×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

القدس بين مفاتيح المفاوضات ومفاتيح العجائز

مما يؤسف له أن بعض العرب لم يتأكد بعد أن الإستراتيجية الصهيونية لا تعترف بعروبة القدس ، ويبدو كذلك أننا وصلنا متأخرين إلى القناعة بعبثية المفاوضات مع إسرائيل ، خاصة مع استمرار الاستيطان لاسيما وأنه قد وصف لنا أبا أيبان وزير الخارجية الإسرائيلية الأسبق وبصراحة في مقدمة لكتاب \"حاييم وايزمن\" هذه الإستراتيجية بقوله:\" إن جميع ما نوقع من مواثيق وتعهدات وما نقبل به من قرارات هو مجرد فرص نستعملها حتى إذ استنفذنا الغاية منها القينا بها جانباً، وسرنا في سياستنا المرسومة.\"
والحقيقة المؤلمة أنه لم تعد تنعدم لدى إسرائيل الذرائع والمبررات لتنفيذ مخططاتها وآخرها قرار بلدية الاحتلال الإسرائيلي بترحيل 1500مواطن فلسطيني من حي الشيخ جرَّاح وتحويل منطقة في سلوان إلى حديقة \"داوود\" نسبة إلى الملك داوود وفقاً لتوراتهم.
وتهدف إسرائيل إلى تعزيز استيطانها وعزل عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين المقدسيين من التواصل الحقيقي مع مدينتهم أو تأكيد وجودهم فيها ، ومحاولة فرض واقع ديموغرافي جديد في مدينة القدس .
إن اللقاء مع القدس والحصول على مفاتيحها يحتاج إلى عمل قوي وقرارات أقوى :
- في عهد الفاروق كان للمسلمين القوة فوضعنا مفتاح القدس في جيوبنا .
- في عهد صلاح الدين الأيوبي كان الأبطال الذين أعادوا لنا المدينة ومفاتيحها .
- اليوم يحتفظ الشيّاب والعجائز بكواشين الطابو ومفاتيح أبواب بيوتهم في القدس والتي يعدون بتوريثها للأحفاد ، بينما تحتفظ الحكومات العربية بالمفاوضات وسلام الشجعان ؟ ! .
إن على حكوماتنا أن تعلم أننا أصبحنا عاجزين وعيوننا خجولة وغير قادرة على النظر إلى القدس عبر الشاشات أو صور الجدران ؛ لأن القدس ليست في حاجة إلى من يرحل إليها بالعيون ولا المفاوضات التي تزيد غربتها وغربتنا ، إنها بحاجة إلى مفاتيح قوية تحفظ للعرب مقدساتهم وكرامتهم .
 0  0  3416