ما بعد زيارة نجاد
في أرض مليئة بكل المتناقضات بدءاً من نمط الحياة إلى التركيبة المذهبية وصولاً إلى الخارطة السياسية للأحزاب وعناصر الموالاة والمعارضة .. والممانعة وحزمة من الشعارات الأخرى والأسوأ .. والأكثر خطورة .. والأقل نفوذاً.. والواقفون على حائط من الأسلاك الشائكة .. وآخرون قابعون في الغرف المترفة بانتظار يوم جديد لمواجهة منابر التصريحات الصاخبة.
اللبنانيون الذين يتفقون على حبهم لوطنهم مازالوا بين الحين والآخر «يختلفون على إدارة شؤونه من خلال أسلوب لا تختلط فيه بارودة الكلام مع رصاصة التصفية والانتقام لمزايدة لم تأتِ بشيء يمكن أن يخرج عن حوار التهديد والوعيد في تمهيد لفرض مرحلة جديدة من البحث عن خارطة طريق للهروب من الوطن كل على طريقته الخاصة.
لبنان الذي يجد نفسه بعد زيارة أحمدي نجاد أمام واقع جديد زاد من سخونة السجال القائم في ذلك البلد «المضطرب» في سياسته و»الأنيق» في أسلوب حياته الخاصة .. والذي اعتاد أن يتعايش مع «المثقفين والمهرجين» وباعة الكلام على الهواء مباشرة لا يسعه اليوم إلا أن يترقب مرحلة أكثر خطورة .. وأكثر انتظاراً للمجهول.
نجاد أحدث ضجة في زيارة غير مسبوقة .. وبدا في الجنوب وكأنه أحد الفاتحين في مشهد الاستقبال واختيار العبارات في حين بقي من يقذف صوره بالجدار في شوارع أخرى في لبنان إضافة إلى التراشق الحزبي بصواريخ الشتائم من «منصات» القنوات الفضائية.
لكن السؤال الأهم ماذا حدث بعد الزيارة؟ إسرائيل تحلّق فوق الأجواء اللبنانية وتصل إلى البقاع بالقرب من سوريا ..نتنياهو يوقع على بناء 240 مستوطنة في القدس الشرقية كان هذا هو موجز أول يوم بعد عاصفة الزيارة التاريخية .. والأناشيد وزغاريد الفرح .. وخطابات التحدي وفي التفاصيل القادمة .. بالتأكيد أنباء أسوأ.!!