العلامة عمر بن غرامة العمروي أول ضيوف الموسم الثاني عشر لاثنينية تُنومة الثقافية
صحيفة تنومة - أ.د / صالح أبو عرّاد - بدر الطنيني انطلقت أولى فعاليات ( اثنينية تُنومة الثقافية ) في موسمها السنوي الثاني عشر يوم الخميس 14 شعبان 1435هـ تحت إشراف صاحبها الأستاذ الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد بلقاءٍ مُتميزٍ ومتألقٍ يستحق أن يكون كما اختاره فاتحة لقاءات هذا الموسم حيث كان اللقاء مع علمٍ بارزٍ من أعلام المنطقة ، وقامةٍ كبيرةٍ من القامات التي يعلم الجميع مقدار سموها ورفعتها وعظيم قدرها ، وإن كان صاحبها لم يحظ بحقه المفروض له إعلامياً في وقتنا الحاضر ؛ حيث كان اللقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور المؤرخ / عمر بن غرامة العمروي الذي ألَّف في مجال الدعوة إلى الله ( عشرين ) عنوانا ، يأتي من أشهرها : كتاب القضاء والقضاة ، والشهادتان وآثارهما في الدنيا والآخرة . وألّف عن أجزاء الوطن الغالي أكثر من ( عشرين عنوانا ) يأتي من أشهرها : المعالم الجغرافية والتاريخية لمواقع الملك عبد العزيز الحربية في مجلدين ) ، والمعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية : بلاد رجال الحجر ، ومثله بلاد بارق ، وقبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام في مجلدين ، ومنح عليه جائزة أبها الثقافية سنة 1408هـ ، وكرم عليه من أمير منطقة عسير سنة 1409هـ ، وله كتاب تفسير ابن تيمية في ( عشرة ) مجلدات ، كما أن له كتاب ( بنو عمرو بن الحجر تراث وحضارة ) في مجلدين ، وكتاب ( أحكام الطلاق في الإسلام ) .
وليس هذا فحسب فهناك ( عشرة ) كتب تحت الطبع ، وله في مجال تحقيق الكتب باعٌ طويلٌ حيث حقق من كتب التراث الإسلامي أكثر من ( سبعة وعشرين ) كتابا ، من أكبرها : ( تاريخ ابن عساكر في (80 ) مجلدا ، وسير أعلام النبلاء للإمام الذهبي في ( تسعة عشر ) مجلدا ، طبقات اللغويين والنحويين لأبن قاضي شهبة في ( خمسة ) مجلدات ، وتفسير البقاعي في ( عشرة ) مجلدات . وليس هذا فحسب ؛ فهناك ( ثمانية ) كتبٍ تحت الطبع بإذن الله تعالى .
وقد بدأ اللقاء عند وصول سعادة محافظ تُنومة الأستاذ / عبد الرحمن الهزَّاني إلى مكان انعقاد الاثنينية بترحيب الدكتور أبو عرَّاد بالحضور ، وإعلان انطلاقة فعاليات موسم الاثنينية الثاني عشر بكلمةٍ مرتجلةٍ قال فيها :
أرحب بالحضور الأفاضل في هذا اللقاء الذي نفتتح به موسمنا الثاني عشر لاثنينية تُنومة الثقافية بلقاءٍ طالما انتظرناه ، لأنه لقاءٌ يجمعنا بعلمٍ من الأعلام ، وقامةً كبيرةً من القامات التي لم تحظ بحقها المفروض لها إعلامياً .
وأضاف قائلاً : " إذا كان للجزيرة علامةٌ يُدعى حمد الجاسر ( رحمه الله ) ؛ فإن لجبال السراة وبلاد رجال الحجر علامةٌ يُسمى عمر بن غرامة العمروي ؛ ولأن الحديث عن الضيف وعن سيرته لا يُمكن أن تفي بها الكلمات والعبارات في هذا اللقاء ، فقد رأيت أن اختصر في الحديث عنه على التعريف باسمه اللامع ، وأنه صاحب التبرع الذي لم يُسبق فيما نعلم ، حيث تبرّع - جزاه الله خير الجزاء - بمكتبةٍ كاملةٍ تشتمل على أكثر من ( ثمانية عشر ألف ) كتاب مع أرفف المكتبة لأبناء محافظة تُنومة المعنيين بالشأن الثقافي تقديراً منه ( بارك الله فيه ) ، وتشجيعاً ودعماً للحركة الثقافية في هذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة ، وهو عملٌ لا يمكن أن يُقدم عليه إلاَّ العُظماء من الرجال ، وأصحاب المزايا والصفات النادرة التي قلّ أن توجد في زمننا الحاضر " .
وفي ختام كلمته قال أبو عرّاد : " إن ما أقدم عليه الضيف وما تفضل به من تبرعٍ سخيٍ يحكي عن واحدةٍ من أروع وأجمل وأنفس المبادرات النادرة الوجود ولاسيما في عالمنا المعاصر" .
جاء بعد ذلك دور الشاعر الأديب الأستاذ / سعيد بن علي الطنيني الذي حيّا الضيف بمقطوعةٍ شعريةٍ نالت استحسان الحضور ، يقول فيها :
عقب ذلك أُتيحت الفرصة للضيف حتى يتحدث فبدأ بشكر الجميع على حفاوتهم وجميل استقبالهم ، وثمّن حضور سعادة محافظ تُنومة ومن معه من المسؤولين ، والأعيان ، ومحبي الشأن الثقافي في محافظة تُنومة الزهراء ثم قال :
" الحمد لله مجيب الدعوات ، ومضاعف الحسنات ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الهادي إلى سبيل النجاة ، نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أولي الفضل والكرامات ، أما بعد :
سعادة محافظ محافظة تنومة : الأستاذ عبد الرحمن بن زيد الهزاني سيد الأوفياء ، أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة النبلاء ، أبناء تنومة الزهراء ، بكل غبطة وسرور وصفاء ، وبكل حب وفخر بكم أيها الأصفياء ، أسلم عليكم عدد ما تضوع مسكٌ وفاح ، وعدد ما قال مؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ، تحية أرددها من فؤادي ، معطرة بالريحان والكادي ، وتتغنى بها جبال تنومة في كل باحة ووادي .
سعادة المحافظ الموقر : أبارك لسعادتكم ، ولأهل تنومة بالمحافظة حفلكم المتميز ليلة البارحة ، وتلك المشاريع التي دشنها أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير ، متمنيا لكم التقدم والازدهار في ظل قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدم الله عليه ثوب الصحة والعافية ، وسمو نائبه وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز ، وسمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز وحكومتنا الرشيدة .
سعادة المحافظ المحترم : نعلم جميعاً أن أهل تُنومة من بني شهر ، وبنو شهر من رجال الحجر ، ومن رجال الحجر أمة كانت ولا زالت مشعل نور وهداية ، وعلم ودعوة ودراية ، فهم من أحفاد من شرفت بهم المعالي ، وأسعفت بسناء نورهم العوالي ، وهم أهل لسان الضاد الفصيحة ، قام أسلافنا بدلائل الحق فأدوا منها كل نصيحة ، فكان منهم سروج يستنار بهم في الظلام ، وكان منهم ناشرين لما جاء به نبينا ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ، فدونوا العقيدة والحديث والفقه والأحكام ، وكانوا من خير الأئمة الأعلام ، وأتوا بالحق على وجهه ، وغلبوا الناس في أصول الدين على غير شبهة ، فسادوا في عصرهم بفضلهم ، ورفعوا العدل بين الناس بعلومهم وفقههم ، وقدموا أعمالا حل بها في كل دار الأمان ، فحبهم الناس في كل مكان وزمان ، فمن أسلاف رجال الحجر صحابة للنبي المختارـ عليه الصلاة والسلام ـ أمثال قائد الخيل وأمير البحر الأبيض المتوسط ، ومؤسس محافظة الجيزة بمصر : الصحابي علقمة بن عبد الله بن جنادة الحجري ، والصحابي الجليل حبيب بن عمرو السلاماني الذي كان رئيسا لوفد قومه سلامان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المتحدث عنهم حيث قال يا رسول الله : ما أفضل الأعمال : قال صلى الله عليه وسلم : (( الصلاة في وقتها )) وذكر حديثاً طويلاً ، ثم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جدب بلادهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أي رفعها : (( اللهم اسقهم الغيث في دارهم )) فقال حبيب المذكور : أرفع يدك فإنه أكثر وأطيب ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه .
ومنهم أبنه الصحابي فويك بن حبيب بن عمرو السلاماني ، والصحابي عباس بن قيس الحجري ، والصحابي عياض بن سعيد بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري ، حسّان بن أسعد الحجري ، والصحابي قيس بن بدر الحجري ، وأبو الأزور الأحمري ، وهو الذي يروى عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كنت قد وعدت امرأتي حجة ، ثم بدا لي فغزوت ، فشق عليها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مرها تعتمر في رمضان ، فإنها تعدل حجة )) والصحابي أبو ظلال : هلال بن سويد بن مالك الأعمى الأحمري
ومنهم التابعون والعلماء الأخيار ، أمثال : الإمام المحدث الفقيه ، الثقة الثبت النبيل : أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلامة السلامي بن كعب الحجري ثم الأزدي ، صاحب العقيدة الطحاوية ، ومنهم إمام السنة محمد بن عبد الله بن ماجة الربعي ، أحد الأئمة الستة ، ومنهم إمام المحدثين في مصر عبد الغني بن سعيد الحجري ، العالم المحدث الفقيه الحافظ : عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الحجري الأزدي ، المؤرخ العلامة : علي بن ظافر بن منصور بن حسن الأزدي ، الإمام المحدث : احد التابعين ، واحد العلماء الزاهدين العابدين : صاحب النداء الخالد : محمد بن واسع الأزدي ، وهؤلاء آثارهم شاهدة باقية ، تشهد بفضلهم وعلومهم في بلدان المعمورة وفي كل مصر وناحية .
سعادة المحافظ : عندما تبوأ أهل تنومة هذه المكانة الفكرية الرائدة في المنطقة ، فأنشأ أحد أبنائها ( أثنينة تُنومة الثقافية ) منذ اثنا عشرة سنة ، ثم أسسوا ( اللجنة الثقافية التابعة لنادي أبها الأدبي ) منذ عامين كأول لجنة ثقافية في منطقة عسير ، ومنهم أكثر من ( واحدٍ وأربعين ) من حملة الدرجات العلمية العالية كالأستاذية والدكتوراه ، ولما لهم من محبة وتقدير في نفسي ، فإنني أهدي لهم هذا الصرح العلمي الثقافي ، الذي نحتفل اليوم بافتتاحه ، وكنت جمعته طيلة ( أربعين ) سنة من عمري ، ونهلت منه ما كتب الله لي ، فألفت في مجال الدعوة ، وألفت عن أجزاء من وطننا الغالي مما يسره الله لي ، وحققت من تراث الإسلام ما قدره الله لي ، ويضم هذا الصرح في مجموعه أكثر من ( عشرين ألف ) كتاب مطبوع ، وأكثر من ( مائتي ) كتاب مصور ومخطوط ، كما ترون بعضا منها ، وتفوق قيمتها المادية ( سبعة ملايين ) ريال سعودي ، والحمد لله الذي وفقني لهذا وما كنت لأهتدي إليه لولا أن وفقني الله ويسر لي ، كل ذلك أرجو أن يجعلها الله لي طريقا ونورا أهتدي به إلى جنات النعيم ، وأسأله سبحانه أن ينفع بها أهل تنومة وما حولها ، وكل زائر لها ، وكل باحث وقارئ ومُطّلع ، كما أسأله سبحانه أن يحفظ سعادتكم والحاضرين والسامعين والمشاهدين بما يحفظ به عباده الصالحين ، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا ، ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ).
وبعد أن أنهى الضيف كلمته عقب سعادة محافظ تُنومة الأستاذ / عبد الرحمن الهزاني بكلمةٍ شكر فيها الضيف وأثنى عليه ، وثمّن فيها ما تفضل به من تبرعٍ كريمٍ مُشيراً إلى أن التكريم مهما بلغ يُعد قليلاً في حق الضيف ، ومنوهاً عن ضرورة تنظيم حفلٍ خاصٍ بذلك التكريم في قادم الأيام بإذن الله تعالى .
تلى ذلك بعض الكلمات التعقيبية والتعليقات لكلٍ من العميد المتقاعد / صالح بن حمدان ، والدكتور / عبد الله بن حسين المطيور ، ثم قام صاحب الاثنينية الدكتور / صالح أبو عرَّاد بتقديم درعٍ خاصٍ بهذه المناسبة للضيف أصالةً عن نفسه ونيابةً عن أبناء وأهالي تُنومة ، وقد قام بتسليمه للضيف سعادة المحافظ ، ثم قام الجميع بجولةٍ في أرجاء المكتبة التي اشتملت على جزءٍ خاصٍ بالمخطوطات النادرة ، وجزءٍ خاصٍ بالكتب المطبوعة ، وقد تحدث الضيف خلال الجولة عن كثيرٍ من المواقف التي تختزنها الذاكرة عن تلك المكتبة وما فيها . وفي نهاية الجولة تم التقاط بعض الصور التذكارية للحضور .
وليس هذا فحسب فهناك ( عشرة ) كتب تحت الطبع ، وله في مجال تحقيق الكتب باعٌ طويلٌ حيث حقق من كتب التراث الإسلامي أكثر من ( سبعة وعشرين ) كتابا ، من أكبرها : ( تاريخ ابن عساكر في (80 ) مجلدا ، وسير أعلام النبلاء للإمام الذهبي في ( تسعة عشر ) مجلدا ، طبقات اللغويين والنحويين لأبن قاضي شهبة في ( خمسة ) مجلدات ، وتفسير البقاعي في ( عشرة ) مجلدات . وليس هذا فحسب ؛ فهناك ( ثمانية ) كتبٍ تحت الطبع بإذن الله تعالى .
وقد بدأ اللقاء عند وصول سعادة محافظ تُنومة الأستاذ / عبد الرحمن الهزَّاني إلى مكان انعقاد الاثنينية بترحيب الدكتور أبو عرَّاد بالحضور ، وإعلان انطلاقة فعاليات موسم الاثنينية الثاني عشر بكلمةٍ مرتجلةٍ قال فيها :
أرحب بالحضور الأفاضل في هذا اللقاء الذي نفتتح به موسمنا الثاني عشر لاثنينية تُنومة الثقافية بلقاءٍ طالما انتظرناه ، لأنه لقاءٌ يجمعنا بعلمٍ من الأعلام ، وقامةً كبيرةً من القامات التي لم تحظ بحقها المفروض لها إعلامياً .
وأضاف قائلاً : " إذا كان للجزيرة علامةٌ يُدعى حمد الجاسر ( رحمه الله ) ؛ فإن لجبال السراة وبلاد رجال الحجر علامةٌ يُسمى عمر بن غرامة العمروي ؛ ولأن الحديث عن الضيف وعن سيرته لا يُمكن أن تفي بها الكلمات والعبارات في هذا اللقاء ، فقد رأيت أن اختصر في الحديث عنه على التعريف باسمه اللامع ، وأنه صاحب التبرع الذي لم يُسبق فيما نعلم ، حيث تبرّع - جزاه الله خير الجزاء - بمكتبةٍ كاملةٍ تشتمل على أكثر من ( ثمانية عشر ألف ) كتاب مع أرفف المكتبة لأبناء محافظة تُنومة المعنيين بالشأن الثقافي تقديراً منه ( بارك الله فيه ) ، وتشجيعاً ودعماً للحركة الثقافية في هذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة ، وهو عملٌ لا يمكن أن يُقدم عليه إلاَّ العُظماء من الرجال ، وأصحاب المزايا والصفات النادرة التي قلّ أن توجد في زمننا الحاضر " .
وفي ختام كلمته قال أبو عرّاد : " إن ما أقدم عليه الضيف وما تفضل به من تبرعٍ سخيٍ يحكي عن واحدةٍ من أروع وأجمل وأنفس المبادرات النادرة الوجود ولاسيما في عالمنا المعاصر" .
جاء بعد ذلك دور الشاعر الأديب الأستاذ / سعيد بن علي الطنيني الذي حيّا الضيف بمقطوعةٍ شعريةٍ نالت استحسان الحضور ، يقول فيها :
عقب ذلك أُتيحت الفرصة للضيف حتى يتحدث فبدأ بشكر الجميع على حفاوتهم وجميل استقبالهم ، وثمّن حضور سعادة محافظ تُنومة ومن معه من المسؤولين ، والأعيان ، ومحبي الشأن الثقافي في محافظة تُنومة الزهراء ثم قال :
" الحمد لله مجيب الدعوات ، ومضاعف الحسنات ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الهادي إلى سبيل النجاة ، نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أولي الفضل والكرامات ، أما بعد :
سعادة محافظ محافظة تنومة : الأستاذ عبد الرحمن بن زيد الهزاني سيد الأوفياء ، أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة النبلاء ، أبناء تنومة الزهراء ، بكل غبطة وسرور وصفاء ، وبكل حب وفخر بكم أيها الأصفياء ، أسلم عليكم عدد ما تضوع مسكٌ وفاح ، وعدد ما قال مؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ، تحية أرددها من فؤادي ، معطرة بالريحان والكادي ، وتتغنى بها جبال تنومة في كل باحة ووادي .
سعادة المحافظ الموقر : أبارك لسعادتكم ، ولأهل تنومة بالمحافظة حفلكم المتميز ليلة البارحة ، وتلك المشاريع التي دشنها أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير ، متمنيا لكم التقدم والازدهار في ظل قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدم الله عليه ثوب الصحة والعافية ، وسمو نائبه وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز ، وسمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز وحكومتنا الرشيدة .
سعادة المحافظ المحترم : نعلم جميعاً أن أهل تُنومة من بني شهر ، وبنو شهر من رجال الحجر ، ومن رجال الحجر أمة كانت ولا زالت مشعل نور وهداية ، وعلم ودعوة ودراية ، فهم من أحفاد من شرفت بهم المعالي ، وأسعفت بسناء نورهم العوالي ، وهم أهل لسان الضاد الفصيحة ، قام أسلافنا بدلائل الحق فأدوا منها كل نصيحة ، فكان منهم سروج يستنار بهم في الظلام ، وكان منهم ناشرين لما جاء به نبينا ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ، فدونوا العقيدة والحديث والفقه والأحكام ، وكانوا من خير الأئمة الأعلام ، وأتوا بالحق على وجهه ، وغلبوا الناس في أصول الدين على غير شبهة ، فسادوا في عصرهم بفضلهم ، ورفعوا العدل بين الناس بعلومهم وفقههم ، وقدموا أعمالا حل بها في كل دار الأمان ، فحبهم الناس في كل مكان وزمان ، فمن أسلاف رجال الحجر صحابة للنبي المختارـ عليه الصلاة والسلام ـ أمثال قائد الخيل وأمير البحر الأبيض المتوسط ، ومؤسس محافظة الجيزة بمصر : الصحابي علقمة بن عبد الله بن جنادة الحجري ، والصحابي الجليل حبيب بن عمرو السلاماني الذي كان رئيسا لوفد قومه سلامان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المتحدث عنهم حيث قال يا رسول الله : ما أفضل الأعمال : قال صلى الله عليه وسلم : (( الصلاة في وقتها )) وذكر حديثاً طويلاً ، ثم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جدب بلادهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أي رفعها : (( اللهم اسقهم الغيث في دارهم )) فقال حبيب المذكور : أرفع يدك فإنه أكثر وأطيب ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه .
ومنهم أبنه الصحابي فويك بن حبيب بن عمرو السلاماني ، والصحابي عباس بن قيس الحجري ، والصحابي عياض بن سعيد بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري ، حسّان بن أسعد الحجري ، والصحابي قيس بن بدر الحجري ، وأبو الأزور الأحمري ، وهو الذي يروى عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كنت قد وعدت امرأتي حجة ، ثم بدا لي فغزوت ، فشق عليها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مرها تعتمر في رمضان ، فإنها تعدل حجة )) والصحابي أبو ظلال : هلال بن سويد بن مالك الأعمى الأحمري
ومنهم التابعون والعلماء الأخيار ، أمثال : الإمام المحدث الفقيه ، الثقة الثبت النبيل : أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلامة السلامي بن كعب الحجري ثم الأزدي ، صاحب العقيدة الطحاوية ، ومنهم إمام السنة محمد بن عبد الله بن ماجة الربعي ، أحد الأئمة الستة ، ومنهم إمام المحدثين في مصر عبد الغني بن سعيد الحجري ، العالم المحدث الفقيه الحافظ : عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الحجري الأزدي ، المؤرخ العلامة : علي بن ظافر بن منصور بن حسن الأزدي ، الإمام المحدث : احد التابعين ، واحد العلماء الزاهدين العابدين : صاحب النداء الخالد : محمد بن واسع الأزدي ، وهؤلاء آثارهم شاهدة باقية ، تشهد بفضلهم وعلومهم في بلدان المعمورة وفي كل مصر وناحية .
سعادة المحافظ : عندما تبوأ أهل تنومة هذه المكانة الفكرية الرائدة في المنطقة ، فأنشأ أحد أبنائها ( أثنينة تُنومة الثقافية ) منذ اثنا عشرة سنة ، ثم أسسوا ( اللجنة الثقافية التابعة لنادي أبها الأدبي ) منذ عامين كأول لجنة ثقافية في منطقة عسير ، ومنهم أكثر من ( واحدٍ وأربعين ) من حملة الدرجات العلمية العالية كالأستاذية والدكتوراه ، ولما لهم من محبة وتقدير في نفسي ، فإنني أهدي لهم هذا الصرح العلمي الثقافي ، الذي نحتفل اليوم بافتتاحه ، وكنت جمعته طيلة ( أربعين ) سنة من عمري ، ونهلت منه ما كتب الله لي ، فألفت في مجال الدعوة ، وألفت عن أجزاء من وطننا الغالي مما يسره الله لي ، وحققت من تراث الإسلام ما قدره الله لي ، ويضم هذا الصرح في مجموعه أكثر من ( عشرين ألف ) كتاب مطبوع ، وأكثر من ( مائتي ) كتاب مصور ومخطوط ، كما ترون بعضا منها ، وتفوق قيمتها المادية ( سبعة ملايين ) ريال سعودي ، والحمد لله الذي وفقني لهذا وما كنت لأهتدي إليه لولا أن وفقني الله ويسر لي ، كل ذلك أرجو أن يجعلها الله لي طريقا ونورا أهتدي به إلى جنات النعيم ، وأسأله سبحانه أن ينفع بها أهل تنومة وما حولها ، وكل زائر لها ، وكل باحث وقارئ ومُطّلع ، كما أسأله سبحانه أن يحفظ سعادتكم والحاضرين والسامعين والمشاهدين بما يحفظ به عباده الصالحين ، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا ، ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ).
وبعد أن أنهى الضيف كلمته عقب سعادة محافظ تُنومة الأستاذ / عبد الرحمن الهزاني بكلمةٍ شكر فيها الضيف وأثنى عليه ، وثمّن فيها ما تفضل به من تبرعٍ كريمٍ مُشيراً إلى أن التكريم مهما بلغ يُعد قليلاً في حق الضيف ، ومنوهاً عن ضرورة تنظيم حفلٍ خاصٍ بذلك التكريم في قادم الأيام بإذن الله تعالى .
تلى ذلك بعض الكلمات التعقيبية والتعليقات لكلٍ من العميد المتقاعد / صالح بن حمدان ، والدكتور / عبد الله بن حسين المطيور ، ثم قام صاحب الاثنينية الدكتور / صالح أبو عرَّاد بتقديم درعٍ خاصٍ بهذه المناسبة للضيف أصالةً عن نفسه ونيابةً عن أبناء وأهالي تُنومة ، وقد قام بتسليمه للضيف سعادة المحافظ ، ثم قام الجميع بجولةٍ في أرجاء المكتبة التي اشتملت على جزءٍ خاصٍ بالمخطوطات النادرة ، وجزءٍ خاصٍ بالكتب المطبوعة ، وقد تحدث الضيف خلال الجولة عن كثيرٍ من المواقف التي تختزنها الذاكرة عن تلك المكتبة وما فيها . وفي نهاية الجولة تم التقاط بعض الصور التذكارية للحضور .