العلم بين مفهومنا ومفهوم الآخرين !
بسم الله الرحمن الرحيم
هم يتخذون من العلم مطية إلى أهداف وضيعة ومرام مشبوهة ، ونحن نتخذ العلم وسيلة لتحقيق الرفاهية والسعادة لأبنائنا وأبناء غيرنا !.. ثمة مفارقة واضحة : أليس كذلك .؟ ولكن المفارقة الأكبر أنهم يشترون إعلام العالم بثمن بخس ، ونحن نبحث عن إعلام نظيف نزيه يصغي إلينا ، ويتحدث بصدق عن حقائقنا ووقائعنا ومعاناتنا !
على كل حال .. لايمكن للعلم الحقيقي إلا أن يكون أداة للنفع والفائدة ووسيلة لتهذيب النفوس والارتقاء بالقيم والأخلاق ولايمكن للعلماء الحقيقيين إلا أن يكونوا جنودا أوفياء يسعون إلى الدفاع عن الإنسان ووجوده . وان حصل العكس فهذا طفرة أو شذوذ ولايمكن أن يكون قاعدة ثابتة يعتمد عليها مهما حاولت وسائل الإعلام المسيطرة تجميله وترويجه وتسويقه .
لايمكن أن نسمي الطائرات الحديثة التي تقصف الوف الآمنين علما ، ولا يمكن أن نسمي المدافع المبتكرة التي تدك بيوت النساء و الأطفال .. علما . ولا يمكن أن نسمي الذين يخططون للقتل و الخراب في الجولان السوري والجنوب اللبناني وفلسطين المحتلة .. علماء . أنهم يمثلون شريحة سيادية في المجتمعات البشرية لها أسلوبها المستهجن الذي لايقره عاقل في هذا العالم.
علماؤنا العرب .. على غير هذه الشاكلة !
علماؤنا احتضنوا العالم بذراعين حنونين قدموا له المصابيح التي أضاءت طرق السلامة ، قدموا المعرفة التي رسمت البسمة على الشفاه ، وانتزعت الحزن والبؤس من تضاريس الوجوه ، وساعدت كل إنسان على التكيف مع ما حوله من نبات وحيوان وجماد .. وما زالت آثارهم تدل عليهم ، ما زالت شاهدة على كل عطاء .. وكل موهبة . وكل إبداع . انظروا إلى جامعات الغرب ، من أين استقوا علومهم ، واتوا ببرامجهم المنظمة ، وعدلوا أساليب بحوثهم ودراساتهم ، من أين أتوا بمنهجية التفكير ، وعقلانية التدبير .. منا ين جاؤوا بفلسفة الحياة العلمية والطبية والزراعية والتجارية والصناعية والتكنولوجية .
لقد رسم أجدادنا خرائط للعالم القديم ساعدت القوافل في تجاربها ، والسفر في ملاحتها ، و الأمم في تعارفها وتواصلها .
واكتشفوا تشريح الجسد الإنساني الذي رسخ في الجراحة ودعم التشخيص والمعالجة وشفى الآلاف المؤلفة من المرضى والمصابين.
ووضعوا أسس ومبادئ علم الفلك ، فعرفوا مدارج القمر وحركة الكواكب ومواقع النجوم ، ومكانة الأرض في هذا الكون الواسع اللامتناهي .
لقد بنى أجدادنا امة متطورة سبقت الأمم الأخرى في ميادين الطب والصيدلة والعلوم الإنسانية فقد ثبت تاريخنا وبالدليل القاطع .. أن الزهراوي والرازي وابن سينا وابن زهر وغيرهم من العلماء الأفذاذ كانوا مشاعل مضيئة في عالم ما يزال يتخبط في دياجير الظلام آنئذ .
وقد اعتمدت حضارة هؤلاء الأجداد . في الأساس ، على التواصل مع الحضارات الأخرى . اخذوا منها وأخذت منهم ثم جددوا وطوروا ما استقوه من علوم الآخرين . لقد كان الكتاب المترجم يعطي وزنه ذهبا تقديرا وتشجيعا لصاحبه . ولولا هذا ما قدم العرب ذلك المزيج العلمي الرائع الذي يجمع بين معارف الشرق ومعارف الغرب ، ويعتمد على تواصل وتلاحم حضارات العالم في كل مكان .
ونحن .. من نحن ؟ أحفاد أولئك الغر الميامين .فلماذا لا نكون خير خلف لخير سلف ، لماذا لانقدم شيئا جديدا للعالم الذي يحيط بنا ، لماذا لانسهم ولو بقسط يسير ـ في حضارة الوطن وحضارة الإنسانية جمعاء ؟ لماذا لانصوغ معلومة عصرية همها البناء لا الخراب . وهدفها السعادة لا الشقاء . وغايتها سبل الصحة والعافية لا النابالم الذي يحرق الوجود ويشوه الأبدان ، ولا القذائف الجرثومية والكيماوية التي تقضي إلى الموت أو العاهات المستديمة ، ولا أسلحة الدمار الشامل التي تقضي على كل حي وجميل في هذه المعمورة.
لماذا لا نلح ـ في عصرنا الحالي ـ على ضرورة العودة إلى ما كنا عليه لماذا لا نبحث عن المنبهات التي تدفعنا إلى صحوة علمية جديدة ، وتنفض غبار الجهل والتواكل عن كواهلنا وتُعيد إلينا أيامنا الفاعلة والمؤثرة عسى أن تمتزج الآراء العلمية على اختلاف أصحابها وتتداخل الأفكار الطبية بغض النظر عن منشئها وموطنها ، ويولد من جديد المزيج العلمي الحضاري الذي افتقدناه منذ افتقدنا تلك العصور الذهبية التي عاشتها سابقا امتنا العربية والإسلامية؟
العلم بين مفهومنا ومفهوم الآخرين !
هم يتخذون من العلم مطية إلى أهداف وضيعة ومرام مشبوهة ، ونحن نتخذ العلم وسيلة لتحقيق الرفاهية والسعادة لأبنائنا وأبناء غيرنا !.. ثمة مفارقة واضحة : أليس كذلك .؟ ولكن المفارقة الأكبر أنهم يشترون إعلام العالم بثمن بخس ، ونحن نبحث عن إعلام نظيف نزيه يصغي إلينا ، ويتحدث بصدق عن حقائقنا ووقائعنا ومعاناتنا !
على كل حال .. لايمكن للعلم الحقيقي إلا أن يكون أداة للنفع والفائدة ووسيلة لتهذيب النفوس والارتقاء بالقيم والأخلاق ولايمكن للعلماء الحقيقيين إلا أن يكونوا جنودا أوفياء يسعون إلى الدفاع عن الإنسان ووجوده . وان حصل العكس فهذا طفرة أو شذوذ ولايمكن أن يكون قاعدة ثابتة يعتمد عليها مهما حاولت وسائل الإعلام المسيطرة تجميله وترويجه وتسويقه .
لايمكن أن نسمي الطائرات الحديثة التي تقصف الوف الآمنين علما ، ولا يمكن أن نسمي المدافع المبتكرة التي تدك بيوت النساء و الأطفال .. علما . ولا يمكن أن نسمي الذين يخططون للقتل و الخراب في الجولان السوري والجنوب اللبناني وفلسطين المحتلة .. علماء . أنهم يمثلون شريحة سيادية في المجتمعات البشرية لها أسلوبها المستهجن الذي لايقره عاقل في هذا العالم.
علماؤنا العرب .. على غير هذه الشاكلة !
علماؤنا احتضنوا العالم بذراعين حنونين قدموا له المصابيح التي أضاءت طرق السلامة ، قدموا المعرفة التي رسمت البسمة على الشفاه ، وانتزعت الحزن والبؤس من تضاريس الوجوه ، وساعدت كل إنسان على التكيف مع ما حوله من نبات وحيوان وجماد .. وما زالت آثارهم تدل عليهم ، ما زالت شاهدة على كل عطاء .. وكل موهبة . وكل إبداع . انظروا إلى جامعات الغرب ، من أين استقوا علومهم ، واتوا ببرامجهم المنظمة ، وعدلوا أساليب بحوثهم ودراساتهم ، من أين أتوا بمنهجية التفكير ، وعقلانية التدبير .. منا ين جاؤوا بفلسفة الحياة العلمية والطبية والزراعية والتجارية والصناعية والتكنولوجية .
لقد رسم أجدادنا خرائط للعالم القديم ساعدت القوافل في تجاربها ، والسفر في ملاحتها ، و الأمم في تعارفها وتواصلها .
واكتشفوا تشريح الجسد الإنساني الذي رسخ في الجراحة ودعم التشخيص والمعالجة وشفى الآلاف المؤلفة من المرضى والمصابين.
ووضعوا أسس ومبادئ علم الفلك ، فعرفوا مدارج القمر وحركة الكواكب ومواقع النجوم ، ومكانة الأرض في هذا الكون الواسع اللامتناهي .
لقد بنى أجدادنا امة متطورة سبقت الأمم الأخرى في ميادين الطب والصيدلة والعلوم الإنسانية فقد ثبت تاريخنا وبالدليل القاطع .. أن الزهراوي والرازي وابن سينا وابن زهر وغيرهم من العلماء الأفذاذ كانوا مشاعل مضيئة في عالم ما يزال يتخبط في دياجير الظلام آنئذ .
وقد اعتمدت حضارة هؤلاء الأجداد . في الأساس ، على التواصل مع الحضارات الأخرى . اخذوا منها وأخذت منهم ثم جددوا وطوروا ما استقوه من علوم الآخرين . لقد كان الكتاب المترجم يعطي وزنه ذهبا تقديرا وتشجيعا لصاحبه . ولولا هذا ما قدم العرب ذلك المزيج العلمي الرائع الذي يجمع بين معارف الشرق ومعارف الغرب ، ويعتمد على تواصل وتلاحم حضارات العالم في كل مكان .
ونحن .. من نحن ؟ أحفاد أولئك الغر الميامين .فلماذا لا نكون خير خلف لخير سلف ، لماذا لانقدم شيئا جديدا للعالم الذي يحيط بنا ، لماذا لانسهم ولو بقسط يسير ـ في حضارة الوطن وحضارة الإنسانية جمعاء ؟ لماذا لانصوغ معلومة عصرية همها البناء لا الخراب . وهدفها السعادة لا الشقاء . وغايتها سبل الصحة والعافية لا النابالم الذي يحرق الوجود ويشوه الأبدان ، ولا القذائف الجرثومية والكيماوية التي تقضي إلى الموت أو العاهات المستديمة ، ولا أسلحة الدمار الشامل التي تقضي على كل حي وجميل في هذه المعمورة.
لماذا لا نلح ـ في عصرنا الحالي ـ على ضرورة العودة إلى ما كنا عليه لماذا لا نبحث عن المنبهات التي تدفعنا إلى صحوة علمية جديدة ، وتنفض غبار الجهل والتواكل عن كواهلنا وتُعيد إلينا أيامنا الفاعلة والمؤثرة عسى أن تمتزج الآراء العلمية على اختلاف أصحابها وتتداخل الأفكار الطبية بغض النظر عن منشئها وموطنها ، ويولد من جديد المزيج العلمي الحضاري الذي افتقدناه منذ افتقدنا تلك العصور الذهبية التي عاشتها سابقا امتنا العربية والإسلامية؟
عقيد م / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
alfrrajmf@hotmail.com