الخطابه !
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطابة !
بقلم / العقيد (م) محمد فراج الشهري ..
الخطابة فن جميل. من أهم مقوماته البلاغة والذكاء .لكن حتى اخطب الناس يتملكه العي أحيانا ويضطرب.0 فلا يبقى له من خشية خلاص السرعة بديهته. وهو مايسمى بحبس التخلص. احد الشعراء الأمويين ويدعى ثابت بن قطنة . ولي خراسان فصعد المنبر يوم الجمعة ورام الكلام. فتعذر عليه . فقال.انتم إلى أمير فعال أحوج منكم إلى أمير قوال . ونزل فلم يلحظ احد شيئاً.
التظاهر بالعي اعتمده الحجاج بن يوسف حيلة عند وصوله والياً على الكوفة فصعد المنبر متلثماً وجلس لايفوه بكلمة واضحاً إبهامه على فيه.
فاستصغر الحاضرون شاْنه ولمنوه ولعنوا من أرسله.اعتبروه غلاماً عيباً لايستطيع أن ينطق حتى نزغ لثامه وألقى فيهم خطبته الشهيرة بعد أبيات قليلة عرف بها بنفسه.
فأوقع في قلوبهم الهلع حتى مماته. اشتهر كثيرون قديماً بالخطابة . منهم قس بن ساعدة الأيادي والإمام علي وزياد ابن أبيه .الذي قبل لخطبته الأولى البتراء لوقوعها كحد السيف على الناس اقتصرت الخطب في العصور الأولى على السياسة والحرب والإرشاد.لكنها مع تطور نظم الحياة وتقاليدها تعدت هذا الحيز إلى المناسبات الاجتماعية فغلب عليها تكلف السجع
الا بادراً . ومن طرائف المرويات في هذا أن أيوب بن القؤية دعي إلى الكلام في مجلس فاحتبس عليه القول فاكتفى بإلقاء هذه الجملة قد طال السمر وسقط القمر واشتد المطر فماذا ينتظر . فأجابه فتى من عبد القيس والفتيان يهوون الإحراج.
قد طال الأرق وسقط الشفق وكثر اللثق (الندى) فلينطلق من نطق.
هذه الطرفة تدخل في باب الارتباك ولاتشابه تعدي البعض على هذه الموهبة وادعائها بسفسطه كلامية لامعنى لها من مثل سماع الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام احدهم يقول .طلع سهيل وبرد الليل (ويقصد نجم سهيل)فكرة ذلك قال أن سهيلاً لم يأت بحر ولا يبرد قط.
يبقى آن أكثر الخطب وقعاً في النفوس تلك التي تجمع الإيجاز مع البلاغة وتبقي الحضور متيقظاً متنبهاً لمتابعتها. فلا تبعث على الملل أو تصبح مناسبة للاستغراق في النوم كما يحصل في أيامنا هذه .
عقيد م / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
الخطابة !
بقلم / العقيد (م) محمد فراج الشهري ..
الخطابة فن جميل. من أهم مقوماته البلاغة والذكاء .لكن حتى اخطب الناس يتملكه العي أحيانا ويضطرب.0 فلا يبقى له من خشية خلاص السرعة بديهته. وهو مايسمى بحبس التخلص. احد الشعراء الأمويين ويدعى ثابت بن قطنة . ولي خراسان فصعد المنبر يوم الجمعة ورام الكلام. فتعذر عليه . فقال.انتم إلى أمير فعال أحوج منكم إلى أمير قوال . ونزل فلم يلحظ احد شيئاً.
التظاهر بالعي اعتمده الحجاج بن يوسف حيلة عند وصوله والياً على الكوفة فصعد المنبر متلثماً وجلس لايفوه بكلمة واضحاً إبهامه على فيه.
فاستصغر الحاضرون شاْنه ولمنوه ولعنوا من أرسله.اعتبروه غلاماً عيباً لايستطيع أن ينطق حتى نزغ لثامه وألقى فيهم خطبته الشهيرة بعد أبيات قليلة عرف بها بنفسه.
فأوقع في قلوبهم الهلع حتى مماته. اشتهر كثيرون قديماً بالخطابة . منهم قس بن ساعدة الأيادي والإمام علي وزياد ابن أبيه .الذي قبل لخطبته الأولى البتراء لوقوعها كحد السيف على الناس اقتصرت الخطب في العصور الأولى على السياسة والحرب والإرشاد.لكنها مع تطور نظم الحياة وتقاليدها تعدت هذا الحيز إلى المناسبات الاجتماعية فغلب عليها تكلف السجع
الا بادراً . ومن طرائف المرويات في هذا أن أيوب بن القؤية دعي إلى الكلام في مجلس فاحتبس عليه القول فاكتفى بإلقاء هذه الجملة قد طال السمر وسقط القمر واشتد المطر فماذا ينتظر . فأجابه فتى من عبد القيس والفتيان يهوون الإحراج.
قد طال الأرق وسقط الشفق وكثر اللثق (الندى) فلينطلق من نطق.
هذه الطرفة تدخل في باب الارتباك ولاتشابه تعدي البعض على هذه الموهبة وادعائها بسفسطه كلامية لامعنى لها من مثل سماع الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام احدهم يقول .طلع سهيل وبرد الليل (ويقصد نجم سهيل)فكرة ذلك قال أن سهيلاً لم يأت بحر ولا يبرد قط.
يبقى آن أكثر الخطب وقعاً في النفوس تلك التي تجمع الإيجاز مع البلاغة وتبقي الحضور متيقظاً متنبهاً لمتابعتها. فلا تبعث على الملل أو تصبح مناسبة للاستغراق في النوم كما يحصل في أيامنا هذه .
عقيد م / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com