إعلام " ضد الوطن !!
إعلام ضد الوطن!!
في العقدين الأخيرين منذ العام 1990 م وما اعقبه من انفجار مهول في تقنية الاتصالات والمعلومات بدرجة قد توازي تطور البشرية لعصور كثيرة مجتمعه ,,حصل وان اصبح العالم قرية او قل بيتا صغيرا ان لم يكن كل العالم في جيب طفل صغير الان (من خلال الجوال تستطيع ان تدلف لشبكة المعلومات العالمية من أي موقع وفي أي وقت)في الزمان الماضي,, واتذكر تقريبا ايام طفولتي المبكرة في الاعوام 1398 ما اعقبها من سنين كان جل الطموح ان يشاهد الانسان السعودي هنيهات صافيه لشاشة التلفزيون في ليال معدودة خلال العام كاملا من بث التلفزيون السعودي ان كانت الاجواء ملائمة في المنطقة (وانت وحظك)ولاحظوا انني قلت التلفزيون السعودي حيث لم يكن يخطر بالبال انذاك مبدأ ان يكون التلفزيون ذا قنوات متعددة حيث كان هذا ضربا من الخيال العلمي المستحيل-إن لم يكن رجسا من عمل الشيطان!!
المهم انه بعد العام 1990 م دخلت المملكة كغيرها من الدول في العالم مرحلة جديدة القت بظلالها على المجتمع اجمالا
ولن ندخل في متاهات ايجابيات وسلبيات ذلك على كافة الأصعدة والمستويات والشؤون.
ما يهمنا هنا ,,اننا بدأنا نسمع عن مصطلحات جديدة لم تكن معروفة من قبل ولم تكن تشغل بال المواطن السعودي
ومنها حرية الاعلام او الاعلام الحر اللذي لا يتقيد بسلطة الرقابة الحكوميه عليه بشتى وسائلة المختلفة واللذي كان جزءا من متغيرات كبيرة تضمنها تيار التغيير الكبير والهادر في ظل انفجار معلوماتي هائل جعل المصطلحات والافكار والرؤى تتنقل مسافرة وقاطعة الاف الاميال والقارات بضغطة زر لاغير, وكما هو معروف ان التريث المتزن في الدخول وقبول المعطيات الجديده فن لم تنجح فيه أي دولة في العالم باستثناء الصين ذات التحول البطيء المتدرج نحو متغيرات جديدة.
دعونا هنا ندخل لموضوع المقال ,الا وهو ممارسة الاعلام الحر في الوطن
هل اصبحنا فعلا في مرحلة نكون مؤهلين فيها لممارسة الاعلام الحر ؟؟
وهل اصبحت كوادرنا الاعلاميه مؤهله لممارسة هذا الدور الحساس جدا؟؟
وهل اصبحنا اقدر حاليا على تقبل ما يفرزه اعلامنا الحر من امور قد يكون منها السلبي بقصد العلاج والاصلاح؟؟
ام اننا لازلنا في مرحلة الانتقاد فقط ؟؟وشن حملات الويل والثبور على الحكومة والادارات المختلفه من خلال افراز موقف معين نقل لنا من اعلامنا تحت رداء الاعلام الحر؟؟
وهل المحيط العربي القريب والبعيد ايضا مؤهل لتقبل ذلك بغض النظر عن اهدافه وانتماءاته؟؟
كل ذلك تساؤلات تطرح نفسها بقوة ولعل مثار ذلك ما درج عليه التلفزيون السعودي مؤخرا وفي تنافس محموم بين عدد من الشباب (الغر) من الاعلاميين للتسابق لابراز كل ما يمكن ان يطلق عليه جانبا سلبيا في المملكه لا لسبب الا لاستغلال طبيعة الانسان التي قد لا تحفل بالمنجز ثم تهب منجرة وراء كل مثلب او قصور.
من المسلم اننا لسنا مجتمعا ملائكيا,كما اننا لسنا أكرم الخلق على الله حتى لا يوجد بيننا أمي او فقير او مجرم او منحرف فخير عصر عرفته البشرية هو عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان فيهم الفقير والمذنب والمسيء ,بل ان بيت نبينا عليه الصلاة والسلام كان يمر عليه ثلاثة اهلة لا توقد فيه نار, ولكي لا يكون ما سبق مبررا للجوانب السلبية في المجتمع السعودي فنقول اننا في ظل حكومة لا تألوا جهدا في اصلاح الشأن العام قاطبة دون التوقف عند الحالات الفردية مهما كان حجم معاناتها وان كانت الامثلة تنطق بان الحالات الفردية ايضا تنال جانبا من الاهتمام في ظل غياب الاعلام عنها الا انني كما قلت نجد ممارسة غير منضبطة ولا مؤهلة للإعلام الحر في تبيان وعرض بعض هذه الحالات الفردية مما يشكل صورة سلبية عن المملكة في الخارج بل وحتى الداخل وينشئ توجها فكريا منفلتا انتقاديا حتى ممن قد لايكونون ضمن حلقة الدائرة الشاملة للحالة ويهيئ فرصة ذهبية يهتبلها اعداء الوطن للنيل من الانجازات والمكتسبات وسحقها هباءً بين حجري رحى وقودها موقف سلبي استثنائي .
كل ما سبق تبادر الى ذهني من خلال اطلاعي على مقطع في اليوتيوب لسيده فقيرة من الرياض تطلب دعما ومساعدة وتامين اعاشة حتى لو كان لحم حمار !!! أجلكم الله قد يكون الفقر والعوز اضافة الى غياب الوعي الوطني لدى هذه السيدة امرا يشفع لها بان تقول ذلك , لكن مالم اجدله مبررا هو ذلك المذيع (الغر) واللذي بدت على ملامحه في المقطع امارات واشارات وقسمات فرح وكانه فاتح الاندلس او محرر اراضي فلسطين !!!
كما لا اتصور ان تمر مثل هذه المادة وغيرها مرور الكرام على ادارة التلفزيون السعودي بهذا الشكل الغريب والارتجالي وقيسوا على ذلك عددا من المواضيع والجوانب ذات الجلباب نفسه وتحت العباءة ذاتها.
لست ضد ان تعكس وسائل الاعلام احتياجات ومشاكل المسحوقين والمعوزين والفقراء من الشعب, لكنني في نفس الوقت لا ارتضي ابدا ان نتحول جذريا من اقصى اليسار لاقصى اليمين دون وعي باندفاع غير مرسوم ولا مخطط معللين ذلك باننا نساير العصر ونواكب الركب تاركين الامر بيد عدد من الشباب المندفع الباحث عن امجاد شخصيه على حساب مقومات ومسلمات وطنية.
لم أجد مطلقا أي مواطن عربي يتكلم بمثل ما تكلمت به تلك السيدة بالرغم ان دولا عديدة عربية يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر بل ولا يوجد أي جهة حكومية تقدم لهم أي مساعدة اطلاقا ومع ذلك لديهم من الولاء ما يمنعهم من استخدام مواقف وحالات شخصية لصبغ وطن كامل من خلالها.
الاعلام امانة واي امانة,,
لابد من ان يؤهل الاعلاميون في كافة الوسائل الاعلامية بالشكل الامثل لممارسة مثل هذه الوظائف الخطيرة على المستوى الوطني لا ان نتلقف كل خريج من قسم اعلام منذ اليوم الأول ثم نجعله بين ليلة وضحاها نجما للشاشة بلا منازع.
تذكروا فقط وقارنوا بين مذيعي الزمن الجميل (حسين نجار-ماجد الشبل-غالب كامل-عوني كنانه-سليمان العيسى محمد الرشيد) مع مذيعي الوقت الحالي وفقط في قنواتنا السعودية.
شاهدوا بتمعن مذيعي النشرات وان اردتم ايضا ان تزداد معاناتكم فشاهدوا مذيعي النشرة الجوية (سقى الله ايام حسن كراني وجملته الشهيره :شكرا لإزغائكم)
لا يستحق وطن بمستوى المملكة ان يعكس صورته ثلة من الاعلاميين اللذين لاذنب لهم الا انهم زجوا بكل بساطة في مسار عكس الصورة الحقيقية لدولة قائدة للعالم الاسلامي ,, فلم يكن منهم الا ان عجزوا على ان يتبوأوا المقام والمكان والحدث المطلوب منهم وكأنهم يتعاملون مع لعبة (البلاي ستيشن او الجيم بوي) التي ترعرعوا ونشأوا على فن ممارستها ولا يزالون .
المهم انه بعد العام 1990 م دخلت المملكة كغيرها من الدول في العالم مرحلة جديدة القت بظلالها على المجتمع اجمالا
ولن ندخل في متاهات ايجابيات وسلبيات ذلك على كافة الأصعدة والمستويات والشؤون.
ما يهمنا هنا ,,اننا بدأنا نسمع عن مصطلحات جديدة لم تكن معروفة من قبل ولم تكن تشغل بال المواطن السعودي
ومنها حرية الاعلام او الاعلام الحر اللذي لا يتقيد بسلطة الرقابة الحكوميه عليه بشتى وسائلة المختلفة واللذي كان جزءا من متغيرات كبيرة تضمنها تيار التغيير الكبير والهادر في ظل انفجار معلوماتي هائل جعل المصطلحات والافكار والرؤى تتنقل مسافرة وقاطعة الاف الاميال والقارات بضغطة زر لاغير, وكما هو معروف ان التريث المتزن في الدخول وقبول المعطيات الجديده فن لم تنجح فيه أي دولة في العالم باستثناء الصين ذات التحول البطيء المتدرج نحو متغيرات جديدة.
دعونا هنا ندخل لموضوع المقال ,الا وهو ممارسة الاعلام الحر في الوطن
هل اصبحنا فعلا في مرحلة نكون مؤهلين فيها لممارسة الاعلام الحر ؟؟
وهل اصبحت كوادرنا الاعلاميه مؤهله لممارسة هذا الدور الحساس جدا؟؟
وهل اصبحنا اقدر حاليا على تقبل ما يفرزه اعلامنا الحر من امور قد يكون منها السلبي بقصد العلاج والاصلاح؟؟
ام اننا لازلنا في مرحلة الانتقاد فقط ؟؟وشن حملات الويل والثبور على الحكومة والادارات المختلفه من خلال افراز موقف معين نقل لنا من اعلامنا تحت رداء الاعلام الحر؟؟
وهل المحيط العربي القريب والبعيد ايضا مؤهل لتقبل ذلك بغض النظر عن اهدافه وانتماءاته؟؟
كل ذلك تساؤلات تطرح نفسها بقوة ولعل مثار ذلك ما درج عليه التلفزيون السعودي مؤخرا وفي تنافس محموم بين عدد من الشباب (الغر) من الاعلاميين للتسابق لابراز كل ما يمكن ان يطلق عليه جانبا سلبيا في المملكه لا لسبب الا لاستغلال طبيعة الانسان التي قد لا تحفل بالمنجز ثم تهب منجرة وراء كل مثلب او قصور.
من المسلم اننا لسنا مجتمعا ملائكيا,كما اننا لسنا أكرم الخلق على الله حتى لا يوجد بيننا أمي او فقير او مجرم او منحرف فخير عصر عرفته البشرية هو عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان فيهم الفقير والمذنب والمسيء ,بل ان بيت نبينا عليه الصلاة والسلام كان يمر عليه ثلاثة اهلة لا توقد فيه نار, ولكي لا يكون ما سبق مبررا للجوانب السلبية في المجتمع السعودي فنقول اننا في ظل حكومة لا تألوا جهدا في اصلاح الشأن العام قاطبة دون التوقف عند الحالات الفردية مهما كان حجم معاناتها وان كانت الامثلة تنطق بان الحالات الفردية ايضا تنال جانبا من الاهتمام في ظل غياب الاعلام عنها الا انني كما قلت نجد ممارسة غير منضبطة ولا مؤهلة للإعلام الحر في تبيان وعرض بعض هذه الحالات الفردية مما يشكل صورة سلبية عن المملكة في الخارج بل وحتى الداخل وينشئ توجها فكريا منفلتا انتقاديا حتى ممن قد لايكونون ضمن حلقة الدائرة الشاملة للحالة ويهيئ فرصة ذهبية يهتبلها اعداء الوطن للنيل من الانجازات والمكتسبات وسحقها هباءً بين حجري رحى وقودها موقف سلبي استثنائي .
كل ما سبق تبادر الى ذهني من خلال اطلاعي على مقطع في اليوتيوب لسيده فقيرة من الرياض تطلب دعما ومساعدة وتامين اعاشة حتى لو كان لحم حمار !!! أجلكم الله قد يكون الفقر والعوز اضافة الى غياب الوعي الوطني لدى هذه السيدة امرا يشفع لها بان تقول ذلك , لكن مالم اجدله مبررا هو ذلك المذيع (الغر) واللذي بدت على ملامحه في المقطع امارات واشارات وقسمات فرح وكانه فاتح الاندلس او محرر اراضي فلسطين !!!
كما لا اتصور ان تمر مثل هذه المادة وغيرها مرور الكرام على ادارة التلفزيون السعودي بهذا الشكل الغريب والارتجالي وقيسوا على ذلك عددا من المواضيع والجوانب ذات الجلباب نفسه وتحت العباءة ذاتها.
لست ضد ان تعكس وسائل الاعلام احتياجات ومشاكل المسحوقين والمعوزين والفقراء من الشعب, لكنني في نفس الوقت لا ارتضي ابدا ان نتحول جذريا من اقصى اليسار لاقصى اليمين دون وعي باندفاع غير مرسوم ولا مخطط معللين ذلك باننا نساير العصر ونواكب الركب تاركين الامر بيد عدد من الشباب المندفع الباحث عن امجاد شخصيه على حساب مقومات ومسلمات وطنية.
لم أجد مطلقا أي مواطن عربي يتكلم بمثل ما تكلمت به تلك السيدة بالرغم ان دولا عديدة عربية يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر بل ولا يوجد أي جهة حكومية تقدم لهم أي مساعدة اطلاقا ومع ذلك لديهم من الولاء ما يمنعهم من استخدام مواقف وحالات شخصية لصبغ وطن كامل من خلالها.
الاعلام امانة واي امانة,,
لابد من ان يؤهل الاعلاميون في كافة الوسائل الاعلامية بالشكل الامثل لممارسة مثل هذه الوظائف الخطيرة على المستوى الوطني لا ان نتلقف كل خريج من قسم اعلام منذ اليوم الأول ثم نجعله بين ليلة وضحاها نجما للشاشة بلا منازع.
تذكروا فقط وقارنوا بين مذيعي الزمن الجميل (حسين نجار-ماجد الشبل-غالب كامل-عوني كنانه-سليمان العيسى محمد الرشيد) مع مذيعي الوقت الحالي وفقط في قنواتنا السعودية.
شاهدوا بتمعن مذيعي النشرات وان اردتم ايضا ان تزداد معاناتكم فشاهدوا مذيعي النشرة الجوية (سقى الله ايام حسن كراني وجملته الشهيره :شكرا لإزغائكم)
لا يستحق وطن بمستوى المملكة ان يعكس صورته ثلة من الاعلاميين اللذين لاذنب لهم الا انهم زجوا بكل بساطة في مسار عكس الصورة الحقيقية لدولة قائدة للعالم الاسلامي ,, فلم يكن منهم الا ان عجزوا على ان يتبوأوا المقام والمكان والحدث المطلوب منهم وكأنهم يتعاملون مع لعبة (البلاي ستيشن او الجيم بوي) التي ترعرعوا ونشأوا على فن ممارستها ولا يزالون .
فهد بن عبد الرحمن الشهري
14/8/1431هـ
القاهرة
14/8/1431هـ
القاهرة