×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الأمن.. معادلة ثلاثية لا يمكن حلها إلا بإعطاء القيم المناسبة لعناصرها

الأمن في الأوطان نعمة عظيمة لا يعرف قيمته إلا من افتقده، مثل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى. ولكن الأمن معادلة ثلاثية الأبعاد لا يمكن أن تحل هذه المعادلة إلا بإعطاء القيمة الصحيحة لكل عنصر في هذا المعادلة. يعد أفراد الأمن والعاملون فيه الطرف الأول من المعادلة، والنظام الأمني طرفها الثاني، أما الطرف الثالث والأهم فهو الإنسان نفسه سواء أكان مواطنا أم مقيما. لا بد من ارتفاع الحس الأمني لدى المواطن والمقيم، وإشعارهما أنهما طرف أساسي في الحفاظ على الأمن ومكتسبات الوطن. لن أتكلم عن أطراف المعادلة الثلاثة بالتفصيل، ولكن سأحاول الربط فيما بينهم بطريقة أعتقد أنها - إبداعية وحل سريع لمشكلة آنية.

يكثر المتسللون والمتخلفون في بعض أرجاء مملكتنا الحبيبة، وهذه ظاهرة تعانيها معظم دول العالم ومنها أوروبا وأمريكا ودول الخليج، ولكنها تصبح أزمة حقيقية ومشكلة وطنية عندما يساهم فيها بعض أبناء الوطن أصحاب النفوس الضعيفة. فهم من يسهل الدخول والتنقل والعيش لهذه الفئة على حساب أمن واستقرار وطنهم، ما ساهم في ازدياد معدّل الجريمة، وعلى وجه الخصوص سرقة الممتلكات الخاصة والعامة. هناك من يعزو السبب إلى أولئك المتخلفين أو المتسللين، ولكن هناك إحصائيات وأحداث أثبتت تورط ومشاركة مواطنين في هذه السرقات والمخالفات الأمنية، فهم من سهل وساعد ووجه، وكما يقول المثل: أهل مكة أدرى بشعابها.

النظام ذو الجدوى الاقتصادية العالية يوفر الجهد والوقت

عندما تحدث جريمة أو كارثة في مكان ما، فإنها تحدث بلبله وخوف عند الناس، ولكن في الوقت نفسه قد تكون مصدر رزق للبعض الآخر، وهذا مصداق للقول السائد "مصائب قوم عند قوم فوائد". لكنها في الوقت نفسه ستكون مصدر صداع كبير لدى أفراد الأمن المحلي، وهذا حال كثير من مدن ودول العالم، ما حدا بهم إلى إنشاء مراكز طوارئ وكوارث لعمل الدراسات وإيجاد الحلول الممكنة لأي حدث باستخدام عدد كبير من شبكات الفيديو يمكنه الحد من كثير من المشاكل أو منعها قبل الحصول. وهذا النوع من الشبكات المرئية يكون عينا إضافية تساعد رجال الأمن (عن بعد) وتسهل القرار على رؤسائهم لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون مباشرة الحدث، وهذا النوع من التقنية تطبقه الأجهزة الأمنية في المملكة عن طريق الكاميرات المثبتة في المباني والطرقات. هذا النظام يوفر الجهد والوقت وهو ذو جدوى اقتصادية عالية. وفي مقالات سابقة، تحدثنا عن كاميرات المراقبة الذكية، ووحدات اتصال متنقلة تقدم حلول ذات كفاءة عالية، وكذلك عن بطاريات شحن تعمل لفترات طويلة بالطاقة الشمسية. وبدمج هذه التقنيات، سنحصل على نظام مراقبة ذو كفاءة عالية، إذ إنه بالإمكان إنشاء شبكات ذكية محلية في المناطق النائية، وبتكلفة منخفضة جداً مقارنة بما نبذله على مراكز التحكم والسيطرة الثابتة - الحالية. يمكن الاستفادة من هذه المحطات للعمل كمراكز قيادة وسيطرة مصغرة، ومن ثم دمجها عن طريق استخدام الألياف البصرية، أو تقنية الواي ماكس، أو عن طريق شبكة الهاتف الجوال.

كيف يستطع المواطن المساهمة في هذا النظام والاستفادة منه؟

يوجد لدى بعض الوزارات أنظمة مراقبة وتحكم وسيطرة عالية الكفاءة تعرف باسم C4I. وهو نظام يعتمد على الاتصالات والحواسيب ومصادر الاستخبارات، ويمكن التحكم فيه من مراكز متعددة، أو من مركز موحد، ولكنه في الغالب يخدم الجهات الأمنية فقط. يمكننا الاستفادة من فكرة البيوت الذكية Smart Home ودمجها مع نظام C3I أو نظام C4I أو أي نظام طوارئ موحد، وبتكلفة بسيطة يدفعها المستفيد مقابل خدمات الاتصال فقط، حتى لو كان سكنه في قرية وسط صحراء أو في رأس جبل، شريطة توفر خدمة الهاتف المحمول. وهذه تعد مساهمة رمزية من المواطن في حماية أمنه ووطنه، والاستفادة من خدمات الأنظمة الأمنية الحالية.

 0  0  3037