×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

فتوى الزكاة !!

ما بين النص والممارسة كثير من المسافات في جوانب متعددة كانت وما تزال تخضع للاسئلة والاجوبة التي تصدر عن مجتهدين بعضهم لا يمكن ان يقول "لا أعلم" لأنه يرى ان في ذلك نقصاً من مكانته وخيبة أمل السائل !! وحتى لا أذهب الى ما واجهناه من اجتهادات مازلنا نعيش تأثيرها من مصادر لا علاقة لها بالفتوى فإنني سأطرح قضية "زكاة الأبدان" وكيف تم خلطها مع زكاة الأموال في تفسير لفتوى لم تحدد ممارسة الجمعيات التي تستقبل الزكاة وكيف يمكن تصنيفها.
ففي الأيام الأخيرة من شهر رمضان انتشرت الكثير من الخيام التي تستقبل الزكاة وعند سؤال أحد هذه الأماكن عن كيفية التعامل مع استحصال زكاة "الأبدان" قالوا ان لديهم فتوى بذلك تجيز لهم هذا.
حيث يقومون باستلام مبلغ وقدره 15 ريالاً للشخص الواحد ويضعونه مع مبالغ يتم استحصالها ثم يقومون بشراء "الرز" أو القمح وتوزيعه على المحتاجين.
وعندما طلبت رؤية نص الفتوى وجدت انها لم تجز دفع مبالغ مالية لهذه الجمعيات مقابل زكاة الأبدان ولكنها أجازت إعطاء الزكاة لها أي انك تقوم بإحضار الزكاة في "شكلها العيني وليس النقدي" ويتم استلامه. على أنه لا خلاف على دفع زكاة الأموال الى هذه الجمعيات.
وهنا نجد ان نص الفتوى قد تم توظيفه لدى مكاتب هذه الجمعيات بطريقة مختلفة في زكاة الأبدان فهو لم يجز التوكيل في النص ولا قبض النقود وإذا كان هناك خلاف على أن تكون نقداً أو طعاماً بالنسبة لزكاة الأبدان.. إلا أن ما نعرفه ان جمهور العلماء يعمل بالسنة النبوية التي تشير الى أن زكاة الأبدان صاع من طعام .. على أن هناك جانباً آخر لابد من الاشارة إليه هنا وهو : عملية تنظيم صرف محصول الزكاة في هذه الجمعيات ومعرفة القوائم المالية والإفصاح عن الميزانيات ومعرفة شريحة المنتفعين. وهو ما يتطلب مراقبة شديدة وفاعلة لكل الجمعيات التي ترفع شعار الأعمال الخيرية وعلى أساسه تجمع الأموال.
والسؤال هنا أليس في ذلك انفلات في تنظيم الجمعيات الأهلية الخيرية؟.
 0  0  2981