نحت للأيام.. ومنحوتات للإنسان في جبال تنومة
تنومة سعيد معيض في تنومة وعلى ارتفاع فوق سطح البحر يصل إلى أكثر من 2000 متر تحيط بك الجبال من كل جانب، عبر تضاريس جغرافية متباينة ومتناغمة في تشكيلاتها الصخرية في آن واحد، محتضنة الأودية والسهول والتلال والكهوف، وخاصة المرتفعات المحيطة بمحافظة تنومة التي تسكن أحضان الجبال الشاهقة.
ونظرا لقدم المنطقة تاريخيا حيث تعد مكان استيطان قديم للإنسان منذ أقدم العصور، فلن تقف بك تضاريسها المختلفة عند حدود مشاهدها الجغرافية، إذ يسكن جبالها العشرات من المواقع الأثرية والنقوش التاريخية، حيث تبرز في أنحاء متعددة من تنومة الكثير من التشكلات الصخرية التي تكونت بفعل عوامل التعرية خلال آلاف السنين، إلى جانب ما نحتته يد الإنسان من نقوش خطية وروسومات.
وتعد الجبال في تنومة كما هي في مناطق المملكة الأخرى رمزا للشموخ والعزة , ومكانا للتنزه وممارسة هواية تسلق الجبال , كما أن علوها يجعلها مكانا مثيرا لرؤية مساحات واسعة بين سهول وأودية وشعاب , لكن الجبال والصخور في نظر الباحثين عن التاريخ والثقافة والآثار أكثر من ذلك حيث تمثل تاريخ وثقافة جزء مهم من الوطن .
وفي أنحاء متعددة من محافظة تنومة تبرز الكثير من التشكلات الصخرية التي تكونت بفعل تدخل الإنسان أو بفعل عوامل التعرية خلال آلاف السنين , وعلى أسطح هذه الجبال تبرز مظاهر النحت والرسم والكتابة خصوصا لأشكال بعض أنواع الحيوانات أو أجزاء منها .
وفي جبال منعاء التي تعد أهم هذه الجبال تبرز أشكال صخرية على الطرف الغربي من الجبل تشبه شكل الثعبان وبالقرب منه على الجبل شكل آخر يشبه حية فبات يعرف بمسمى "الحنش والحية" عند السكان , ومن التشكلات الأخرى التي تعد مثيرة إلى حد كبير بروز جزء من جبل على شكل وجه إنسان إذا تم ملاحظته من أحد جوانبه , حيث تبدو تفاصيل الوجه واضحة للعيان , في حين يبدو الجبل بحجمه الكبير منتصبا بكل ثبات في الجزء الغربي من تنومة وتحديدا في منتزه الشرف وكأنه شاهد عيان يرقب كل التغيرات التي شهدتها تنومة منذ الأزل إلى اليوم ,
وفي جبل مومة الواقع إلى الشمال الغربي من تنومة لفت نقش أثري لرجل إنسان في مكان وعر من الجبل الدهشة والانبهار والتساؤلات لكل من شاهده , ويتمثل النقش الصخري في رسم رجل إنسان طويلة تشمل القدم وجزء من الساق بحجم كبير في مكان وعر من الجبل مما أثار التساؤل والاندهاش عن الطريقة التي تمكن بها الإنسان القديم من النحت في هذا المكان البعيد ,ويعد جبل مومة من أعلى الجبال ارتفاعا في منطقة عسير, ويحتوي الجبل على العديد من النقوش القديمة, ويطلق سكان القرى المجاورة على هذا النقش مسمى" رجل الوحش" وذلك نظرا لحجمها الكبير , ومنظرها المثير حيث تم نحتها بكل إتقان على جزء من الجبل واستمرت على الجبل منذ أقدم العصور حتى عصرنا الحالي مما يدل على براعة من قام بنحتها من حيث القوة والإبداع في تنفيذها رغم وعورة المكان وصلابة الجبل .
أما قرى قنطان القريبة من جبل مومة ففي جبالها رسوم وكتابات مثيرة للتساؤل , وفي وقت سابق توجه الأستاذ "زاهر الشهري"أحد أبناء قنطان إلى كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود حيث أماط عالمان متخصصان في علم الآثار من الجامعة اللثام عن غموض هذه الرسومات القديمة والكتابات الموجودة في أحد الكهوف النائية في قرى قنطان , وبحسب الأستاذ "زاهر الشهري" أحد أبناء قنطان فقد ذهب إلى ذلك المكان النائي وسط الغابات الكثيفة والصخور والجبال نظراً لكثرة ما يسمع عن هذه النقوش من كبار السن دون وجود معلومة أو تفسير واضح لوجودها, وبعد ذلك توجه "الشهري" إلى كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود بالرياض والتقى بعميدها "أ.د.سعيد بن فايز بن سعيد", و"أ.د.عبدالله بن محمد بن نصيف" الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود, ومعه صور لهذه الرسومات, وأوضح "د. ابن سعيد" وجود علاقة بين ترفيه الإنسان بالكتابة والنقوش الأثرية القديمة وهذه النقوش والآثار, وقدر أنها كتبت قبل ما يزيد على 1700 إلى 1600 سنة، وهي عبارة عن رسومات لحيوانات المنطقة بما فيها الوعول, وهناك احتمال كبير عن وجود حضارة قديمة مغمورة في ذلك المكان، خاصة احتواء المكان على مجرى المياه بصفة مستمرة وتحديداً عند هطول الأمطار بشكل غير منقطع لفترة طويلة، أو وجود قوافل تجارية في ذلك المكان قبل مئات السنين ولا سيما القوافل التجارية بين اليمن والشام, مشدداً على دور هيئة السياحة والآثار وهيئة المساحة الجيولوجية التي تستطيع اكتشاف المنطقة بواسطة أجهزة البحث عن الآثار المغمورة في ذلك المكان , أما "د.ابن نصيف" فقال إن احتواء هذه الكتابة على آثار حروف الخط الليحياني وهو حرفي (غ, والألف) ورسمة حيوان الوعل والصيادين، بالإضافة إلى الحيوانات المنتشرة في المنطقة إلى الآن تجعل صفة الصيد وحصول الإنسان على طعامه من خلال صيد الحيوانات البرية المنتشرة والموجودة، مقدراً عمرها الافتراضي بما قبل 1700 عام؛ أي في القرن الثالث الميلادي . وقال الأستاذ "زاهر الشهري" إن د.ابن سعيد وابن نصيف توقعا أن تكون خطوطاً لحيانية؛ لكن بمزيد من البحث والدراسة والتدقيق تبين في وقت لاحق أنها لا تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة, وقد تمت الكتابة على الكهف بواسطة المغرة الحمراء أو ما يسمى كيميائيا أكسيد الحديديك، وهي مادة صلبة وقوية مما أبقى هذه الرسومات طوال هذا الوقت.
تشكل صخري على شكل وجه انسان / تصوير عبدالله بن جاري البكري
نحت على شكل رجل تسمى رجل الوحش - تصوير أبو سعد الشهري
رسوم حيوانات في أحد الجبال بقنطان / تصوير - زاهر الشهري
ونظرا لقدم المنطقة تاريخيا حيث تعد مكان استيطان قديم للإنسان منذ أقدم العصور، فلن تقف بك تضاريسها المختلفة عند حدود مشاهدها الجغرافية، إذ يسكن جبالها العشرات من المواقع الأثرية والنقوش التاريخية، حيث تبرز في أنحاء متعددة من تنومة الكثير من التشكلات الصخرية التي تكونت بفعل عوامل التعرية خلال آلاف السنين، إلى جانب ما نحتته يد الإنسان من نقوش خطية وروسومات.
وتعد الجبال في تنومة كما هي في مناطق المملكة الأخرى رمزا للشموخ والعزة , ومكانا للتنزه وممارسة هواية تسلق الجبال , كما أن علوها يجعلها مكانا مثيرا لرؤية مساحات واسعة بين سهول وأودية وشعاب , لكن الجبال والصخور في نظر الباحثين عن التاريخ والثقافة والآثار أكثر من ذلك حيث تمثل تاريخ وثقافة جزء مهم من الوطن .
وفي أنحاء متعددة من محافظة تنومة تبرز الكثير من التشكلات الصخرية التي تكونت بفعل تدخل الإنسان أو بفعل عوامل التعرية خلال آلاف السنين , وعلى أسطح هذه الجبال تبرز مظاهر النحت والرسم والكتابة خصوصا لأشكال بعض أنواع الحيوانات أو أجزاء منها .
وفي جبال منعاء التي تعد أهم هذه الجبال تبرز أشكال صخرية على الطرف الغربي من الجبل تشبه شكل الثعبان وبالقرب منه على الجبل شكل آخر يشبه حية فبات يعرف بمسمى "الحنش والحية" عند السكان , ومن التشكلات الأخرى التي تعد مثيرة إلى حد كبير بروز جزء من جبل على شكل وجه إنسان إذا تم ملاحظته من أحد جوانبه , حيث تبدو تفاصيل الوجه واضحة للعيان , في حين يبدو الجبل بحجمه الكبير منتصبا بكل ثبات في الجزء الغربي من تنومة وتحديدا في منتزه الشرف وكأنه شاهد عيان يرقب كل التغيرات التي شهدتها تنومة منذ الأزل إلى اليوم ,
وفي جبل مومة الواقع إلى الشمال الغربي من تنومة لفت نقش أثري لرجل إنسان في مكان وعر من الجبل الدهشة والانبهار والتساؤلات لكل من شاهده , ويتمثل النقش الصخري في رسم رجل إنسان طويلة تشمل القدم وجزء من الساق بحجم كبير في مكان وعر من الجبل مما أثار التساؤل والاندهاش عن الطريقة التي تمكن بها الإنسان القديم من النحت في هذا المكان البعيد ,ويعد جبل مومة من أعلى الجبال ارتفاعا في منطقة عسير, ويحتوي الجبل على العديد من النقوش القديمة, ويطلق سكان القرى المجاورة على هذا النقش مسمى" رجل الوحش" وذلك نظرا لحجمها الكبير , ومنظرها المثير حيث تم نحتها بكل إتقان على جزء من الجبل واستمرت على الجبل منذ أقدم العصور حتى عصرنا الحالي مما يدل على براعة من قام بنحتها من حيث القوة والإبداع في تنفيذها رغم وعورة المكان وصلابة الجبل .
أما قرى قنطان القريبة من جبل مومة ففي جبالها رسوم وكتابات مثيرة للتساؤل , وفي وقت سابق توجه الأستاذ "زاهر الشهري"أحد أبناء قنطان إلى كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود حيث أماط عالمان متخصصان في علم الآثار من الجامعة اللثام عن غموض هذه الرسومات القديمة والكتابات الموجودة في أحد الكهوف النائية في قرى قنطان , وبحسب الأستاذ "زاهر الشهري" أحد أبناء قنطان فقد ذهب إلى ذلك المكان النائي وسط الغابات الكثيفة والصخور والجبال نظراً لكثرة ما يسمع عن هذه النقوش من كبار السن دون وجود معلومة أو تفسير واضح لوجودها, وبعد ذلك توجه "الشهري" إلى كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود بالرياض والتقى بعميدها "أ.د.سعيد بن فايز بن سعيد", و"أ.د.عبدالله بن محمد بن نصيف" الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود, ومعه صور لهذه الرسومات, وأوضح "د. ابن سعيد" وجود علاقة بين ترفيه الإنسان بالكتابة والنقوش الأثرية القديمة وهذه النقوش والآثار, وقدر أنها كتبت قبل ما يزيد على 1700 إلى 1600 سنة، وهي عبارة عن رسومات لحيوانات المنطقة بما فيها الوعول, وهناك احتمال كبير عن وجود حضارة قديمة مغمورة في ذلك المكان، خاصة احتواء المكان على مجرى المياه بصفة مستمرة وتحديداً عند هطول الأمطار بشكل غير منقطع لفترة طويلة، أو وجود قوافل تجارية في ذلك المكان قبل مئات السنين ولا سيما القوافل التجارية بين اليمن والشام, مشدداً على دور هيئة السياحة والآثار وهيئة المساحة الجيولوجية التي تستطيع اكتشاف المنطقة بواسطة أجهزة البحث عن الآثار المغمورة في ذلك المكان , أما "د.ابن نصيف" فقال إن احتواء هذه الكتابة على آثار حروف الخط الليحياني وهو حرفي (غ, والألف) ورسمة حيوان الوعل والصيادين، بالإضافة إلى الحيوانات المنتشرة في المنطقة إلى الآن تجعل صفة الصيد وحصول الإنسان على طعامه من خلال صيد الحيوانات البرية المنتشرة والموجودة، مقدراً عمرها الافتراضي بما قبل 1700 عام؛ أي في القرن الثالث الميلادي . وقال الأستاذ "زاهر الشهري" إن د.ابن سعيد وابن نصيف توقعا أن تكون خطوطاً لحيانية؛ لكن بمزيد من البحث والدراسة والتدقيق تبين في وقت لاحق أنها لا تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة, وقد تمت الكتابة على الكهف بواسطة المغرة الحمراء أو ما يسمى كيميائيا أكسيد الحديديك، وهي مادة صلبة وقوية مما أبقى هذه الرسومات طوال هذا الوقت.
تشكل صخري على شكل وجه انسان / تصوير عبدالله بن جاري البكري
نحت على شكل رجل تسمى رجل الوحش - تصوير أبو سعد الشهري
رسوم حيوانات في أحد الجبال بقنطان / تصوير - زاهر الشهري