×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ناكر الجميــــــــل

حسين بن شار
بواسطة : حسين بن شار
ناكر الجميل

إن المتابع لما تناقلته وسائل الإعلام في الأسابيع الماضية وما يدور بين وزارة التربية والتعليم والمعلمين والمعلمات بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية لتحسين مستويات المعلمين والمعلمات في المملكة ويقارن بين ما يحدث من خلال القرارات التي تصدر من الوزارة وتصاريح بعض المسئولين فيها وما حدث في اللقاء الوزاري الأخير مع عدد لا بأس به من هؤلاء المعلمين وما قامت عليه أسس التربية والتعليم , سيجد اختلافاتٍ وتناقضات كثيرة.
ولهذا فقد استوقفتني افتتاحية مجلة المعرفة لعددها رقم (47) الصادر في شهر صفر لعام1420هـ والتي خصصت لمعالي وزير التربية والتعليم آنذاك الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد حيث بدأ كلمته الافتتاحية بالقول:
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يسعدني أن أتحدث إلى هذا الجمع الكريم في هذه المناسبة الطيبة , التي نجتمع لنتدارس فيها , نحن معشر المهتمين بالتربية العربية والإسلامية, والقائمين على شؤونها , كيفية تأثير عملنا التربوي في الوعي بقضية حقوق الإنسان , التي تملأ الدنيا وتشغل الناس, وفي العمل من أجلها حماية ورعاية , في بلادنا العربية العزيزة"
هذا مختصر ما قاله الدكتور / محمد الأحمد الرشيدفي مقالته المطولة, ولا أخفيكم بأنني قرأته لأكثر من مرة وبالذات عندما تقف أمام عيني مناشدة المعلم أو المعلمة للمسؤولين مطالبين بحقوقهم التي تندرج تحت مفهوم الحقوق الإنسانية حتى في مبدأ الأجر والأجير.
وتزداد في النفس نظرة التعاطف مع كل من له حق من معلمي ومعلمات التربية والتعليم في بلادنا , خاصةً إذا كان لهم دور بارز في الحفاظ على هوية المجتمع وثوابته ومنظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي وحماية الأمن الفكري للأفراد.
إن أغلب حوارات ومقالات كل مسئول بالوزارة تخاطب المعلم والمعلمة وتبين لهما بأنهما أكثر فئات المجتمع وعياً وفهماً , ومثالاً للمسلم المعتز بدينه المتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ,وحينما نمعن النظر في المعلم وشخصيته نلحظ تدرجا مرحلياً في الاستهانة بتلك الشخصية حتى بلغ أن رأينا من الطلاب (العاقين ) ممارسة ما يغضب المعلم وربما وصل الأمر إلى التهديد وقد سمعنا ما هو أغرب من ذلك وأتمنى بأن لايصل الأمر إلى التغني بعبارة " ناكر الجميل " المشهورة.
إن الله عز وجل يوصينا جميعاً بالوالدين, ولا يخفى على أحد بأن المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة, فهو حريص على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة.
وأخيرا الجميع يؤمن بأن لكل مهنة متاعبها ومشاقها , ولكل إنسان الحق في المطالبة بحقوقه متمسكاً بها من خلال الوسائل النظامية المتاحة , وعلى الطرف الأخر أن يستقبلها بكل رحابة صدر وفق مانصت عليه الأنظمة واللوائح,,,


حسين بن شار الشهري

hsshar@maktoob.com
بواسطة : حسين بن شار
 0  0  8096