ظافر الجبيري : ملهم صاغ للقصة جواهر من وحي القرية!!!
لصحيفة تنومة ــ عبدالله محمد الشهري ــ الرياض
رغم عدم إلمامي بالكثير عن شخصية هذا الأديب المتفرد في مجال القصة القصيرة وعدم إطلاعي على بعض مجموعاته القصصية بشكل كامل, إلا أن شيئا من ملكته الإبداعية قد أجبرني على التوقف أمام نزر يسير من بعض قصصه التي جمعها في إصداره الأول ووسمها بعنوان(خطوات يبتلعها المغيب) وصلتني مصادفة عن طريق أحد الأحبة منذ سنوات قريبة.
شرعت في قراءة القصة الأولى قبل أن أضع الكتاب على رف مكتبتي لأعود إليه لاحقاً لكنه غاب عن ناظري حتى اليوم وكأن تلك الخطوات قد ابتلعته أيضاً في طريقها نحو المغيب, وبقيت تلك الخطوات تدور في ذهني عن تفاصيل صغيرة من حياة القرية نعرفها بالفطرة ونمارسها بالسجية المرهفة وبالإحساس المؤطر بنكهة اللهجة المحلية لبني شهر, بيد أن الذائقة الأدبية للقاص القدير قد أخرجت لنا عملاً بديعاً تجلى في أبهى صوره ومعانيه وقدم لنا نصاًً يتبختر في حلة فاخرة يمضي بها مختالاً على شفاه القراء.
وظف المفردات المحلية في تكوين عناصر تلك القصة وربما في بقية قصصه وجعلها في قالب قصصي غني بالمفردات الجميلة المستقاة من مقومات بيئته الأصلية المكونة من أسماء طرقات القرية وأدوات الزراعة والرعي وطبيعة الحياة العامة في القرية تحت مسمى(المساء الصغير), فخرجت بتلك الصورة الجميلة حتى أضحت وكأنها سيمفونية تعزف أعذب الألحان بذائقة بتهوفينية يتردد صداها عبر الأزمنة.
تذكرت بعد قراءتي لشيء من إبداعه في تلك القصة أنه يسير على خطى القاص السعودي المبدع /جار الله الحميد صاحب القلم الرشيق والأجمل على الإطلاق في مجال القصة القصيرة بخطوات ثابتة وإن كان إسلوب الحميد يميل إلى الغموض الشديد في حبكة قصصه حتى النهاية.
إنه الكاتب والقاص المتألق في سماء القصة القصيرة الأستاذ/ ظافر بن علي الجبيري والذي يعد من جيل المبدعين حقاً, فقد تناول الناقد الدكتور محمد الشنطي بعض نتاجه القصصي في ملحق الأربعاء الصادر عن صحيفة المدينة بتاريخ 27/11/2013م حيث قال عن طريقة الجبيري وإسلوبه القصصي .
"وهكذا فالناظر في لغة القصّ لدى ظافر الجبيري يلمس أساليب ويقف على صيغ متراكبة متعاضدة في عمقها وفي تمظهراتها تتعدّد وجوه حملها لدلالة النصّ السردي، فتعدّد وظائف الخطاب، فتتوالد الأصوات متعددة داخل النص وخارجه في لعب محكم على امتدادات الأمكنة وتحوّلاتها في نصّ الكاتب وفي ذهن القارئ، لم يتقيّد ظافر الجبيري في كلتا المجموعتين بمكان بذاته، ولم يحصر مدار نصّه بمكان محدّد، ذلك أنّ المكان مهما كان مرجعه بالنسبة إلى الكاتب ليس هو المكان في الواقع الخارجي، ولو أشار إليه الكاتب أو حدّده، فالمكان في نصّ الجبيري عنصر من العناصر الفنّية للقصّة، إنّه المكان اللفظي المتخيّل أي المكان الذي صنعته اللغة انصياعا لأغراض فنّ القصّ وجمالياته، فغدا متضمّنا لمعان ودالا عبر رموز على رؤى وتمثلات، إنّه يفتح شهيّة القراءة والتّفسير والبحث في الأبعاد ومعاودة القراءة والتّأويل" إنتهى.
الجدير بالذكر أن القاص الرشيق المبدع ظافر الجبيري من أبناء محافظة النماص وعمل مشرفاً تربويا بها قبل أن ينتقل إلى مدينة أبها ولايزال في سلك التعليم وصاحب مؤلفات قصصية وصلت حتى الآن ثلاثة مؤلفات وهو عضواً فاعلاً في نادي أبها الأدبي.
شرعت في قراءة القصة الأولى قبل أن أضع الكتاب على رف مكتبتي لأعود إليه لاحقاً لكنه غاب عن ناظري حتى اليوم وكأن تلك الخطوات قد ابتلعته أيضاً في طريقها نحو المغيب, وبقيت تلك الخطوات تدور في ذهني عن تفاصيل صغيرة من حياة القرية نعرفها بالفطرة ونمارسها بالسجية المرهفة وبالإحساس المؤطر بنكهة اللهجة المحلية لبني شهر, بيد أن الذائقة الأدبية للقاص القدير قد أخرجت لنا عملاً بديعاً تجلى في أبهى صوره ومعانيه وقدم لنا نصاًً يتبختر في حلة فاخرة يمضي بها مختالاً على شفاه القراء.
وظف المفردات المحلية في تكوين عناصر تلك القصة وربما في بقية قصصه وجعلها في قالب قصصي غني بالمفردات الجميلة المستقاة من مقومات بيئته الأصلية المكونة من أسماء طرقات القرية وأدوات الزراعة والرعي وطبيعة الحياة العامة في القرية تحت مسمى(المساء الصغير), فخرجت بتلك الصورة الجميلة حتى أضحت وكأنها سيمفونية تعزف أعذب الألحان بذائقة بتهوفينية يتردد صداها عبر الأزمنة.
تذكرت بعد قراءتي لشيء من إبداعه في تلك القصة أنه يسير على خطى القاص السعودي المبدع /جار الله الحميد صاحب القلم الرشيق والأجمل على الإطلاق في مجال القصة القصيرة بخطوات ثابتة وإن كان إسلوب الحميد يميل إلى الغموض الشديد في حبكة قصصه حتى النهاية.
إنه الكاتب والقاص المتألق في سماء القصة القصيرة الأستاذ/ ظافر بن علي الجبيري والذي يعد من جيل المبدعين حقاً, فقد تناول الناقد الدكتور محمد الشنطي بعض نتاجه القصصي في ملحق الأربعاء الصادر عن صحيفة المدينة بتاريخ 27/11/2013م حيث قال عن طريقة الجبيري وإسلوبه القصصي .
"وهكذا فالناظر في لغة القصّ لدى ظافر الجبيري يلمس أساليب ويقف على صيغ متراكبة متعاضدة في عمقها وفي تمظهراتها تتعدّد وجوه حملها لدلالة النصّ السردي، فتعدّد وظائف الخطاب، فتتوالد الأصوات متعددة داخل النص وخارجه في لعب محكم على امتدادات الأمكنة وتحوّلاتها في نصّ الكاتب وفي ذهن القارئ، لم يتقيّد ظافر الجبيري في كلتا المجموعتين بمكان بذاته، ولم يحصر مدار نصّه بمكان محدّد، ذلك أنّ المكان مهما كان مرجعه بالنسبة إلى الكاتب ليس هو المكان في الواقع الخارجي، ولو أشار إليه الكاتب أو حدّده، فالمكان في نصّ الجبيري عنصر من العناصر الفنّية للقصّة، إنّه المكان اللفظي المتخيّل أي المكان الذي صنعته اللغة انصياعا لأغراض فنّ القصّ وجمالياته، فغدا متضمّنا لمعان ودالا عبر رموز على رؤى وتمثلات، إنّه يفتح شهيّة القراءة والتّفسير والبحث في الأبعاد ومعاودة القراءة والتّأويل" إنتهى.
الجدير بالذكر أن القاص الرشيق المبدع ظافر الجبيري من أبناء محافظة النماص وعمل مشرفاً تربويا بها قبل أن ينتقل إلى مدينة أبها ولايزال في سلك التعليم وصاحب مؤلفات قصصية وصلت حتى الآن ثلاثة مؤلفات وهو عضواً فاعلاً في نادي أبها الأدبي.