×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

القادم الأخطر

لم تكن الكارثة في نتائج غزو العراق بقدر ما سيكون القادم هو الأسوأ في تاريخ العراق والمنطقة. وذلك بعد الانسحاب الأمريكي المقرر قبل نهاية العام القادم.
القصة هنا ليست وجوداً أجنبياً في العراق.. الوضع هو أكبر من ذلك على الصعيدين السياسي والأمني.
كما أن العراق ليس وحده في الساحة عندما يتم الانسحاب الأمريكي.. حيث ستبدأ مرحلة جديدة من تصفية الحسابات بين كل الأطراف والأطياف السياسية والمذهبية وكل التركيبات الاجتماعية المعقدة في بلد لم تعد الحروب زائرة ليل لسكانه لفترة محددة .. ولكنها تاريخ طويل من الكر والفر مع الموت والحياة تحت الكثير من العناوين والشعارات المختلفة.
في العام القادم سيكون الوضع مختلفاً حيث ستبدأ تصفية الحسابات وترتفع وتيرة الصراع المسلح بين مختلف الأطياف التي عاشت وما تزال منذ الغزو الأمريكي للعراق وحتى اليوم أزمة الوفاق على تشكيل أركان الدولة الجديدة وهي تجارب لم ينجح فيها أحد.
كما أن الانسحاب القادم للجيش الأمريكي سوف يأتي بعد اكتمال مرحلة مهمة من بناء القوة النووية الإيرانية .. والوصول إلى ذروة المواجهة مع طهران من قبل الأمم المتحدة .. لكننا لا يمكن أن نتجاهل وجود العراق على خارطة السياسة الإيرانية والأيدلوجية التي يرى الإيرانيون أن مرتكزها العراق واستغلال حجم النفوذ الذي تتمتع به طهران في ذلك البلد الذي لم تستطع أمريكا حمايته من هذا الاختراق رغم وجود قواتها في كل المناطق العراقية ومنذ بداية الغزو. فكيف سيكون الحال بعد الفراغ ؟.
وبالتالي فإنني اتفق مع ما قاله طارق عزيز رئيس الوزراء العراقي السابق من سجنه في بغداد عندما طالب ببقاء القوات الأمريكية حتى إصلاح الوضع.
غير أنني أرى صورة مختلفة ليست على مستوى العراق ولكن على مستوى المنطقة بكاملها حيث أن العرب سيجدون أمامهم وضعاً مختلفاً وهو إما القبول «بأيرنة» العراق والتخلي عن عروبته أو المواجهة مع «طهران النووية». على أن إسرائيل ستعمل على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة بحيث تنتهي إلى صفقة مع الأولى توصل كل منهما إلى تنفيذ أجندته في منطقة اعتاد سكانها على الاختباء خلف النوافذ المغلقة وأدوات بدائية للوقاية من الغازات النووية!!
 0  0  2691