×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

(( حامل البيرق السعودي )) في حـرب فلسطـيـن البـطل/ علي بن سلمان الشهــري

التحرير
بواسطة : التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمـد لله ؛ وبعـد :

هذه مقابلة مختصرة مع (( حامل الراية السعودية )) في حرب فلسطين البطل : علي بن سلمان الشهــري والذي قارع الصهاينة وأذاقهم الأمرين ,وهو من مدينة النمــاص جنوب السعودية في منطقة عسيــر .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

شهادة الضابط المشارك في حرب فلسطين
العميد ركن متقاعــد
علي بن سلمان بن رزحان الشهــري



image

صورة متوسطة العمر البطل/ علي بن سلمان الشهري

يقول البطل : عندما أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله أوامره بمشاركة القوات السعودية مع الجيوش العربية عام 1367 هــ كنت أثنائها ضابط صف وأتتنا الأوامر بالتوجه من الطائف إلى جدة , وبالفعل غادرت مع السرية التي كنت فيها والتي كان قائدها العميد لاحقاً : عبد الله الفرج البريكان . وبعد وصولنا جدة بقينا عدة أيام للتدريب إلى أن أمر القائد المعين العقيد : سعيد الكردي - رحمه الله بسفر المشاة جواً , اما الأسلحة والمعدات في الباخرة .
وصلنا إلى السويس ومنها توجهنا بالقطار إلى غزة ودخلنها وسط نيران الأسلحة المكثفة وبالكاد استطعنا أن نأخذ موقعنا التي حددتها القيادة المصرية , وبسبب عدم معرفتنا بالأرض التي نحارب عليها وطريقة العدو , لاقينا مصاعب جمة , علاوةً على أن مفهومنا للحرب هو مواجهة العدو والانقضاض علية كما عهدتها , ولم نكن نعرف المجابهة من خلال الخنادق والتكتيك القتالي المناسب وهذا سبب علينا خسائر بالأرواح كبيرة . وفي ذالك الوقت اشتركت في معركة - بيرون إسحاق - وهي من أعنف وأشرس المعارك نظراً لشدة تحصينها المعقد ومع ذالك اخترقنا واقتحمنا تلك المستعمرة وكنت حامل لعلم التوحيد , وما زلت أخترق في عمق العدو وتقدمت لرفعه على موقع المستعمرة بعد اقتحامها . وفي هذه الأثناء انهمر علينا وابل من الرصاص وأستشهد على أثرها أكثر من 25 فردا في هذه العملية الكبيرة في اقتحام تلك المستعمرة , وكان السبب في هذا عدم دقة التنسيق مع المصريين حث كانت خطة القتال والاقتحام قد قسمت إلى قسمين /

القسم الأول : الفرقة السعودية
القسم الثاني : الفرقة المصرية

تعثر المصريون في اقتحام المستعمرة , بينما تمكنت القوة السعودية من اقتحام الحصون بسرعة خاطفة , وحدث ارتباك كبير حينما وصلت طلقات إلينا وكان اليهود في المقابل صامتون أثناء تقدم قواتنا , وحينما تم الاقتحام انهمر علينا الرصاص كل المطر وحينها أصبت إصابة بالغة لا زلت اعني منها إلى اليوم وهي في فخذي الأيسر بعمق يزيد على - 15 سم - وقبل أن أفقد الوعي سلمت العلم إلى الضابط محمود عبد الهادي , وتمكن زملائي من سحبي من ميدان القتال وأرسلت للعلاج في غزة , وقرر الطبيب الميدان بتر رجل المصابة ولكن الله منع ذالك حين زارني قائد القوات سعيد الكردي - رحمه الله -وأمر بنقلي فوراً للعلاج في القاهرة . وفي حينه أصدر أمره بمنع بتر رجل أي مجاهد من قوات الجيش السعودي يصاب لاحقاً , بقيت في المستشفى عاماً وكنت أتشوق على أحر من الجمر إلى العودة إلى القتال ولكن أمر الله عكس ذالك .
وحين وصل الأمير منصور بن عبد العزيز - رحمه الله - إلى مصر زارني وأمر بنقلي إلى الحجاز بالطائرة ومرافقة طبيب معي وكذا ضابط الاتصال أمين شاكر , وواصلت علاجي في جدة ثم أمر بإرسالي إلى الرياض للعلاج وبقيت مدة عامين وعدت بعدها إلى الطائف , وعند استعراض الأمير منصور للقوات في الطائف كنت من الأوائل في الصف الأول بعكازتي وجاء إلى - رحمه الله - وسلم علي وسألني عن علاجي وشاهد جرحي , فأبلغه ان هذه هي حالتي وربما لن إبقاء في في الخدمة العسكرية . حينها أمر سموه في الحال رئيس الأركان محسن الشريف بتعييني مديراً على السجون العسكرية بالطائف مع استمرار ترقيتي كالمعتاد , وقد بقيت وترقيت حتى رتبة عميد و تقاعدت .
لقد شاركت قواتنا في معارك حاسمة وأبلت بلاءً حسناً وأظهرت من الشجاعة والصمود ما يرفع الرأس , حيث أبلاء : محمد بن عامر وعلي بن جاسر الشهــري و مستور ألأحمري والمالكي وغيرهم بلاءً حسنــاً ولله الحمد والمنة .
حصل على وثيقة تزكية خطية من القائد البريكان - بشجاعة علي سليمان وبلاءه الحسن في أقتحامة حصون الصهاينة وكذالك في بيت لاهيا - وبيت جبرين - وعراق سويدان - والمنشية - ودير سنيد - والحليقات - وبيرون إسحاق - والمجدل - وغزة - وخان يونس - ودير البلح - وتبة الخيش .
لقد دخلنا فلسطين كالعميان فلا الأرض معروفة ولا الخطط ولا التنسيق ولكن الأمور تحسنت حيث وجد ضباط ارتباط بين القيادتين المصرية والسعودية , ولم يكن يوجد ما يعكر الصفوفي أعمال الجهاد والمقاومة إلا الإحباط الذي كنا نواجهه في كل مرة ينتصر العرب فيها تخرج قررات الهدنة مع اليهود , وما ذالك إلى إعطاء مهلة ومزيد للوقت للصهاينة للحصول على السلاح والرجال , وكذالك فقد كان لبعض التراخي والخيانة والجواسيس العرب الذين ينقلون الأخبار عن مواقعنا الأثر الكبير في تأخير انتصارنا وتقدمنا .
وفي النهاية لا أستطيع ان أفي اللواء سعيد الكردي - رحمه الله - حقه فله الفضل بعد الله عز وجل في إنقاذ رجلي من البتر .
وهو رجل شهامة وشجاعة ولا يرى في الحق كبير , رحمه الله فقد كان بطلاً بكل ما تعنيه الكلمة .

=======================================
أنتهت شهادة البطل العميد : علي بن سلمان بن رزحان الشهــري الحجــري الأزديــــ - رحمه الله -

وهذه المقابلة كانت في منزله في الطائف تاريخ 24 / 1 / 1422 هـــ

=======================================

عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( الأزد أسد الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله
إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل‏:‏ يا ليت أبي
كان أزديا‏ , ويا ليت أمي كانت أزدية‏ ))

‏(‏أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في
فضل اليمن رقم 3937 وقال غريب‏.‏ /ص/)

وعن ابي عامر الاشعري ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( نعم الحي الأزد‏ , والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون ,
هم مني وأنا منهم‏ ))

(‏أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب في ثقيف رقم 3947
وقال حسن غريب‏.‏ /ص/)



وعن ابن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال :
(( مرحبا بالأزد أحسن الناس وجوها وأشجعهم قلوبا وأطيبهم أفواها
وأعظمهم أمانة‏,‏ شعاركم يا مبرور‏ ))

(‏عد عن ابن عباس‏ -33981)‏‏.‏
وعن مثير بن عبدالله الازدي عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال :
(( مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما
وأعظمه أمانة‏,‏ أنتم مني وأنا منكم‏ ))

( ابن سعد - 33982 ).


-----------------------------------------------------------------


المصدر : الجيش السعودي في حرب فلسطين - أبو ياسر الأسمري
بواسطة : التحرير
 0  0  22489