×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المواجهة إلى الخلف!!

لأننا كأمة عربية ما زلنا نغرق في النرجسية وترانيم الأمجاد وقراءة التاريخ على طريقتنا.. واعتساف الحقائق رغم كل المسلَّمات وتوظيفها لمفهومنا القديم الجديد.. تتلبسنا نشوة الوصف بأننا خير أمة أخرجت للناس، لكننا لم ندخل في التفاصيل ولم نعمل على تطبيق متطلبات الوصف من أجل الاستحقاق.. ظهر في هذه الأمة قوميات وزعامات حملت شعار العقيدة ضد الحياة.. ودفنت الحقيقة في أكفان خطابات وشعارات الغباء.. لتكون هذه الأمة مرهونة لممارسة التسطيح ومصادرة الوعي والتلاعب بمشاعر المواطن العربي، توزعنا قضايانا، وتاهت أفكارنا ونحن نعزف على أوتار لحن القصيدة الأولى لنضالنا العربي حتى مات الشاعر وماتت القصيدة لنبدأ صياغة قصيدة أخرى، ثم نموت اغتيالاً عند أول مقطع من النص الجديد ليكمل حاملو النعش بقية أبيات النشيد في مشهد العزاء الذي ما زلنا نصر على أنه انتصارٌ لبطولاتنا.. وحين تنتهي مراسم العزاء نتقاسم الهزيمة .. ونتقاسم الإحباط، ثم نبحث عن مقبرة أكثر مساحة لدفن رؤوسنا!! وعلى الجانب الآخر يقف المستثمرون في ممارساتنا لاقتناص أجسادنا في عتمة الليل حين يغيب عنا الوعي في منصة الخطاب ومفردات الكلام الذي لا يتجاوز الإيغال في مزيد من التسطيح، لنعود في تكرار توزيع الهزيمة وإيداعها في ملفات الخيبة إلى ذمة التاريخ للأجيال القادمة!! ليظل البحث عن بديل للمزايدات على أجساد الأبرياء غائبًا عن ثقافتنا.. لتستمر عقدة المؤامرة عنوانا لكل محاولة للخروج من نفق الموت. وليستمر مشهد تقديم القرابين بمثابة الذبح الحلال في نظر تجار الشنطة السياسية، وذلك في تكريس لتجارب 60 عامًا في زفة الموت!! ولتبقى قصائدنا وشعاراتنا العربية وكل
خطاباتنا الملتهبة مرهونة بالقادم الأسوأ في خسائرنا وانكساراتنا مع كل مواجهة إلى الخلف، وعلى أنقاض هزائمنا.
 0  0  2677