البريطاني عاشق تنومة
الكاتب محمد الهرفي يعلق على خبر المهندس البريطاني
تنومة - سعيد معيض في تعليق له على خبر المهندس البريطاني الذي عمل في تنومة قبل 40 عاما ويرغب في زيارتها , علق الكاتب المميز في صحيفة عكاظ محمد بن علي الهرفي على الخبر , وفيما يلي نص مقال الهرفي :
لم أستغرب كثيرا من الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم الأحد 19 رمضان من هذه السنة، والذي نقلت فيه مشاعر الحب الجميلة التي يحملها المهندس البريطاني «رون كانتي» لمدينة تنومة، والتي زارها قبل أربعين عاما يوم كان يعمل مهندسا في الطريق الذي يربط بينها وبين الطائف.
المهندس روني ــ كما ذكرت «عكاظ» ــ ذكر أنه تقاعد، وأنه اشتاق إلى زيارة البلد التي أحبها «تنومة»، وحاول الحصول على تأشيرة زيارة من سفارتنا في لندن، لكنه لم يستطع لأن السفارة ــ حسب روايته ــ لا تعطي تأشيرات للأفراد!!، شخصيا، أجهل أنظمة السفارات في مثل هذه الحالات، لكنني أرى أن هذا الإجراء ــ على فرض صحته ــ يتنافى مع دعوات هيئة السياحة لزيارة المملكة والتعرف على مكانتها وحضارتها، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد المحلي!
أعود إلى عاشق تنومة ــ وهو محق في عشقه فهي منطقة جميلة يستحق العشق والمحبة ــ فقد كتب هذا العاشق رسالة في موقع تنومة الإلكتروني خاطب فيها أهالي المنطقة طالبا منهم مساعدته على زيارتهم، وقد تفاعل الأهالي مع هذه الدعوة،، وأبدى رئيس مجلس أهالي تنومة السيد على بن سليمان استعداده لتسهيل تلك الزيارة واستضافة المهندس كانتي في موسم تنومة القادم، وبالتساوي مع هذا الوعد أكد الدكتور فايز بن عبدالله بن عوضه أمين عام المجلس البلدي أن المجلس سيتبنى فكرة، استضافة من عاشوا في تنومة وساهموا في تنميتها، سواء أكانوا من داخل المملكة أم من خارجها للاستفادة منهم في توثيق تاريخها.. وأعتقد أن هذه الفكرة رائدة، ولعل كل المجالس البلدية في المملكة تفعل الشيء نفسه، فلعل ذلك يسهم في توثيق تاريخ المملكة، خصوصا إذا تعددت الرؤى والأفكار.
التعلق بالمملكة وأهلها وتاريخها وكثير من عاداتها الاجتماعية ليس وقفا على عاشق تنومة، فهناك كثيرون عملوا في المملكة ثم غادروها إلى بلادهم وكتبوا عنها بكثير من الحب وتمنوا العودة لزيارتها، وأعتقد أن دارة الملك عبدالعزيز وثقت بعض كتاباتهم لارتباطها بتاريخ المملكة ومسيرته التنموية المستمرة.
إن مجموعة كبيرة من المستشرقين زاروا بلادنا في فترات متعددة، ولأهداف كثيرة، وكانت كتاباتهم إضافة جيدة لتاريخ بلادنا في فترات لم يتناولها المؤرخون لصعوبة ذلك، وخصوصا قبل قيام الدولة السعودية في فترتها الحالية، وعندما بدأت عمليات التنقيب عن البترول وبدأ الأمريكان وغيرهم يعملون في مختلف مدن المنطقة الشرقية وشمالها ثم غادروها بعد ذلك، تشوق بعضهم للعودة إلى هذه المناطق وكتبوا عن إعجابهم بها وبأهلها، ومن هؤلاء الألماني «رايش» الذي ألف كتاب «ملك الشرق» تحدث فيه عن الملك سعود وانطباعاته عن المملكة، ونقل عن أحد موظفي أرامكو الألمان أن سبب اختياره للعمل في المملكة، لأنها من أكثر بلاد العالم أمنا في العالم، وأن كل بدوي ينظر إلى الأجانب القلائل على أنهم ضيوف على الملك وهم نعم الضيوف. ومما يؤكد حب الكثيرين لبلادنا ما فعله بعضهم قبل فترة وجيزة، حيث أعادوا مجموعة كبيرة من الآثار التي سبق أن حصلوا عليها من بلادنا أثناء تجوالهم بحثا عن البترول، وقد تم ذلك بحضور الأمير سلطان بن سلمان، وقد عبر هؤلاء عن حبهم واعتزازهم بالمملكة وارتباطها بكثير من ذكرياتهم الجميلة.
وكما قلت، فإن الذين كتبوا عن بلادنا كثيرون وفي فترات تاريخية متعددة، ومن مصلحتنا الاستفادة مما كتبوا لتوثيق فترات مهمة من تاريخنا قد لا نجد من كتب عنها غيرهم، ومن المهم في هذا الجانب أن ندرك جميعا أننا نستطيع المساهمة في طريقة كتابة هذا التاريخ، وذلك بطريقة تعاملنا مع كل زائرينا، ومهما كانت ديانتهم، فالمعاملة الحسنة جزء من الدين، ورسولنا الكريم ــ وهو قدوتنا ــ كان خلقه القرآن، ويوم أن نتمثل هذا النوع من المعاملة ومع الجميع يومها سنعطي انطباعا جميلا عن بلادنا وعن أخلاقنا، وعندها سنجد أن كل زائرينا سيكتبون عنا ما يعجبنا!
أعود إلى أهالي تنومة وعاشقهم البريطاني، فأقول لهم: أكرموه فرجل حمل لكم كل هذا الحب يستحق التقدير، وأقول لهم أيضا إن هناك رجلا آخر أحبكم ودافع عن منطقتكم كثيرا، وهو أيضا يستحق الشكر فقط وبدون دعوة!! ولعلكم تبحثون عنه كما بحث عنكم.
في بلادنا خير كثير، وفيها شعب يستحق الإعجاب، وواجبنا أن نعطي هذا الجانب كل جهدنا ليعرفنا الآخرون كما نحب لهم أن يعرفونا.
لم أستغرب كثيرا من الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم الأحد 19 رمضان من هذه السنة، والذي نقلت فيه مشاعر الحب الجميلة التي يحملها المهندس البريطاني «رون كانتي» لمدينة تنومة، والتي زارها قبل أربعين عاما يوم كان يعمل مهندسا في الطريق الذي يربط بينها وبين الطائف.
المهندس روني ــ كما ذكرت «عكاظ» ــ ذكر أنه تقاعد، وأنه اشتاق إلى زيارة البلد التي أحبها «تنومة»، وحاول الحصول على تأشيرة زيارة من سفارتنا في لندن، لكنه لم يستطع لأن السفارة ــ حسب روايته ــ لا تعطي تأشيرات للأفراد!!، شخصيا، أجهل أنظمة السفارات في مثل هذه الحالات، لكنني أرى أن هذا الإجراء ــ على فرض صحته ــ يتنافى مع دعوات هيئة السياحة لزيارة المملكة والتعرف على مكانتها وحضارتها، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد المحلي!
أعود إلى عاشق تنومة ــ وهو محق في عشقه فهي منطقة جميلة يستحق العشق والمحبة ــ فقد كتب هذا العاشق رسالة في موقع تنومة الإلكتروني خاطب فيها أهالي المنطقة طالبا منهم مساعدته على زيارتهم، وقد تفاعل الأهالي مع هذه الدعوة،، وأبدى رئيس مجلس أهالي تنومة السيد على بن سليمان استعداده لتسهيل تلك الزيارة واستضافة المهندس كانتي في موسم تنومة القادم، وبالتساوي مع هذا الوعد أكد الدكتور فايز بن عبدالله بن عوضه أمين عام المجلس البلدي أن المجلس سيتبنى فكرة، استضافة من عاشوا في تنومة وساهموا في تنميتها، سواء أكانوا من داخل المملكة أم من خارجها للاستفادة منهم في توثيق تاريخها.. وأعتقد أن هذه الفكرة رائدة، ولعل كل المجالس البلدية في المملكة تفعل الشيء نفسه، فلعل ذلك يسهم في توثيق تاريخ المملكة، خصوصا إذا تعددت الرؤى والأفكار.
التعلق بالمملكة وأهلها وتاريخها وكثير من عاداتها الاجتماعية ليس وقفا على عاشق تنومة، فهناك كثيرون عملوا في المملكة ثم غادروها إلى بلادهم وكتبوا عنها بكثير من الحب وتمنوا العودة لزيارتها، وأعتقد أن دارة الملك عبدالعزيز وثقت بعض كتاباتهم لارتباطها بتاريخ المملكة ومسيرته التنموية المستمرة.
إن مجموعة كبيرة من المستشرقين زاروا بلادنا في فترات متعددة، ولأهداف كثيرة، وكانت كتاباتهم إضافة جيدة لتاريخ بلادنا في فترات لم يتناولها المؤرخون لصعوبة ذلك، وخصوصا قبل قيام الدولة السعودية في فترتها الحالية، وعندما بدأت عمليات التنقيب عن البترول وبدأ الأمريكان وغيرهم يعملون في مختلف مدن المنطقة الشرقية وشمالها ثم غادروها بعد ذلك، تشوق بعضهم للعودة إلى هذه المناطق وكتبوا عن إعجابهم بها وبأهلها، ومن هؤلاء الألماني «رايش» الذي ألف كتاب «ملك الشرق» تحدث فيه عن الملك سعود وانطباعاته عن المملكة، ونقل عن أحد موظفي أرامكو الألمان أن سبب اختياره للعمل في المملكة، لأنها من أكثر بلاد العالم أمنا في العالم، وأن كل بدوي ينظر إلى الأجانب القلائل على أنهم ضيوف على الملك وهم نعم الضيوف. ومما يؤكد حب الكثيرين لبلادنا ما فعله بعضهم قبل فترة وجيزة، حيث أعادوا مجموعة كبيرة من الآثار التي سبق أن حصلوا عليها من بلادنا أثناء تجوالهم بحثا عن البترول، وقد تم ذلك بحضور الأمير سلطان بن سلمان، وقد عبر هؤلاء عن حبهم واعتزازهم بالمملكة وارتباطها بكثير من ذكرياتهم الجميلة.
وكما قلت، فإن الذين كتبوا عن بلادنا كثيرون وفي فترات تاريخية متعددة، ومن مصلحتنا الاستفادة مما كتبوا لتوثيق فترات مهمة من تاريخنا قد لا نجد من كتب عنها غيرهم، ومن المهم في هذا الجانب أن ندرك جميعا أننا نستطيع المساهمة في طريقة كتابة هذا التاريخ، وذلك بطريقة تعاملنا مع كل زائرينا، ومهما كانت ديانتهم، فالمعاملة الحسنة جزء من الدين، ورسولنا الكريم ــ وهو قدوتنا ــ كان خلقه القرآن، ويوم أن نتمثل هذا النوع من المعاملة ومع الجميع يومها سنعطي انطباعا جميلا عن بلادنا وعن أخلاقنا، وعندها سنجد أن كل زائرينا سيكتبون عنا ما يعجبنا!
أعود إلى أهالي تنومة وعاشقهم البريطاني، فأقول لهم: أكرموه فرجل حمل لكم كل هذا الحب يستحق التقدير، وأقول لهم أيضا إن هناك رجلا آخر أحبكم ودافع عن منطقتكم كثيرا، وهو أيضا يستحق الشكر فقط وبدون دعوة!! ولعلكم تبحثون عنه كما بحث عنكم.
في بلادنا خير كثير، وفيها شعب يستحق الإعجاب، وواجبنا أن نعطي هذا الجانب كل جهدنا ليعرفنا الآخرون كما نحب لهم أن يعرفونا.