×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

"ايها الكبار ..أنتم كباراً..

أيها الكبار...أنتم كباراً..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين,,, وبعد:

أيها الأحبة بعد خالص السلام اقف وإياكم مع موضوع مهم وخاطرة طالما جالت بخاطري كثيرا فئة من الناس هي من التقدير والتبجيل بمكان , زينة المجالس تذكرنا بالزمان الماضي بحلوه ومره , وأننا يوماً سنبلغ مابلغوا إن طال بنا الزمن , يذكرنا حرصهم المحمود في شتى الأمور بتلك التجارب التي خاضوها و الخبرات التي اكتسبوها في الزمن الماضي من حياتهم , ما دعاني للتذكير بهذا الموضوع وهو حق الكبار من الأباء والأجداد لبيان الحق الذي لهم علينا وإن كنا نعيش والحمد لله في مجتمع يعرف للكبير قدره وحقه وهذا ماتمليه علينا تعاليم ديننا الحنيف إنما أورد هذا الموضوع من باب الذكرى.
فسبحان من خلق الخلق بقدرته, وصرَّفهم في هذا الوجود والكون بعلمه وحكمته, وأسبغ عليهم الآلاء والنعماء بفضله وواسع رحمته, خلق الإنسان ضعيفًا خفيفًا ثم أمده بالصحة والعافية فكان به حليمًا رحيمًا لطيفًا اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً قوة الشباب التي يعيش بها أجمل الأيام والذكريات مع الأصحاب والأحباب, ثم يقف عند آخر هذه الحياة فينظر إليها كأنها نسج من الخيال أو ضرب من الأحلام. يقف في آخر هذه الحياة وقد ضعف بدنه وانتابته الأسقام والآلام ثم بعد ذلك يفجع بفراق الأحبة والصحب الكرام.
إنه الكبير الذي رق عظمه وكبر سنه وخارت قواه وشاب رأسه، إنه الكبير الذي نظر الله إلى ضعفه وقلة حيلته فرحمه وعفا عنه إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء: 98, 99].
نقف هذه الوقفه مع الكبير مع حقوقه نقف مع مشاعره وأحاسيسه التي طالما جرحت ومع آلامه وهمومه وغمومه وأحزانه في زمن نضب فيه الحب الصادق أو كاد.
أصبح الكبير اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده ثقيلاً حتى على أقربائه وأحفاده.
من هذا الذي يجالسه؟ من هذا الذي يؤانسه؟ من هذا الذي يباسطه ويدخل السرور عليه؟.
ولكن مع هذا وذاك فأنتم أيها الكبار كبار في قلوبنا, وكبار في نفوسنا, وكبار في عيوننا, كبار بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا، أنتم الذين علمتم وربيتم وبنيتم وقدمتم وضحيتم لئن نسي الكثير فضلكم فإن الله لا ينسى, ولئن جحد الكثير معروفكم فإن المعروف لا يَبْلى, ولئن طال العهد على ما قدمتموه من خيرات وتضحيات فإن الخير يدوم ويبقى ثم إلى ربك المنتهى, وعنده الجزاء الأوفى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف:30].
يا معاشر الشباب، توقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام, وسنة من سنن سيد الأنام عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام.
يا معاشر الشباب، ارحموا الكبار وقدروهم ووقروهم وأجلُّوهم فإن الله يحب ذلك ويثني عليه خيرًا كثيرًا, قال : ((إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم)) إذا رأيت الكبير فارحم ضعفه, وأكبر شيبَهُ, وقدِّر منزلته, وارفع درجته.
يا معاشر الشباب، أحسنوا لكبار السن لاسيما من الوالدين "الآباء والأمهات" إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23، 24]
اللهم اختم لنا بخير, اللهم اختم لنا بخير, اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها, وخير أعمالنا خواتمها, وخير أيامنا يوم نلقاك, اللهم اجعل أسعد اللحظات وأعزها لحظة الوقوف بين يديك برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم ارحم كبارنا, ووفق للخير صغارنا, وخذ بنواصينا لما يرضيك عنا... وللحديث تتمة إن شاء الله.

عبدالعزيز بن عبدالوهاب الجهضمي
المدينة النبويه.
 0  0  9021