الدكتور خالص جلبي في مقال جديد : تحية لكم بني شهر!
نشرته صحيفة الشرق السعودية اليوم
موقع تنومة : محمد عامر نشرت صحيفة الشرق السعودية اليوم مقالاً جديداً للكاتب والمفكر الدكتور خالص جلبي بعنوان " تحية لكم بني شهر! " والذي تناول خلاله مسيرته الطبية التي بدأت قبل ربع قرن في مستشفى النماص ثم عودته للعمل طبيباً لمرة أخرى في المستشفى ذاته ممتدحاً طيبة أهالي بني شهر وحسن تعاملهم وكرم أخلاقهم من خلال معايشته لهم . وإليكم نص المقال :
في هذا الصباح البارد والضباب يطوقني في جبال السروات قلت في نفسي والدمعة تكاد تخرج من عيني؛ لو لم أكن سورياً للبست البشت والعقال وكنت رجلاً من بني شهر! نعم إنها كرامة أن تكون بين الكرام. قلت لأبي عبدالعزيز المزهر من أين لكم كل هذه الطيبة؟ أهي من الجينات أم المناخ؟ ضحك وغلبني: لأنك ترى هكذا! زاد حبي لهم أكثر بمزيج طيب العشرة والتواضع. إنها أخلاق أصحاب الجنة. ثم تذكرت تلك الموعظة من رسول الرحمة وهو يعظ الأنصار بعد فتح مكة وهو يعطي قريشاً ما لم يعط أحداً. أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، ووجوهاً كثيرة من القرشيين أموالاً وإبلاً وفيرة. كان صلى الله عليه وسلم مثل الريح المرسلة. ظن بعضهم أنه اجتمع بقومه أخيراً فساد اللغط والإشاعات؛ فجمعهم وقال: ما قالة بلغتني عنكم؟ فهز الأنصار رضوان الله عليهم رؤوسهم بل الله ورسوله أعلم. هنا تحدث ففاض؛ وأنا فاضت دمعتي من عيني حين تذكرت تلك الموعظة المشهورة وأنا انغرس في قلبي يا بني شهر حبكم ولستم الوحيدين من كرام جبال عسير. لقد نبت في قلبي حبكم كما تنبت من الكف الأصابع. قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بما معناه هل ترون أني تألفت قلوب قوم بلعاعة من الدنيا ووكلتكم إلى إيمانكم. والله لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار. الناس دثار والأنصار شعار. والله لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار (الله أكبر على الكرامة!) لقد أثبت الأنصار ذلك في بيعة السقيفة فتركوا الملك والحكم حفاظاً على وحدة الأمة وبايعوا أبا بكر. تابع نبي الرحمة: ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم (هنا بكيت أنا). يتابع نبي الرحمة: اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار! الله أكبر يبكي الأنصار بشدة حتى تتحدر الدموع من العيون إلى اللحى ويصيحوا بصوت واحد رضينا برسول الله قسماً.
أي نور؟ أي ضوء؟ أي مستوى؟ أي اندماج وتآلف؟ أي أمة صنع هذا الرجل المعجزة هذه المعجزة.
لقد طفت المملكة جيداً وخالطت معظم أهلها فلم أجد أطيب وأكرم وأنبل من هذا الشعب؛ بني شهر. وهذا لا ينقص قدر الآخرين ولكن الله فضل الرسل بعضهم على بعض فكيف بالعباد؟ وموسى الرسول تعلم من الرجل الصالح. كما أن القضية هي في عمومها زاوية شخصية قد تكون صالحة لبعض دون بعض.أما أنا فقد عشقت جبال السروات وذرى عسير وضباب النماص وبرد تنومة وخاصة شعبها النبيل فحياكم الله يا بني شهر. ليتني لم أغادرها منذ ربع قرن وها قد اكتحلت عيني برؤيا ترابها وذراها وقمم جبالها الشامخات وقبل ذلك شعبها النبيل.
في هذا الصباح البارد والضباب يطوقني في جبال السروات قلت في نفسي والدمعة تكاد تخرج من عيني؛ لو لم أكن سورياً للبست البشت والعقال وكنت رجلاً من بني شهر! نعم إنها كرامة أن تكون بين الكرام. قلت لأبي عبدالعزيز المزهر من أين لكم كل هذه الطيبة؟ أهي من الجينات أم المناخ؟ ضحك وغلبني: لأنك ترى هكذا! زاد حبي لهم أكثر بمزيج طيب العشرة والتواضع. إنها أخلاق أصحاب الجنة. ثم تذكرت تلك الموعظة من رسول الرحمة وهو يعظ الأنصار بعد فتح مكة وهو يعطي قريشاً ما لم يعط أحداً. أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، ووجوهاً كثيرة من القرشيين أموالاً وإبلاً وفيرة. كان صلى الله عليه وسلم مثل الريح المرسلة. ظن بعضهم أنه اجتمع بقومه أخيراً فساد اللغط والإشاعات؛ فجمعهم وقال: ما قالة بلغتني عنكم؟ فهز الأنصار رضوان الله عليهم رؤوسهم بل الله ورسوله أعلم. هنا تحدث ففاض؛ وأنا فاضت دمعتي من عيني حين تذكرت تلك الموعظة المشهورة وأنا انغرس في قلبي يا بني شهر حبكم ولستم الوحيدين من كرام جبال عسير. لقد نبت في قلبي حبكم كما تنبت من الكف الأصابع. قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بما معناه هل ترون أني تألفت قلوب قوم بلعاعة من الدنيا ووكلتكم إلى إيمانكم. والله لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار. الناس دثار والأنصار شعار. والله لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار (الله أكبر على الكرامة!) لقد أثبت الأنصار ذلك في بيعة السقيفة فتركوا الملك والحكم حفاظاً على وحدة الأمة وبايعوا أبا بكر. تابع نبي الرحمة: ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم (هنا بكيت أنا). يتابع نبي الرحمة: اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار! الله أكبر يبكي الأنصار بشدة حتى تتحدر الدموع من العيون إلى اللحى ويصيحوا بصوت واحد رضينا برسول الله قسماً.
أي نور؟ أي ضوء؟ أي مستوى؟ أي اندماج وتآلف؟ أي أمة صنع هذا الرجل المعجزة هذه المعجزة.
لقد طفت المملكة جيداً وخالطت معظم أهلها فلم أجد أطيب وأكرم وأنبل من هذا الشعب؛ بني شهر. وهذا لا ينقص قدر الآخرين ولكن الله فضل الرسل بعضهم على بعض فكيف بالعباد؟ وموسى الرسول تعلم من الرجل الصالح. كما أن القضية هي في عمومها زاوية شخصية قد تكون صالحة لبعض دون بعض.أما أنا فقد عشقت جبال السروات وذرى عسير وضباب النماص وبرد تنومة وخاصة شعبها النبيل فحياكم الله يا بني شهر. ليتني لم أغادرها منذ ربع قرن وها قد اكتحلت عيني برؤيا ترابها وذراها وقمم جبالها الشامخات وقبل ذلك شعبها النبيل.