تربية الأباء وحيرة الأبناء
تربية الأباء وحيرة الأبناء
هناك العديد من الآباء لديهم أساليب خاطئة يمارسونها داخل بيوتهم , والتي تعود على الأسرة وكذلك المجتمع بالضرر , وتساهم في مسيرة الأسرة نحو الاتجاه المعاكس , وأيضا تساهم بشكل كبير في انتقال الطباع الأبوية إلى أفكار الأبناء .
فقد يقوم أحد الوالدين بعمل ما , وأمام أطفاله , وهذا العمل يستنكره الوالد عندما يقوم به أحد الأبناء , ويصرخ في وجه الابن , وهو يردد هذا ( عيب ) هذا حرام .
ونسي هذا الأب بأن عليه زرع الخصال الحميدة في فلذة كبده , وهو الذي يقف كثيراً بجواره , فمن الأولى على الأب أو الأم أن تكون تربيتهم لهذا الابن معتمدة على أصول ثابتة مستقاة من الشريعة الإسلامية الطاهرة .
ولعل من هذه الممارسات التربوية الخاطئة , ما يقوم بها بعض الآباء , أمام أبنائهم عندما يطلب الأب من ابنه فتح باب المنزل لشخص ما يطرقه ... فتجد الأب يقول لأبنه : إذا كان الرجل القادم إلينا ( فلان ) فقل له بأنني غير موجود .. ونسي هذا الأب المربي بأنه هو الذي قال لأبنه قبل قليل عندما كذب الابن بطريقة عفوية : الكذب عيب ولا يجوز .
وبذلك نجد الابن في حيرة من أمره , فتارة يقول: كيف يفعل أبي هذا! وهو الذي يقول لنا لا أحد منكم يكذب أو يتعلم الكذب , لأن من كذب منكم يدخل النار , وتارة أخرى يقول : هل الكذب حرام على الصغار وحلال على الكبار !
وقد يكون هناك أمور أخرى يقوم بها الأب أمام أبنائه , وهو لا يعيرها أي اهتمام معتقداً بأن الأبناء تحت سلطته الأبوية , ونسي بأن هذه السلطة ستنهد مثلها مثل العمر , فهي شريك قوي للإنسان وعمره .
بقلم
حسين بن شار
حسين بن شار