دمّروا العالم.. أبيدوا أهله
هذا هو شعار المتطرفين الغربيين الذين رفعوا ويرفعون شارات العنف والتدمير تحت راية الدين منذ قرون. وحين رصد الكاتب "جلال العالم" في كتيبه الشهير "قادة الغرب يقولون: دمروا الاسلام ..ابيدو اهله" عبارات متطرفيهم المتفرقة من ادبياتهم ومؤتمراتهم أحسسنا ونحن طلاب صغار- بالغيظ والحنق لما يدبره رافعوا راية المسيحية (المسالمة) واليهودية (المغلقة على ابنائها) من مكائد للمسلمين. وفي العصر الالكتروني وقد يعجب كثيرون حينما يعلمون أن العناصر الغربية المتطرفة كانت من اوائل من وظّف الوسائل الالكترونية في التواصل وبث الأفكار حتى قبل أن تظهر شبكة الانترنت بسنوات. ويكفي أن نعرف أن "توم ميتزقر" Tom Metzger أحد اشهر المتطرفين الأمريكيين العنصريين (اليمين المتطرف) ومؤسس مجموعة "المقاومة الاريانية البيضاء" White Aryan Resistance كان من اوائل من اسس مجموعة بريد الكترونية ليتواصل مع اتباعه ويبث افكاره سنة 1985م. كما أن مجموعة المتطرف الأمريكي "دان جانوون" Dan Gannon تعد أول مجموعة تنشئ موقعا متطرفا في شهر ديسمبر 1991 مع ولادة الانترنت في الولايات المتحدة. وتلا ذلك عدة مجموعات اشتهر منها مجموعة "جبهة العاصفة" Stormfront الأمريكية المسيحية المتطرفة بقيادة "دون بلاك" Don Black التي أنشأت اول موقع متكامل يروج ثقافة الكراهية في مارس سنة 1995م. ومن العجيب ان اليهود وليس المسلمين- كانوا اوائل ضحايا المواقع الامريكية المتطرفة بوصفهم "مصاصي دماء ومخربي امريكا".
في عالمنا الاسلامي أخذت المشكلة بُعدها العنيف في عصر الانترنت والتقنية بعد أن تخلّت الأسرة والمراجع التقليدية للصغار عن كثير من أدوارها التربويّة وبات التشكيل المعرفي والوجداني للصغار متأثرا بمحتوى الوسائل الالكترونية التي التي غدت مصدرا رئيسا للأفكار وصناعة الرأي وغرس القيم في ظل انغماس الأجيال الجديدة وسط هذه التقنيات واستهلاك وتبادل مضامينها فيما بينهم دون توجيه.
وعلى الرغم من أن عدد المواقع والخدمات التي تقدم فكر التطرف والعنف تعد قليلة قياسا بما تقدمه الانترنت من محتويات غنية وثرية في كافة المجالات المعرفية إلا أن التأثير الفكري للمحتوى الالكتروني المحرض على العنف والارهاب لا يمكن تجاهله. والدليل على عمق التأثر والتأثير الالكتروني أن حوادث إرهابية وقعت في بعض البلدان نتيجة أعمال ارتكبها شبان متحمسون تلقوا التحريض الفكري وتدربوا على طرق التنفيذ في حالات معينة من خلال محتوى مواقع التطرف والتحريض المنتشرة على شبكة الانترنت.
لا بد للعقلاء من كلمة في عالم يسوده التطرف والعنف فقد شهدنا كيف بات المتطرفون من كل ملّة وجنس سادة المحتوى الالكتروني مع أن عدد المواقع المحسوبة عليهم تعد قليلة قياسا بالمحتوى المعرفي الهائل. إذ لو استمر الحال بيد المتعصبين فسنجد أن شعار "دمروا العالم ابيدو أهله" واقعا تحت رايات التطرف الأعمى القادم من كل مكان.
مسارات
قال ومضى: لو تأملت كلامي.. لكففت عن ملامي.
في عالمنا الاسلامي أخذت المشكلة بُعدها العنيف في عصر الانترنت والتقنية بعد أن تخلّت الأسرة والمراجع التقليدية للصغار عن كثير من أدوارها التربويّة وبات التشكيل المعرفي والوجداني للصغار متأثرا بمحتوى الوسائل الالكترونية التي التي غدت مصدرا رئيسا للأفكار وصناعة الرأي وغرس القيم في ظل انغماس الأجيال الجديدة وسط هذه التقنيات واستهلاك وتبادل مضامينها فيما بينهم دون توجيه.
وعلى الرغم من أن عدد المواقع والخدمات التي تقدم فكر التطرف والعنف تعد قليلة قياسا بما تقدمه الانترنت من محتويات غنية وثرية في كافة المجالات المعرفية إلا أن التأثير الفكري للمحتوى الالكتروني المحرض على العنف والارهاب لا يمكن تجاهله. والدليل على عمق التأثر والتأثير الالكتروني أن حوادث إرهابية وقعت في بعض البلدان نتيجة أعمال ارتكبها شبان متحمسون تلقوا التحريض الفكري وتدربوا على طرق التنفيذ في حالات معينة من خلال محتوى مواقع التطرف والتحريض المنتشرة على شبكة الانترنت.
لا بد للعقلاء من كلمة في عالم يسوده التطرف والعنف فقد شهدنا كيف بات المتطرفون من كل ملّة وجنس سادة المحتوى الالكتروني مع أن عدد المواقع المحسوبة عليهم تعد قليلة قياسا بالمحتوى المعرفي الهائل. إذ لو استمر الحال بيد المتعصبين فسنجد أن شعار "دمروا العالم ابيدو أهله" واقعا تحت رايات التطرف الأعمى القادم من كل مكان.
مسارات
قال ومضى: لو تأملت كلامي.. لكففت عن ملامي.