×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

بلا تعقيد للأمور، ماهو أبسط شيء تستطيع تقديمه لغزة

بلا تعقيد للأمور، ماهو أبسط شيء تستطيع تقديمه لغزة

مع استمرار الحملة الظالمة والشرسة على إخواننا في غزة، من قبل شذاذ الآفاق، فإنه يحسن بالواحد منا أن يكون إيجابيا في طرحه وتعامله مع القضية، وعلينا ألا نكتفي بترديد الشعارات المكرورة المعروفة، وتعليق الإخفاقات على شماعات الحكومات والقادة والساسة والدول الغربية والمجتمع الغربي ...الخ، فأما الدول العربية كأنظمة، فلم نعرف عنها أنها رفعت رأسا أمام ظالم، ومن فعل ذلك فإن مصيره سيكون المشنقة، ولنا في التاريخ عبرة، لذلك فيجب ألا نعول على الحكومات في هذه الأزمنة كثيرا إلا من رحم ربك،
وأما المجتمع الغربي وتكرار أنه أعور وأنه مع المظلوم مالم يكن هذا المظلوم مسلما او عربيا، فهذا مما لا يشك فيه إلا مكابر، ولا داعي للاسترسال كثيرا في سرد أمثلة مما يمارسه القوم من ازدواجيات لم يعد تكرار ذكرها في كل نكسة تصيب المسلمين إلا ضربا من ضروب إهدار الوقت، وإلا فكيف يُطلَب من محكمة العدل الدولية تقديم الرئيس السوداني عمر البشير للمحاكمة بتهمة ارتكابه جرائم حرب، بينما لم أسمع أنا على الأقل من ذات المدعي العام ولو تصريحا حيال ما يحصل في غزة، مع الفرق الكبير بين ذا وذاك؟
هؤلاء كلهم لا يعنوننا بشيء، الذي يعنينا هو نحن أنفسنا، من حولنا من أسر وأبناء وزملاء، فهؤلاء نملك جميعا آليات العمل معهم، ونملك التخاطب معهم، ونملك أن نطرح عليهم مقترحاتنا بدون برقيات ولا مواعيد ولا مقابلات .. وهذا من أهم أدوات التأثير أعني به الرأي العام، فإنْ تَحَرَّك كلُّ واحدٍ منا وحرك من حوله وجَيَّشَهُ لصالح القضية فقد بذل ما بوسعه.
إن النجاح الحقيقي ليس في العويل والنواح كما تنوح الثكالى عند الأزمات، بل النجاح هو صناعة الفرصة من الأزمة، وسوف أوضح ذلك قليلا :
هذه الأزمة التي تحصل والمصيبة التي تحل بإخواننا في العقيدة والدين في غزة، أتت بعد سنين من محاولة العدو اختزال القضية إلى مجرد مواجهة له مع حركةٍ حاصرها وأراد أن يستفرد بها في غزة،
وقد بدأ الكثير منا وللأسف منذ عامين تقريبا الانسياق مع هذه المقولة متأثرا بما يحاول إعلام العدو إيصاله لنا، حيث لم نعد نسمع منذ تلك الفترة عن أي مواجهة في أي جزء من فلسطين إلا في غزة، وكأن إخواننا في الضفة ورام الله والخليل والقدس ينعمون بأنواع الاستقلال ويمارسون حياتهم بأفضل أشكالها، وبعد أن ترسخت هذه المعلومة لدى الكثير، أتى هذا العدوان ليحرك مشاعر المسلمين من جديد. فيحسن بكل واحد منا أن يحرك القضية من جديد في بيته ومع إخوانه ولكن بطريقة نحن نملك زمامها، فنسلط الضوء على هذا العدو، ونذكر بجرائمه منذ قيام كيانه على أراضينا المقدسة، ونحيي هذا الجرح الغائر في خاصرتنا حتى يعود الشعور السابق والذي سيكون الشرارة الأولى في قيام الأمة أفرادا ثم مجتمعات.
هناك وسائل تقليدية وقوية ومؤثرة لا يجب أن نغفل عنها في مواجهة عدونا، ومن أهمها بل هو الأهم الدعاء وهذا السلاح يحتاجه على السواء من كان يملك أعتى القنابل كما يحتاجه من لا يملك إلا الحجر، فلا ينبغي إغفاله أبدا، وهو ولله الحمد متاح لكل مسلم، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى،
ومثله الدعم المالي والتبرعات العينية، وهذا ليس مجال الحديث عنها.
لكن هناك جهاد من نوع جديد، أعتبره من ضروب الجهاد المتأخرة، ووليدة هذا الزمان، ذلكم هو الجهاد الإلكتروني، نعم لأن هناك حربا إليكترونية قائمة ولها جنودها، ومن فضل الله أنك من خلالها تستطيع الوصول إلى قلب تل أبيب، أو إلى أعتى عواصم أوروبا وأمريكا، بل وتستطيع النفاذ من خلالها حتى مكاتب رؤسائهم،
وما يجب أن نقوم به ويقوم به الجميع هنا هو الدخول في هذه المعمعة أعني الحرب الإلكترونية خصوصا وأنها متاحة لكل أحد منا، وهذا هو وسعنا وقدر استطاعتنا، فهناك العديد من المواقع التي بالإمكان الاستفادة منها، في نشر فضائع اليهود لتكون على مرأى ومسمع من العالم،
خذ على سبيل المثال: موقع اليوتيوب فهو من أشهر المواقع الآن في العالم، فلو ركز الجميع على أهم المقاطع المؤثرة وخاصة المقاطع التي بها مشاهد لأطفال ونساء وهم يموتون أمام الكاميرات، وعلقنا فقط على هذا المشهد مجرد تعليق، ولو أنه يفضل أن تكون هذه التعليقات أكثر إيجابية من الحوقلة والاسترجاع ( مع عدم التقليل من شأنهما ) لكن أقصد التعليقات التي تلفت نظر القارئ، وخاصة من وفقه الله لإجادة اللغة الإنجليزية، فإن من معايير رفع المقاطع على هذا الموقع وجعلها متاحة أمام المشاهد عندما يفتح الموقع: المقاطع الأكثر تعليقا،
وحتى أوضح الصورة قليلا:
أنت عندما تفتح موقع اليوتيوب، تشاهد أمامك عددا من الدعايات لبعض المقاطع إضافة إلى عدد من المقاطع في أعلى الصفحة تتغير وتتكرر،
من معايير رفع أحد المقاطع على الصفحة الرئيسية هو المقاطع الأكثر ردودا، وبالتالي عند زيادة عدد الردود على هذا المقطع فإنه سيظل في الصفحة الرئيسية مدة أطول، وبالتالي عند مشاهدته سيدخل أيضا في قائمة المقاطع التي تتم مشاهدتها الآن، وهكذا ستصل الصورة إلى العالم كما نرسمها نحن واضحة جلية لا كما يريدون هم إيصالها مهزوزة مشوهة بجعل الجلاد هو الضحية !
ولم أذكر هذا الموقع إلا لشهرته وإلا فالمواقع غيره كثير مثل المجموعات البريدية، وموقع الفيس بوك، وغيرها
وقد يكون هناك أحد المبدعين ينشيء موقعا خاصا لخدمة القضية وفق منظوره هو والأفكار هنا لاتنتهي.
لكن الذي أريد التنبيه عليه أن الحرب الإعلامية أو الإلكترونية أيضا كلما كانت دقيقة وصادقة كان وقعها أكبر، مثلها مثل الحرب العسكرية ،
فلا يحسن بنا أن نأتي بصور قديمة ونضعها على أنها صور للعدوان الحالي، أو أن نجمع صورا من مآسي المسلمين في العراق وأفغانستان وغيرها ثم نزج بها في ذات الموضوع المتعلق بغزة، المطلوب الآن التركيز على حدث الساعة، وبعد تجاوز هذه الأزمة، من الممكن الاستفادة منها ومن غيرها مما سبقها من أزمات كل بطريقته ووفق رؤيته بما يخدم قضايا المسلمين في كل مكان.

اللهم انصر إخواننا في غزة وسلط على عدوهم من يسومهم سوء العذاب

بقلم/ علي بن غالب
 0  0  7876