×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

كوريا .. (والفزعة) الأمريكية إلى أين ؟

لون السياسة الأمريكية تجاه الوضع القائم بين الكوريتين لن يتوقف عند الجزيرة الصفراء بقدر ما تختلط الكثير من الألوان. التي لا يغيب عنها اللون الأحمر من الجانب الصيني الذي بدأ يرفع أصابع الاحتجاج من الموقع المجاور على الخارطة الملتهبة.
وفي ترقب شديد لانعكاسات الضربة العسكرية التي شنتها كوريا الشمالية ضد جارتها الجنوبية في الأسبوع الماضي. كانت أمريكا أكثر تسرعاً من أصحاب القضية نفسها حيث تبدأ اليوم مناورة عسكرية مع قوات سيؤول في استعراض للقوة وتأكيد على أن بيونغ يانع لن تكون قادرة على الانفراد بالحليف الأمريكي الذي شعر بالخوف ولم يكن قادراً على الرد وهو الموقف الذي أطاح بوزير الدفاع المستقيل من جيش لا يحمل نفس المؤهلات الهجومية ولا الدفاعية للعدو التقليدي الذي بلغ النوويات والصناعة الحربية المتقدمة بكل أنواعها.
وهو ما جعل وزير الدفاع الكوري الجنوبي المستقيل يحسب النتائج الخطيرة في ما لو ذهب إلى الاستجابة والاندفاع إلى معركة قد تغيّر كثيراً من خارطة كوريا السياسية والعسكرية رغم وجود القواعد الأمريكية.
غير أن الأمريكيين كعادتهم على طريقة «الفزعة» كان لابد من رفع شعار القوة من خلال المناورة المشتركة التي أثارت الشمال ومعه الصين. واعتبرت كل منهما أن ذلك يعني استفزازاً غير مقبول وتدخلاً أمريكياً في المنطقة . لكنهم الأمريكيون الذين اعتنقوا «عقيدة» التدخلات في مناطق التوتر ليحولوها من مناطق ملتهبة إلى مناطق كوارث ودمار.. وإذكاء حروب الخارج وتغذية الصراعات الداخلية في كثير من مناطق العالم.
هذه السياسة التي أثبتت التجربة أنها غير قادرة على فرض واقع مختلف للأمن والسلام في العالم كما حصل في كل من العراق وأفغانستان وقبلهما في الصومال. تؤكد أن واشنطن لازالت ترتهن إلى تأثير الجمهوريين داخل الكونجرس في صناعة القرار خاصة أولئك الذين تفاعلوا مع نظرية الرئيس السابق جورج بوش التي ترى أنه من الأهمية نقل الصراعات إلى الخارج حتى لا تكون أمريكا مسرحاً من الداخل وذلك بالنسبة للشرق الأوسط من ناحية ومن الناحية الأخرى المحافظة على شعار القوة أمام أوروبا في المناطق الحساسة من العالم .
إلاّ أن هذه النظرية قد أفضت إلى انعكاسات سلبية ليست على الأمن فحسب .. ولكن على الوضع الاقتصادي الأمريكي والدولي بصفة عامة. وبالتالي فإن أي تطور للصراع بين الكوريتين لن يتوقف كما أشرت عند حدود الجزيرة الصفراء بقدر ما سوف تصل الكارثة إلى خلط الألوان في دماء لن يتوقف نزيفها. في الوقت الذي بدأ الصينيون أكثر شراسة وأكثر صرامة في الخطاب السياسي والعسكري نحو الوضع. بعد أن كانوا في السابق يحتجون على استحياء أو على طريقة «إحم .. إحم» نحن هنا.
 0  0  3104