قصر المقر بالنماص..
جريدة المدينة : محمد البيضاني - الباحة
تعد قرية المقر التراثية بمدينة النماص من المتاحف الاثرية والتاريخية التي تحاكي جميع العصور، ويقصدها الكثير من الزوار ومحبي التراث.
تلك القرية قام بتشييدها محمد المقر، حيث استغرقت أكثر من 35 عاما، واستخدم في بنائها أنواعا من الحجر الطبيعي من جبال عسير.
ويقول محمد المقر صاحب المتحف والذي كان يعمل بالقطاع العسكري حتى أحيل الى التقاعد، أنه سافر الى عدد من الدول من اجل اكتساب المعرفة في بناء المتاحف، وكذلك ليكون له الدراية في معرفة طريقة بناء المتحف، ولا يزال العمل جاريا فيه.
وعن تكلفة المتحف أوضح المقر أن تكلفته تجاوزت ملايين الريالات، ويقول: مازلت أطمع في تطوير الموقع واتمنى من هيئة السياحة الالتفات الى هذه القرية التراثية والتي تعد من اجمل القرى من جميع النواحي.
عشرون واجهة
واشار المقر الى أن القرية يوجد بها أكثر من عشرين واجهة تطل للزائرين وأروقة محاطة بالحدائق المعلقة، والتي مازال العمل جارياً فيها تسقى من خلال قنوات وينابيع مياه استخدمت فيها العناصر الزخرفية الرقيقة في قالب هندسيٍ فريد، وزخارف من المعمار الأندلسي الذي يكسو الجدران، مطوقاً بالقيشاني المطرز بالنقوش العربية التي ذاع صيتها في الأندلس. والقصر صمم بطريقة تسمح للشمس بأن تدور حوله دورة كاملة على امتداد نوافذ القصر المتعددة. ولعل أهم ما يميزه قبابه السبع، التي تمثل قارات العالم، وهناك أكثر من 365 عموداً داخل القصر ممثلةً عدد أيام السنة، تتشبع حيطانها بالحضارة الأموية والعباسية لتشكل حزاماً متناسقاً. وتأتي الأدوار متخذة من الحقب والأزمنة التاريخية موضوعا لها ليحل في مخيلتك امتداد عصور مختلفة في الماضي والحاضر.
فالأول يجسد حضارة الأندلس والعصر العباسي في فن الزخرفة والنقش، والثاني يختزل الحضارة الإسلامية من الصين شرقاً وحتى غرب أفريقيا، ليكتنز الدوران معاً 20 ألف قطعة أثرية، أما الثالث فيحتوي على سردٍ لتاريخ المخطوطات الإسلامية في الطب والفلك والرياضيات وعلوم الفرائض واللغة العربية والمذاهب الإسلامية. وتحوي القرية التراثية أجنحة للسكن والإقامة، حيث بإمكانك الإقامة في هذه القرية لتنعم بالأجواء الصيفية النقية التي تمتلكها النماص بأسعارٍ رمزية، ويهدف صاحبها الى استفادة السائح وسبر أغوار التاريخ بالإقامة في هذا المرتفع الجميل الذي يمثل العديد من الحضارات الأندلسية والأموية والعباسية.
مواصفات نادرة
ويمثل القصر المبنى الرئيسي في المشروع حيث يعتبر من القصور النادرة في التاريخ الإسلامي، حيث يضم ما يقارب 300 نافذة من الطراز الأندلسي، تتابع حركة الشمس داخل القصر، والذي يوجد له 20 واجهة واكثر من 30 زاوية، ويوجد به 360 عمودا تمثل عدد أيام السنة. كما يوجد بالقصر ثلاثة ملايين زخرفة إسلامية نباتية. ويوجد بالقصر 2 مليون حفر إسلامي أندلسي وأموي وعباسي، وأكثر من 18ألف قطعة تراثية تمثل حضارة العالم الإسلامي في الغرب، وبه اكثر من 50 ألف مخطوطة. يعتبر القصر السجل الأول في التاريخ الإسلامي للمخطوطات المكتوبة باليد للقرآن الكريم، حيث يضم 1000 مطبوعة، كما يستخدم اكثر من 300 مخطوطة لتجميل القصر كما أن القصر يمثل في شكله القصور الأندلسية القديمة بقبابها ومآذنها الجميلة.