×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الخليج ومخاطر المستقبل

الخليج ومخاطر المستقبل

على مدى السنوات الثلاث القادمة ومن خلال المشهد السياسي والعسكري يمكن القول: إن منطقة الخليج تقف أمام مستقبل أكثر خطورة من أي وقت مضى. هذا المستقبل تحكمه عدة عوامل يجري التحضير لها داخل وخارج المنطقة.
فقد بدأت الولايات المتحدة تصعد من حدة خطابها تجاه إيران خاصة بعد التجربة الصاروخية التي أطلقتها طهران مؤخرًا.
وهنا يخطئ من يعتقد أن أوباما ـ كرئيس ديمقراطي ـ لن يقوم بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، إذ إن مثل هذا العمل العسكري لم يُثْنِ كلينتون الرئيس الديمقراطي السابق عن توجيه ضربة عسكرية للعراق أثناء حكم صدام حسين، عرفت في ذلك الوقت بـ \"ثعلب الصحراء\".
** على الجانب الآخر تستعد القوات الأمريكية لمغادرة العراق على مدى السنوات الثلاث القادمة. وهذا يعني أن فراغًا وأطماعًا من جانب كلٍّ من إيران وتركيا سوف تبرز أكثر تحديًا وخطورة تجاه العراق.
** وإسرائيل من جانبها في عهد نتنياهو لن تقبل بظهور إيران واستمرارها كقوة نووية في المنطقة.
** انشغال العرب بالقضية الفلسطينية بمفهومها الشامل، والخلاف الفلسطيني الفلسطيني، ومدى نجاح المصالحة الشاملة سيأخذ وقتًا طويلاً.
كل هذه المعطيات والتحضير لها تجعل دول منطقة الخليج وخاصة منابعها النفطية في خطر من أي حرب قادمة تحكمها تطورات وتفاعلات المرحلة.
ورغم أن الإمارات العربية المتحدة قد بدأت إجراءات احترازية لتفادي إغلاق محتمل لمضيق هرمز أمام صادراتها النفطية؛ إلا أن ذلك لا يعني درء الخطر بالكامل وذلك لوجود العديد من القطع البحرية الإيرانية والأمريكية في مياه الخليج، والتي يمكن أن تؤثر على مشروع الأنابيب الإماراتية البديلة. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى توجد منصات صواريخ إيرانية منصوبة وموجهة من داخل الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، وخاصة أن طنب الصغرى، وطنب الكبرى، وأبو موسى مواقع استراتيجية تختصر مسافة مهمة لإطلاق صواريخ من نوع اسكود يصل مداها إلى 650 كيلومترًا.
وهذا النوع من الصواريخ كان قد تم استخدامه في الحرب العراقية الإيرانية، حيث كان كلٌّ من البلدين يمتلك منظومة منها. وكان تفوق العراق في قوة الإصابة عندما كانت تصل إلى طهران بسبب اختيار العراقيين لمناطق قريبة من الحدود الإيرانية. وهو ما جعل الإيرانيين يحتلون الجزر الإماراتية الثلاث تمهيدًا لاستخدامها كمنصات للصواريخ، وهو ما تم تنفيذه بعد الحرب بعدة سنوات.
ورغم كل ما تقدم وما تأخر من تحضيرات .. ومن توترات يشهدها مستقبل المنطقة الخليجية إلا أنه ما زال يحدونا الأمل في قيام شراكة عربية فاعلة لمواجهة كل هذه الأخطار في محاورها الأربعة، بدءًا من أمريكا وانتهاءً بإسرائيل، ومرورًا بكل من تركيا وإيران.
وحتى لا \"تتطاحن\" هذه الرباعية في منطقة مهمة وحساسة تشكل مصدرًا اقتصاديًّا ليس للعرب وحدهم، ولكن للعالم بأسره؛ فإن موقفًا عربيًّا شاملاً تجاه أخطار المستقبل يستدعي تحركًا ودبلوماسية مسؤولة تدرك أهمية هذه المخاطر وأبعادها وحجم انعكاساتها.
على أننا ما زلنا أيضا نأمل تغليب المصلحة وتحكيم العقل في طهران، حتى لا تتكرر مغامرة صدام حسين في نسخة فارسية!!

ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية
 0  0  2784