التونة تحمي المخ من الشيخوخة

هل يمكن أن يكون ضعف الذاكرة في السن المتقدم بداية للاصابة بمرض ألزهايمر ؟ هناك تغييرات معينة تحدث في المخ مع التقدم في السن في كل انسان حي ، وكل انسان تطول حياته بدرحة كافية سيعاني من تغير أشياء في مخه بطريقة تشبه ما يحدث في حالات ألزهايمر ، لذا يجب النظر الى ألزهايمر على أنه مجموعة اعراض وليس مرضا محددا، فهو مثل تجعد الجلد، وتصلب عدسة العين وعتامتها ، ومثل تضخم المثانة في الرجال، وكلها حالات تحدث مع التقدم في السن ولا يمكن الهروب منها. بعض الناس يصابون بهذه التغيرات في سن أصغر ويعانون من مشاكل صعبة، ولكن بعض الناس يشعرون بها في سن متأخرة وقد لا يعانون من تدهور ملحوظ في قدراتهم العقلية حتي تنتهي حياتهم لأسباب أخرى. وهذا يفسر لماذا يصاب بعض الناس بهذه الحالة عند سن الستين بينما لا يصاب به آخرون قبل سن التسعين.

وخمسون بالمائة من احتمالات الاصابة بمرض ألزهايمر في فترة مبكرة في الحياة تعود الي الجينات الوراثية، وهذه لا نستطيع أن نفعل شيئا حيالها، ولكن نصف حالات الاصابة ترجع الى البيئة المحيطة بالشخص نفسه. وهناك بعض عوامل الخطر الموجودة في البيئة التي تم اكتشاف أن مقاومتها يمكن ان تقلل من احتمالات الاصابة بالتغيرات المخية المؤدية الى مرض ألزهايمر. ويعتبر الغذاء واحد من هذه العوامل حيث وجد أن تناول فيتامين هـ والأسماك وخفض مستوى الكوليسترول يمكن أن يقلل من خطر الاصابة بتدهور وظائف المخ.

والملاحظ أن الوجبات السريعة لها تأثير سيء على صحة المخ الذي يعاني مما يمكن أن يطلق عليه بيئة غذائية سامة ، حيث يحصل الجسم على كميات هائلة من السعرات الحرارية غير المطلوبة لنشاط الجسم، ومن هنا تحدث السمنة التي ثبتت علاقتها بتناقص خلايا الذاكرة في المخ. كما أن تناول أغذية لها مؤشر سكري عال في الدم وهي الكربوهيدرات والسكريات، التي تتحول بسرعة الى سكريات تسري في الدم حيث تتسبب في زيادة افراز الانسولين مما يقود الى تناقص السكر في الدم فتشعر بالرغبة في النوم . ومن هنا يجب اختيار أغذية لها مؤشر سكري منخفض مثل القمح الكامل بديلا عن الدقيق الأبيض، حيث أن القمح يذوب ببطء ولا يتحول الى سكر بسرعة، وهكذا تنتشر الطاقة المختزنة في القمح ببطء في الدم فلا يعاني المخ من التذبذب في مستويات السكر، وهذا مجرد مثال واحد على تأثير نوعية الطعام على نشاط المخ . والأغذية الدهنية التي تزيد مستوى نسبة الكوليسترول وانسداد الشرايين أيضا يمكن أن تؤدي الى الاصابة بألزهايمر.

وأظهرت كثير من الدراسات أن تناول فيتامين هـ من مصادره الغذائية أو عن طريق مكملات يعطي قدرا عال من الحماية ضد مرض ألزهايمر. وأهمية فيتامين هـ هو أنه مضاد للأكسدة، فيحارب الشوارد الحرة التي تعمل على تدمير الخلايا العصبية بطرق عدة، وألزهايمر هو ناتج تدمير هذه الشوارد الحرة للخلايا العصبية. والجرعة المقترحة من هذا الفيتامين تبلغ 400 وحدة دولية.

والأسماك الدهنية غنية بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، وهي بالضبط المادة التي يتكون منها ثلثي المخ في الانسان ، والحمض الدهني أوميجا 3 بالذات يعمل على حماية المخ من الشيخوخة وألزهايمر. هذا الحمض الدهني موجود بوفرة في أسماك المياه الباردة الدهنية مثل السردين والرنجة والماكريل والتونة والسلمون. ويعتقد العلماء ان تناول شطيرة من التونة 3 مرات اسبوعيا قد يكون ذا فائدة كبيرة في الحفاظ على وظائف المخ . وأظهرت دراسة أجريت في الدول الاسكندنافية أن الأشخاص الذين يتناولون التونة المعلبة بصورة منتظمة ، يتمتعون بمعدل منخفض في الاصابة بألزهايمر وشيخوخة المخ عموما.

خلاصة الأمر.. للحفاظ على المخ من تأثير التقدم في السن يجب تناول 400 وحدة دولية من فيتامين هـ E يوميا، وتناول أسماك زيتية بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع، وعصير غني بالفلافينويد مثل عصير العنب بمعدل ثلاثة اكواب في الأسبوع ، مع الاكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة بديلا عن اللحوم والدهون والمواد النشوية والسكرية والمحافظة قدر الامكان على وزن صحي للجسم.

المصدر : الجزيرة