نوعية الهواء

وجود الهواء ضروريّ من أجل التنفس وبالتالي من أجل الاستمرار في الحياة ! لَكِنْ مَا مَدَى نَظافَةُ الهَواءِ الَّذِي نَتَنَفَّسُهُ ؟

هَذَا السُّؤَالُ مُهِمٌّ جِدّاً؛ لأَنَّ الْهَوَاءَ الْمُلَوَّثَ يُسَبِّبُ كَثِيراً مِنَ الْمَشَاكِلِ الصَِّحِيَّةِ, غَيْرَ أَنَّ هُنَاكَ أَشْيَاءَ كَثِيرةً تَجْعَلُ حَيَاتَنَا سَهْلةً، وَمُيَسَّرَةً؛ كَـ(الكَهْرَباءِ,وَالسَِّيَّارَاتِ ),لَكِنَّهَا تُنْتِجُ غَازَاتٍ ضَّارَّةً تَجْعلُ الهَواءَ مُلوَّثاً.

بَدأَتْ مُشْكِلَةُ تَلَوُّثِ الهَواءِ منْذُ بِدَايةِ اسْتِخدَامِ الفَحْمِ؛ فِي البِيُوتِ,وَ المصَانِعِ ؛ وَتَلوُّثُ الهَواءِ هُوَ: الاسْمُ الَّذِي نَسْتَخدِمُهُ لِوَصْفِ كَافَّةِ الغَازَاتِ المَوجُودَةِ بِالَجوِّ الَّتِي نَسْتَنْشِقُهَا،وَتُسَبِّبُ لَنَا ضَرراً؛ وَ لَكِنْ لا دَاعِي لأَنْ نَقْلقَ كَثِيراً إِذْ لَيْسَ كُلُّ الغَازَاتِ ضَّارَّةً.


لِمَاذَا التَّنَفُّسِ مُهِمَّاً بالنَّسْبَةِ لَنَا ؟

يمُرُّ الهَواءُ وَتَحْدِيداً غَازُ (الأُكْسِجينِ) مِنْ الجَوِّ إِلَى الرِّئَتينِ, وَمِنْهَا إِلَى الدَّمِ؛ وَالَّذِي يَنْقُلهُ إِلَى كَافَّةِ أَنْحَاءِ الجِسْمِ؛ لِيُسَاعِدَ فِي حَرْقِ الموَادِ الغِذَائيَّةِ لِصُنعِ الطَّاقَةِ الَّتِي نَحْتَاجُ إِلَيهَا .

مِنْ قُرَابةِ (500 )عَامٍ, كَانَ اسْتِخْدامُ الفَحْمِ مُنتَشِراً بِكَثرةٍ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ العَالَمِ, وَ عِنْدمَا يَحْترِقُ الفَحْمُ؛ فَإِنَّهُ يُنتِجُ دُخَاناً يَجْعلُ الهَواءَ مُتَّسِخاً جِدّاً؛ وَعِندَمَا بَدأَتِ الثَّورَةُ الصِّنَاعِيَّةُ بِأُورُوبَا؛ أُنْشِئَتْ المَصَانِعُ , وَحَرقَتْ كِمِّيَّاتٍ أَكْبرَ مِنَ (الفَحْمِ)؛ فَأَصْبحَ تَلوُّثُ الهَواءِ مُشْكِلةً حَقِيقِيَّةً ؛ كَمَا بَدأَتْ هُناكَ مُشْكِلاتٌ كَـ(الضَّبابِ الدُّخَانِيِّ ) ؛ الَّذِي مَاتَ بِسَببِهِ (4 ) آلافِ شَخْصٍ بِبِريطَانْيَا سَنةَ (1952م).

رائِحَةَ الهَوَاءِ بِالمدِينَةِ تَخْتَلِفُ عَنْ تِلْكَ الَّتِي تُوجَدُ بِالبَرِّ بِـ(الصَّحْرَاءِ مَثلاً ),أَحدُ الأَسْبابِ هُوَ (عَوادِمُ السَّيَّارَاتِ) الَّتِي تُنْتُجُ دُخَاناً ,أَوْ غَازَاتٍ تُسَمِّمُ أَجْسَامَنَا, ويَجِبُ أَلاَّ نَنْسَ مِئَاتِ المَلايينِ مِنْ السَّيَّاراتِ بِالعَالَمِ الَّتِي تَسْتَخْدِمُ ( البَنْزِين) الَّذِي يُنْتِجُ الوَقُودَ؛ مِمَّا يُسَبِّبُ كَثِيراً مِنَ الغَازَاتِ الَّتِي تَكُونُ سَبَباً فِي التَّلوُّثِ، وَلِلْعِلْمِ؛ فَإِنَّ هَذَا التَّلوُّثَ ضَارٌّ خُصُوصاً لِـ(الأَطْفَالِ) .

عَلى الرُّغْمِ مِن ذَلِكَ إِلا أَنَّ الوَضْعَ لَمْ يَتَحَسَّنْ ؛ لأَنَّ هُنَاكَ الكَثيرَ مِنَ الغَازَاتِ الضَّارَّةِ الَّتِي اسْتُحْدِثَتْ ,وَالَّتِي جَلَبتْ أَضْرَاراً لا تَقِلُّ خُطُورَةً عَنِ الأُولَى.



المصدر : فريق معكم