×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رسائل الجوال في أعيادنا ومناسباتناوهذه الملحوظات



رسائل الجوال في أعيادنا ومناسباتنا
وهذه الملحوظات
الحمد لله الذي توالت علينا نعمه ، وتزايد علينا فضله ، وتتابع لنا عطاؤه ، والصلاة والسلام على من سخّر نعم الله تعالى عليه لطاعته سبحانه والتقرب إليه جل شأنه ، أما بعد :
فرسائل الجوال ( ثقافة جديدة ) فرضت نفسها على المجتمعات المعاصرة بدرجةٍ لافتة للنظر حتى أنها أصبحت من أهم وأبرز الوسائل التقنية الحديثة التي يعتمد عليها كثيرٌ من الناس في التواصل بينهم ، ولاسيما في المناسبات العامة و الخاصة سواءً أكان ذلك التواصل لغرض إجراء الاتصالات والمكالمات ، أو لتبادل التهاني والتبريكات ، أو لنقل الأخبار والطرائف والنُكات ، أو غير ذلك من الأغراض المختلفة .
وقد انتشر استخدام رسائل الجوال بين أفراد وفئات مجتمعنا المعاصر بشكلٍ لافتٍ للنظر حتى أن المصادر المعلوماتية تُشير إلى أن عدد هذه الرسائل قد بلغ في بعض المناسبات أرقامًا فلكيةً لا يُصدقها إلا من عايش الناس وتعامل مع واقعهم ، وحيث إن لهذه الرسائل منافع عديدة وفوائد جمة متى تم استخدامها بحكمةٍ وروية فهي تمتاز بسرعة الانتشار ، واختصار الوقت ، وتوفير الجهد ، إضافةً إلى إسهامها الواضح في تيسير عملية الاتصال بين الناس والتشجيع عليها ، وجعل إمكانية التواصل بينهم سهلةً ومُيسرةً إلى حدٍ كبير ؛ إلا أن هناك عددًا من الملحوظات التي تؤخذ على كيفية استخدام هذه الرسائل ، ويأتي من أبرز تلك الملحوظات ما يلي :
= أن ترسل الرسالة المكتوبة من جوال صاحبها إلى جوالات الآخرين مهما كان عددهم دون كتابة اسم المرسل لها ، وهذا بلا شك من الملحوظات السلبية التي تؤخذ على المرسل ، فليس من المعقول أن يكون جميع المستقبلين حافظين لرقم جوال المرسل أو مُخزنين له في أجهزتهم ، ثم إن كتابة الاسم بطريقةٍ واضحة لن تُكلف المرسل ولن تُثقل عليه .
= أن يكتفي المرسل بكتابة عبارة ( أبو فلان أو أبو فلانة ) في نهاية رسالته ، وكأنه على يقينٍ بأن جميع من ستصلهم رسالته يعرفون أنه أبا فلان أو أبا فلانة ، والأدهى من ذلك أن يكتب اسمه بطريقةٍ مختصرةٍ جدًا وغير واضحة ، كأن يكتب ( محمد الشهري ) ، أو ( عبد الله القحطاني ) ، أو نحو ذلك من الأسماء التي يشترك فيها الكثير ، والتي يصعب معها معرفة صاحب الرسالة على وجه التحديد .
= أن يقوم البعض بكتابة اسمه الرباعي كاملاً ، وربما أكثر من ذلك فيذكر اسمه كاملاً وملحقًا باسم العائلة والقبيلة ونحو ذلك ، وكأنه يكتب معروضًا لإحدى الدوائر الحكومية التي تطلب ذلك ممن يتقدمون إليها في مراجعاتهم .
= أن يُطيل البعض ويُسهب كثيرًا في كتابة محتوى الرسالة حتى أنها تُرسل على أكثر من جزء ، ومعلومٌ ما في هذه الإطالة من الإزعاج والملل غير المقبول .
= عدم الدقة في كتابة بعض الكلمات نتيجةً للسرعة ، أو لعدم الإلمام بالكيفية الصحيحة للكتابة ، إضافةً إلى كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية التي تكون نتيجتها تغير المعنى المقصود ، أو طرافته ، أو تشوهه ، أو نحو ذلك مما يُفقد الرسالة معناها .
= الاستعجال في إعادة إرسال الرسائل كما هي دون تصحيحٍ لما قد تشتمل عليه من الأخطاء اللُغوية ، أو عدم إلغاء الأسماء من الرسائل المعاد إرسالها وبذلك تبقى الرسائل مذيلةً باسم مُرسلها السابق ، أو نحو ذلك مما يدل على عدم الاهتمام واللامبالة .
= الإرسال الجماعي الذي يقوم به الكثير من المرسلين لهذه الرسائل وبخاصةٍ في المناسبات ، والذي يُلاحظ معه حصول التكرار في عدد مرات إرسال الرسائل كأن تصل الرسالة أكثر من مرة لجوال المستقبل ، وهو ما يُلاحظ ( على بعض الشركات المسؤولة عن تقديم خدمة الاتصالات ) في بعض المناسبات كالأعياد وشهر رمضان وغيرها .
وبعد ؛ فإن ما ذُكر من ملحوظاتٍ ليس إلا نزرًا يسيرًا من الكثير الذي يُمكن أن يلاحظ عند الكثيرين ، والذي نحتاج معه إلى إعادة النظر في كيفية تعاملنا مع هذه الوسيلة التقنية العصرية التي تحتاج منا إلى وعيٍ وإدراكٍ وحُسن تعامل حتى يتواءم ذلك مع ما ينبغي أن تتحلى به شخصية الإنسان المسلم من صدقٍ وموضوعيةٍ وإدراكٍ لعِظم مسؤولية الكلمة سواءً أكانت منطوقةً أو مكتوبة ، والله نسأل أن يوفقنا جميعًا لصادق القول وصالح العمل والحمد لله رب العالمين .

بقلم الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية المُشارك بكلية التربية
في جامعة الملك خالد بأبها
E . mail:abo_arrad@hotmail.com
 0  0  2828