التعليم العالي الألماني وسرّ التميز المهني (2 من 2)
تحدثنا في مقال سابق عن نظام التعليم العالي في ألمانيا لمعرفة سرّ تميز هذا النظام. وكيف أن نسبة الخريجين المنتسبين للتعليم العالي في العقود الماضية - كانت أقل من الثلث في هذه الدولة المتقدمة صناعياً. حالياً , بلغت نسبة الذين يلتحقون بالجامعات من مواليد العام الواحد أكثر من الثلث، وهي في تزايد مطرد, ورغم ذلك، فإننا نجد أن نسبة التعليم في ألمانيا تقع تحت النسبة المتوسطة العالمية من حيث نسبة الملتحقين بالتعليم العالي, وذلك لصعوبة القبول في الجامعات , وتوجه أكثر من ثلث الحاصلين على شهادة الثانوية العامة لمتابعة الدراسة في التعليم المهني.
لماذا التعليم المهني في ألمانيا أكثر جاذبية للشباب؟
هموم الشباب تختلف حسب البيئة التي يعيشون فيها , وحسب الظروف والعادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع المحيط بهم. الهّم الكبير للشاب الألماني هو توافر المادة, والعيش بكرامة , و تحقيق أمن وظيفي. وكما يعلم الجميع أن ألمانيا دولة صناعية تتوافر فيها فرص أكثر جاذبية للشباب , الجامعات تحتاج إلى وقت أطول من المدة التي يقضيها الشاب في المعهد , كذلك الجامعات أصعب دراسياً , بينما خريجي المعاهد يجدون فرص عمل نظراً لتدربهم على عديد من المهن.
منذ نهاية السبعينيات تطور نظام التعليم الألماني بشكل متميز، لدرجة إن عديدا من الدول قامت بتقليده. أكثر من ربع الطلبة الألمان يلتحقون بهذه المعاهد والتي تسمى في بعض الولايات بالأكاديمية المهنية، وهي على علاقة وثيقة بالشركات, ولعل ما يجذب الطلاب إلى هذه المعاهد التخصصية العليا بشكل خاص هو سرعة الدخول إلي الحياة العملية - حيث تستغرق الدراسة في هذه المعاهد ثلاث سنوات فقط - إضافة إلى التوجه العملي لهذه المعاهد - فالدراسة المكثفة والمتشددة في هذه المعاهد, و أيضا فرصة الامتحانات العديدة تشكل كلها ضمانة لفترة دراسة قصيرة نسبيا عن أي معهد آخر, إلا أن هذا الأمر لا يعني إهمال الجانب العلمي، ففي المعاهد التخصصية العليا التي يبلغ عددها 170 معهدا، تجري الأبحاث العلمية على أعلى المستويات، ولكن بشكل أساسي فيما يتعلق بالتطبيقات الصناعية.
بينما تلتزم الجامعات التقليدية بالجوانب العلمية البحتة , وتقدم مجالاً واسعاً من العلوم التخصصية والتقنية في مجالات مختلفة, وتتمتع هذه الجامعات التقنية الألمانية بسمعة عالمية , ويزداد إقبال الطلاب الأجانب عليها بشكل خاص.
إصلاحات من أجل المنافسة العالمية
بنظرة شمولية للجامعات الألمانية , تجد أنها لا تولد الانطباع باحتلالها مراكز متقدمة على الصعيد العالمي بشكل عام ، وذلك رغم وجود المستويات العلمية الرفيعة فيها, وقد تنبهت الجامعات , والقائمون على السياسة التعليمية إلى هذه الحقيقة . وقد قام الجميع باتخاذ خطوات إصلاحية مناسبة لتغيير مجمل الحياة الجامعية في ألمانيا. التغيرات التي يخضع لها النظام التعليمي اليوم في ألمانيا - لا تجاريها أية تغيرات في أي مجال آخر في المجتمع, فهي تتناول تعديل أنظمة شهادات التخرج وتبني شهادات متدرجة مثل البكالوريوس والماجستير, وبدأت بالسماح للجامعات الخاصة. إضافة إلى خضوع المتقدمين للدراسة في الجامعات لامتحانات القبول، وكل هذا مصحوبا بالمزيد من التعاون الاستراتيجي بين الجامعات والمؤسسات غير الجامعية.
أما الهدف من هذه الإصلاحات فهو إعادة التعليم والبحث العلمي إلى مركزهما المتقدم على الساحة العالمية، وخاصة في ظل مناخ المنافسة المتزايدة, أيضا تغيير قوانين الدراسة الجامعية يمنح الجامعات المزيد من الحرية كما يتيح للأساتذة إمكانية المكافأة المادية المتناسبة مع الجهود المبذولة, هذا وتحاول الجامعات المعروفة تعزيز صورتها وسمعتها، بينما تدفع التصنيفات المختلفة للجامعات والمتعلقة بالجودة وإقبال الطلبة نحو المزيد من التنافس وبذل الجهود. وقد بادرت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات بتخصيص مبلغ يصل في مجمله إلى 1,9 مليار يورو حتى عام 2011, ويقدم الدعم لثلاثة مجالات أساسية في الأبحاث والعلوم , وهي: برامج الدكتوراه , و مراكز الأبحاث في الجامعات , وتقديم الدعم لمشاريع "أفكار المستقبل من أجل تطوير وتوسيع البحث العلمي الجامعي" لعشر جامعات ألمانية.
قامت لجنة تحكيم مستقلة باتخاذ القرارات بشأن مبادرة التميز هذه خلال جولتين من الخيار, وقد انتهت الجولة الأولى في خريف عام 2006, وقد تميزت كل من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ والجامعة التقنية في ميونيخ وجامعة كارلسروه، وحصلت جميعها على لقب جامعة متميزة.
في نطاق سعي الجامعات الألمانية لتصدير مخرجاتها إلى الدول العربية , فقد تم فتح فروع لها في القاهرة ودمشق والأردن, , وفي سلطنة عمان بالتعاون مع جامعة راينيش فيستفيليش للتكنولوجيا في مدينة آخن الألمانية.
لماذا التعليم المهني في ألمانيا أكثر جاذبية للشباب؟
هموم الشباب تختلف حسب البيئة التي يعيشون فيها , وحسب الظروف والعادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع المحيط بهم. الهّم الكبير للشاب الألماني هو توافر المادة, والعيش بكرامة , و تحقيق أمن وظيفي. وكما يعلم الجميع أن ألمانيا دولة صناعية تتوافر فيها فرص أكثر جاذبية للشباب , الجامعات تحتاج إلى وقت أطول من المدة التي يقضيها الشاب في المعهد , كذلك الجامعات أصعب دراسياً , بينما خريجي المعاهد يجدون فرص عمل نظراً لتدربهم على عديد من المهن.
منذ نهاية السبعينيات تطور نظام التعليم الألماني بشكل متميز، لدرجة إن عديدا من الدول قامت بتقليده. أكثر من ربع الطلبة الألمان يلتحقون بهذه المعاهد والتي تسمى في بعض الولايات بالأكاديمية المهنية، وهي على علاقة وثيقة بالشركات, ولعل ما يجذب الطلاب إلى هذه المعاهد التخصصية العليا بشكل خاص هو سرعة الدخول إلي الحياة العملية - حيث تستغرق الدراسة في هذه المعاهد ثلاث سنوات فقط - إضافة إلى التوجه العملي لهذه المعاهد - فالدراسة المكثفة والمتشددة في هذه المعاهد, و أيضا فرصة الامتحانات العديدة تشكل كلها ضمانة لفترة دراسة قصيرة نسبيا عن أي معهد آخر, إلا أن هذا الأمر لا يعني إهمال الجانب العلمي، ففي المعاهد التخصصية العليا التي يبلغ عددها 170 معهدا، تجري الأبحاث العلمية على أعلى المستويات، ولكن بشكل أساسي فيما يتعلق بالتطبيقات الصناعية.
بينما تلتزم الجامعات التقليدية بالجوانب العلمية البحتة , وتقدم مجالاً واسعاً من العلوم التخصصية والتقنية في مجالات مختلفة, وتتمتع هذه الجامعات التقنية الألمانية بسمعة عالمية , ويزداد إقبال الطلاب الأجانب عليها بشكل خاص.
إصلاحات من أجل المنافسة العالمية
بنظرة شمولية للجامعات الألمانية , تجد أنها لا تولد الانطباع باحتلالها مراكز متقدمة على الصعيد العالمي بشكل عام ، وذلك رغم وجود المستويات العلمية الرفيعة فيها, وقد تنبهت الجامعات , والقائمون على السياسة التعليمية إلى هذه الحقيقة . وقد قام الجميع باتخاذ خطوات إصلاحية مناسبة لتغيير مجمل الحياة الجامعية في ألمانيا. التغيرات التي يخضع لها النظام التعليمي اليوم في ألمانيا - لا تجاريها أية تغيرات في أي مجال آخر في المجتمع, فهي تتناول تعديل أنظمة شهادات التخرج وتبني شهادات متدرجة مثل البكالوريوس والماجستير, وبدأت بالسماح للجامعات الخاصة. إضافة إلى خضوع المتقدمين للدراسة في الجامعات لامتحانات القبول، وكل هذا مصحوبا بالمزيد من التعاون الاستراتيجي بين الجامعات والمؤسسات غير الجامعية.
أما الهدف من هذه الإصلاحات فهو إعادة التعليم والبحث العلمي إلى مركزهما المتقدم على الساحة العالمية، وخاصة في ظل مناخ المنافسة المتزايدة, أيضا تغيير قوانين الدراسة الجامعية يمنح الجامعات المزيد من الحرية كما يتيح للأساتذة إمكانية المكافأة المادية المتناسبة مع الجهود المبذولة, هذا وتحاول الجامعات المعروفة تعزيز صورتها وسمعتها، بينما تدفع التصنيفات المختلفة للجامعات والمتعلقة بالجودة وإقبال الطلبة نحو المزيد من التنافس وبذل الجهود. وقد بادرت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات بتخصيص مبلغ يصل في مجمله إلى 1,9 مليار يورو حتى عام 2011, ويقدم الدعم لثلاثة مجالات أساسية في الأبحاث والعلوم , وهي: برامج الدكتوراه , و مراكز الأبحاث في الجامعات , وتقديم الدعم لمشاريع "أفكار المستقبل من أجل تطوير وتوسيع البحث العلمي الجامعي" لعشر جامعات ألمانية.
قامت لجنة تحكيم مستقلة باتخاذ القرارات بشأن مبادرة التميز هذه خلال جولتين من الخيار, وقد انتهت الجولة الأولى في خريف عام 2006, وقد تميزت كل من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ والجامعة التقنية في ميونيخ وجامعة كارلسروه، وحصلت جميعها على لقب جامعة متميزة.
في نطاق سعي الجامعات الألمانية لتصدير مخرجاتها إلى الدول العربية , فقد تم فتح فروع لها في القاهرة ودمشق والأردن, , وفي سلطنة عمان بالتعاون مع جامعة راينيش فيستفيليش للتكنولوجيا في مدينة آخن الألمانية.