ما بين حرية الرأي والعبث الإعلامي
ما بين حرية الرأي والعبث الإعلامي
مع تطور الإعلام بكل فئاته وتصنيفاته .. ومع توفير الاستخدام التقني الحديث في سرعة النقل .. استطاعت الدول المتقدمة العمل على الاستفادة من كل هذه التقنيات في صناعة إعلام يقدم صورة مؤثرة ، خاصة في مجال الرأي السياسي الذي سيكون محور هذا المقال.
وإذا كان الإعلام الغربي قد نجح في استغلال كل هذه المعطيات التقنية في إيصال رسالته ـ سواء كانت برؤية مباشرة ، أو من خلال قضايا اجتماعية (مسيَّسة) ـ فإن ذلك يعكس حجم ثقافة القدرات البشرية في استيعاب قواعد اللعبة الإعلامية ، وقياس مسافة التأثير والتوجه نحو الآخرين بخطاب يأخذ في الاعتبار المصالح الذاتية لتلك الدول طبقًا لاستراتيجية لا تخرج عن خطوط العرض والطول نحو الشعوب المستهدفة ، ولا عن تقاطع منافعها الوطنية المتبادلة حين يتعلق الأمر بالمنظومات السياسية كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وهنا في الوطن العربي يختلف المشهد الإعلامي في مقارنة عجيبة ومؤلمة للمتلقي ، حيث تم استخدام التقنية الإعلامية الحديثة في شكلها العملي ، دون أن يصاحبها قدرة بشرية لنقل التجربة المهنية من حيث ثقافة الطرح والمعالجة ، والإحساس بالبعد السياسي وأهمية تحديات المرحلة.
وكذلك حجم التأثير الداخلي والخارجي من خلال ما يتم النقاش حوله من قضايا عربية في العديد من القنوات التلفزيونية التي برزت كظاهرة جديدة للاستثمار التجاري في الوطن العربي دون دراسة مهنية وسياسية لخطابها الإعلامي ، بقدر ما هي قنوات عشوائية لا يدرك القائمون عليها مسؤولية ما تقوم (ببثه) ، إلى درجة أن معظم هذه الوسائل الإعلامية قد أصبحت هوايتها المحددة هي العمل على تكريس الخلافات الدينية والمذهبية بين المجتمع العربي ، وأغرقت في تأجيج الصراع السياسي من خلال استضافة عناصر قاصرة عن الوعي بمصالح الأمة في تسويق مكشوف لممارسة الكذب والنفاق والجهل.. وأسلوب (التكسب) على حساب قضايا ومصالح الأمة في استغلال سخيف لحرية الرأي ، وعلى حساب تسطيح ثقافة الشارع العربي.
كما أن في الصحافة العربية ما هو أسوأ ، ومن ثم بقي الإعلام العربي غير قادر على منافسة الآخر ، وسيظل كذلك طالما ارتهن إلى فكر الإدانة والإحباط.
وهنا لابد أن أكون منصفًا لأحد المستثمرين العرب في القنوات الفضائية ، وهو الشيخ وليد البراهيم الذي قال في ندوة جمعته بالمثقفين في جدة الأسبوع الماضي: إن سياسة مجموعته في الـ (إم بي سي) كانت ـ ولا تزال ـ مبنية على دراسة شعارها (تجمع ولا تفرق) ، ولا شك أن هذا الشعار قد أخرج مجموعته من المعادلة ، ووضعها في مكان متميز يحترم عقلية المشاهد العربي.
ومن هنا فإنني أتمنى أن يعمل وزراء الإعلام العرب على إعادة النظر في ضبط إيقاع البث المباشر وغير المباشر ، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي ، حفاظاً على مصالح وعلاقات القيادات والشعوب العربية ، بعيدًا عن (العبث) الذي يمارسه (المرتزقة) في تجارة الكلام!!
وإذا كان الإعلام الغربي قد نجح في استغلال كل هذه المعطيات التقنية في إيصال رسالته ـ سواء كانت برؤية مباشرة ، أو من خلال قضايا اجتماعية (مسيَّسة) ـ فإن ذلك يعكس حجم ثقافة القدرات البشرية في استيعاب قواعد اللعبة الإعلامية ، وقياس مسافة التأثير والتوجه نحو الآخرين بخطاب يأخذ في الاعتبار المصالح الذاتية لتلك الدول طبقًا لاستراتيجية لا تخرج عن خطوط العرض والطول نحو الشعوب المستهدفة ، ولا عن تقاطع منافعها الوطنية المتبادلة حين يتعلق الأمر بالمنظومات السياسية كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وهنا في الوطن العربي يختلف المشهد الإعلامي في مقارنة عجيبة ومؤلمة للمتلقي ، حيث تم استخدام التقنية الإعلامية الحديثة في شكلها العملي ، دون أن يصاحبها قدرة بشرية لنقل التجربة المهنية من حيث ثقافة الطرح والمعالجة ، والإحساس بالبعد السياسي وأهمية تحديات المرحلة.
وكذلك حجم التأثير الداخلي والخارجي من خلال ما يتم النقاش حوله من قضايا عربية في العديد من القنوات التلفزيونية التي برزت كظاهرة جديدة للاستثمار التجاري في الوطن العربي دون دراسة مهنية وسياسية لخطابها الإعلامي ، بقدر ما هي قنوات عشوائية لا يدرك القائمون عليها مسؤولية ما تقوم (ببثه) ، إلى درجة أن معظم هذه الوسائل الإعلامية قد أصبحت هوايتها المحددة هي العمل على تكريس الخلافات الدينية والمذهبية بين المجتمع العربي ، وأغرقت في تأجيج الصراع السياسي من خلال استضافة عناصر قاصرة عن الوعي بمصالح الأمة في تسويق مكشوف لممارسة الكذب والنفاق والجهل.. وأسلوب (التكسب) على حساب قضايا ومصالح الأمة في استغلال سخيف لحرية الرأي ، وعلى حساب تسطيح ثقافة الشارع العربي.
كما أن في الصحافة العربية ما هو أسوأ ، ومن ثم بقي الإعلام العربي غير قادر على منافسة الآخر ، وسيظل كذلك طالما ارتهن إلى فكر الإدانة والإحباط.
وهنا لابد أن أكون منصفًا لأحد المستثمرين العرب في القنوات الفضائية ، وهو الشيخ وليد البراهيم الذي قال في ندوة جمعته بالمثقفين في جدة الأسبوع الماضي: إن سياسة مجموعته في الـ (إم بي سي) كانت ـ ولا تزال ـ مبنية على دراسة شعارها (تجمع ولا تفرق) ، ولا شك أن هذا الشعار قد أخرج مجموعته من المعادلة ، ووضعها في مكان متميز يحترم عقلية المشاهد العربي.
ومن هنا فإنني أتمنى أن يعمل وزراء الإعلام العرب على إعادة النظر في ضبط إيقاع البث المباشر وغير المباشر ، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي ، حفاظاً على مصالح وعلاقات القيادات والشعوب العربية ، بعيدًا عن (العبث) الذي يمارسه (المرتزقة) في تجارة الكلام!!
بقلم /ناصر الشهري
مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية
Nsr2015@hotmail.com
مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية
Nsr2015@hotmail.com