافات بعيدة وخاصة الاعلاف,إذ يذهبن بعد صلاة الفجر وأحيانا قبلها ولا يعدن إلا قبيل صلاة الظهر . إنها حياة قاسية , والرجال يكدحون كذلك في مزارعهم ومع مواشيهم , ويتعاونون في بناء منازلهم وفى حصادهم, وفى أفراحهم وأتراحهم... إنها أعمال مضنية جدا.. ولكن صور التعاون بارزة, والبساطة سائدة .
س:ماهوأول عمل عملته:
عملت في ورشة لإصلاح السيارات في الرياض في اجازات الصيف في المرحلة الابتدائية براتب شهري قدره 75 خمسة وسبعون ريالا , حيث كان يعمل بعض أقاربي هناك وعدد من أبناء تنومة الذين توسطوا لى في الحصول على تلك الوظيفة.
س: نعلم أن لكم مشواراًعملياً وعلمياً طويلاً حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه .. حدثنا عن هذا المشوار.
أخي الكريم باختصار شديد , أنا مثل أبناء جيلي , كان لنا مشوار طويل مررنا فيه بمحطات كثيرة , ومواقف عديدة , وتجارب متنوعة , وحصدنا النجاح , كما أننا تكبدنا المتاعب, وعجباً لمن تصفوله الحياة؟ , عشنا سنوات خضر, وأخر يابسات, فيها الأفراح والأتراح، والنجاحات والإخفاقات , ولكني أحمل عنها ذكريات جميلة, ونسأل الباري حسن الختام.
س: لك قصة مع العمل التطوعي هل من الممكن تسليط الضوء على ذلك؟
إن العمل التطوعي حياة,وهوعطاء جميل , وفى الحقيقة أن السعادة في العطاء والبذل, ويتصدر العطاء الجود بالوقت والجاه ,ومجالات التطوع كثيرة ومتنوعة منها: التطوع فـي مجال الدعوة والإرشاد, ,وفـي مجال رعاية الأيتام والأرامل والمساكين, و فـي مجال أعمال البر والخير, وإصلاح ذات البين , والتبرع بالدم والأعضاء , والتطوع في المجالات الأمنية, والاجتماعية , وفي خدمة البيئة والسياحة, والاهتمام باحتياجات الإنسان أياً كانت ..إلخ
س: للنجاح أسرار ، فما هو السر فيما وصلتم إليه من نجاحات عملية,وأكاديمية حتى يكون ذلك حافزا للشباب إلى مضاعفة الجهود والاستفادة من رموز الوطن كقدوات صالحة لهم .؟
إنه توفيق الله سبحانه وتعالى اولا واخيرا , ثم الجد والمثابرة ,وقديماً قيل "لكل مجتهد نصيب"لقد كنت أجمع بين العمل نهارا ومواصلة الدراسة ليلاً , ومثلي من أبناء الوطن كثير جداً , وقد تجاوزنا الصعوبات بصبر وعزيمة, وهذه من طبيعة المواطن السعودي حين يستشعر دوره في البناء ومسؤوليته, ولا أجد ما يعبر عن تلك المراحل أفضل من قول الشاعر:
قد عشت في الدهر أطواراً على طُرُقٍ = شتّى فصادفتُ منهُ اللين وليابسا
كلا بلوت فلا النعماء تبطرني=ولا تخشعت من لأوائها جزعا
وقال آخر:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا=جهد النفوس,وألقوا دونه الأزر
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله= لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبــــر
س : ماذا توحي لك مدينة تنومة مسقط رأسك ؟
لاشك أنه مع النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا،فإن قرى مدينة تنومة التي انتظم عقدها الجميل ,وبرز جمالهاأكثر في السنوات الأخيرة بماحظيت به من اهتمام الدولة وفقها الله,وما يوليها لها صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير من اهتمام مثلها مثل باقي محافظات ومراكز المنطقة ,فيها والحمد لله الدوائر الحكومية والمدارس وكلية , وشملتها الرعاية والتنمية في شتى المجالات , ولكننا ننتظر المزيد خصوصاً في مجال الكليات,وتحديداً كلية للبنات مع استكمال الدوائر الرسمية , والتركيز على احتياجات السياحة على اعتبار ان مدينة تنومة من أجمل المدن السياحية في المملكة .
س ما هي مجالات مؤلفاتكم؟.. ثم ما هي أسباب اهتمامكم بقضايا الأمن الفكري؟
لقد تضمنت مؤلفاتي عدة مجالات منها: ما يهتم بالفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية,والمحاماة ، وحقوق الإنسان ,ومنها ما يدور حول مكافحة الفساد والانحراف والمبادئ والمذاهب الهدامة, ومنها ما يعنى بالدراسات السياسية و الإعلامية وخاصة الإعلام , والأمن الفكري وغيرها.. وهناك أنواع أخرى من الأعمال التي أقوم بها وهي: الكتابة الصحفية والمقابلات والأحاديث التي تجريها معي بعض وسائل الإعلام السعودية,وهناك المحاضرات التي تتم دعوتي إلى إلقائها في الجامعات والنوادي الأدبية , والمعاهد ومراكز الدراسات في الداخل والخارج, أما اهتمامي بالأمن الفكري، فيعود إلى فترة دراستي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
س: عشت تجربة الابتعاث والغربة سنوات ,ماهي الدروس المستفادة من الابتعاث للخارج؟
أخي : رمت بي الأقدارفي الولايات المتحدة الأمريكية ومعي أسرتي مبتعثاً للدراسات العليا الماجستير والدكتوراه،فعشت مع قوم ليسوا من أبناء جلدتي,ولا يشاركونني في ثوابتي ,ولا في عاداتي وتقاليدي التي تربيت عليها منذ نعومة أظفاري , فأصبحت أتنفس في جو لم أعهده من قبل , وأتقلب في مناخ لم أر في حياتي مثله ، كنت أتأمل تلك البلاد ومفاتنها وزينتها, فازددت ثباتاً على ديني ، وأحمد الله في الصباح والمساء على أن جعلني من المسلمين,وكنت أطيل النظر في ذلك المجتمع وما اعتادوا على ممارسته في مناحي حياتهم الإيجابية مثل: الإبداع والصدق والأمانة,والاهتمام بالوقت والمثابرة والتحدي والولاء لوطنهم وقيمهم الوضعية وما وصلوا إليه كذلك من تطور وتقدم علمي وتقني مذهل , وفى الجانب الآخر الانحطاط الروحي والأخلاقي ...وعلى كل حال , لقد أنفقت تلك السنين من حياتي في الدراسة واعمال الدعوة , اذ وفقنا الباري سبحانه ومن كان ومعي من ابناء الوطن فى ايصال صوت الاسلام لتلك الديار وقد دخل بحمد الله اعدادا في دين الله, وكنت استحضر قول الرافعي رحمه الله"إن لم تزد شيئًا على الدنيا: كنت أنت زائدًا على الدنيا", وكان لنا صحبة من ابناء الوطن لازلنا في تواصل معهم "لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة".
س : هل تتفضل بشرح المزيد عن تجربتكم مع الابتعاث حتى يستفيد منها من هو على أبواب الابتعاث للخارج للحصول على التخصصات التي تحتاج لها المملكة ؟
اخترت من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإلقاء محاضرات على المبتعثين للخارج ..ولي بحوث في هذا الموضوع , ولذلك فانه مما لاشك فيه ، أن تجربة الابتعاث تجربة مؤثرة بمختلف جوانبها وأبعادها ، فهي تصقل صاحبها,وتعطي فكره وتجربته بعداً أعمق , يخرجه من إطار القراءات النظرية إلى واقع الاحتكاك العملي والعلمي مع فكر الآخرين وثقافتهم , وهي تجربة لها محاذير أيضاً، ومن ذلك الخوف من أن ينحرف المبتعث لاسمح الله نتيجة لضعف مناعته, أوالانبهار بالحضارة المادية،فيلجأ إلى التغريب اقتناعاً بأنه السبيل الأمثل للتحضُّر,أوفى الجانب الآخر التقوقع والانغلاق على الذات هرباً من المواجهة وكلا الطريقين لا يعطي الثمرة المرجوة من الابتعاث،فبين هذا وذاك يلزم المبتعث أن يعرف طريقه ، وأن يتزود لهذا الطريق بالإيمان برسالته والتمسُّك بعقيدته والالتصاق بوطنه وثقافته , والانفتاح على العلوم المفيدة لأننا في وقت لا مكان فيه للمتباطئ أو الكسول أو ضعيف الحصانة ،ومن هذا المنطلق كان تمثيل المبدأ والوطن أصدق وأطيب تمثيل من القضايا الأساسية, ومن المسلمات التي يجب أن يحمل مشاعلها ونورها الغيارى من أبناء الأمة, والمخلصين الأوفياء ثقة واعتزازا , وتميزا , غير عابئين بأصوات النشاز والحاقدين أياً كان مصدرها .
ونصيحتي لإخواني المبتعثين إذا كان لي من نصيحة أو اقتراح فهي: تقوى الله فـي السر والعلن، ثم لزوم الصحبة الخيرة ، فلا نجاح لأي شاب نبذ دينه ظهرياً، ولا فلاح لطالب علم استعبدته شهواته، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، وعليهم أن يهتموا بوقتهم، وأن يحذروا أن تنهشه العوادي، فإنه أغلى ما يملكون "والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"
س: ما دورالفعاليات الثقافية والرياضية والمدارس والجامعات في تعزيز الأمن الفكري ؟
لاشك أن بناء مناعة فكرية في مواجهة مهددات الأمن الفكري يتطلب اتباع أساليب الوقاية,وقديما قيل "الوقاية خيرٌ من العلاج" وتتدرج الوقاية بترسيخها بداية في المنزل(الأسرة) والمسجد والمدرسة والجامعة وجميع المناشط والمحاضن التربوية,فالفعاليات الثقافية والنوادي الأدبية والرياضية عليها دور كبير في تعزيز الأمن الفكري من خلال إقامة أنشطة وبرامج تهدف إلى تحصين الشباب من الوقوع لا سمح الله ضحية للانحراف والمخدرات والجريمة،وتجنيبهم رفاق السوء ,ودعاة الضلال والفتنة,ومواجهة خطر الإرهاب والشائعات والأراجيف المغرضة.
س: هل من الممكن بإيجاز أن تبين للقراء أهمية الأمن الفكري, وضوابطه , ومهدداته ؟
باختصار,الأمن الفكري يحقق للأمة أعظم ضروريات الحياة التي لا يمكن أن يعيش المسلم دون المحافظة عليها وصونها: الدين والنفس والعقل والعرض والمال , فحماية أمن الأمة وفكرها يعد أمراً ضرورياً، كما أن الضرر الناتج عن الإخلال بالأمن الفكري يتعدى إلى كل شرائح المجتمع، وعلى اختلاف مستوياته ,ويؤدي من ثم إلى اختلال الأمن فـي الجوانب الجنائية والاقتصادية وغيرها،فكثيراً ما يكون القتل وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض نتاج أفكار خارجة عن دين الله تعالى, على اعتبار أن الفكر المستقيم بمثابة العمود الفقري، وحجر الزاوية للأمن الشامل وله علاقة بكل الميادين المختلفة.
أما ضوابط الأمن الفكري فهي عديدة ومن أهمها ما يلي:
- أن يكون الفكرنابعاً من ديننا الحنيف.
- أن يتماشى مع مقاصد الشريعة وأحكامها.
- أن يحقق الوسطية والاعتدال.
- أن يحقق للأمة وحدتها وتلاحمها.
- أن يحافظ على ثقافة الأمة ومكونات أصالتها وهويتها وقيمها.
- أن يحقق السمو بالفرد والمجتمع إلى أعلى درجات العفة والنبل والمواطنة الصالحة .
- أن يحقق الأمن بمفهومه الشامل.
- ان يحقق التقدم والازدهار.
س: ما هو شعورك يوم اخترت نائباً لرئيس مجلس الأهالي في مدينة تنومة.؟
- كنا ومازلنا نخدم المحافظة دون مسميات ،وألقاب , فقد قلدنا الكثير منها بحكم الوظيفة , وارتوينا منها وزهدنا فيها , فلم تعد تستهوني هذه المسميات . بدأنا قبل فترة طويلة من خلال مجموعة من الأخوة في الرياض، وتطور العمل إلى أن اخترنا منسقاً لنا وهو المرحوم الأستاذ / محمد بن فرحان "رحمه الله" وأسكنه فسيح جناته ، وقد حققت هذه المجموعة التنومية انجازات تذكر فتشكر .
كنا نصادف اثناء عرض طلبات المحافظة على الدوائر الرسمية بعض التساؤلات ومنها باي صفة تراجعون..؟ هل انتم اعضاء في المجلس البلدي او المجلس المحلي او اعضاء فى مجلس المنطقة ؟..وكنا في حرج كان ينقذ الموقف وجود بعض المشايخ معنا .. في حين ان بعض المحافظات لديهم لجنة اهالي ومجالس مما يكسبهم حضورا جيدا , ويعطيهم وضع نظامي سليم, وبالتالي يسمع صوتهم اكثر , لكونهم اكثر التصاقا باحتياجات محافظاتهم.
وفى احدي المناسبات عرضنا مقترحا على سعادة المحافظ الاستاذ/عبدالرحمن الهزاني وتنومة مازالت مركزا ,وطلبنا تشكيل لجنة أهالي على غرار المحافظات والمراكز في مناطق المملكة"محاكاة لا بدعة" , تبني سعادته الموضوع, ومن ثم صدر امر سمو امير منطقة عسير بتشكيلها, واخترت مع اكثر من اربعين شخصا من اهالي تنومة وفي مقدمتهم عاشق تنومة , وابنها البار الشيخ/علي بن سليمان الشهري الذي اختيررئيسا لمجلس الأهالي, وبالمناسبة فان هذا الرجل الريادي ,صاحب المبادرات والشعور النبيل نحو هذه المحافظة واهلها قدم وما يزال يقدم ما يعجز القلم عن التعبير عنه ، ويعجز اللسان عن بيانه .وفى اول اجتماع اكدنا انه فيما لو استمرت هذه اللجنة فانه لابد من مواجهة امور عدة منها:
اولا- الاحتساب والتضحية بالوقت والجهد, خاصة وان العمل في اللجنة عمل تطوعي دون مقابل ,بل انها تستوجب ان يضحي الانسان ولو على حساب ماله وجهده ووقته وراحته .
ثانيا -اكدنا اننا سنلقي معوقات ونلقي من سفرنا نصبا, وان البعض من الأهالي قد لا يفهم رسالة واهداف اللجنة الابعد حين , وفترة طويلة . ولذلك على الاعضاء ان يتحلوا بالصبر والتحمل .
ثالثا- ضرورة ان يخضع الاعضاء للانتخاب في المرحلة القادمة.
رابعا- اهمية النظر الى الامام وعدم الالتفات الى ثقافة التئيس التي تتفشي في المجتمعات العربية للأسف الشديد.
خامسا- ان لجنة الأهالي اسست اصلا لخدمة المحافظة واهلها تطوعا , ومن يعمل فيها ليس في حاجة الى القاب او اضافة أي انجاز ذاتي لشخصه ,فمن اختيروا من ابناء تنومة هم في الحقيقة اغنياء عن التعريف , وهم ممن لهم بصمات وانجازات على مستوي الوطن: رجال دولة كبار, ورجال اعمال مشهورين , واكاديميين ومربين , وقادة عسكريين متقاعدين , وقادة فكر وتخطيط ونظر الى غير ذلك..وفى تنومة من هذا الطراز الكثير والكثير.
والحمد لله فقد قدم مجلس الأهالي إنجازات معروفة ، شعوراً من الأعضاء بأن على عاتقهم أمانة تستوجب منهم الاخلاص والعمل ، وبفضل الله ثم بثقة سمو أمير المنطقة ، وإشراف المحافظ وتعاون الجميع حقق مجلس الأهالي ما لا يخفي على الجميع ، وعمل على توصيل أصوات الأهالي ومقترحاتهم وطلباتهم إلى المسؤولين بكل أمانة وجدية ، وما كنت أتوقع أن ننجز ما تم إنجازه في فترة وجيزة , كل ذلك في اطار الاهداف المرسومةالتي منها :
الاستفادة من البرامج الوطنية ، ودعم جهود أجهزة الدولة من خلال متابعة الطلبات، والتعاون في كل ما من شأنه تحقيق الخدمات والاحتياجات والمشاريع ،وتنشيط فعاليات السياحة، وتعزيز المناشط العلمية والفكرية بما يسهم في تعميق الأصالة الفكرية وفق ثوابت الدين والوطن.
وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة المحافظ الأستاذ/ عبدالرحمن الهزاني وإلى الأعضاء , والى كل من تعاون مع مجلس الاهاليمن الدوائرالرسمية ,والان فإننا نعلق امال كبيرة على المجلسين: المجلس المحلي والمجلس البلدي للقيام بدورهما ومسؤولياتهما على الوجه الأكمل , والكره الآن في مرمى المجلسين ,وسندعمهما بالرأي والمشورة , والآمال كبيرة وغدا لناظره قريب.
س: ما هي الأشياء التي ترى أنها تقف عائقاً أمام العمل التطوعي وأمام مشاريع التطوير والتنمية في المحافظة؟
- هناك عوائق مصدرها ضعف التعاون ، وكذلك مستوى العمل بروح الفريق الواحد ، ولن أتحدث عن ذلك الآن , وهناك عوائق تعوق عجلة التطور في المحافظة وفى قراها ومنها: تباطؤ وتأخر المقاولين في إنجاز ما يسند إليهم من مشاريع ، ولكن بالتعاون بين الإدارات والمجلس البلدي والمحلي يصل الجميع إلى ما يرضي الله جل وعلا ثم المواطنين, وأود بالمناسبة أن أشكرأعضاء المجلس البلدي برئاسة الأستاذ القدير /سعد بن محمد بن زاهر الشهري على ما يقومون به حتي الان من أعمال ومبادرات .
س: ماهي انطباعاتك عن تشكيل المجلس المحلي؟
لقد أسعدني حقيقة صدور موافقة سمو أمير المنطقة بتعيين كوكبة متميزة من ابناء المحافظة كأعضاء في المجلس المحلي وإني أبارك لهم,ولسعادة المحافظ سائلا الله لهم التوفيق والسداد. وإني على ثقة بأن أعضاء المجلس المحلي وبتوجيهات المحافظ , وبموجب النظام سيعملون إن شاء الله على تعميق التواصل مع المسؤولين في الجهات الرسمية , والمطالبة بأن تأخذ المحافظة نصيبها من الإدارات والمشاريع التنموية أسوة ببقية محافظات المملكة, ولكن عليهم وضع خطة عمل وإستراتيجية واضحة , وأن يستفيدوا من تجارب المجالسفي جميع المحافظات , ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
س: من وجهة نظرك كيف ترى عمل المجلس المحلي على خارطة العمل الرسمي في المحافظة ؟
إن المجالس المحلية في جميع مناطق المملكة لها نظامها الذي يحكم عملها ونتطلع إلى دور فاعل للمجلس, على أن يعطي الوقت الكافي للانطلاقة حتي يكون أكثر قرباً من المواطنين لنقل همومهم واحتياجاتهم .
إن الدولة -رعاها الله- حرصت بقيادة خادم الحرمين الشريفين على اتخاذ القرارات وإصدار التنظيمات في كافة المجالات من أجل دفع عجلة التقدم في بلادناإلى الأمام وعلى مختلف المستويات والمجالات والمجلس المحلي هو (التنظيم الذي صدر بقرار من مجلس الوزراء عام 1420هـ باعتماد تشكيل المجالس المحلية التابعة للمحافظات) وبدأت منذ عام 1423هـ . وهذه المجالس تم تشكيلها من بعض المواطنين والموظفين العاملين في المحافظة ، ويعقد اجتماعاته بشكل دوري ومن المعروف أن دور المجلس المحلي في المحافظة مكمل لدور مجلس المنطقة، وعادة معظم القرارات والتوصيات والمعلومات التي تصدر من مجلس المنطقة تأتي من خلال توصيات المجالس المحلية في المحافظات إلى مجلس المنطقة, في سبيل رقي الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحقيق الراحة المرجوة لهم.
س: كيف تنظرون إلى ما وصلت اليه محافظة تنومة ؟
محافظة تنومة تعيش أزهر أوقاتها , بفضل الله ، ثم دعم ورعاية سمو امير المنطقة, ثم وجود رؤساء دوائر يهمهم تطور المحافظة وفى المقدمة المحافظ ورؤساء الدوائر وأعضاء المجالس المختصة..وفى ظل هذه المعادلة من وجود محافظ طموح ورئيس بلدية متعاون , والآن مجلسان محلي وبلدي, وفى ظل وعي مجتمعي بينالأهالي في المحافظة , كل ذلك سينقل المحافظة إلى مواقع متقدمة إن شاء الله .
س: وعن دور مجلس الأهالي خلال الفترة الماضية قال سعادته:
شكل مجلس الأهالي من أكثر من أربعين شخصاً من أبناء المحافظة بموجب أمر سمو أميرالمنطقة , وعمل أعضاؤه عملاً تطوعياً دافعه حب مسقط الرأس , وحب الخير والبذل والعطاء دون مقابل والمتابع المنصف يلحظ أن مجلس أهالي تنومة قد بذل جهوداً معروفة ,وحراكا ًمشهوداً , وسيتولى المجلسان: المحلي والبلدي بقيادة المحافظ وتعاون الأهالي ما تتطلع إليه المحافظة بحول الله وقوته .. فالمجلس المحلي والبلدي هما جناحان مهمان لازدهار المحافظة ونموها وتنميتها , وسيعملان على متابعة احتياجات المحافظة مع الجهات ذات العلاقة بعد الحصر والتدقيق , وفى مقدمة عناوين التنمية في المحافظة استكمال افتتاح فروع ومكاتب الجهات الرسمية , وتطوير مستشفى المحافظة والمطالبة بدعمه بالكوادر الطبية والفنية ، والمطالبة بإدارة مستقلة للتربية والتعليم بالمحافظة ، وافتتاح مراكز, ونقاط أمنية ، وكليات , ومتابعة المشاريع التنموية المعتمدة للمحافظة ، والعمل على إنهائها في أوقاتها المعلنة.
س: وعن المشاريع الجديدة في جامعة نايف قال :
خطت الجامعة في السنوات الأخيرة خطوات متقدمة ، حيث تم افتتاح ثلاث كليات إضافية وإدارات ومراكز لتحقيق الريادة في العلوم الأمنية والدراسات الاستراتيجية في الدول العربية، وتتمثل رؤيتها ورسالتها في الارتقاء بالعلوم الأمنية والدراسات الاستراتيجية لبلوغ مستوى علمياً متميزاً عربياً ودولياً، فكراً ومنهجاً ,فهي تمنح درجات الدكتوراه والماجستير والدبلوم في عدد من التخصصات , وتتمثل مكونات الجامعة في الكليات والمراكز التالية:كلية العدالة الجنائية , كلية العلوم الاجتماعية والإدارية, كلية العلوم الاستراتيجية, كلية علوم الأدلة الجنائية, كلية اللغات والترجمة, كلية التدريب, كلية أمن المعلومات والحاسب الآلي , مركز الدراسات والبحوث, مركز تقنية المعلومات, مركز إدارة الازمة وتطوير القيادات العليا.
وهناك عدد من الإدارات المساندة التي تقوم بخدمة العملية الأكاديمية ، والجامعة عضو في اتحاد الجامعات العربية والأوربية، ورابطة الجامعات الإسلامية، والاتحاد العالمي للجامعات والكليات، وهي عضو في شبكة الأمم المتحدة للعدالة الجنائية والمنظمة الدولية للحماية المدنية وغيرها، وتتمتع بعضوية مراقب في مجلس وزراء العدل العرب، ومجلس وزراء الإعلام العرب، ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب, ومجلس وزراء السياحة .
وفى آخر اللقاء نشكر موقع وصحيفة تنومة على الجهود الداعمة لفعاليات المحافظة وعلى الدور الفاعل والمبدع في كل ما يخدم الوطن والمواطنين. نتمنى لكم المزيد من التوفيق والسداد ..
بعض الصور المنوعة المتعلقة بالضيف من أرشيف الصحيفة
جانب من مكتبة الضيف الخاصة
إنه سعادة الأستاذ الدكتور /علي بن فايز الجحني الذي عرف عنه لإخلاص والمصداقية والصراحة . وصحيفة تنومة تقدم له الشكر على أن منحناً من وقته الثمين فرصة إجراء هذا الحوار فيمنزله.
س : في البداية نود أن نتعرف على بطاقتكم الشخصية والنشأة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
ولدت بقرية زهوان : قبيلةمعافا ,وبحسب المعلومات المتوفرة في بطاقة الأحوال كان عام 1368هـ تقريباً, ولا تستغربواعندما أقول تقريباً، لأن اهتمام الأسر سابقاً بالدقة في حساب مواليدهم لم يكن كما هو حاليا.
س ما هي الذكريات التي يصعب عليك أن تنساها في طفولتك ؟
هناك ذكريات جميلة وأخرى حزينة مؤلمة ومن الذكريات التي لا يمكن أن أنساها ما كان يحدثنا به جدي رحمه الله مما حصل له ومن كان معه من تعذيب واعتقال على يد الأتراك قبل مجيء الملك عبد العزيز "رحمه الله" , حيث سُجن وعُذب نتيجة لمقاومة أبناء بني شهر ضد الوجود التركي في المنطقة .وفى الجانب الاخر هناك ذكريات جميلة حيث كان جيلنا محظوظ , اذ عاش الحلوة والمرة , وتشرب العادات والتقاليد ، وتفاعل مع المحيط الاجتماعي البسيط , حيث كان على الكبير والصغير في الأسرة آنذاك أن يعمل وأن يقوم بدوره دون تردد , فكل واحد من إفراد الأسرة يعرف عمله واختصاصه بحسب عمره , والأسر تعود أبناءهم على المشاركة ,والصبر وقوة التحمل, وألا يفتحوا أفواههم بالشكوى , وكان العنوان البارز فى حياة الجميع الحب و التعاون والتكافل .
س: ما أهم المواقف التي كان لها تأثير في طفولتك مع ذكر طرف من تحديات البيئة ؟
في سياق المواقف والذكريات,فلاشك أنني تأثرت بموت والدتى"رحمها الله" وأسكنها فسيح جناته ، وأنا صغير السن لم أتجاوز الأربع سنوات,إذ ليس هناك من يعوض حنان الأم ، وكان لامناص من ركوب قطار الحياة ومعايشة معاناة المجتمع المحلي البسيط , فتعلمت من ألوانه المختلفة,أنه لا منجاة من السقوط إلا بالتمسك بحبل الله المتين ثم الجد والاجتهاد وتنمية الذات,وبالفعل اكتسبت من فضاء الأرض الخضراء الجميلة وتدفق العيون,وهطول الأمطار,وجريان السيول وتعاون الناس ذكريات جميلة .
في قرية زهوان الوادعة قضيت فترة من طفولتي المبكرة في جو يحث على الاعتماد على الذات , والتكافل,والقناعة والاحترام ، حيث العطف على الصغير,والتقدير للكبير,وكنت أشارك في أعمال الفلاحة والزراعة مثل أبناء جيلىمن بذر للحبوب ,وسقياها,وأعمال الحصاد إلى غير ذلك .
س :هل في الإمكان إعطاء القراء صوراً من محطات الماضي القريب الذي عاشه الآباء والأمهات؟
لاشك أن معاناة أمهاتنا وجداتنا خاصة مع جلب الماء من الآبار,والأعلاف , والحطب,وطحن الحبوب على الرحى,ومشاركتهن في أمور الزراعة والرعي وتدبير حياة الأسرة صور لا تنسى في حياتي ,فمازلت أذكر نساءً أوهنهن سوء التغذية, وأضناهن الكدح والكد,يملأن قربهن,ويساعد بعضهن بعضاً في وضعها على الظهر,ثم يمشين إلى منازلهن خطوة خطوة , وقد احدودبت ظهورهن من ثقل ما يحملن ,وقاربت وجوههن الأرض,وكأنهن يبحثن عن شيء ثمين ضاع منهن , ثم يفترقن كل واحدة تتجه إلى بيتها , ثم تلقي حملها قربة من الماء وهي تكفي ليوم واحد,أما في المناسبات فقد يستدعي منها أكثر من قربتين أو ثلاث والماء وجلبه إلى المنازل مجهد في تلك الأثناء ,ولذا فلا تبذير فيه ولا إسراف,ولا خدم يعبثون,بعكس الحال اليوم,والله المستعان .
أما إحضار الحطب والعلف, فكان ايضا النساء يجلبنه على ظهورهن من مسافات بعيدة وخاصة الاعلاف,إذ يذهبن بعد صلاة الفجر وأحيانا قبلها ولا يعدن إلا قبيل صلاة الظهر . إنها حياة قاسية , والرجال يكدحون كذلك في مزارعهم ومع مواشيهم , ويتعاونون في بناء منازلهم وفى حصادهم, وفى أفراحهم وأتراحهم... إنها أعمال مضنية جدا.. ولكن صور التعاون بارزة, والبساطة سائدة .
س:ماهوأول عمل عملته:
عملت في ورشة لإصلاح السيارات في الرياض في اجازات الصيف في المرحلة الابتدائية براتب شهري قدره 75 خمسة وسبعون ريالا , حيث كان يعمل بعض أقاربي هناك وعدد من أبناء تنومة الذين توسطوا لى في الحصول على تلك الوظيفة.
س: نعلم أن لكم مشواراًعملياً وعلمياً طويلاً حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه .. حدثنا عن هذا المشوار.
أخي الكريم باختصار شديد , أنا مثل أبناء جيلي , كان لنا مشوار طويل مررنا فيه بمحطات كثيرة , ومواقف عديدة , وتجارب متنوعة , وحصدنا النجاح , كما أننا تكبدنا المتاعب, وعجباً لمن تصفوله الحياة؟ , عشنا سنوات خضر, وأخر يابسات, فيها الأفراح والأتراح، والنجاحات والإخفاقات , ولكني أحمل عنها ذكريات جميلة, ونسأل الباري حسن الختام.
س: لك قصة مع العمل التطوعي هل من الممكن تسليط الضوء على ذلك؟
إن العمل التطوعي حياة,وهوعطاء جميل , وفى الحقيقة أن السعادة في العطاء والبذل, ويتصدر العطاء الجود بالوقت والجاه ,ومجالات التطوع كثيرة ومتنوعة منها: التطوع فـي مجال الدعوة والإرشاد, ,وفـي مجال رعاية الأيتام والأرامل والمساكين, و فـي مجال أعمال البر والخير, وإصلاح ذات البين , والتبرع بالدم والأعضاء , والتطوع في المجالات الأمنية, والاجتماعية , وفي خدمة البيئة والسياحة, والاهتمام باحتياجات الإنسان أياً كانت ..إلخ
س: للنجاح أسرار ، فما هو السر فيما وصلتم إليه من نجاحات عملية,وأكاديمية حتى يكون ذلك حافزا للشباب إلى مضاعفة الجهود والاستفادة من رموز الوطن كقدوات صالحة لهم .؟
إنه توفيق الله سبحانه وتعالى اولا واخيرا , ثم الجد والمثابرة ,وقديماً قيل "لكل مجتهد نصيب"لقد كنت أجمع بين العمل نهارا ومواصلة الدراسة ليلاً , ومثلي من أبناء الوطن كثير جداً , وقد تجاوزنا الصعوبات بصبر وعزيمة, وهذه من طبيعة المواطن السعودي حين يستشعر دوره في البناء ومسؤوليته, ولا أجد ما يعبر عن تلك المراحل أفضل من قول الشاعر:
قد عشت في الدهر أطواراً على طُرُقٍ = شتّى فصادفتُ منهُ اللين وليابسا
كلا بلوت فلا النعماء تبطرني=ولا تخشعت من لأوائها جزعا
وقال آخر:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا=جهد النفوس,وألقوا دونه الأزر
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله= لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبــــر
س : ماذا توحي لك مدينة تنومة مسقط رأسك ؟
لاشك أنه مع النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا،فإن قرى مدينة تنومة التي انتظم عقدها الجميل ,وبرز جمالهاأكثر في السنوات الأخيرة بماحظيت به من اهتمام الدولة وفقها الله,وما يوليها لها صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير من اهتمام مثلها مثل باقي محافظات ومراكز المنطقة ,فيها والحمد لله الدوائر الحكومية والمدارس وكلية , وشملتها الرعاية والتنمية في شتى المجالات , ولكننا ننتظر المزيد خصوصاً في مجال الكليات,وتحديداً كلية للبنات مع استكمال الدوائر الرسمية , والتركيز على احتياجات السياحة على اعتبار ان مدينة تنومة من أجمل المدن السياحية في المملكة .
س ما هي مجالات مؤلفاتكم؟.. ثم ما هي أسباب اهتمامكم بقضايا الأمن الفكري؟
لقد تضمنت مؤلفاتي عدة مجالات منها: ما يهتم بالفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية,والمحاماة ، وحقوق الإنسان ,ومنها ما يدور حول مكافحة الفساد والانحراف والمبادئ والمذاهب الهدامة, ومنها ما يعنى بالدراسات السياسية و الإعلامية وخاصة الإعلام , والأمن الفكري وغيرها.. وهناك أنواع أخرى من الأعمال التي أقوم بها وهي: الكتابة الصحفية والمقابلات والأحاديث التي تجريها معي بعض وسائل الإعلام السعودية,وهناك المحاضرات التي تتم دعوتي إلى إلقائها في الجامعات والنوادي الأدبية , والمعاهد ومراكز الدراسات في الداخل والخارج, أما اهتمامي بالأمن الفكري، فيعود إلى فترة دراستي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
س: عشت تجربة الابتعاث والغربة سنوات ,ماهي الدروس المستفادة من الابتعاث للخارج؟
أخي : رمت بي الأقدارفي الولايات المتحدة الأمريكية ومعي أسرتي مبتعثاً للدراسات العليا الماجستير والدكتوراه،فعشت مع قوم ليسوا من أبناء جلدتي,ولا يشاركونني في ثوابتي ,ولا في عاداتي وتقاليدي التي تربيت عليها منذ نعومة أظفاري , فأصبحت أتنفس في جو لم أعهده من قبل , وأتقلب في مناخ لم أر في حياتي مثله ، كنت أتأمل تلك البلاد ومفاتنها وزينتها, فازددت ثباتاً على ديني ، وأحمد الله في الصباح والمساء على أن جعلني من المسلمين,وكنت أطيل النظر في ذلك المجتمع وما اعتادوا على ممارسته في مناحي حياتهم الإيجابية مثل: الإبداع والصدق والأمانة,والاهتمام بالوقت والمثابرة والتحدي والولاء لوطنهم وقيمهم الوضعية وما وصلوا إليه كذلك من تطور وتقدم علمي وتقني مذهل , وفى الجانب الآخر الانحطاط الروحي والأخلاقي ...وعلى كل حال , لقد أنفقت تلك السنين من حياتي في الدراسة واعمال الدعوة , اذ وفقنا الباري سبحانه ومن كان ومعي من ابناء الوطن فى ايصال صوت الاسلام لتلك الديار وقد دخل بحمد الله اعدادا في دين الله, وكنت استحضر قول الرافعي رحمه الله"إن لم تزد شيئًا على الدنيا: كنت أنت زائدًا على الدنيا", وكان لنا صحبة من ابناء الوطن لازلنا في تواصل معهم "لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة".
س : هل تتفضل بشرح المزيد عن تجربتكم مع الابتعاث حتى يستفيد منها من هو على أبواب الابتعاث للخارج للحصول على التخصصات التي تحتاج لها المملكة ؟
اخترت من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإلقاء محاضرات على المبتعثين للخارج ..ولي بحوث في هذا الموضوع , ولذلك فانه مما لاشك فيه ، أن تجربة الابتعاث تجربة مؤثرة بمختلف جوانبها وأبعادها ، فهي تصقل صاحبها,وتعطي فكره وتجربته بعداً أعمق , يخرجه من إطار القراءات النظرية إلى واقع الاحتكاك العملي والعلمي مع فكر الآخرين وثقافتهم , وهي تجربة لها محاذير أيضاً، ومن ذلك الخوف من أن ينحرف المبتعث لاسمح الله نتيجة لضعف مناعته, أوالانبهار بالحضارة المادية،فيلجأ إلى التغريب اقتناعاً بأنه السبيل الأمثل للتحضُّر,أوفى الجانب الآخر التقوقع والانغلاق على الذات هرباً من المواجهة وكلا الطريقين لا يعطي الثمرة المرجوة من الابتعاث،فبين هذا وذاك يلزم المبتعث أن يعرف طريقه ، وأن يتزود لهذا الطريق بالإيمان برسالته والتمسُّك بعقيدته والالتصاق بوطنه وثقافته , والانفتاح على العلوم المفيدة لأننا في وقت لا مكان فيه للمتباطئ أو الكسول أو ضعيف الحصانة ،ومن هذا المنطلق كان تمثيل المبدأ والوطن أصدق وأطيب تمثيل من القضايا الأساسية, ومن المسلمات التي يجب أن يحمل مشاعلها ونورها الغيارى من أبناء الأمة, والمخلصين الأوفياء ثقة واعتزازا , وتميزا , غير عابئين بأصوات النشاز والحاقدين أياً كان مصدرها .
ونصيحتي لإخواني المبتعثين إذا كان لي من نصيحة أو اقتراح فهي: تقوى الله فـي السر والعلن، ثم لزوم الصحبة الخيرة ، فلا نجاح لأي شاب نبذ دينه ظهرياً، ولا فلاح لطالب علم استعبدته شهواته، والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، وعليهم أن يهتموا بوقتهم، وأن يحذروا أن تنهشه العوادي، فإنه أغلى ما يملكون "والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"
س: ما دورالفعاليات الثقافية والرياضية والمدارس والجامعات في تعزيز الأمن الفكري ؟
لاشك أن بناء مناعة فكرية في مواجهة مهددات الأمن الفكري يتطلب اتباع أساليب الوقاية,وقديما قيل "الوقاية خيرٌ من العلاج" وتتدرج الوقاية بترسيخها بداية في المنزل(الأسرة) والمسجد والمدرسة والجامعة وجميع المناشط والمحاضن التربوية,فالفعاليات الثقافية والنوادي الأدبية والرياضية عليها دور كبير في تعزيز الأمن الفكري من خلال إقامة أنشطة وبرامج تهدف إلى تحصين الشباب من الوقوع لا سمح الله ضحية للانحراف والمخدرات والجريمة،وتجنيبهم رفاق السوء ,ودعاة الضلال والفتنة,ومواجهة خطر الإرهاب والشائعات والأراجيف المغرضة.
س: هل من الممكن بإيجاز أن تبين للقراء أهمية الأمن الفكري, وضوابطه , ومهدداته ؟
باختصار,الأمن الفكري يحقق للأمة أعظم ضروريات الحياة التي لا يمكن أن يعيش المسلم دون المحافظة عليها وصونها: الدين والنفس والعقل والعرض والمال , فحماية أمن الأمة وفكرها يعد أمراً ضرورياً، كما أن الضرر الناتج عن الإخلال بالأمن الفكري يتعدى إلى كل شرائح المجتمع، وعلى اختلاف مستوياته ,ويؤدي من ثم إلى اختلال الأمن فـي الجوانب الجنائية والاقتصادية وغيرها،فكثيراً ما يكون القتل وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض نتاج أفكار خارجة عن دين الله تعالى, على اعتبار أن الفكر المستقيم بمثابة العمود الفقري، وحجر الزاوية للأمن الشامل وله علاقة بكل الميادين المختلفة.
أما ضوابط الأمن الفكري فهي عديدة ومن أهمها ما يلي:
- أن يكون الفكرنابعاً من ديننا الحنيف.
- أن يتماشى مع مقاصد الشريعة وأحكامها.
- أن يحقق الوسطية والاعتدال.
- أن يحقق للأمة وحدتها وتلاحمها.
- أن يحافظ على ثقافة الأمة ومكونات أصالتها وهويتها وقيمها.
- أن يحقق السمو بالفرد والمجتمع إلى أعلى درجات العفة والنبل والمواطنة الصالحة .
- أن يحقق الأمن بمفهومه الشامل.
- ان يحقق التقدم والازدهار.
س: ما هو شعورك يوم اخترت نائباً لرئيس مجلس الأهالي في مدينة تنومة.؟
- كنا ومازلنا نخدم المحافظة دون مسميات ،وألقاب , فقد قلدنا الكثير منها بحكم الوظيفة , وارتوينا منها وزهدنا فيها , فلم تعد تستهوني هذه المسميات . بدأنا قبل فترة طويلة من خلال مجموعة من الأخوة في الرياض، وتطور العمل إلى أن اخترنا منسقاً لنا وهو المرحوم الأستاذ / محمد بن فرحان "رحمه الله" وأسكنه فسيح جناته ، وقد حققت هذه المجموعة التنومية انجازات تذكر فتشكر .
كنا نصادف اثناء عرض طلبات المحافظة على الدوائر الرسمية بعض التساؤلات ومنها باي صفة تراجعون..؟ هل انتم اعضاء في المجلس البلدي او المجلس المحلي او اعضاء فى مجلس المنطقة ؟..وكنا في حرج كان ينقذ الموقف وجود بعض المشايخ معنا .. في حين ان بعض المحافظات لديهم لجنة اهالي ومجالس مما يكسبهم حضورا جيدا , ويعطيهم وضع نظامي سليم, وبالتالي يسمع صوتهم اكثر , لكونهم اكثر التصاقا باحتياجات محافظاتهم.
وفى احدي المناسبات عرضنا مقترحا على سعادة المحافظ الاستاذ/عبدالرحمن الهزاني وتنومة مازالت مركزا ,وطلبنا تشكيل لجنة أهالي على غرار المحافظات والمراكز في مناطق المملكة"محاكاة لا بدعة" , تبني سعادته الموضوع, ومن ثم صدر امر سمو امير منطقة عسير بتشكيلها, واخترت مع اكثر من اربعين شخصا من اهالي تنومة وفي مقدمتهم عاشق تنومة , وابنها البار الشيخ/علي بن سليمان الشهري الذي اختيررئيسا لمجلس الأهالي, وبالمناسبة فان هذا الرجل الريادي ,صاحب المبادرات والشعور النبيل نحو هذه المحافظة واهلها قدم وما يزال يقدم ما يعجز القلم عن التعبير عنه ، ويعجز اللسان عن بيانه .وفى اول اجتماع اكدنا انه فيما لو استمرت هذه اللجنة فانه لابد من مواجهة امور عدة منها:
اولا- الاحتساب والتضحية بالوقت والجهد, خاصة وان العمل في اللجنة عمل تطوعي دون مقابل ,بل انها تستوجب ان يضحي الانسان ولو على حساب ماله وجهده ووقته وراحته .
ثانيا -اكدنا اننا سنلقي معوقات ونلقي من سفرنا نصبا, وان البعض من الأهالي قد لا يفهم رسالة واهداف اللجنة الابعد حين , وفترة طويلة . ولذلك على الاعضاء ان يتحلوا بالصبر والتحمل .
ثالثا- ضرورة ان يخضع الاعضاء للانتخاب في المرحلة القادمة.
رابعا- اهمية النظر الى الامام وعدم الالتفات الى ثقافة التئيس التي تتفشي في المجتمعات العربية للأسف الشديد.
خامسا- ان لجنة الأهالي اسست اصلا لخدمة المحافظة واهلها تطوعا , ومن يعمل فيها ليس في حاجة الى القاب او اضافة أي انجاز ذاتي لشخصه ,فمن اختيروا من ابناء تنومة هم في الحقيقة اغنياء عن التعريف , وهم ممن لهم بصمات وانجازات على مستوي الوطن: رجال دولة كبار, ورجال اعمال مشهورين , واكاديميين ومربين , وقادة عسكريين متقاعدين , وقادة فكر وتخطيط ونظر الى غير ذلك..وفى تنومة من هذا الطراز الكثير والكثير.
والحمد لله فقد قدم مجلس الأهالي إنجازات معروفة ، شعوراً من الأعضاء بأن على عاتقهم أمانة تستوجب منهم الاخلاص والعمل ، وبفضل الله ثم بثقة سمو أمير المنطقة ، وإشراف المحافظ وتعاون الجميع حقق مجلس الأهالي ما لا يخفي على الجميع ، وعمل على توصيل أصوات الأهالي ومقترحاتهم وطلباتهم إلى المسؤولين بكل أمانة وجدية ، وما كنت أتوقع أن ننجز ما تم إنجازه في فترة وجيزة , كل ذلك في اطار الاهداف المرسومةالتي منها :
الاستفادة من البرامج الوطنية ، ودعم جهود أجهزة الدولة من خلال متابعة الطلبات، والتعاون في كل ما من شأنه تحقيق الخدمات والاحتياجات والمشاريع ،وتنشيط فعاليات السياحة، وتعزيز المناشط العلمية والفكرية بما يسهم في تعميق الأصالة الفكرية وفق ثوابت الدين والوطن.
وبهذه المناسبة أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة المحافظ الأستاذ/ عبدالرحمن الهزاني وإلى الأعضاء , والى كل من تعاون مع مجلس الاهاليمن الدوائرالرسمية ,والان فإننا نعلق امال كبيرة على المجلسين: المجلس المحلي والمجلس البلدي للقيام بدورهما ومسؤولياتهما على الوجه الأكمل , والكره الآن في مرمى المجلسين ,وسندعمهما بالرأي والمشورة , والآمال كبيرة وغدا لناظره قريب.
س: ما هي الأشياء التي ترى أنها تقف عائقاً أمام العمل التطوعي وأمام مشاريع التطوير والتنمية في المحافظة؟
- هناك عوائق مصدرها ضعف التعاون ، وكذلك مستوى العمل بروح الفريق الواحد ، ولن أتحدث عن ذلك الآن , وهناك عوائق تعوق عجلة التطور في المحافظة وفى قراها ومنها: تباطؤ وتأخر المقاولين في إنجاز ما يسند إليهم من مشاريع ، ولكن بالتعاون بين الإدارات والمجلس البلدي والمحلي يصل الجميع إلى ما يرضي الله جل وعلا ثم المواطنين, وأود بالمناسبة أن أشكرأعضاء المجلس البلدي برئاسة الأستاذ القدير /سعد بن محمد بن زاهر الشهري على ما يقومون به حتي الان من أعمال ومبادرات .
س: ماهي انطباعاتك عن تشكيل المجلس المحلي؟
لقد أسعدني حقيقة صدور موافقة سمو أمير المنطقة بتعيين كوكبة متميزة من ابناء المحافظة كأعضاء في المجلس المحلي وإني أبارك لهم,ولسعادة المحافظ سائلا الله لهم التوفيق والسداد. وإني على ثقة بأن أعضاء المجلس المحلي وبتوجيهات المحافظ , وبموجب النظام سيعملون إن شاء الله على تعميق التواصل مع المسؤولين في الجهات الرسمية , والمطالبة بأن تأخذ المحافظة نصيبها من الإدارات والمشاريع التنموية أسوة ببقية محافظات المملكة, ولكن عليهم وضع خطة عمل وإستراتيجية واضحة , وأن يستفيدوا من تجارب المجالسفي جميع المحافظات , ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
س: من وجهة نظرك كيف ترى عمل المجلس المحلي على خارطة العمل الرسمي في المحافظة ؟
إن المجالس المحلية في جميع مناطق المملكة لها نظامها الذي يحكم عملها ونتطلع إلى دور فاعل للمجلس, على أن يعطي الوقت الكافي للانطلاقة حتي يكون أكثر قرباً من المواطنين لنقل همومهم واحتياجاتهم .
إن الدولة -رعاها الله- حرصت بقيادة خادم الحرمين الشريفين على اتخاذ القرارات وإصدار التنظيمات في كافة المجالات من أجل دفع عجلة التقدم في بلادناإلى الأمام وعلى مختلف المستويات والمجالات والمجلس المحلي هو (التنظيم الذي صدر بقرار من مجلس الوزراء عام 1420هـ باعتماد تشكيل المجالس المحلية التابعة للمحافظات) وبدأت منذ عام 1423هـ . وهذه المجالس تم تشكيلها من بعض المواطنين والموظفين العاملين في المحافظة ، ويعقد اجتماعاته بشكل دوري ومن المعروف أن دور المجلس المحلي في المحافظة مكمل لدور مجلس المنطقة، وعادة معظم القرارات والتوصيات والمعلومات التي تصدر من مجلس المنطقة تأتي من خلال توصيات المجالس المحلية في المحافظات إلى مجلس المنطقة, في سبيل رقي الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحقيق الراحة المرجوة لهم.
س: كيف تنظرون إلى ما وصلت اليه محافظة تنومة ؟
محافظة تنومة تعيش أزهر أوقاتها , بفضل الله ، ثم دعم ورعاية سمو امير المنطقة, ثم وجود رؤساء دوائر يهمهم تطور المحافظة وفى المقدمة المحافظ ورؤساء الدوائر وأعضاء المجالس المختصة..وفى ظل هذه المعادلة من وجود محافظ طموح ورئيس بلدية متعاون , والآن مجلسان محلي وبلدي, وفى ظل وعي مجتمعي بينالأهالي في المحافظة , كل ذلك سينقل المحافظة إلى مواقع متقدمة إن شاء الله .
س: وعن دور مجلس الأهالي خلال الفترة الماضية قال سعادته:
شكل مجلس الأهالي من أكثر من أربعين شخصاً من أبناء المحافظة بموجب أمر سمو أميرالمنطقة , وعمل أعضاؤه عملاً تطوعياً دافعه حب مسقط الرأس , وحب الخير والبذل والعطاء دون مقابل والمتابع المنصف يلحظ أن مجلس أهالي تنومة قد بذل جهوداً معروفة ,وحراكا ًمشهوداً , وسيتولى المجلسان: المحلي والبلدي بقيادة المحافظ وتعاون الأهالي ما تتطلع إليه المحافظة بحول الله وقوته .. فالمجلس المحلي والبلدي هما جناحان مهمان لازدهار المحافظة ونموها وتنميتها , وسيعملان على متابعة احتياجات المحافظة مع الجهات ذات العلاقة بعد الحصر والتدقيق , وفى مقدمة عناوين التنمية في المحافظة استكمال افتتاح فروع ومكاتب الجهات الرسمية , وتطوير مستشفى المحافظة والمطالبة بدعمه بالكوادر الطبية والفنية ، والمطالبة بإدارة مستقلة للتربية والتعليم بالمحافظة ، وافتتاح مراكز, ونقاط أمنية ، وكليات , ومتابعة المشاريع التنموية المعتمدة للمحافظة ، والعمل على إنهائها في أوقاتها المعلنة.
س: وعن المشاريع الجديدة في جامعة نايف قال :
خطت الجامعة في السنوات الأخيرة خطوات متقدمة ، حيث تم افتتاح ثلاث كليات إضافية وإدارات ومراكز لتحقيق الريادة في العلوم الأمنية والدراسات الاستراتيجية في الدول العربية، وتتمثل رؤيتها ورسالتها في الارتقاء بالعلوم الأمنية والدراسات الاستراتيجية لبلوغ مستوى علمياً متميزاً عربياً ودولياً، فكراً ومنهجاً ,فهي تمنح درجات الدكتوراه والماجستير والدبلوم في عدد من التخصصات , وتتمثل مكونات الجامعة في الكليات والمراكز التالية:كلية العدالة الجنائية , كلية العلوم الاجتماعية والإدارية, كلية العلوم الاستراتيجية, كلية علوم الأدلة الجنائية, كلية اللغات والترجمة, كلية التدريب, كلية أمن المعلومات والحاسب الآلي , مركز الدراسات والبحوث, مركز تقنية المعلومات, مركز إدارة الازمة وتطوير القيادات العليا.
وهناك عدد من الإدارات المساندة التي تقوم بخدمة العملية الأكاديمية ، والجامعة عضو في اتحاد الجامعات العربية والأوربية، ورابطة الجامعات الإسلامية، والاتحاد العالمي للجامعات والكليات، وهي عضو في شبكة الأمم المتحدة للعدالة الجنائية والمنظمة الدولية للحماية المدنية وغيرها، وتتمتع بعضوية مراقب في مجلس وزراء العدل العرب، ومجلس وزراء الإعلام العرب، ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب, ومجلس وزراء السياحة .
وفى آخر اللقاء نشكر موقع وصحيفة تنومة على الجهود الداعمة لفعاليات المحافظة وعلى الدور الفاعل والمبدع في كل ما يخدم الوطن والمواطنين. نتمنى لكم المزيد من التوفيق والسداد ..
بعض الصور المنوعة المتعلقة بالضيف من أرشيف الصحيفة
جانب من مكتبة الضيف الخاصة