واديان ينامان على وسادة الكادي
تنومة - متابعات على قمم الجبال الشاهقة بمحافظة النماص، وبين تلك الجلاميد الصخرية البركانية والمسالك الوعرة.. يبدو الطريق صعودا وهبوطا من جبل إلى آخر، حتى يصل إلى جبل شاهق مسنن يتقطع النظر فيه، وله هيبة ورهبة وشموخ. فالهابط منه يهوي بسيارته ذات الدفع الرباعي عبر عقبة «سنان» شديدة الانحدار، فلا يمكن قطع هذا الطريق إلى بواسطة سيارات مخصصة وقوية ومعروفة بتسلق الصخور والجبال، وإلا فلن تستطيع الصعود أو الهبوط بين تلك المرتفعات الشاهقة، لتصل إلى قاع الوادي وقد كتب الله لك حياة جديدة، وعندئذ تكون وصلت إلى «خاط»، ذلك الوادي المحاصر بين الجبال المحيطة به من ثلاثة جهات تقريبا، وتلك الجبال ترتفع من سهل تهامة بني شهر بالمياه الجارية هنا وهناك.
شبيه «كلمنجارو»
ومن خلال أرض منخفضة بعد انحدار 20 كيلومتر، تستطيع ان تعقد أوجه شبه كثيرة بين هذه الجبال الشامخة وبين جبل «كلمنجارو» في أفريقيا، من حيث الارتفاع والمناخ والنباتات والحيوانات التي تتغير أشكالها وأنواعها.. لتجد الطبيعة الخلابة وخاصة في الوسط، كما تكسو أرضها الغابات الكثيفة، وتوجد منحدرات شديدة ووديان سحيقة الانخفاض.
وتشتهر تلك المنطقة بجمال مناظرها الطبيعية وكثافة أشجارها وتنوع حيواناتها، ومما يزيدها جمالها وجود شلالات منحدرة نحو الجنوب ونحو الشمال.. فجوها معتدل صيفاً ودفيء شتاءً.. فيما تجد سكانها في عمل دؤوب في الزراعة.. حيث تشكل المدرجات الزراعية الصغيرة منظرا خلابا.. وتكثر فيها زراعة البن والكادي والريحان.
ورغم قسوة تلك الجبال وصعوبة المعيشة فيها، إلا أن سكانها مكافحون وكادحون ولهم اهتمامات بتربية الأغنام وخاصة الماعز، وتربية النحل حيث تشتهر المنطقة بأفضل أنواع العسل السّدر.
واديا الجمال
وفي هذا المكان البديع، ترى طبيعة متفردة، فها هو جدول مياه ينساب هادئاً رقراقاً، معطياً لواديي «الغيل وخاط « جمالاً خاصا، وللعين بهجة ومتعة، وللنفس اطمئنانا وسحرا.. فإن جو هذا الوادي معتدل ولكن ما إن يحل وقت الربيع وتهطل الأمطار حتى يتسابق أهالي السراة لإمتاع الأعين بالمياه الجارية عبر هذا الوادي والشعاب المحيطة به.. وأريج أزهاره وبهاء أشجاره، وروائح شجر الكادي والريحان تتغنى بجمال هذا الوادي وسحر طبيعته، فقد تحول الى بستان فسيح، ذي سماء غائمة وهواء عليل، وكأن ذاك المكان يترنم بشعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «ورد وكادي والريحان.. وكل تهامة بك طربان».
بستان الجبل
وفي الغيل، وادٍ تتدفق منه العيون على مدار العام، وكأنها تشبه عنق الجمل بضخها.. تسقي المزارع بلا توقف وهو ماء عذب زلال بارد ينبع من صخر الطور، ثم يتفجر في اماكن محددة من الوادي تعرف بالعيون، وكانت تجري في الوادي وتغيل فسمي الوادي بـ»وادي الغيل»، ليتكون منه بستان جبلي تألفت بفعل العناق العجيب بين أغصان أشجاره، مما جعله يبدو كتلة واحدة، وفق نظام فريد في روعة وجمال.. ثم تأتي أشجار أخرى كالكادي والنخل والعنب والموز والجوافة والحناء والحمضيات، وقد يبدو التجول صعبا بين أشجارها الملتفة والمتعانقة في مسافات زراعية مدرجة، تقع كل واحدة فوق الأخرى.
وبنظرة على وادي «الغيل» والوديان الخضراء المحيطة به من كل جانب، تجد كنزا مدفونا لايزال نائم في ظل غياب الاستثمار السياحي الشتوي فيه.. فتشاهد السّدر المخضود، والطلح المنضود، والظل الممدود، والماء المسكوب من أعلى قمة الوادي .
وسائد الكادي
أما وزارة الزراعة، فأقامت لهم مشروعا عملاقا تكلف إنشاؤه أكثر من أربعة عشر مليون وسبعمائة ألف ريال.. والمشروع عبارة عن أنابيب وخزانات ومحاجر للعيون.. فهذه القرية ليست عادية، ولكنها أسطورية.. حيث وصفها الرحالة المستشرقون قائلين: «جنة بين نارين، حيث لو ارتفعوا سكانها إلى أعلى في السراة لكن هناك برودة قارسة ولو نزلوا إلى أرض تهامة بالسهل لكانت عليهم حرارة شديدة.. فهم يتمتعون طوال السنة باعتدال الجو لا حر ولا برد، أما رائحة الوادي فيعج بعبق «الكادي» الذي يعتبر من الروائح العطرية الجاذبة، ولو دخلت القرية تجد أول رائحة دائماً عطرة وذلك لوجود الكادي بها.. فهو من أقدم الزراعات في تهامة بصفة عامة، وهو عبارة عن سنبلة.. وتستخدمه النساء في التجميل حيث له رائحة عطرة جذابة.
شبيه «كلمنجارو»
ومن خلال أرض منخفضة بعد انحدار 20 كيلومتر، تستطيع ان تعقد أوجه شبه كثيرة بين هذه الجبال الشامخة وبين جبل «كلمنجارو» في أفريقيا، من حيث الارتفاع والمناخ والنباتات والحيوانات التي تتغير أشكالها وأنواعها.. لتجد الطبيعة الخلابة وخاصة في الوسط، كما تكسو أرضها الغابات الكثيفة، وتوجد منحدرات شديدة ووديان سحيقة الانخفاض.
وتشتهر تلك المنطقة بجمال مناظرها الطبيعية وكثافة أشجارها وتنوع حيواناتها، ومما يزيدها جمالها وجود شلالات منحدرة نحو الجنوب ونحو الشمال.. فجوها معتدل صيفاً ودفيء شتاءً.. فيما تجد سكانها في عمل دؤوب في الزراعة.. حيث تشكل المدرجات الزراعية الصغيرة منظرا خلابا.. وتكثر فيها زراعة البن والكادي والريحان.
ورغم قسوة تلك الجبال وصعوبة المعيشة فيها، إلا أن سكانها مكافحون وكادحون ولهم اهتمامات بتربية الأغنام وخاصة الماعز، وتربية النحل حيث تشتهر المنطقة بأفضل أنواع العسل السّدر.
واديا الجمال
وفي هذا المكان البديع، ترى طبيعة متفردة، فها هو جدول مياه ينساب هادئاً رقراقاً، معطياً لواديي «الغيل وخاط « جمالاً خاصا، وللعين بهجة ومتعة، وللنفس اطمئنانا وسحرا.. فإن جو هذا الوادي معتدل ولكن ما إن يحل وقت الربيع وتهطل الأمطار حتى يتسابق أهالي السراة لإمتاع الأعين بالمياه الجارية عبر هذا الوادي والشعاب المحيطة به.. وأريج أزهاره وبهاء أشجاره، وروائح شجر الكادي والريحان تتغنى بجمال هذا الوادي وسحر طبيعته، فقد تحول الى بستان فسيح، ذي سماء غائمة وهواء عليل، وكأن ذاك المكان يترنم بشعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «ورد وكادي والريحان.. وكل تهامة بك طربان».
بستان الجبل
وفي الغيل، وادٍ تتدفق منه العيون على مدار العام، وكأنها تشبه عنق الجمل بضخها.. تسقي المزارع بلا توقف وهو ماء عذب زلال بارد ينبع من صخر الطور، ثم يتفجر في اماكن محددة من الوادي تعرف بالعيون، وكانت تجري في الوادي وتغيل فسمي الوادي بـ»وادي الغيل»، ليتكون منه بستان جبلي تألفت بفعل العناق العجيب بين أغصان أشجاره، مما جعله يبدو كتلة واحدة، وفق نظام فريد في روعة وجمال.. ثم تأتي أشجار أخرى كالكادي والنخل والعنب والموز والجوافة والحناء والحمضيات، وقد يبدو التجول صعبا بين أشجارها الملتفة والمتعانقة في مسافات زراعية مدرجة، تقع كل واحدة فوق الأخرى.
وبنظرة على وادي «الغيل» والوديان الخضراء المحيطة به من كل جانب، تجد كنزا مدفونا لايزال نائم في ظل غياب الاستثمار السياحي الشتوي فيه.. فتشاهد السّدر المخضود، والطلح المنضود، والظل الممدود، والماء المسكوب من أعلى قمة الوادي .
وسائد الكادي
أما وزارة الزراعة، فأقامت لهم مشروعا عملاقا تكلف إنشاؤه أكثر من أربعة عشر مليون وسبعمائة ألف ريال.. والمشروع عبارة عن أنابيب وخزانات ومحاجر للعيون.. فهذه القرية ليست عادية، ولكنها أسطورية.. حيث وصفها الرحالة المستشرقون قائلين: «جنة بين نارين، حيث لو ارتفعوا سكانها إلى أعلى في السراة لكن هناك برودة قارسة ولو نزلوا إلى أرض تهامة بالسهل لكانت عليهم حرارة شديدة.. فهم يتمتعون طوال السنة باعتدال الجو لا حر ولا برد، أما رائحة الوادي فيعج بعبق «الكادي» الذي يعتبر من الروائح العطرية الجاذبة، ولو دخلت القرية تجد أول رائحة دائماً عطرة وذلك لوجود الكادي بها.. فهو من أقدم الزراعات في تهامة بصفة عامة، وهو عبارة عن سنبلة.. وتستخدمه النساء في التجميل حيث له رائحة عطرة جذابة.