×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الكلمة التي أحدثت صعقة لتحريك الضمير العربي

استطاعت المملكة العربية السعودية ان تخرج من معادلة الخلافات العربية إلى قيادة الوفاق نحو مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك. حيث غيَّر خادم الحرمين الشريفين مسار قمة الكويت من الاتجاه نحو الأسوأ إلى تظاهرة إعادة الأمل للأمة العربية وذلك خلال ثلاث دقائق فقط. وهي المدة التي استغرقتها كلمة الملك , حيث خطف خطابه الأضواء مما أدى إلى إطلاق اسم عبدالله بن عبدالعزيز على قمة الكويت. وذلك لما جاء في الكلمة السامية من مضامين سجلت شموليتها موقفاً يؤكد انتصار العقل العربي المسؤول والمؤمن بالمبادئ وتحديات الوضع الراهن ومستقبل الأجيال العربية. ومن ثم فقد كان الخطاب بمثابة \"صعقة كهربائية\" لتحريك الضمير العربي وخروجاً من أوسع الأبواب لأية معادلة أو شراكة في الخلافات العربية العربية قد تكون في أذهان البعض , وهو الأمر الذي يجعل بقية الأطراف العربية أمام حقائق تاريخية تعيد الجميع إلى قراءة السياسة السعودية واهدافها النبيلة تجاه هذه الأمة وتكريس مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية منذ نشأتها.
وإذا كان يجب ان تنطلق عملية المصالحة العربية وتفعيلها على الأرض بعد قمة الكويت , فإن هذه البداية يجب ان تبدأ من فلسطين كشعب يواجه المصير الواحد منذ 60 عاماً مضت.وهذا ما كنا نأمله وبسرعة ترتقي إلى طموحات العرب السياسية والشعبية بعد كل التطورات الأخيرة , وبعد اجتماع الكويت .. إلاَّ ان التراشق بالكلام بين بعض القيادات الفلسطينية خلال اليومين الماضيين والاتهامات المتبادلة واحصاء كل فريق لشهدائه قد رسمت في مجملها صورة قاتمة لمستقبل المصالحة الوطنية الفلسطينية وذلك رغم كل التجارب التي عصفت بالقضية , ورغم نداءات المخلصين من أبناء هذه الأمة.
وما نأمله هو ألاَّ يعود الفلسطينيون إلى المربع الاول وألاَّ تكون أرواح الشهداء رهاناً على مكاسب سياسية خارج اهداف محور قضيتهم في زمن لم يعد فيه مجال لتقديم المزيد من الضحايا.. وفي زمن يجب الانتقال فيه من جلد الذات إلى الوحدة والوفاق . وبعيداً عن صراع الزعامات المتعددة داخل وخارج فلسطين من أبناء الشعب الواحد الذين يبقون في النهاية خارج أنقاض الدمار.. وخارج مقابر الشهداء!!
هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة التي لابد من طرحها دون عواطف أو مجاملة.
ثم انه لابد ايضاً من الإدراك ان القضية الفلسطينية كانت من اسباب الخلافات العربية التي تأثرت بتوسيع هوة الصراع الفلسطيني الفلسطيني , وبالتالي فإن المرحلة التي تتطلع إليها الأمة العربية اليوم لتحقيق الأهداف السامية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين تحتاج إلى تغليب مصلحة القضية من خلال الوحدة الفلسطينية لتشكل مرتكزاً قوياً للوفاق العربي الشامل.
والسؤال هنا: بعد المشهد الأخير في غزة وبعد الموقف العربي الذي سجلته قمة عبدالله بن عبدالعزيز في الكويت هل يحتاج الفلسطينيون إلى مزيد من الضياع داخل الأرض؟ .. وهل تحتاج زعامات فلسطين مزيداً من الوقت للسباحة خارج أقواس القضية؟
 0  0  2939