امتياز التعدين في جبل الصفحة ب
2007-09-23 10:39:00//
جريدة الرياض : تنومة - سعيد معيض:
* * جبل الصفحة الذي يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة تنومة وما يمتد منه في جميع الاتجاهات شرقا وغربا وشمالا وجنوباً من جبال ومعالم سياحية وبيئية يعد من أهم المعالم السياحية والبيئية في مدينة تنومة، ويوجد فيهوفيما حوله الكثير من المساكن للمواطنين، والعديد من المرافق الأخرى مثل المساجد والاستراحات والمقابر وغيرها إضافة إلى المعالم الطبيعية التي حباها الله تعالى هذا المكان.
قبل عدة سنوات قامت إحدى الشركات الوطنية العاملة في مجال المنتجات الخزفية بالحصول على امتياز لاستغلال معدن الفلدسبار من هذا المكان وبمساحة 3.6كلم مربع من وزارة البترول والثروة المعدنية، وقد أدى هذا الامتياز للشركة إلى استياء المواطنين القاطنين إلى جواره مباشرة بوجه خاص وأهالي تنومة بشكل عام، وقد زار المكان عدد من اللجان المشكلة من الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر، وسجلت هذه اللجان معارضتها الشديدة لهذا الامتياز بمحاضر رسمية مثل وزارة الزراعة والشؤون البلدية والقروية ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة وهيئة السياحة، وهيئة حماية الحياة الفطرية وإنمائها وغيرها .
(الرياض) زارت المكان الذي أعطيت الشركة الوطنية فيه الامتياز لاستغلال هذا الخام من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية والتقينا بعدد من المواطنين والأكاديميين المهتمين بهذا الموضوع حيث التقينا بداية بالشيخ سعد بن عاطف شيخ قبيلة آل معافا وهي القبيلة المتضررة بشكل مباشر كونهم يسكنون هناك والذي أكد على أهمية المحافظة على البيئة وأشار إلى أن بعض الشركات الخاصة لا تراعي حقوق المواطن وخطورة تلوث الهواء والطبيعة وتضرر المزارع والمساكن والرعي والغابات والحياة الفطرية من جراء التعدين في تلك المواقع ، وأن هذا يتناقض مع المبادئ والقيم والأنظمة المعمول بها في بلادنا ، وأكد أن قادة المملكة يبذلون الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على أملاك وصحة المواطنين وعلى البيئة، ومن جانبه تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد أبوداهش عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد فقال إن ما نحن بصدده نابع من حرصنا على التعاون مع ولاة الأمر في المحافظة على البيئة وأن نكون خير عون للدولة أيدها الله في التوعية والتعاون على ما فيه خير الوطن والمواطن ، وأضاف الدكتور أبوداهش أن الموقع الذي تنوي الشركة البدء في تفتيته يحتوي على أملاك مواطنين من مساكن ومزارع بالإضافة إلى المدارس والمساجد والطرق والمقابر والبيادر والجرن والمتنزهات المغطاة بالأشجار والأعشاب إضافة إلى مختلف أنواع الطيور هذا فضلاً عن المناحل التي تنتج العسل وتشكل مصدر دخل لعدد من المواطنين. وفي الاتجاه نفسه ذكر الدكتور علي بن فايز الجحني عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن الموضوع قد حظي باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدا لعزيز وزير الداخلية، حفظه الله ، الذي رفع توصية في الشهر الرابع من العام 1426ه تنص على ( إلغاء الامتياز لما يسببه من أضرار على البيئة وأهالي المنطقة) وأكد الدكتور الجحني أن التعدين في ذلك الموقع سيقضي على نشاط السياحة وبرامجها الواعدة وهذا ما دعا الهيئة العليا للسياحة للاعتراض على التعدين بخطاب رفع لوزارة البترول والثروة المعدنية في السابع من الشهر الخامس عام 1422ه ، كما أن خطاب وزارة الزراعة في السادس عشر من شهر المحرم عام 1423ه وضح ( أن الموقع مغطى بأشجار كثيفة وأن تمكين الشركة سيتلف هذه الأشجار ويتسبب في تصحر الموقع). وفي هذا الاطار التقينا مع الأستاذ يحيى مردوم وهو احد المواطنين المتضررين بشكل مباشر كون منزله يقع بالقرب من الجبل فأكد أن الضرر كبير كون العمل سيتم على مقربة من منزلي مما يؤدي بنا إلى النزوح والهجرة من المكان لما لذلك من تأثير بيئي وصحي إضافة إلى الضوضاء الناتجة عن الآلات المستخدمة . وبصفته معلم جغرافيا فقد سألناه عن طبيعة معدن الفلدسبار فقال بالرجوع إلى المصادر تبين أن هذا المعدن ينتمي إلى مجموعة الفلدسبار (شوم نمٌلَِّفء هءُِِّ) وهي مجموعة من الأملاح المعدنية التي لها تركيب مشابه وهي العناصر المشكلة للصخور وتشكل 60% من تكوين القشرة الأرضية ، ولكن هناك 20عنصراً تعد معروفة بينها ، وهناك 9عناصر معروفة بشكل جيد وهذه تشكل أكبر نسبة من الأملاح المعدنية التي توجد في القشرة الأرضية ذات الصلابة . ومن هذه المعلومات يتضح أن هذا المعدن شائع بكثرة في القشرة الأرضية وليس من المعادن المصنفة بالندرة فلماذا لم يتم اختيار أماكن أخرى بعيدة عن السكان .أما الدكتور عبد الرحمن بن محمد بن هشبول عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل والذي له اهتمام بالدراسات البيئية فقد أعد تقريراً شاملاً عن هذا الموقع ضمنه الكثير من الأضرار البيئية والصحية والسكانية على المنطقة، ومما جاء في هذا التقرير: إن التعدين في دولتنا الحبيبة وفي كل دول العالم يخضع لضوابط وشروط معينة إذا اختل شرط من هذه الشروط انتفى التعدين.ومن ضمن هذه الشروط:
1- ألا يعرض التعدين صحة السكان للضرر سواءً بالتسبب بأمراض معينة أو الإزعاج وألا يتسبب التعدين في هجرة السكان من أماكنهم.
2- ألا يتعارض مع استراتيجيات أخرى للدولة، مثل إستراتيجية حماية البيئة،وإستراتيجية حماية الحياة الفطرية، وإستراتيجية التطوير السياحي والخطط السياحية،وإستراتيجية المحافظة على المقومات الطبيعية،وإستراتيجية حماية الآثار،وإستراتيجية مقاومة التصحر،وإستراتيجية حماية الغطاء النباتي الطبيعي.
3- ألا يتعارض التعدين ويتعاكس مع خطط معدة لمنطقة من المناطق أو إقليم من الأقاليم.
وإذا نظرنا إلى التعدين في جبل الصفحة غرب مدينة تنومة لوجدناه يتعارض تماماً مع كل الإستراتيجيات سالفة الذكر ويتنافى تماماً مع شروط التعدين،فمن حيث تأثير ذلك على صحة السكان : نجد أن الموقع المذكور مشمول لقرى مأهولة بالسكان والموقع يشمل منازل ومزارع ومساجد ومنتجعات سياحية ومقابر ومدرسة وبريد وغيرها. والضرر الصحي للسكان متحقق حتماً كما أن إزعاج السكان متحقق أيضاً نتيجة حمل الآلات الثقيلة في الموقع
وليس أمام السكان والحالة هذه إلا الهجرة إلى أماكن بعيدة عن هذا الضرر الصحي والضوضاء المرهقة،حيث يؤكد أهل الاختصاص أن استغلال خام الفلدسبار ينتج عنه انبعاث إشعاعات لها ضرر على السكان والبيئة ، حيث يمكث سنين طويلة في الطبيعة.
أما من حيث الضرر بالبيئة فإن التعدين في الموقع المذكور سيغير تلك المعالم ويقلب المنظر الجميل إلى منظر قبيح وسيتسبب في جرف التربة واقتلاع الأشجار المعمرة وتدمير الغابات وتحطيم الصخور الجميلة، وما يترتب على ذلك من أثار بيئية يعرفها أهل الاختصاص.
ومن حيث إلحاق الضرر بالحياة الفطرية فإن الموقع مأوى للحياة الفطرية بأشكالها وأجناسها المتعددة، كالأرانب والثعالب والوبران ووالضباع والزواحف والنمر العربي النادر وأنواع الطيور المختلفة والأشجار والشجيرات والأعشاب . والتعدين في الموقع سيهجر هذه الحياة كلها ويتسبب في انقراض معظم الأنواع النادرة.
أما من جهة السياحة فإن الموقع المذكور هو من أجمل المواقع الطبيعية السياحية في المملكة والذي جعله كذلك اشتماله على المقومات الطبيعية الخلابة كالغابات الكثيفة المشمولة بأشجار الزيتون والعرعر والحشائش وغيرها واشتماله على الصخور التي تتخلل هذه الغابات ، وعلى الجبال الشاهقة الصالحة للاستثمار السياحي واشتماله على منتجعات سياحية قائمة بالفعل،وهو مقصد المصطافين والسياح من داخل المملكة ومن دول الخليج.
والتعدين فيه يحطم كل تلك المقومات الطبيعية ويتلفها وينفر السياح ويقضي على السياحة في ذلك المكان الفريد. أما من جهة التصحر فإن التعدين فيما سمي بجبل الصفحة يتعارض ويتعاكس تماماً مع المخطط الإقليمي لمنطقة عسير حيث يقوم المخطط أصلاً على (تنمية المكان) وتنمية المكان تعني المحافظة على المقومات الطبيعية وتطويرها والتعدين هنا يتلف المكان ويتعارض مع تلك الخطط لأنه عبارة عن اقتلاع الشجر والمدر والحجر فأي تنمية هذه؟
كما أن التعدين المذكور يتعارض مع مخطط أمارة منطقة عسير ( 2030) الذي يهدف إلى تحسين الأداء. فكيف سيتحسن الأداء مع اقتلاع الطبيعة وإتلافها ؟.
واختتم الدكتور بن هشبول تقريره بتعجبه من وزارة البترول والثروة المعدنية التي قفزت على كل هذه الإستراتيجيات وتجاوزتها وتجاوزت قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بعدم التعدين في المناطق ذات الغطاء النباتي الطبيعي، ولم تراع صحة السكان وما ارتبطت به مصالحهم الشرعية وتساءل عن المبررات التي اعتمدتها في اختيارها لهذا الموقع الحساس سكانياً وبيئياً وصحياً ووسياحياً وفطرياً وزراعياً حيث أجمعت كل المصالح الحكومية على عدم التعدين في ذلك الموقع لتعارضه مع تلك الإستراتيجيات، ومع ذلك مكنت الشركة.
ومن جهة أخرى رأى الأستاذ الدكتور ظافر بن عبد الله بن حنتش عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل أن التعدين يحتوي على إشعاع خطر يعرفه المختصون وهذا سيولد أضراراً على الحرث والنسل كما أن الإزعاج الناتج من استخدام المعدات الثقيلة سيكون عامل طرد للسكان من مساكنهم إضافة إلى الأضرار البيئية التي تمت الإشارة إليها وطالب الدكتور بن حنتش بوضع حد للتهاون بحياة الناس في سبيل الحصول على امتيازات معينة .
وعلى جانب ذي صلة تحدث الأستاذ عاطف بن سعد آل عاطف الذي أكد أن كل الجهات الرسمية من بلدية تنومة إلى مقام وزارة الداخلة مروراً بالهيئة العليا للسياحة ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة ووزارة الزراعة وغيرها كلها أكدت الضرر الذي سيلحق بالمنطقة ما لم يتم تدارك الأمر.
* * جبل الصفحة الذي يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة تنومة وما يمتد منه في جميع الاتجاهات شرقا وغربا وشمالا وجنوباً من جبال ومعالم سياحية وبيئية يعد من أهم المعالم السياحية والبيئية في مدينة تنومة، ويوجد فيهوفيما حوله الكثير من المساكن للمواطنين، والعديد من المرافق الأخرى مثل المساجد والاستراحات والمقابر وغيرها إضافة إلى المعالم الطبيعية التي حباها الله تعالى هذا المكان.
قبل عدة سنوات قامت إحدى الشركات الوطنية العاملة في مجال المنتجات الخزفية بالحصول على امتياز لاستغلال معدن الفلدسبار من هذا المكان وبمساحة 3.6كلم مربع من وزارة البترول والثروة المعدنية، وقد أدى هذا الامتياز للشركة إلى استياء المواطنين القاطنين إلى جواره مباشرة بوجه خاص وأهالي تنومة بشكل عام، وقد زار المكان عدد من اللجان المشكلة من الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر، وسجلت هذه اللجان معارضتها الشديدة لهذا الامتياز بمحاضر رسمية مثل وزارة الزراعة والشؤون البلدية والقروية ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة وهيئة السياحة، وهيئة حماية الحياة الفطرية وإنمائها وغيرها .
(الرياض) زارت المكان الذي أعطيت الشركة الوطنية فيه الامتياز لاستغلال هذا الخام من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية والتقينا بعدد من المواطنين والأكاديميين المهتمين بهذا الموضوع حيث التقينا بداية بالشيخ سعد بن عاطف شيخ قبيلة آل معافا وهي القبيلة المتضررة بشكل مباشر كونهم يسكنون هناك والذي أكد على أهمية المحافظة على البيئة وأشار إلى أن بعض الشركات الخاصة لا تراعي حقوق المواطن وخطورة تلوث الهواء والطبيعة وتضرر المزارع والمساكن والرعي والغابات والحياة الفطرية من جراء التعدين في تلك المواقع ، وأن هذا يتناقض مع المبادئ والقيم والأنظمة المعمول بها في بلادنا ، وأكد أن قادة المملكة يبذلون الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على أملاك وصحة المواطنين وعلى البيئة، ومن جانبه تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد أبوداهش عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد فقال إن ما نحن بصدده نابع من حرصنا على التعاون مع ولاة الأمر في المحافظة على البيئة وأن نكون خير عون للدولة أيدها الله في التوعية والتعاون على ما فيه خير الوطن والمواطن ، وأضاف الدكتور أبوداهش أن الموقع الذي تنوي الشركة البدء في تفتيته يحتوي على أملاك مواطنين من مساكن ومزارع بالإضافة إلى المدارس والمساجد والطرق والمقابر والبيادر والجرن والمتنزهات المغطاة بالأشجار والأعشاب إضافة إلى مختلف أنواع الطيور هذا فضلاً عن المناحل التي تنتج العسل وتشكل مصدر دخل لعدد من المواطنين. وفي الاتجاه نفسه ذكر الدكتور علي بن فايز الجحني عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن الموضوع قد حظي باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدا لعزيز وزير الداخلية، حفظه الله ، الذي رفع توصية في الشهر الرابع من العام 1426ه تنص على ( إلغاء الامتياز لما يسببه من أضرار على البيئة وأهالي المنطقة) وأكد الدكتور الجحني أن التعدين في ذلك الموقع سيقضي على نشاط السياحة وبرامجها الواعدة وهذا ما دعا الهيئة العليا للسياحة للاعتراض على التعدين بخطاب رفع لوزارة البترول والثروة المعدنية في السابع من الشهر الخامس عام 1422ه ، كما أن خطاب وزارة الزراعة في السادس عشر من شهر المحرم عام 1423ه وضح ( أن الموقع مغطى بأشجار كثيفة وأن تمكين الشركة سيتلف هذه الأشجار ويتسبب في تصحر الموقع). وفي هذا الاطار التقينا مع الأستاذ يحيى مردوم وهو احد المواطنين المتضررين بشكل مباشر كون منزله يقع بالقرب من الجبل فأكد أن الضرر كبير كون العمل سيتم على مقربة من منزلي مما يؤدي بنا إلى النزوح والهجرة من المكان لما لذلك من تأثير بيئي وصحي إضافة إلى الضوضاء الناتجة عن الآلات المستخدمة . وبصفته معلم جغرافيا فقد سألناه عن طبيعة معدن الفلدسبار فقال بالرجوع إلى المصادر تبين أن هذا المعدن ينتمي إلى مجموعة الفلدسبار (شوم نمٌلَِّفء هءُِِّ) وهي مجموعة من الأملاح المعدنية التي لها تركيب مشابه وهي العناصر المشكلة للصخور وتشكل 60% من تكوين القشرة الأرضية ، ولكن هناك 20عنصراً تعد معروفة بينها ، وهناك 9عناصر معروفة بشكل جيد وهذه تشكل أكبر نسبة من الأملاح المعدنية التي توجد في القشرة الأرضية ذات الصلابة . ومن هذه المعلومات يتضح أن هذا المعدن شائع بكثرة في القشرة الأرضية وليس من المعادن المصنفة بالندرة فلماذا لم يتم اختيار أماكن أخرى بعيدة عن السكان .أما الدكتور عبد الرحمن بن محمد بن هشبول عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل والذي له اهتمام بالدراسات البيئية فقد أعد تقريراً شاملاً عن هذا الموقع ضمنه الكثير من الأضرار البيئية والصحية والسكانية على المنطقة، ومما جاء في هذا التقرير: إن التعدين في دولتنا الحبيبة وفي كل دول العالم يخضع لضوابط وشروط معينة إذا اختل شرط من هذه الشروط انتفى التعدين.ومن ضمن هذه الشروط:
1- ألا يعرض التعدين صحة السكان للضرر سواءً بالتسبب بأمراض معينة أو الإزعاج وألا يتسبب التعدين في هجرة السكان من أماكنهم.
2- ألا يتعارض مع استراتيجيات أخرى للدولة، مثل إستراتيجية حماية البيئة،وإستراتيجية حماية الحياة الفطرية، وإستراتيجية التطوير السياحي والخطط السياحية،وإستراتيجية المحافظة على المقومات الطبيعية،وإستراتيجية حماية الآثار،وإستراتيجية مقاومة التصحر،وإستراتيجية حماية الغطاء النباتي الطبيعي.
3- ألا يتعارض التعدين ويتعاكس مع خطط معدة لمنطقة من المناطق أو إقليم من الأقاليم.
وإذا نظرنا إلى التعدين في جبل الصفحة غرب مدينة تنومة لوجدناه يتعارض تماماً مع كل الإستراتيجيات سالفة الذكر ويتنافى تماماً مع شروط التعدين،فمن حيث تأثير ذلك على صحة السكان : نجد أن الموقع المذكور مشمول لقرى مأهولة بالسكان والموقع يشمل منازل ومزارع ومساجد ومنتجعات سياحية ومقابر ومدرسة وبريد وغيرها. والضرر الصحي للسكان متحقق حتماً كما أن إزعاج السكان متحقق أيضاً نتيجة حمل الآلات الثقيلة في الموقع
وليس أمام السكان والحالة هذه إلا الهجرة إلى أماكن بعيدة عن هذا الضرر الصحي والضوضاء المرهقة،حيث يؤكد أهل الاختصاص أن استغلال خام الفلدسبار ينتج عنه انبعاث إشعاعات لها ضرر على السكان والبيئة ، حيث يمكث سنين طويلة في الطبيعة.
أما من حيث الضرر بالبيئة فإن التعدين في الموقع المذكور سيغير تلك المعالم ويقلب المنظر الجميل إلى منظر قبيح وسيتسبب في جرف التربة واقتلاع الأشجار المعمرة وتدمير الغابات وتحطيم الصخور الجميلة، وما يترتب على ذلك من أثار بيئية يعرفها أهل الاختصاص.
ومن حيث إلحاق الضرر بالحياة الفطرية فإن الموقع مأوى للحياة الفطرية بأشكالها وأجناسها المتعددة، كالأرانب والثعالب والوبران ووالضباع والزواحف والنمر العربي النادر وأنواع الطيور المختلفة والأشجار والشجيرات والأعشاب . والتعدين في الموقع سيهجر هذه الحياة كلها ويتسبب في انقراض معظم الأنواع النادرة.
أما من جهة السياحة فإن الموقع المذكور هو من أجمل المواقع الطبيعية السياحية في المملكة والذي جعله كذلك اشتماله على المقومات الطبيعية الخلابة كالغابات الكثيفة المشمولة بأشجار الزيتون والعرعر والحشائش وغيرها واشتماله على الصخور التي تتخلل هذه الغابات ، وعلى الجبال الشاهقة الصالحة للاستثمار السياحي واشتماله على منتجعات سياحية قائمة بالفعل،وهو مقصد المصطافين والسياح من داخل المملكة ومن دول الخليج.
والتعدين فيه يحطم كل تلك المقومات الطبيعية ويتلفها وينفر السياح ويقضي على السياحة في ذلك المكان الفريد. أما من جهة التصحر فإن التعدين فيما سمي بجبل الصفحة يتعارض ويتعاكس تماماً مع المخطط الإقليمي لمنطقة عسير حيث يقوم المخطط أصلاً على (تنمية المكان) وتنمية المكان تعني المحافظة على المقومات الطبيعية وتطويرها والتعدين هنا يتلف المكان ويتعارض مع تلك الخطط لأنه عبارة عن اقتلاع الشجر والمدر والحجر فأي تنمية هذه؟
كما أن التعدين المذكور يتعارض مع مخطط أمارة منطقة عسير ( 2030) الذي يهدف إلى تحسين الأداء. فكيف سيتحسن الأداء مع اقتلاع الطبيعة وإتلافها ؟.
واختتم الدكتور بن هشبول تقريره بتعجبه من وزارة البترول والثروة المعدنية التي قفزت على كل هذه الإستراتيجيات وتجاوزتها وتجاوزت قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بعدم التعدين في المناطق ذات الغطاء النباتي الطبيعي، ولم تراع صحة السكان وما ارتبطت به مصالحهم الشرعية وتساءل عن المبررات التي اعتمدتها في اختيارها لهذا الموقع الحساس سكانياً وبيئياً وصحياً ووسياحياً وفطرياً وزراعياً حيث أجمعت كل المصالح الحكومية على عدم التعدين في ذلك الموقع لتعارضه مع تلك الإستراتيجيات، ومع ذلك مكنت الشركة.
ومن جهة أخرى رأى الأستاذ الدكتور ظافر بن عبد الله بن حنتش عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل أن التعدين يحتوي على إشعاع خطر يعرفه المختصون وهذا سيولد أضراراً على الحرث والنسل كما أن الإزعاج الناتج من استخدام المعدات الثقيلة سيكون عامل طرد للسكان من مساكنهم إضافة إلى الأضرار البيئية التي تمت الإشارة إليها وطالب الدكتور بن حنتش بوضع حد للتهاون بحياة الناس في سبيل الحصول على امتيازات معينة .
وعلى جانب ذي صلة تحدث الأستاذ عاطف بن سعد آل عاطف الذي أكد أن كل الجهات الرسمية من بلدية تنومة إلى مقام وزارة الداخلة مروراً بالهيئة العليا للسياحة ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة ووزارة الزراعة وغيرها كلها أكدت الضرر الذي سيلحق بالمنطقة ما لم يتم تدارك الأمر.